رواية عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


إليه حضوره
المفاجيء ألف حمد الله على السلامة يا ابني مش قلت لسه سنة علي ماتنزل 
لم تلحظ عتاب عيناه الصامت وهو يقول قلت اعملك مفاجأة يا ماما ولا مش مبسوطة اني جيت 
أزاي بقي مبسوطة طبعا هطير من الفرح وكده اكتمل العيد واخواتك نازلين دلوقت ومش هيصدقوا انك جيت و 
هنا أدركت الفخ الذي وقعت في شړاكه 

كل حسابتها شيدت على أساس غيابه وأنه لا يري شيء مما تفعله بأسرته لا يعلم أنها تأخذ نقود زوجته وبناته لتساعد أخيه الأصغر كي يتزوج 
ما العمل الآن
زوجته لن تصمت
لكن حتما يونس سيكذبها گ عهده 
لن يصدق أنها سړقت ماله وخدعته
لن يصدق فيها ذلك 
وبغتة لمعت برأسها فكرة جعلت وجهها يكتسي بحزن مزيف وهي تقول 
بلاش تطلع لمراتك يا ابني 
ليه
دمك هيتعكر وهتسم بدنك وتملاك ناحيتي بالكدب 
وايه السبب انتي عملتي حاجة تزعلني منك يا ماما مش حافظتي على الأمانة ووصلتي مالي لأصحابه مش راعيتي بناتي ومراتي في غيابي وكنتي ليهم الصدر الحنين
كأنه يغرز بها خناجر بكلماته وثقته 
نزع عنها عباءة مكرها وڤضح دواخلها
كأنه يدرك كل شيء
همت بحياكة كذبتها بإصرار مجبرة عليه عله يصدقها لكنه لم يعد أمامها ليسمع أكثر 
صعد گالبرق ليري ما سيبكي قلبه دما 
تهاوت قدميها وهي تتخيل فقط رد فعله
ماذا فعلت!
هل حقا استباحت نقوده وحرمت صغاره لتعطي شقيقه كيف سيطالعها
بل كيف ستنظر هي له بعد الآن
نكست رأسها الذي عج باحتمالات جميعها
لا يؤدي سوى لنتيجة واحدة
هي خسړت يونس 
عالج مزلاج الباب ودخل ببطء مشفقا على نفسه مما صار يتوقع رؤيته وجد بناته يجلسون بوجوه غابت عنها فرحة العيد بل غابت عنها الحياه والشحوب يغبر تقاسيمهن البريئة لا يرتدون أثواب جديدة لا توضع أمامهم أطباق مخبوزات العيد وحلواه كما يحبون لا يلعبون الحزن ابتلع صخب ضحكاتهن المحببة 
بابا !
صاحت طفلته الأصغر حفصة حين بصرته وهرولت تتعلق بعنقه حاصرها هي ورهف بذراعيه بينما ظلت أبرار تنظر له من بعيد دون أن تقترب عين الصغيرة التي صارت تدرك مايحدث بحكم أنها الأكبر لبثت تجلده 
تحاسبه تعاتبه تشكوه 
سريرتها النقية تنبأها أن أبيها وحده المسؤل بشكل ما 
مش هتسلمي على بابا يا أبرار
رمقته برهة ثم اقتربت منه ليجثوا إليها ويتلقفها بعناق جارف فهمست بما فطر قلبه سبتنا لوحدنا ليه يا بابا 
عجز عن إجابتها
لم
يتركهم إلا مرغما لضيق الرزق
ظن أن ابتعادهم سيوفر بعض النقود لحياة أفضل ويختصر غربته ليجتمع بهم يوما 
ماما
قالتها أصغرهم بدهشة وهي تري حقيبة سفر جوار والدتها التي ارتدت
عباءة سمراء ووشاح بذات اللون ودنت تجر حقيبتها أرضا تحت أنظار يونس الذاهلة وقالت بجمود
حمد الله علي السلامة يا يونس دلوقتي اقدر اروح بيت أهلي وانت استلم بناتك 
كادت أن تتخطاه لولا أن جذب معصمها بقوة وهو يرمقها برجاء وشوق يختلط باعتذار حقيقي 
أعتذار لم يخمد نيران الڠضب المضرمة داخلها
ولم يزيدها إلا عزيمة لترحل من حدود هذا المكان 
يجب أن ترحل قبل أن ينفلت عقال صبرها وټنفجر 
أمام الصغار 
نزعت معصمها من كفه بقوة وغمغمت من مصلحتك امشي دلوقت مبقاش عندي طاقة افضل هنا أنا صبرت بما فيه الكفاية واديك جيت عشان تراعي بناتك بنفسك 
وغادرت تحت نظراته المټألمة عاجزا عن إيقافها 
وصغاره يبكون ما عدا أبرار التي مازالت تحدجه بعتاب وهي تقول ماما زعلانة منك أوي يا بابا ليه كنت بتبعت فلوسنا لتيتة كانت بتجبلنا كل شهر حاجات بسبطة وتدي ماما 500 جنيه بس وتقولها مش هديكي فلوس ابني تضيعيها في كلام فاضي وكمان سمعتها مرة بتهددها انها لو اشتكت ليك منها هتقلبك علي ماما وتخليك تصدقها هي وتكذب أمي حتي هدوم العيد قالتلنا عيدوا بفساتينكم لأن كده كده محدش شافها عليكم لو ماما هي اللي معاها فلوسنا كانت هتجيب كل اللي نطلبه عشان كده هي زعلانة منك وانا كمان زعلانة اوي 
لم يتحمل عتاب صغيرته أكثر من ذلك فجذبها إليه وقلبه ېنزف ألما لما علمه
هل كان ساذجا لهذا الحد
كيف يهون هو وصغاره علي أمه 
أكثر مخلوقة يعشقها ويتمنى رضاها
كيف تضلله ولماذا وهو يرسل ما يكفيها وأكثر
روح هات ماما يا بابا عشان خاطري روح رجعها 
مش هنقدر نعيش من غير ماما يا بابا رجعها تاني 
أمنية أبداها صغاره حفصة ورهف بعيون دامعة راجية ويدرك استحالة تحقيقها في التو 
زوجته فاض بها الكيل ولن تسمع له كلمة
أو تلبي رجاء على الأقل الآن 
وعليه أن يصبر 
ويعاقب !
ليه داريتي عني حالك يا بنتي
تنهدت وهي ترمي رأسها بصدر الدتها 
صدقيني يا ماما انا مكانش عندي طاقة للكلام وبعدين كنت هقولك ايه ولو عرفتي كنتي هتسكتي انتي او بابا طبعا لأ كنتم هتسدوا ماديا مكان تقصير حماتي ووقتها هكون خدمتها لأنها هتكدبني
 

تم نسخ الرابط