رواية عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر
وتقول لابنها كانت بتصرف وانا اللي بتبلي عليها لكن انا اتعمدت اعيش التجربة بكل قسۏتها مع بناتي للأخر
بس انتي برضو غلطانة لو عرفتي جوزك في ساعتها انها مش بتوصلك شهريتك بما يرضي الله كان اتصرف
بالعكس كان هيكذبني ويصدقها زي عوايده يونس مابيطقش كلمة على امه وبعدين دي كانت فرصة لازم استغلها عشان اخليه يشوف الحقيقة بعنيه ويفوق لنفسه ويفهم إن الطيبة الزيادة في الزمن ده غلط حتي مع أقرب الناس مينفعش حد يستغلك وياخد شقاك كان لازم يشوف قساوة التجربة يا امي على وشوش بناته لما يقابلهم ويسمعهم رغم ان قلبي كان بيتقطع عشانهم والله بس كان لازم اصبر عشان اللي جاي ما يضعش حياتي عمرها ما كانت هتستمر كده كنت ممكن اغضب واسيب بيتي وخلاص بس كانت هتفضل امه مسيطرة عليه ولابسة قناع الطيبة وتلبسني انا توب المشاكل
بناتي مع ابوهم خلاص يا ماما وانا لارم ارتاح واخد نفسي واعرف افكر انا لو كنت فضلت لحظة تاني مع يونس كنت هنفجر واقول كلام يجرحه ويهينه قصاد البنات عشان كده اول ما سمعت صوته وصل وبيكلمهم أخدت شنطتي ومشيت
طمنيه عليا يا ماما أنا هبقي كويسة ماتقلقيش
ربنا يحفظك ويجمعك بجوزك وبناتك على خير ياحبيبتي
ثلاثة أيام وهو يحاول أن يمحوا ما عاشوه صغاره ويحتويهم ويعوضهم غياب والدتهم وبالوقت ذاته يعطيها مساحة لتهدأ أغدق عليهم بالهدايا والملابس والحلوي وكل ما يشتهونه ومع هذا فشل برؤية السعادة على وجوههم حتي هو لم يشعر بأية بهجة تائه بين أفكاره غارق بذهوله مما حدث
مازال لا يصدق لا يستوعب أن أحب الناس إليه
وكم يذبح رجولته الخاطر
لكنه لم يكن يعلم
لم تخبره بشيء
ليتها فعلت
ليتها باحت
ما كان ترك الأمور تنحدر بهم هذا المنحدر البائس
هل سيلتمس
لها عدرا فيما فعلت
ليطرح سؤال أخر داخلها بقوة
من تخدع!
هل بالأساس لها عذر
هل لو أخبرته أنها فقط أرادت مساعده شقيقه لبضعة أشهر وبعدها تلتزم بما يرسله لزوجته دون أخذ مليم واحد
منها سيتفهم ويصدقها
أم ستظل مشوهة في نظره
ماذا تفعل لترمم صورتها المشروخة بعينه
ماذا تفعل
بخضم شرودها قرب باب شقتها المنفرج قليلا وجدته يصعد الدرج مع بناته فصاحت وهي تدعوهم للدخول بحنان وحفاوة تعجبها الصغار ونفروا منها أهلا يا حبايب تيتة تعالوا ادخلوا وحشتوني اوي
أعرضوا عنها متشبثين بأبيهم الذي حزن لرؤية هذا النفور منهن لوالدته فربت على رؤسهم وقال أطلعوا البيت ياحبايبي وانا هحصلكم بعد شوية ثم مد المفتاح لأكبرهم هتعرفي تفتحي الباب لوحدك يا أبرار
أيوة يا بابا وغابوا عن ناظريه فعاد يلتفت لأمه التي تخشاه ويملأ مقلتيها الخزي أمامه لكنها تظاهرت بالقوة وتصرفت كأنها لم تفعل شيء ادخل ياحبيبي أنا هعملكم غدي بايديا انهاردة ولا مش وحشك طبيخ امك
ظل صامتا يحاصرها ينظراته العاتبة ورغم كل ما فعلت أشفق عليها أن تبدو أمامه بهذا الخزي فقال وبكلماته رسائل مبطنة بناتي شبعانين يا أمي مش محتاجين حاجة من حد ولا هيحتاجوا طول منا على وش الدنيا
استدار ليغادرها فقبضت على كتفه من الخلف وهي تترجاه باكية ماتمشيش يا يونس لازم اتكلم معاك
عاد ينظر لها قائلا عايزة تقولي ايه يا امي هتقدري تقنعيني بسبب يخليكي تحرمي بناتي من خيري وتذلي مراتي وتكسريني وتصغريني قصادها
ياريت تقدري تقنعيني بكلامك زي كل مرة
ياريتك تقدري يمكن ساعتها ارتاح
ظلت ناكسة الرأس لا تجد ما تتفوه به لتدعم موقفها فرفع وجهها إليه ليقول بنبرة ضخمت تأنيب ضميرها أنا عمري رديتلك طلب أو أمر
طول عمرك تطلبي عيوني ماقولكيش لأ
ليه يا أمي قابلتي بري ليكي وحبي بعقوق وظلم لأحب الناس لقلبي هو سهل عليا بناتي يجروا بعيد عنك ومايترموش في حضنك ليه بعدتيهم عنك
ليه عملتي فيهم وفي أمهم كل ده
اڼهارت باكية بدموع تتسابق بين تجاعيد وجهها أنا كنت عايزة اساعد اخوك وائل عشان يتجوز قلت كام شهر بس أوفر