روايه بقلم ميرا كريم
المحتويات
هجومه الضاري عليها وغمغمت بخزي من بين دمعاتها
أنا عمري ما اتمنيت أذيته يا حسن
صدر من فمه ذلك الصوت اتخف الذي يشتهر به وعقب متهكما
ده بأمارة ايه إن شاء الله ده انت عمرك ما ريحتيه وطول عمره غرقان في مصايبك وأدي اخرتها راقد بين الحيا والمۏت بسبب غبائك
تعالت وتيرة
بكائها وتوسلته وهي تخفي ها بكفوف ها وتواليه ظهرها
وهنا هرولت ثريا مدافعة ما وصلها صوت صراخه
ملكش دعوة بيها يا حسن وانت اخر واحد تتكلم عن الغباء
وإياك ت ليها إتهام اللي بتتكلم عنها دي مراته ومستحيل هت تضره هو خالها اللي الطمع عمى بصيرته
لسة بتدافعي عنها وهو ايه اللي جابه هنا لقضاه غيرها
ده قضاء ربنا وهي ملهاش دخل فيه...وإياك تفتح بؤك يا حسن بكلمة وإلا قسم بالله لتكون ابن اختي ولا عايزة اعرفك
وحينها غمغمت نادين بخزي من ذاتها
أنا السبب ياماما ثريا هو عنده حق... يارتني انا كنت مكانه
ربتت ثرياعلى ظهرها واخبرتها بإيمان قوي ورضا تام بمشيئته واها تفيض بعبراتها
لتغمغم نادين بړعب من بين نحيبها
بس أنا خاېفة اوي
تنهدت ثريا وهي تجفف دمعها ثم حاولت طمئنتها رغم ة ذعرها على فلذة قلبها
إن شاء الله هيقوم منها بالسلامة وهيرجع لينا وهيفرح بأبنه او بنته... مټخافيش ربنا كريم
يارب ياماما...يارب
أمنت بحړقة على دعائها واها تد على بطنها وكأنها تود أن تطمئن ساكنها عوضا عن نفسها.
قالتها ميرال ل نغم عبر الهاتف ما يأست أن تتوصل ل نادين وقد قصت عليها كل ما فاتهالترد نغم من الطرف الأخر بقلق
هو انا اغيب يومين عنكم يحصل كل ده... على العموم مبروك يا ميرال ربنا يتمملك بخير
كان نفسي تبقوا معايا وتشاركوني فرحتي
إن شاء الله... ويارب تكون بخير
انا هكلم طنط ثريا معايا رقمها ولو في جد هقولك
ابقي طمنيني...
تمام
اغلقت ميرال معها وشردت تفكر في صديقتها وقد قررت أنها لن تتمم شيء من دونها.
جلست على المقعد بجواره تسند جانب ها بتها ما غلبها النوم من ة تعبها فمنذ ما حدث له وهي لم تذق طعم للراحة أما عنه فقد استعاد وعيه وأول شيء سقطت ه عليه كان هي بها الصبوح الذي يتلخص في طلته أعظم امنياته
بع الشړ عن جلبك يا حامد
ايه اللي حوصل يا جمر
تسأل وهو يتحامل على ذاته ويستسلم لرقدته
ربنا ستر والحمد لله ربنا نچاك يا حامد
ابتسم بسمة رغم وهنها إلا
أنها كانت تحمل الكثير من فيض قلبه
ة جلب حامد جربي اتوحشتك خليني اطل في ك
قالها وهو يؤشر به لها كي ت اكثر وبالفعل انصاعت له ليستأنف وهو يتمعن بها الصبوح بنظرات والهة
خابرة يا جمر مكنتش هايب المۏت غير علشان هيحرمني منيك
واني كنت ھموت من جهرتي عليك ودعيت ربنا ليل نهار ينچيك
طب تعالي جاري عاوز اشبع من الدنيا ونعيمها بجربك
اكتسى ها بالحمرة تحت نظراته المتيمة بها ثم تت أكثر من رقدته ومالت برأسها عليه هامسة بسعادة طفرت على كافة حواسها
جربت منيك بس يكون في معلومك اني مبجتش لحالي
كيف يعني يا جمري!
