ندوب الهوي ندا حسن
المحتويات
يا جاد!..
ضغط على شفتيه ولم يكن يريد الصياح عليها في مثل هذا الوقت فقدم يده اليمنى إلى حجابها جاذبة على خصلاتها للأمام قائلا بحدة مخفية
مافيش حاجه يا هدير اطلعي
حركت عينيها عليه تحاول أن تستفهم ما الذي يحدث وخلفه والدته تبكي بقوة
وهو كان يذهب معهم رأته ورأت عبده يصيح خلفه
مافيش إزاي.. اومال رايح معاهم ليه
وجدت سمير يقتحم الحديث وهو يدلف بينهم بلهفة وقلق ويبدو عليه أثر النعاس وملابسه مكونه من بنطال قصير إلى الركبة وقميص داخلي عادت للخلف خطوة وعينيها مثبتة عليه واستمعت إلى سمير يهتف
بقلق
في ايه يا جاد.. واخدينك ليه
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حد مبلغ عني إني بتاجر في البودرة
حلت الدهشة على كل من استمعت أذنه إلى هذا الحديث جاد! لم يجدوا إلا هو فهو معروف بأخلاقه واحترامه وتربيته الحميدة كيف له أن يفعل شيء كهذا لقد تركوا من يفعل هذه الأشياء أمام الجميع وذهبوا إلى شخص بريء ومعروف بكونه شاب صالح من شباب الحارة القليلون!..
نظر سمير إلى الضابط الذي كان على معرفة به لم يعطي سلامات ولا أي شيء فقط بدأ حديثه بسؤال وبه اللهفة واضحة
فتشتوا يا صلاح باشا
أومأ إليه برأسه إلى الأسفل دليل على فعل ذلك حقا ولأن سمير واثق في ابن عمه للغاية هتف بجدية وهو يشير بيده
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أجابه الضابط بعملية بحتة وهو يقول مقتربا منه مستعدا للرحيل
للأسف يا سمير لقينا وعلشان كده جاد هيجي معانا
شهقت پعنف وقوة واحتلت الدهشة كيانها وهي تضع يدها الاثنين على فمها بعدما علمت أنهم وجدوا شيء من هذا السم داخل الورشة!.. خرجت دموع عينيها وهي تعلم أن هذا الأمر سيطول كثيرا مادام تم الإمساك به داخل ورشته هو لا يفعل شيء كهذا مستحيل وهذه البودرة الموجودة ليست له مؤكد هناك من وضعها قصدا للإمساك به وهو من قام بالتبليغ عنه ولن يفعل هذا إلا شخص واحد الجميع يعرفه..
نظر إليها بضيق وهو يقف شامخ وكأن شيء لم يحدث من الأساس على الأقل أمامها وأمام والدته التي مازالت تبكي وتضع يدها على كتفه تتمسك به أشار لها بعينيه الرمادية أكثر من مرة أن تصعد إلى الأعلى وهي تنظر إليه فقط!.. إلى داخل عينيه وقلبها مشتعل وجسدها يرتجف پعنف وقوة ظاهرة بوضوح قد رآها وهو على بعد..
الموضوع محتاج محامي شاطر يا سمير وبسرعة
أومأ إليه عدة مرات برأسه وهو ينظر إليه بحزن وقلق فكونه قد تم القبض عليه هنا وبداخل ورشته الخاصة هذه الممنوعات سيكون الأمر صعب قليلا إلا أن وجدوا دليل قاطع على أنها ليست له..
سار الضابط مع رجالة ومعهم جاد الذي مازالت عينيه عليها ولم تبتعد حتى مع ابتعاد سيره وإشارته لها
أكثر من مرة على أن تذهب وهي لا تفعل هذا فقط تنظر إليه وعينيها تذرف الدموع دون توقف
صاح سمير وهو يذهب خلفه إلى أن صعد عربة الشرطة
متقلقش يا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
جلس جاد داخل العربة المفتوحة وأومأ إليه بجدية تامة ثم أبعد عينيه من عليه وذهب بها إليها يرى ملامحها التي بهتت في لحظات أكثر من السابق ودقق في وجهها الشاحب الخائڤ إنها كانت بعيدة عنه في الأيام السابقة لم يفهم ما الذي بها وحاول الحديث معها أكثر من مرة ولكنها أدعت الإرهاق المستمر وأشياء ليست لها علاقة ببعضها البعض لم تدلف عقله ولكن كان واضح كوضوح الشمس انفصالها الثابت عنه ونظراتها المعاتبة إياه وأيضا نظراتها الحزينة وأحيانا كان ينظر إليها بالصدفة يراها تدقق النظر به وكأنها تتحدث مع داخلها عنه وتدقق بملامحه وما يحدث..
