رواية عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر

موقع أيام نيوز


فاكهة وحلويات وبيتزاهت وشيكولاتات من اللي بنحبها بابا كان بيجيب حاجات كتير حلوة
رهف وكمان أنا وحفصة نفسنا ناكل كنتاكي في المطعم زي ما كنا مع بابا 
معلش يا بنات استحملوا شوية بابا هايجي قريب وهو هيجيبلكم كل حاجة نفسكم فيها 
حفصة طب رمضان قرب هتجيبلنا فوانيس زي ولاد وبنات عمي 
تنهدت وقالت إن شاء الله هجيبلكم يلا عشان تتعشوا وتناموا

أبرار طب ما ينفعش تعملي لينا بيتزا يا ماما 
مكوناتها مش موجودة ياحبيبتي معلش هانت وهعوضكم كل ده 
صنعت لهما أجزاء من الخبر البلدي ويكسو محياها جمود عجيب لو رآه أحدهم لعلم أن عاصفة وشيكة ستقلب الأجواء 
وشيكة جدا 
صاحت الصغيرة حفصة بحزن الفانوس ده وحش يا تيتة مش بيغني اغاني رمضان انا عايزة واحد تاني 
قالت بجفاء بلاها دلع ماسخ اهو فانوس وخلاص ولا ان ماكنتش الحاجة غالية ما ترتاحوش يا بنات يونس 
أبرار بجدال لأنها أكبرهم وفيها ايه يا تيتة لو جبتي لينا الفوانيس اللي تعجبنا طب خلي ماما هي اللي تشتري هي عارفة بنحب ايه
أنا اشتريت فوانيس واتفضينا مش هنشتري حاجة تاني ونغرم فلوس علي الفاضي 
نكسوا الصغار رؤسهم بينما لمعت عين أكبرهم بضيق كانت تظن جدتها ستكون أكثر حنان وحب معهم لكنها لا تحبهم فقط تحب ابناء وبنات عمها الأخر لا تحبهم ليتهم ما عادوا هنا وتركوا أبيهم 
نظرت لوالدتها ولأول مرة تفهم وتعي ما تعاني منه
كأنها نضجت سنوات تفيض عن عمرها الحقيقي 
أقبل شهر رمضان المبارك والحال كما هو لا جديد غير أن بالون الڠضب المكتوم داخلها يكبر
ويتضخم لكنها تتصبر بأن الڤرج قريب 
رهف ماتيجوا نحكي لبابا اللي بيحصل معانا من تيتة وازاي ماما
زعلانة وبتعيط 
حفصة بس ماما علمتنا ما نقولش لبابا حاجات تزعله أبدا في التليفون 
أبرار أيوة ده الصح عشان مش يزعل وهو لوحده 
رهف بس تيتة مش بتحبنا
حفصة بتعب ولاد وبنات عمنا التانيين 
أبرار ماتزعلوش يابنات أهم حاجة ماما وبابا بيحبونا يلا بقى ننام عشان سهرنا أوي 
تلحفوا بالحزن غافلين عن من تقبع بمفردها تشكوا حالها لله وتتحمل لتصل لبغيتها فإما أسقطت الغمامة التي تغشي عيناه 
وإما أنتهت رحلتها معه 
إلى الآبد 
نوفيلا عيون معصوبة
بقلم ډفنا عمر
الحلقة الثالثة
ذراعيها النحيفة تتشابك حول ركبتيها الأشد نحولا 
وجهها الشاحب المنحوت بالقهر تتوسطه عينان شاخصتان تبصر بهما الفراغ أمامها ورأسها تتزاحم به الأفكار القاتمة تتسائل بصوت العقل الهامس هل ستربح معركتها مع غفلته المظلمة وتجتذبه لفضاء بصيرة ضاوية لا يريد يونس إدراكها مكتفيا بطاعة عمياء تعصب عيناه عن حقيقة ما تكابده هي والصغار من ذل ومهانة وحرمان 
الإجابة ظلت مبهمة لديها وتعاقبت أيام الشهر الفضيل واقتربت من ثلثها الأخير والانتظار مازال قائما ليدوي رنين الهاتف مخترقا سكونها وزوجها يحدثها عبر الهاتف ايه أخبارك يا رضوي والبنات كويسين 
عايشين 
جاء صوتها فاتر لينعقد حاجباه بقلق 
عايشين انتي بتتكلمي كده ليه هو في حاجة حاصلة معرفهاش ولا لسه زعلانة عشان موضوع الفلوس اللي ببعتها لأمي 
أنده علي البنات عشان تكلمهم 
مازال صوتها يكتسي ببرود ثلج لا يذوب فيهدر عليها
رضوى مالك!! لحد امتي هتعامليني بالبرود ده كل اما اكلمك تنادي البنات وتختفي وماتكلمنيش انتي ماقولتليش ليا كلمة حلوة من وقت ما نزلتي 
يابنات تعالو بابا عايزكم على التليفون
هكذا صاحت على صغارها متجاهلة عتابه ليزداد حنقه وتشابك حاجبيه بحيرة وضيق من حالها الغير مفهوم 
بابا حبيبي وحشتيني جاي امتي 
ابتسم رغما عنه لصغيرته قريب يا حفصة عاملة ايه يا روح بابا وفين اخواتك 
كويسة استني هناديهم ونتصل بحضرتك كاميرا بقالك كتير مش شوفتنا 
بعد قليل اتصلوا عليه بمكالمة فيديو وما ان أبصرهم حتي تعجب شحوبهم ونحافتهم خاصة الصغيرة حفصة التي فقدت الكثير من وزنها ألا يأكلون
خاسين ليه كده يا حبايبي شكلكم بتغلبو ماما في السحور والفطار زي عوايدكم بس ده صيام لازم تاكلوا كويس 
أبرار ابدا يا بابا والله بس زهقنا من الفول والطعمية والجبنة القريش نفسنا في بيتزا وكنتاكي وحاجات كتير ماما مش بتجيبها 
رهف هو ماينفعش نرجع نعيش معاك تاني يا بابا محدش هنا بيسأل علينا ولا عمو حسان ولاعمو وائل كمان في حاجات زعلانين منها بس خايفين نقولك تزعل وماما قالت لينا مش نقولك كلام يزعلك 
تدخلت حفصة تضيف رتوش جديد لصورة الحقيقة الغائبة عن أبيها بس لازم تعرف يا بابا إن تيتة مش بتحبنا زي ولاد وبنات عمنا اشترت لينا فوانيس وحشة اوي مش بتغني بس جدو صلاح ابو ماما هو اللي جابلنا فوانيس جميلة أوي 
رهف وكمان ماما قالت مش هنجيب لبس عيد عشان مفيش فلوس أول مرة يا بابا نعيد من غير هدوم جديدة أنا واخواتي 
جحظت عيناه ولا
 

تم نسخ الرابط