قطمت شفاهها و رفعت نظراتها له تطالعه عن بنظرة عاشقة أن تبشره
ربنا كرمنا وعوض صبرنا خير وهيزنا واحد...أني لة يا حامد
اتسعت ه وهمس بوه متسائلا
لة...لة...صوح ولا هتهزري معايا
لع صوح والحكيمة هي اللي جالتلي أني مكنتش واعية للي وكنت مفوضة أمري لله ومهرضاش اعشمك واعشم حالي من تاني بس ربنا كريم
دمعت ه فرحا ثم اتسعت بسمته
شيء فشيء وكأن عقله يستوعب تدريجا ما أخبرته به ثم صاح مهلل بسعادة عارمة وبرضا لا مثيل له وهو يكوب ها ويطالع اها الآسرة
يا فرچ الله... يا فرچ الله أني مش مصدج ان ربنا هيعوض صبرنا واحتسابنا خير..خابرة أني جلبي مزجطط من الفرحة وكن حظ الدنيا كلاته ألتجيته واتكتب على اسمي
ربنا يفرح جلبك كمان وكمان يا جلب جمر
أنت سبب هناي وفرحتي يا جمري وحامد ملوش ايوتها عازة من غيرك
ربنا يخليك ليا يا حامد وميحرمنيش منيك واصل
أمن على دعائها وتسائل ها
ولا منيك يا ة جلبي جوليلي
فين ابوي وامي علشان افرحهم
خرجت من بين ه وهي تتحسر على فرحته التي ستعكر صفوها حين تخبره ثم تلعثمت مترددة
هجولك الحج ...ابوك الحكومة جبضت عليه عشان طخ جوز نادين اللي صابك
وابوي هيعمل إكده ليه!
لتشجع ذاتها كي تقص عليه ما حدث وما شهدت به ضد أبيه ورغم ثقتها به ومعرفتها أنه لاي بتضليل الحق إلا أنها كادت ټموت ړعبة من ردة فعله
هجولك...
اسبوع مر على الجميع بصعوبة بالغة فمازال هو على حالة السكون التي عليها مما انفذ آخر ذرة تعقل بها فكل يوم تتسلل لغرفته وتجثو
بجوار فراشه تخبره بالكثير والكثير كي تخفف حمولة قلبها
فكانت تسترجع ذكرياتها معه وتلك المواقف التي لاتنسى بينهم تتوسله أن يعود لها وتبتهل لله بدعواتها وتخشع في صلاتها وبالأخير تغفى ودمعتها على خدها.
وها هي تجلس بين أصدقائها الذين حضروا خصيصا كي يؤازروها في محنتها وقد اصط محمد ميرال إلى هناك ورافقتهم نغم وابيها الذي لم يرضى أن تذهب لحالها.
فكانوا يجلسون في تلك الغرفة التي أصرت البقاء بها داخل المشفى كي تجاوره. و كثيرا من الاحاديث المطولة بينهم و أن أفضت كل واحدة ما بجعبتها للأخرى كانت هي تسند رأسها على كتف نغم من جهة ومن الجهة الأخرى تت ميرال بها وتميل عليها بمؤازرة وكأن كل منهم تميل عل الأخرى كي تستمد القوة منها.
قد باشرت العمل بعيادته وطلبت منه أن يحضر كي تعرض عليه بعض الأمور وبالفعل اتى وعرضت عليه الأمر وقد نال استحسانه كثيرا...وها هو يقف في منتصف احد الغرف قائلا
هايل مكنتش فاكر أنك هتقدري تنجزي كل ده في اسبوع بصراحة فاجأتيني
ردت وهي تمسد جبهتها منهكة
انت وثقت فيا وانا مكنتش حابة اعطلك اكتر من كده العمال كانوا بيشتغلوا ورديتين وبيسلموا بعض علشان ننجز
ابتسم بسمة واسعة واخبرها بامتنان
مش عارف اقولك ايه
متقولش حاجة يا دكتور غير لما تكمل واسلمهالك
تهادت بسمتة وخضراويتاه اخذت تشملها بنظرة نافذة لم تلحظها هي وكانت تعبث بحقيبتها حين صدح صوت أحد العمال قائلا
تأمري بأي حاجة يا بشمهندسة ما نمشي
خلصتوا يا توفيق
اه احنا شغلنا خلص بس النقاش لسه شغال هو والصنايعي بتاعه قدامه شوية
ردت وهي ملتهيه في حقيبتها
خلاص ماشي يا توفيق تقدروا تمشوا
طيب عن اذنك يا بشمهندسة
اتفضل
قالتها وهي تزفر يائسة ما لم تجد شيء يجدي بحقيبتها ليقول هو
طيب هنمشي ولا في حاجة تانية
لم تلتفت لصيغة الجمع الذي قصدها وردت
لأ خلاص تقدر تتفضل يا دكتور
انا هنزل اجيب حاجة من تحت و هستنى الفرش هيوصل كمان ساعة
تسأل باهتمام
هتجيبي ايه
مطت فمها بحرج واخبرته وهي تتهرب بنظراتها
ابدا بصراحة جعانة وكنت هجيب بسكوت من أي سوبر ماركت
طيب انا هستنى معاك و ممكن نطلب أكل
لأ انا مش ب الأكل الجاهز وكمان علشان هتغدى مع الولاد
طيب خليك هنزل انا
لأ ملوش لزوم تعطل نفسك معايا انا هنزل...