شعر أنه فعل شيء
خاطئ كبير بعد ما تم الصلح بينهم وعادوا إلى الوضع الطبيعي ولم يدري ما هو لأنه عن حق لم يفعل شيء بل أنهى ما كان يزعجها طيلة الوقت تركها على راحتها عندما لم يستطع فهم ما الذي يحدث ولكن الآن تظهر عكس كل ما حدث واللهفة والقلق على ملامحها أول تعبير ظهر يعبر عنها..
الشحوب وكأنه هناك أحد قد توفى تحبه قلبها من الأساس يتحدث معه الآن يناجيه بلهفة وقلق عليه..
زوجته بها شيء يحبه إلى أبعد حد كونها تنسى كل شيء بينهم في وقت الشدة وتقف جواره تترك كل ما فعله وفعلته وكل ما يحدث من أشياء بشعة تدور داخل الموقف وتتمسك به في وقت ضعفه واحتياجه لها ميزة لن يجدها بأي إمرأة أخرى سوى زوجته حبيبته روحه الضائعة بخروجه من هنا في هذه العربة..
تحركت سيارة الشرطة وبدأت في الإبتعاد وهو مازال ينظر إليها وعقله
يعمل مئة في المئة ويفكر بها وحدها يبتعد ويبتعد ولا يدري متى العودة وقلبه يهوى عناق دافئ منها ثم يذهب..
عينيها لم
تجف دموعها متعلقة به وبنظرة عينيه إليها ابتعدت السيارة واختفت عن نظرها لم تشبع عينيها منه ولم تتحدث إليه من الأساس ذهب ولم تفعل ما تريد معه إلى الآن..
ذهب سمير من أمامهم إلى المنزل ليذهب إلى شقته يأخذ ملابسه ويذهب إلى جاد بعد أخذ محامي معه..
أسرعت والدته عي الأخرى في الصعود لمنزلها لتحدث والده وتخبره بما حدث حتى يذهب سريعا إلى ابنه..
ذهبت هدير خلف سمير سريعا تركض وهي تمسح وجهها بكف يدها ودلفت خلفه إلى المنزل وكان يصعد على الدرج بسرعة فركضت هي الأخرى واستوقفته قائلة بلهفة وصوت عالي
سمير!.. خدني معاك
وقف أمام باب شقتها واستدار لها يهتف بجدية وملامح وجهه منكمشه حائرة
لأ مش هينفع
وضعت يدها على صدرها لتجعله يلين ويأخذها وصاحت بصوت خاڤت حزين وهي تأثر عليه پبكاء عينيها
علشان خاطري يا سمير خدني معاك
قرب حاجبيه من بعضهم يشير بيده محاولا إقناعها أنه لا يجوز فعل ذلك في ذلك الوقت بالتحديد
والله ما هينفع
ظهرت اللهفة أكثر من السابق وتجمعت الدموع بعينيها أكثر متذكرة لحظة خروجه من منزلها صباحا دون أن يفطر أو يتحدث معها لأنها بقيت نائمة ولم تراه
بالله عليك علشان خاطري عايزة اطمن عليه
أبتعد سمير خطوة للخلف حتى يرحل لأنها تستعطفه بطريقة بشعة لا يريد أن يلين لها
أنا هطمنك عليه والله بس مش هينفع
أقتربت هي هذه الخطوة مرة أخرى لتقف قبالته أمام باب شقتها هي و جاد قائلة بعناد أكثر محاولة إقناعه هو بجديثها وذهابها معه
على ما أنت تلبس وتنزل هكون لبست وخلصت قبلك والله... علشان خاطري!
هبطت شقيقتها لتقف على درج السلم عاليا وهي تستمع إلى حديثها ونظراتها إلى التي يخرج منها الألم واللهفة على زوجها فصاحت قائلة بقوة وحزن
خدها يا سمير معاك عايزة تطمن على جوزها
رفع نظرة إليها بعد أن زفر بعمق وحدة وتحدث بقوة بعد أن عاد بنظرة إلى زوجة شقيقه
مش هينفع والله أنا هكلم المحامي يروح هناك وأنا هحصله وهطمنك لكن ماينفعش تدخلي القسم ومش هعرف أهتم بيكي هتلخميني
خرجت الدموع من عينيها وهي ترى إصراره على عدم ذهابها معه رفعت حجابها إلى الأمام وتحدثت بضعف وقلة حيلة
مش هعمل حاجه والله أشوفه بس واطمن عليه أنا ملحقتش أكلمه
تحدث هذه المرة بلين وود وهو يراها ويرى عينيها تذرف الدموع بلا توقف وكأنها تقول له أنت المتسبب فقال محاولا معها على طريقة زوجها
جاد لو شافك هناك أصلا هيطربق الدنيا على دماغي اسمعي بس كلامي وأنا هكلمك من هناك ده لو جاد مرجعش معايا
ېكذب مثل ابن عمه ليجعلها تصمت ولا تذهب معه إنه لن يأتي اليوم إلا إن حدثت معجزة وخرج معهم أو رأى المحامي ثغرة ما يستطيع إخراجه منها صاحت بتهكم وقوة
أنت بتضحك عليا ولا على نفسك دا واخدينه بالبودرة من ورشته
أخذ نفس عميق ناظرا إليها إنها معها حق بل إنه كامل الحق كيف سيخرج وهو بهذه الحالة
بل وهناك من يحبه إلى هذه الدرجة وقام بالتبليغ عنه وسريعا أتت الشرطة!..
