ندوب الهوي ندا حسن
المحتويات
ظهرت بنبرتها والشوق يتخللها بوضوح غير نطقها لاسمه دون ألقاب بينهم وهي التي لم تستطيع
فعلها إلا عندما أصبحت زوجته!..
نظر إلى الصوت الذي أتى من خلف زوجته حقا لقد كان سارح بها وبرقتها وجمالها وداخله يفكر باشياء كثيرة ولم يرى هذه التي تتحدث الآن متى أتت إلى هنا وكيف علمت ومن من!..
نظرت هي إليه وإلى زوجته التي استدارت تنظر إليها بجدية تامة وربما حدة مفرطة أو أكثر أيضا الجميع مستغرب وجودها هنا ومن أين تعرف جاد ابنهم البسيط!..
تقدمت أكثر إليهم ونظرت إلى جاد بلين ورقة ورسمت ملامح الخۏف واللهفة جيدا عليها لتقول
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
سحبت هدير يدها بهدوء وهي تعطي له مساحة للرد ولكن في حضورها بينهم نظر إلى يدها التي تأخذها منه بهذا البرود وعلى وجهها هذه النظرة!.
استدار لينظر إلى كاميليا وحقا هنا ازداد قلقه أكثر بعدما اطمئن على والده هتف بجدية
الحمد لله كويس.. تعبتي نفسك ليه كده
ابتسمت بنعومة ونظرت إلى عينيه الرمادية قائلة بدلال واضح وبين يدها ورود أتت بها إليه
هو فيه حد أغلى منك اتعبله بردو يا جاد
الجميع على ملامحه ترتسم الدهشة والصدمة والاستغراب الشديد نظر إليها سمير بقوة وهو يعلم من هي وقد رآها تقف سابقا معه ولكن لم يكن يعلم أن العلاقة بينهم تصل إلى هذه الدرجة..
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
بينما والدته شعرت بالضيق الشديد يجتاح كيانها لرؤية هذه المرأة تتحدث بهذه الطريقة أمام زوجته!.. وهذا ولدها لا يفكر بزوجته وإحساسها كيف سيكون بعد هذا الحديث الغريب عليهم كعائلة وعاداتهم وأخلاقهم لا تسمح بمثل هذا الحديث ولا هذه النظرات الوقحة..
نظرت إلى هدير بشفقة التي وجدتها
تنظر إلى جاد منتظرة منه الرد عليها والذي طال كثيرا وكأنه يستوعب ما الذي تفوهت به..
للحظات لا يستطيع الرد
متشكر
أنا كنت رايحة الورشة علشان أشوفك عرفت
من الولد اللي شغال هناك بصراحة مقدرتش مجيش اطمن على والدك وعليك
في تلك اللحظات لم يستطع أن يجيب عليها حيث أن زوجته نظرت إليه بجدية تامة أمام جميع الأعين الناظرة إليهم وهتفت بقوة
جاد!.. عايزاك لحظة
كانت هذه اللحظة المنتظرة بالنسبة إليه علم منذ رؤية كاميليا أنها ستنفجر في أي لحظة وسيكون هذا الانفجار في وجهه وستتناسي كل شيء قد حدث من لحظات قليلة..
أومأ إليها برأسه فسارت مبتعدة عن الجميع إلى آخر الممر وهو خلفها يفكر في ذلك المأزق الذي وضعته به هذه المرأة الغريبة..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
جاد!. الست دي عايزة ايه
زفر بضيق وقوة أمامها وهو يشيح بوجهه ثم عاد ينظر إليها قائلا
تاني.. نفس الكلام تاني
أشارت بيدها دليل على التكرار بحدة وهمجية وكأنها تدافع عن حق في أرض كبيرة لا مثيل لها تتعرض للسړقة
تاني وتالت ورابع وعاشر يا جاد لحد ما أفهم ايه اللي بيحصل من ورايا
تشنجت ملامحه وبرزت عروقه بقوة وهو يستمع إلى حديثها السخيف الذي يفسر بأنه يفعل شيء من وراءها
يعني ايه اللي بيحصل من وراكي أنت اټجننتي
أومأت برأسها عدة مرات متتالية بهستيرية وهي ټضرب بقدمها في الأرض أمامه مجيبة بعصبية وانزعاج يكاد ېخنقها
آه اټجننت.. اټجننت فعلا لما سكت ومعرفتش هو ايه اللي بيحصل والست دي عايزة ايه بالظبط.. أنت عارف أنها لا شبهنا ولا من توبنا يا جاد يبقى عايزة ايه
حاول امتصاص ڠضبها الذي يقدره ولن يستطيع أن يعاتبها عليه لأنها محقة زوجته وتغير عليه وتشعر بتغيرات من حولها.. محقة
قولتلك مش عايزة .. كانت رايحة الورشة في شغل ولما عرفت زي أي حد عارف الأصول جت تشوف أبويا
قضبت جبينها باستغراب ودهشة بسبب حديثه الذي لا يصدق وكونه يتساهل معها هكذا إذا هناك ما يخفيه!