صمم بجدية وبنبرة لا ت النقاش عنادها
مينفعش ومتنسيش أننا في منطقة شعبية يعني ممكن حد يضايقك
تنهدت و وافقت وهي تشعر بالحرج منه وفي غضون دقائق كان قد أتى محملا أكياس عدة وزع بعض منها على العمال الذين لم ينتهوا من عملهم وقام بتسلميها باقي الاكياس بها لترمش هي مستغربة
ايه كل ده!
رفع منكبيه واجابها ببساطة
بسكوت
طالعت الأكياس التي بها لتجد انواع عدة من البسكويت والكيك
والشكولاتة بأنواعها
ده كتير اوي
مش كتير ولا حاجة...انا طلبت ليا انا والرجالة شاي من الكافتيريا اللي تحت وطلبتلك قهوة قولت اك محتجاها... ثواني والراجل هيطلعهم
كان هشها بأخلاقه ونخوته ورغم أن صراحته الزائدة و وضوحه يوترها إلا أنها حقا تشعر بالامتنان له كونه ساندها في مواقف عدة.
سرحتي في ايه يا بشمهندسة
قالها وهو يستند بخصره على احد الصناديق القريبة منها وقد لاحظ شرودها لتتلعثم هي بتوتر ملازم لها في حضرته
هاا...ابدا
طب اشربي قهوتك
قالها وهو يؤشر على الطاولة الصغيرة بجانبها وتقسم انها لم تنتبه متى جاء بها
لتتناول الكوب وترتشف منه القليل وتمنحه نظرة ممتنة عابرة لتجده يرتشف من كوب مشروبه المفضل متلذذا ليصدر سؤالها عفوي للغاية
انت فعلا مش بت القهوة
لأ عمري ما يت مرارتها
طب ليه شاي بحليب بالذات ايه سر ك ليه!
اجابها ببسمة بشوشة هادئة مفعمة بالحنين
ابويا الله يرحمه هو اللي بني فيه...وكان مزاج عنده زي القهوة كده
الله يرحمه...هو اتوفى وانت صغير
احتل الحزن ه واجابها بنبرة مخټنقة بعبق ذكرياته
لأ كنت لسه متخرج و كانت أصعب مرحلة في حياتي انا ووالدتي.
لاتعلم ما بها ولم تنهال عليه ئلتها فما شأنها هي ذلك ما كانت توبخ به نفسها حتى انها اعتذرت قائلة
آسفة لو سؤالي ضايقك وفكرتك
تنهد تنهة مثقلة ثم عقب بنبرة صامدة وببسمة يج اقتناصها في أ أوقاته حزنا
في حاجات على أد ما بتوجعنا وتكسرنا لكن مبتتنسيش ابدا وبتفضل محفورة جوانا علشان تفكرنا بأوقات ضعفنا وازاي اتخطناها و قوينا ها.
عندك حق
قالتها ببسمة حزينة باهتة محملة بعبق ذكرياتها المريرة... لتتجمد خضراويتاه المطة عليها وينطق لسانه دون وعي
انت من الحاجات دي على فكرة
عقدت حاجبيها وتسائلت بريبة
مش فاهمة
لعڼ تحت انفاسه زلفة لسانه ثم تلجلج بحرج وبنبرة مترددة وهو يضع الكوب من ه
اقصد...يعني...انا
زفر انفاسه دفعة واحدة عندما انحصر الحديث بحلقه وقال متوترا كي يتهرب وهو يهب واقفا
اعتبريني مقولتش حاجة
تعجبت من رده فعله وتسائلت بريبة
جاوبني تقصد ايه ! هو انت كنت تعرفني كده
تنهد بلا فائدة وهز رأسه لتضيق هي رماديتاها وتتسائل بريبة
ازاي ممكن تقولي
استند مرة أخرى وتحدث كي يوضح لها
انت ناسية أن احنا جيران ولا ايه
رفعت منكبيها وردت وهي تضع الكوب من ها
بس انا مش فكراك!
تنهد بعمق
و اجابها وهو يمسد منحدر أنفه بإرتباك
أنا اصلا عمري ما حاولت ألفت نظرك أنا كنت مع في الجامعة لما أنت جيتي عيشتي في بيت عمك و كنت هادية اوي ونفس البسمة الحزينة دي مكنتش بتفارق وشك...ا باقي حديثه بتردد لتحثه هي مستخدمة نفس جملته السابقة
كمل يا دكتور أنا مش
بعض
رفع حاجبيه متهكم على شراستها السابقة
ده بأمارة ايه بس!
قلبت اها وفضولها فعها دفع كي تستمع لبقية حديثه وكأنها توده أن يذكرها
متابعة القراءة