روايه بقلم ميرا كريم
المحتويات
ايه اللي بينك وبينه وين حتى لو شغل مش في النوادي يا هانم
ممكن تتكلم بطة احسن من دي وراعي أن الولد معانا وخاېف من صوتك
لم يهتم بحرف مما نطقت به بل تعالى صوت صراخه أكثر
انا بقولك ايه وانت بتقوليلي ايه انا عايز افهم شغل ايه ده اللي بينك وبينه ومخليه بيتكلم بثقة كده ويقولك هكلمك اطمن عليه يعني معنى كده انك عطياله كمان رقم تليفونك
انت بأي حق بتحاسبني وبتتهمني...انا مبقتش مراتك واللي بينا هما ولادك وبس متديش نفسك حجم اكبر من حجمك في حياتي.
برر هو بعجرفة دون أن يعير شيء أي أهمية
غير تلك الغيرة التي تتأكل قلبه
ماهو علشان خاطر
انك أم ولادي أنا بحاسبك وبصراحة بقى موضوع شغلك ده مش داخل دماغي وشايف ولادك أهم ومن حقهم تتفرغي ليهم ده لو عايزة مخدهمش منك
تاخدهم مني ! تاني هترجع تساومني وتلوي ي بيهم أنت هتفضل زي ما أنت عمرك ما هتتغير
نكس رأسه وا غصته قائلا بتراجع كي يلاحق زلفة لسانه وتسرعه
غيرك...مش ده الحق اللي أنت عطيته لنفسك كده!
غامت ه بالندم وقال راجيا ما أزاح حدته وعجرفته جانبا
رهف أنا ندمت وحياة ولادي ندمت وطلقتها ولسة عندي أمل تسامحيني أنا لسة بك
نفت برأسها م اقتناع وردت بصمود وقناعات أصبحت راسخة بها نكبتها
في كل مرة ومش كل مرة هقولك حاول تت الوضع الجد وتتعايش معاه
مرر
ه بخصلاته الفحمية القاتمة وقال وهو يشعر أنه على حافة الجنون
طب ريحيني وقوليلي أيه اللي بينك وبينه
قولتلك شغل وبس وصدقني يوم ما هفكر أربط مصيري بواحد مرة تانية مش هخبي ومش هقدم حجج ومبررات ليك
رهف...بلاش ترجعيلي خدي وقتك وانا عندي أمل انك تسامحيني انا هستناك ومش هيأس بس علشان خاطر اللي كان بينا بلاش تعملي فيا كده أنا مش هستحمل اشوفك مع راجل غيري... ليتناول نفس مثقل عميق ويزفره محمل بعبق احتراق قلبه ويستأنف بنبرة مرتعشة راجية
ارتعش فمها وڼزف جرحها الكامن مرة أخرى فور حديثه و وجدت ذاتها تخبره بكل وضوح وبصوت مذبوح يقطر بأنين قلبها
قلبي مبقاش عنده طاقة ليك او لغيرك يا حسن...انا هعيش لولادي وشغلي ونفسي وبس وياريت متفتحش في جراح قديمة وحاول تتخطاني زي ما بحاول اتخطاك
قالتها وهي تهرول من أمامه كي تصعد الدرج لتؤاذر تلك السة الحنون في مصېبة ولدها تاركته ينظر لآثارها ب غائمة وبملامح متهدلة بائسة تنم عن فداحة خسارته لها.
اختنقت انفاسها وهمست بحړقة راجية واها الباكية لم تفارق موضعه خلف الحاجز الزجاجي
متسبنيش يا يامن أنا مليش غيرك أنا اسفة والله آسفة أنا السبب يارتني انا مكانك...أنا استاهل لكن أنت لأ يا يامن
كانت تقف على مة منها احد الممرضات التي تقوم بمناوبة ليلية وقد تأثرت كثيرا بحزنها وتعاطفت معها لتتقدم منها وتقول مواسية
ربك كريم ادعيله يابتي
عايزة اشوفه خليني أدخله وحياة اغلى شيء عندك
الزيارة ممنوعة يا بتي والحكيم منبه
systemcodeadautoads
اجري عليك واتحامى فيك... أنا اكتشفت إن أنت كل اهلي وناسي وعزوتي ومفيش حد هيخاف عليا أدك... أنا بك... بك... وعلى قد ما بك على أد ما بكره نفسي إني عمري ما ريحتك ارجعلي يا يامن.. .. عاندت قلبي وعاندتك وكنت السبب في اللي حصلك يارتني مۏت ولا أني كنت سبب في اذيتك...