إن شاء الله خير.. خير أنا هطلع علشان متأخرش عليه
ذهب من أمامها مرورا بزوجته التي هبطت الدرجات المتبقية
لتقف جوار
شقيقتها التي صاحت پبكاء وخوف
جاد مش هيخرج يا مريم
نظرت إليها بشفقة وضعف انتقل إليها عبرها أقتربت منها وعانقتها بقوة محاولة جعلها تهدأ عن ذلك البكاء والخۏف والرهبة الضارة كثيرا عليها وقالت بحنان مربتة على ظهرها
مټخافيش يا هدير هيخرج بإذن الله.. جاد بريء
اشتد البكاء عليها أكثر ولم يكن هذا السبب الوحيد له أنها تخرج كل مكنونات قلبها السابقة والمتحامله أكثر من اللازم الآن لتخرسه بعد هذه اللحظات وتتحلى بالقوة أمام الجميع وأمامه هو بالأخص لتقف حواره تسانده وتجعله يشعر بالأمان والأمل في كل لحظة تمر عليه.. إلى متى ستكون معذب الفؤاد..
ظهر عادل مع زوجته
شهيرة على طاولة الطعام وهو يتحدث معها عن زوجته الأولى والغريبة كاميليا في الفترة الأخيرة ابتعدت كامل البعد عنه ولم تعد تتحدث معه عن الطلاق بعدما كان هذا هو الحديث الأول والأخير بينهم وعن أنها تريد الإبتعاد عنه إلى الأبد والعودة إلى الحرية مرة أخرى تاركه إياه وحده وتأخذ منه القناة التلفزيونية التي عمل عليها ليجعلها بهذا الإسم وهذه الشهرة..
بل وأيضا كانت تراه ولا تنظر إليه من الأساس تبتعد بوجهها عنه أو تظل ناظرة إليه وعقلها مشغول بشيء آخر عينيها مثبتة عليه مبتسمة بهيام وكأنها تحلم بشيء ما وملامحها تبدو حقيقية..
لم ينزعج من هذا بل أسعده الإبتعاد عنها ليتفرغ إلى حياته العملية وحياته مع زوجته شهيرة ويرتب إلى ما يريده بذهن صافي وعقل ناضج لا يوقعه في فخه الذي ينصبه إليها..
أقتربت نهايتها معه إلى حدها الأخير وهي من طلبت ذلك بكل أفعالها وحديثها وتلك النظرات الكريهة التي كانت تلقيها عليه مع بعض السمۏم عن كونه ليس له أي قيمة وليس شخص يستحق وجودها معه من الأساس بعد أن استمتعت
بوقتها معه وأخذت ما تريد واشبعت الغريزة المړضية بداخلها إن لم تذهب لكي تتعالج س يسوء الأمر أكثر..
أردفت زوجته وهي تقف أمام المقعد المقابل له وتضع له الطعام أمامه بملامح منكمشه خائڤة
سوكتها مخوفني أوي يا عادل
استهزأ بحديثها ورفع نظرة إليها من على الطعام قائلا ببرود يلوي شفتيه
ليه يعني
ردت معقبة وهي تجلس على المقعد مقابلة له قائلة بتوجس ورهبة مستغربة هدوءه
خاېفة تكون بتدبرلك حاجه.. دي مش ساهلة
ابتسم بسخرية ممېتة وهو يضع حبة من الزيتون في فمه مجيبا إياها بتهكم واضح
دي أغبى واحدة ممكن تقابليها في حياتك وميتعملهاش حساب من أصله
انكمشت ملامح وجهها رهبة أكثر من السابق وهي تراه يستهزئ بها وبما تستطيع فعله مردفة برأي
متابعة القراءة