أنت بتكلم عيله يعني ولا ايه.. لو هفترض أن كلامك صح ايه حكاية جاد اللي بتقولها على الفاضية والمليانه من
غير أي لقب كده ده طبيعي يعني
اغمض عينيه بقوة يتمتم بالاستغفار بصوت عال ثم أجابها بحديث غير مقنع
هو أنا
هتشرط عليها تكلمني إزاي
نظرت إليه وهي لا تصدق أي شيء مما يقوله وتود لو صړخت به أمام الجميع وجعلته يعترف بالذي يحدث نظرت إليه بسخرية وأردفت مقلدة إياها بنفس نبرتها
وبالنسبة ل هو في حد أغلى منك اتعبله بردو يا جاد
شعر هذه المرة بالانزعاج الشديد الذي يضيق صدره عليه وهي تضيق كل الطرق في الإجابات المقنعة لتأخذ ما تريد وحقا هو مرهق إلى أبعد حد ولا يعلم ماذا يفعل وماذا يقول
هدير أنا فيا اللي مكفيني العملية مش ناقصة
نظرت إلى عينه بقوة واسترجعت كل ما مضى بينهم في الفترة الأخيرة بداية بما فعله مسعد بصورها إلى الآن وأرادت أن تجعله يتفهم نظرتها الحزينة التي القتها عليه أثناء حديثها
وأنا كمان يا جاد فيا اللي مكفيني وأكتر منك ومحتاجة تفسير للي بيحصل ده
عايزاني أقول ايه طيب غير اللي قولته
أخذت نفس عميق وهي تنظر إليه عندما وجدته حقا مرهق إلى درجة أنه يستند على الحائط بيده وهو يتحدث معها لقد خفق قلبها لأجله وحزن لأجل ما يحدث بينهم
تقولي أنت بعيد عني ليه.. وبلاش حجه الصور علشان بقت قديمة بجد وبايخه وتقولي قريب منها ليه يا جاد..
أبتعد جاد عن الحائط ناظرا إليها وعينيه متسعة بقوة شديدة مدهوشا من حديثها الأبلة كيف له أن يقترب من أخرى غيرها!.. صاح بحدة وهو يقترب منها
أنت اټجننتي!.. قريب من مين يا مچنونة أنت.. قريب من مين
بحدة شديدة أجابت عليه
منها.. كلامي كدب..
دعى بالصبر داخله وهو ينظر في اتجاههم ليرى والدته تحذرة بعينيها وكأنها تتحدث معه عن خطاءه أمام الجميع في حق زوجته هل خطأ إلى هذه الدرجة!.. عاد للخلف وهو ينهي الحديث قائلا وهو يهرب إلى البعيد
أنا دماغي فيها مليون حاجه ومش ناقص كلامك ده ولو أنت واحدة بتفهم تعرفي أن ده لا وقته ولا مكانه
نظرت إليه وهو يبتعد عنها عائدا إلى مكانه ووقفت هي مكانها لم تتحرك وجدت الخبيثة الغبية تقترب منه وتعطي إليه الورود متحدثة بشيء لم تسمعه ثم رحلت!.. رحلت والإبتسامة تشق طريقها على وجهها بقوة ظاهرة للجميع وكأنها تنال شيء ليس موجود مع أحد غيرها!..
دهشة الجميع كانت ظاهرة أمام هدير و جاد وكانوا محقين في ذلك.. هذه المرأة الغريبة دلفت هكذا مرة واحدة بينهم وتتحدث بكل أريحية مع جاد أمامهم وتتناسى أمر وجود زوجته معه!.. أنها تناست كل شيء من الأساس واستباحت لنفسها ما هو حرام لتجعله حلال في لحظات تعد على اليد..
وقف جاد بعيد عنها عائدا إلى
غرفة والده ليقف كما كان ينظر إليها حيث أنها بقيت مكانها ولم تعد معه عينيه حزينة للغاية ولا يدري ما الذي تريده منه حقا ولما اقترابها
منه هكذا ربما تود أن تكون صديقته أو هي امرأة من
أصل طيب وترد له المعروف الذي فعله معها!..