لتخور بها قدميها وتجثو بجوار فراشه راجية وهي مازالت تتشبث به وكأنه هو طوق نجاتها
أنا حامل يا يامن....لت غصتها المريرة وتستأنف بيأس وبتشائم اصبح ملازم لها وهي تريح جانب ها على راحة ه
أنا مش هعرف اربيه لوحدي أنا مش هعرف اكون أم مش هعرف....انا واحدة غبية عمرها ما عرفت تحافظ على حاجة
كفاية إكده ارچوك هتتسبي في اذيتي انا دخلتك بس رأفة بيك
قالها الممرضة وهي تنهضها من جلستها ارضا بجانب فراشه لترفع اها الدامية لها وتغمغم من بين شهقاتها بهستيرية
هيبقى كويس مش كده
طمنيني وقوليلي أنه مش ھيموت ويسبني
اتى
الموعد المتفق عليه وها هم يجلسون بغرفة الصالون ينتظرون حضورهم وهم بأحسن حلتهم ويجلبون معهم باقة رائعة من الورود و زيارة فاخرة تليق بعزة نفسهم.
فكان هو متوتر للغاية من تلك الشروط التي سوف يخبره بها فكل ما يخشاه أن تكون أمور مادية فوق استطاعته ولا يستطيع تنفيذها في حين كانت شهد والصغيرة في عالم موازي يطالعون كل شيء بانبهار .
هار اسوح هو في كده أيه الابهة دي يا حمود! ده متحف يا اخويا مش بيت هو ابوها ده بيشتغل ايه! ده لو تاجر مخډرات بيته هيبقى اقل من كده!
زفر محمد بتوتر قائلا وهو يحل رابطة عنقه بعض الشيء كي يستطيع التنفس بشكل أفضل
شهد ابوس اك بلاش فضايح اسكتي عيب كده افرضي حد سمعك
لوت قيها وهمهمت مستنكرة
يوه انا قولت حاجة انا عايزة اطمن يا خويا ده هيبقى جد عيالك
شهد مفيش حاجة من دي و افصلي لو بتي اخوك انا اصلا متوتر بما فيه الكفاية
ربتت على ساقه بمؤازرة ثم طمئنته بفطنة
ياخويا صل على النبي والنعمة خير ده ابوها جه لغاية عندك يعني متقلقش وإذا كان على الشروط اللي قال عليها اك هتبقى في مقدرتك ابوها مش هيعجزك هو عارف ظروفك كويس
هز محمد رأسه لها يحاول أن يستبشر بحديثها لتمنحه هي بسمة حانية وهي تعدل من رابطة عنقه التي أفسدها بتوتره
متقلقش يا قلب اختك بإذن الله ربنا هيتمم فرحتك على خير
يارب يا شهد وميحرمنيش منك ابدا
حانت من ذلك الذي يقف على عتبة الباب بسمة هادئة ما شهد على ما دار بينهم وكم شعر بالراحة لتلك العائلة الصغيرة المترابطة و المفعمة بالدفء والاستقرار الذي يفتقده هو وصغيرته التي تخطته قائلة
بابي يلا ندخل نر بالضيوف انت قولت معاهم بنت وانا عايزة ألعب معاها
انتبهوا عليهم لينهضوا في حين تقدم كاظم وصغيرته ببسمة رزينة ير بهم
اهلا وسهلا اتفضلوا بعتذر بس عمي معاه المحامي في أوضة المكتب وثوان وهيكون معانا
هز محمد رأسه بتفهم بينما شهد ظلت منكسة راسها بحرج في حين أن الصغيرة تقدمت من طمطم قائلة
ازيك انا سنا وانت اسمك ايه
ابتسمت طمطم بأعجاب وهي تتمعن ب سنا التي تشبه عرائس الباربي في هيئتها بها
التي تشابه لون السماء وخصلاتها الشقراء الناعمة المنسدلة.
انا طمطم انت حلوة اوي شبه الاجانب
قالتها بعفوية لترد شهد وهي تشملها بنظراتها الحانية
بسم الله ما شاء الله عليها ربنا يخليهالك زي القمر
قولها جعل كاظم يبتسم ويوضح
هي فيها شبه كبير من مامتها أصلها إيطاليا
انطفأت ملامح الصغيرة واطرقت برأسها قائلة
الله يرحمها راحت عند ربنا
غامت
شهد وضمتها لها بحنان قائلة
يايبتي يا بنتي ربنا يرحمها معلش هي في مكان احسن
بابي قال أن مامي في الجنة
هزت شهد رأسها ثم قائلة بتعاطف واها تكاد تفيض بدمعها
طب خلاص بقى روقي كده بالله عليك إلا هعيط و أنا اصلا فرفوشة ومليش في النكد.
