رواية عيون معصوبة بقلم ډفنا عمر
المحتويات
يصدق ما يسمعه من ألسنة الصغار !
ما الذي يحدث كيف لا يسأل عنهم أحد
أين شقيقاه حسان ووائل ولما يشكون من والدته
أيعقل ألا تحبهم كما يقولون
ولما لا تلبي رضوي لهم احتياجاتهم كاملة وهو يرسل لها مبلغا كافيا ويفيض وهو يعلم هذا
هاتو ماما اكلمها وسيبونا لوحدنا شوية
قالها بتجهم فابتعدوا وأتت تجيبه ببرود نعم
اللي هو ايه
جز علي أسنانه رضوي ماتعصبنيش وتردي سؤالي بسؤال البنات بتقولي كلام غريب عن ماما انها مش بتحبهم وليه مش بتشتري ليهم اللي نفسهم فيه ومخلية شكلهم كأنهم جعانين حتى انتي نفسك وشك غريب وليه كمان مش هتجيبي لبس العيد للبنات ايه اللي حاصل معاكم فهميني
أسأل الأسئلة دي لمامتك اللي بعتلها فلوسنا وخليتها تتحكم فينا والنتيجة اهي قدامك
ماما مالها بيكم الفلوس بتوصلكم وانتي اللي بتصرفي
تهكمت بقولها
أنا اللي بصرف محصلش سعادتك أكتر من 500 جنية مش بمسك في أيدي وكتر خيرها أمك بتجبلنا حبة بطاطس وبصل علي كيسين رز ومكرونة وفرختين وشوية لحمة مش بيكفوا غير تلات أيام في الشهر كله
انتي بهزري صح
لو شايف اني بهزر يبقي بهزر يا يونس
وأنا بقولك محصلش امك بتديني 500 جنيه وبتاخد الباقي ليها بتسرقك وحارمة بناتك من خيرك وانت حي على وش الدنيا يا يونس
أخرسي أمي مستحيل تعمل كده انتي كدابة
طالت نظرتها العاتبة البائسة إليه ثم أغلقت المكالمة والهاتف بأكمله وراحت غرفتها تجلس بشرود كما كانت
النهاية أتية
وهي تنتظر ما سيؤل إليه الحال
حمم تفور وتكاد تسيل من رأسه بعد ما قالته زوجته
أمعقول والدته تسرق قوت صغاره وتحرمهم من خيره كما قالت رضوي هل تخدعه وتكذب عليه
لما تفعل هذا وهو ابنها وحبيبها
كما تسميه
لا لن يصدق فيها شيء گ هذا
امسك هاتفه وحاول الاتصال علي زوجته ثانيا فلم تجيب وبدون تردد ضغط رقم
حبيب امك عامل ايه يا غالي
الحمد لله يا ماما وانتي
بخير ياحبيبي
تردد قبل قوله الحذر ماما هو انتي بتوصلي لرضوي المبلغ اللي ببعته
تلعثمت قائلا ها أه أه طبعا ياحبيبي بحط في ايدها خمس تلاف جنيه زي ما بتقولي ثم تساءلت بتوتر هي قالتلك حاجة أوعي تكون بتوقع بيني وبينك يا يونس انت عارفها مش بتطقني
فساتين
ثم تداركت أمرها أأه قصدك فساتين العيد أمال ايه يا ضنايا جبناهم طبعا
غريبة حفصة بنتي بتقول مش هيجيبوا هدوم للعيد!
صمتت لخطات تحيك ردا مناسبا لتهتف بإدعاء كاذب
ماهي مراتك ايدها مخرومة قولتها اعملي حساب هدوم العيال عشان العيد قالتلي يعني احرم نفسي وقالت كمان أبوها ولا عمهم هيجبلهم بس انا طبعا مايخلصنيش حد يجيب لعيالك حاجة وغلاوتك شيلت اللقمة من بقي عشان اجيبلهم فساتين وعاملاها ليهم مفاجأة أول يوم تحب تشوفهم بنفسك يا ضنايا
غمغم بغموض ياريت
طب اقفل هصورهم وابعتهملك بس اوعي ټحرق المفاجأة وتعرفهم حاجة
حاضر مش هعرفهم
اتصلت به ثانيا بعد إرسال صور الأثواب ايه رأيك بقي وغلاوتك اشتريت لبناتك فساتين غالية وتشرح القلب امال دول بنات الغالي
أومأ بشخوص تعيشي وتجيبي لحفيداتك ياماما
وتعيش ياحبيبي صحيح انت نازل امتي
لسه بدري مش قبل سنة
زفرت براحة أدركها يونس جيدا طيب تيجي بالسلامة ياحبيبي
الله يسلمك يا ماما هستأدنك بقي عشان هنام وهصحي علي صلاة الفجر
نوم العوافي وكل عام وانت بخير يا حبيبي
أغلق مع والدته يحتل ملامحه الشرود ثم ضغط رقم أخر ليضع فكرة ما داهمته قيد التنفيذ
يومان وهي علي حالها البائس تصنع للبنات الطعام ثم تختلي بغرفتها جالسة على فراشها ولم تغفو عيناها محملقة في السقف بشرود
يقينها بقرب وصوله يتأكد كل دقيقة تعلم أنه سيأتي إليهم لن يتأخر هي فرصته الأخيرة إن خذلها وأهمل ما علمه منها وهون من الأمر ونصر والدته ولم يفيق من غفلته وسذاجته
لن تنتظر معه لحظة واحدة
كفاها ضغطا وقهرا هي وصغارها
صعد الدرج بحرص وأصوات أطفال شقيقه تصدح على السلم وما أن رآهم حتى اصطدمت عيناه بأول حقيقة كان غافلا عنها وهو يرى نفس الأثواب التي أرسلت والدته صورها إليه كانت تخدعه وتوهمه أنها أثواب العيد لبناته هو
وهي فساتين بنات أخيه
حقا كانت تخدعه !
وصل لشقة والدته فشهقت برؤيته يونس
وهرولت تضمه بفرحة متناسية ما سيؤل
متابعة القراءة