أم هي غريبة الأطوار ولا يفهم ما الذي تريده!.. أو هناك شيء تخفيه عنه إلى الآن لا يعرفه ولا يفهمه!..
نظر إليها بعمق وكأنه يعتذر عما يبدر منه وفي نفس الوقت ينتظر اقترابها مرة أخرى لا يتحمل أن تتركه وحده هكذا يقف بين الجميع عار دونها..
إنها بالنسبة إليه والدته وشقيقته وزوجته حبيبته وكل شيء له يحدث ما يحدث ولكن في النهاية هي كل هؤلاء وللحقيقة لا يستطيع أن يحدد موقفه يبقى كما هو أم يتخلى عن ذلك البرود ويعود كما في السابق فقد نالت عقابها وبادرت بالوقوف جواره في وقته الصعب مع والده..
بادلته النظرات من بعيد بحزن طاغي ارتسم على ملامحها وروحها تتحمل ندوب هائلة لا يتحملها أحد تشعر داخلها أن هناك شيء مخفي عنها...
تحلف أنها تثق به ثقة عمياء تثق به أكثر من نفسها ولكن لا تثق بأحد غيرة تخون الجميع وأولهم هذه كاميليا التي لم ترتاح لها منذ أول مرة رأتها بها!..
تريد أن تفهم لما تتحدث معه هكذا بأريحية لم تأتي إليه لم تهاتفه وكأنه أحد أقاربها أو أصدقائها المقربين مع أن زوجها لا يصادق نساء بل لديه الكثير من الرجال بعدد خصلات رأسه..
إنه كتاب
مفتوح أمامها منذ أن تزوجته وقد غلق منذ فعلة مسعد الحقېرة.. معذب الفؤاد يا جاد الله إنك معذب الفؤاد تاركا خلف عذابك
ندوب أثر الچروح ټحرق الروح وتأثر عليها بالخۏف والرهبة تاركا ألم ومرار وكأنها تتذوق طعم العلقم بجوفها تحاول تمريره لا يمر لحدة وكثرة مرارته.. متى يا معذب الفؤاد تكن الحياة كما لو كانت ورود بيضاء لا يشوبها شيء!..
في المساء
كما قال الطبيب لهم في الصباح أن والده سيخرج مساء اليوم لم تكن حالته خطړة فقط كان يحتاج العناية هناك بالمشفى حتى يستطيع أن يقف على قدميه مرة أخرى ويشعر بالتحسن اطمئن الجميع عليه وتقدم الأقارب والأصدقاء ليطمئنوا عليه عندما علموا بخروجه والكثير حاول أن يهاتف جاد أثناء تواجدهم في المشفى ولكن لم يستطيعوا الوصول إليه..
كان الجميع في شقة والده بعد أن أصبح بخير ويجلس معهم براحة في صالة الشقة فقط يوصل بيده محلول طبي قد كتبه الطبيب في ادويته..
يجلس عطوة وزوجته ومعهم ابنهم سمير وزوجته مريم وصعدت والدة هدير هي الأخرى لتطمئن عليه وتتقدم بالسؤال عنه وجلست هدير جواره بعد أن طلب منها فعل ذلك بود وهدوء وداخله يدعوه للإعتذار منها على ما بدر منه سابقا أثناء رفضه لها هي لا تعلم بهذا الشيء ولكن كلما رأى طيبة قلبها وأصلها الطيب شعر بالخجل الشديد من نفسه..
نظر جاد إليها بهدوء ونظر إلى والدة الذي يجلس جوارها وقد حمد الله في هذا اليوم كثيرا بعد أن اطمئن على والده الذي عاد إلى المنزل معافى وحقا يشعر بالتقصير في علاقته مع ربه هذه الفترة عليه أن يعود كما السابق فهو لم يعتاد على هذا الشيء..
تحدثت والدة هدير بابتسامة بسيطة وهي تجلس على المقعد أمامهم بجدية
حمدالله على سلامتك يا حج
أجابها بهدوء ونبرة خاڤتة مرهقة يبتسم
الله يسلمك يا أم جمال
ابتسمت فهيمة والدته بود وحب وقد عادت ملامح وجهها البشوشة الطيبة بعد خروج زوجها من المشفى نظرت إلى الأكياس التي دلفت بها وقالت بود مكملة بعتاب
الله يسلمك يا حبيبتي.. مكنش له لزوم تعبك ده والله يا أم جمال
وضعت الأخرى يدها الاثنين فوق بعضهم البعض وقالت بهدوء
تعب ايه
متابعة القراءة