طب ممكن اخد طمطم تلعب معايا
وافقت شهد ببسمة مرة واعطت ابنتها اشارة باها أن تنصاع لها وما أن خرجوا تنهدت وهمست بحزن لحالها
اللي قال اليتيم يتيم الأم صدق والله
اهلا يا محمد بعتذر عن تأخيري
تحمحم بحرج ومد ه يصافحه بأدب
ولا يهم حضرتك يا فاضل بيه
وكعادتها لم تستطيع ضب لسانها فقد ردت متهكمة
قعدت تقول لو اتأخرتوا هرجع في كلامي واهو ربنا نصرنا وانت اللي اتأخرت بس احنا ولا هنتأثر
قهقهوا جميعا على حديثها لعوهم فاضل أن يستريحوا
وما أن فعلوا تناوبوا النظرات بينهم في انتظار من سيشرع بالحديث ليتحمحم محمد يجلي صوته الأجش ويقول بشيء من الارتباك
انا جيت لحضرتك زي ما الأصول بتقول يا فاضل بيه اطلب ا ميرال
ابتسم فاضل بسمة هادئة ورد بقبول
وانا معنديش مانع يا محمد
تهللت أسارير الجميع و دخلت مة مهللة بزغودة فرحة وهي تحمل كاسات العصير وتضعها على الطاولة ثم وقفت بجانب ميرال و ربتت على كتفها بحنو مباركة
ليضيف فاضل بجدية ها
انا صحيح وافقت بس زي ما قولتلك ليا شروط
ا محمد رمقه وأجابه
وانا تحت امرك
هز فاضل رأسه برضا ثم نظر لأبنته و وجد البسمة لا تفارق ها والسعادة تشع من اها ليتنهد بعمق ثم يقول بجدية ة
انا وكلت المحامي هيصفي كل شغلي برة وهستقر هنا
تفاجأت ميرال قائلة
بجد يا بابي يعني مش هتسافر تاني وتسبني
نفى فاضل وأكد لها ببسمة حانية
لأ يا قلب بابي خلاص مش هخلي أي حاجة تني عنك
نهضت ميرال وته بوجنته ثم جلست مرة ثانية ليستأنف فاضل حديثه أمام نظرات محمد وشهد المتأهبة
هت شغلك و هت إدارة شركاتي انت وكاظم اصل هو كمان قرر يستقر في البلد و الجواز هتيجو تعيشوا معايا انا مش هعيش في القصر الكبير ده لوحدي
تقلصت معالم محمد م رضا ورد بكبرياء وبعزة نفس طاغية وبقناعات مازالت راسخة بعقله
بس كده حضرتك بتلغيني و
قاطعه فاضل
انا مش بلغيك بالعكس أنا هساعدك تحقق طموحك ومتقلقش أنا مش هديك اكتر من حقك في الشغل على أد
فاضل بيه أرجوك أنت بتصعبها عليا يعني ممكن اتفهم موضوع الشغل لكن صعب اجي اعيش هنا وا شهد وطمطم ارجوك بلاش الشرط ده
أنت قولت هتعمل اتحيل علشانها وبيتهيألي اللي بطلبه منك شيء هين وفي استطاعتك ولا انت مش قد كلمتك
تناول نفس عميق ونظر لها نظرة
تفهمت منها ما ور برأسه وكيف لا تعرف و تلك القناعات الراسخة دوما ما يفحمها بها لذلك حاولت تعارض والدها قائلة
بابي بلاش تضغط عليه هو
قاطعتها شهد بوضوح دون ذرة لؤم واحدة
بصراحة يا بيه ومن غير لف ولا دوران أنت بتصعبها عليه أنا لو كان عليا مش هاممني غير راحته وسعادته وعلشان انا عارفاه وفاهمة دماغه خلينا نقسم البلد نصين بحيث متبقاش بتلغيه لتلوي قيها وتضيف
ده غير أن الناس مش هتسكت و هتقول أنه بجوازه من بنتك طمعان فيك
استنكر فاضل قولها
ملناش دعوة بالناس المهم أنا عارف معدنه وأيه اللي في ضميره من ناحية بنتي وين أنا مدين لأخوك بحياتي وحياة بنتي وعلشان كده مأمنه عليها
متابعة القراءة