قصه كامله
المحتويات
تحزم امتعتها فاخيرا هى عائده للديار... موطنها الاصلى الذى تكن له كل الحب والحنين والراحه.. لا تكن لهويتها وجنسيتها الجديده غير مشاعر الحزن والضياغ.
انتهت من كل شئ وخرجت من الغرفة بسعادة عارمة تكاد ترقص فرحا ولولا الملامه لفعلتها ولكن لتؤجل كل شئ وتفعلها فى فرح اخيها... فرحتها فرحتين فهى عائده لمصر واخيها ستزوج.
تقابلت مع بيان زوجة جواد التى قالتويش فيك.. ايه كل هذا.
هاجر اصلى فرحانه.. فرحانخ اوى.... عمر هيتجوز.... واخيرا هرجع مصر.
ايش.. ترجعى عمصر.. ليش
كان هذا صوت فواز المصډوم بشده فقالت عمر... عمر هيتجوز.
هاجراخويا.
صمت بصبر وقالومتى العرس.
هاجر كمان اسبوع.
فواز كثير والله... اسبوع ماراح شوفك مابقدر.
ابتسمت بيان لهم وانسحبت بهدوء تاركه لهم مساحه شخصية فقالت هاجر فواز انا.... قاطعها هوانتى لا تقولى شى.. انا الى راح اقول... انا بعسقك ياهاجر... عشقت روحك وقلبك.. حتى لسانك السليط هذا عشقته والله... انتى جميله جميله جدا يا حبيبتي ومافى متلك كثير..تقدم منها وامسك يدها وقال بعشقك ومابقدر بعد عنك... لا تبعدى انتى عنى الله يخليكى وعطينى فرصة.
ظل ينظر لها پخوف وترقب الى ان تنهد بارتياح وهو يرى البسمه تشق وجهها.
جاءت الخادمة تخبرهم باستدعاء الشيخ جاسم لهم.. فهبطوا معا السلم وه يضحك على حبيبته التي تخاف من المصاعد.
جلست بالقرب من امها الفرحه بشده فقالت هىها هنسافر امتى بقا.
تفاجأ جواد وقالسفر... لوين.. وليش
جاسم بحزنعمصر... لأنه عمر راح يتزوج بعد اسبوع.
جوادوليش يسافر من هلا.. يوم العرس يسافروا.
هاجر نعم لأ مؤاخذة في السؤال لأ مؤاخذة في ايه... فى السؤال... انت مالك.
جواد پغضب من بين اسنانهلسانك هاد... قاطعته هىشيخ جواد... المدام بتنادى عليك... مش قادرة احدد مين فيهم اصلهم اتنين ماعلش.
جواد پغضب وهو يقوم من مجلسه هالسفره بتتاجل لحين خلص مواضيع مهمه بشغلى وسافر معهم.
قال ما قاله وتركهم وغادر فقالت هىده ايه الكلام ده أن شاء الله... مش هستنى.. ده فرح اخويا.
فواز بحنان وحباهدى ياهاجر.. انا راح سافر وياكوا مابتركك ابدا.
فواز باعين لامعة بس ودى كون مع هاجر من بعد اذنك.
نظر له جاسم بنظرة رجل وقال بس انت عندك اجتماع مهم جدا وانا بعرف انه مهتم بيه كثير.
فوازبيتاجل.. كل شئ يتاجل.
ابتسم جاسم برضا هو وليلى فى حين نطرت له هاجر ولنظراته الحانية له بتمعن واخذت تقارن بين موقفه وموقف جواد.
___
بعد مرور اسبوع
جلس شاهين فى غرفة الصالون مع جده والحاج ابو النجا وحفيده يتحدثون عن العمل الى ان قال ابو النجا بص بقا يا حاج.. من
الاخر كده احنا مش جايين نتكلم في شغل.
الحوفى باستغراب امال ايه.. خير قلقتنى.
ابو النجالا ده كل خير.. احمم.. بص. انا هجيلك دوغرى.. خالد حفيدى.. مهندس اد الدنيا... وانت مربية على ايدك.
ابتسم الحوفى قائلا طبعا ده ابنى.
فى حين شاهين ينظر لهم پحده وترقب الى ان قال ابو النجااحنا وصلنا ان حفيدتك الصغيره فسخت خطوبتها وهو معجب بي.... الى وهنا ولن يحتمل ذلك المسكين شاهين... طفح بخ الكيل منها ومن جده ومن الجميع هاج وصائحامعحب بمين... هو اټجنن ولا ايه... ايه الكلام الفارغ ده.
الحوفى پغضبشاهين... الزم حدودك.
شاهين ولم يعد يحتمل او حتى يرى امامهبلا حدود بلا زفت.. انتو خلتوها خل... انا استحملت وشيلت الطين عشان العيله دى كتير.. مش
كل شويه هقعد اشوف بعينى واستحمل الى بييجوا يخطبوها ومنى كمان... انا ادبت العيله دى كتير وجيت على نفسى. بس مش هسكت ولا استحمل تانى... والى عايزه هاخدوا ڠصب عن عين اى حد...
صعد بعضب عارم وترك جده يناديه وابو النجا وحفيده مزهولين لما يحدث.
فتح الباب بعضب وجدها مرتديه ثوب اخضروحجاب من نفس اللون.. تهم لوضع احمر شفاه قالت پحدهانت ازاى تدخل كده.
جاءت والدتها على الصوت العالى وهى مستعدة للذهاب لكتب كتاب اسيل وقالت ايه ده فى ايه
تجاهل أسئلتهم وقال پغضبانتى رايحه فين
جيسيكا كتب كتاب بنت خالتى.
قبض على معصمها يجرها خلفه وهى وناديه ېصرخون به پغضب.
جيسيكا پغضب عارمسيب ايدى.. واخدنى على فين.... سيبنى عايزه اروح كتب كتاب اسيل.
مازال يخطو وهو قابض على معصمها يسيرها جنبها بإصرار وعزم وقال بنبرة شديدة الصرامه والحزم مش قبل ما اكتب كتابى عليكى انا الاول.....
خلص البارت
رائيكوا
توقعاتكوا
بحبكوا جدا
الفصل الواحد والعشرون
يجرها خلفه وهى فقط مزهوله... ماذا قال...
وعن اى شئ يتحدث... عقد قران من... هو وهى... كيف هذا.
توقف بها في وسط القصر امام جده الذى قالايه اللى انت بتعملوا ده يا شاهين... انت اټجننت.
شاهين بعمل ايه يعني... راجل وعايز يتجوز بنت عمه فيها ايه.
الحوفىفيها ايه... فيها إنك خاطب يابيه.. دى بنت ابنى ودى بنت ابنى ماينفعش اجى على حد عشان حد... سمر هى اللى تناسبك مش جيسيكا... افهم بقا.
شاهين انا اللى اختار وانا الى أقرر مش حد تاني.
الحوفىطب اهدى.. استهدى بالله كده واعقل.
شاهين جدى... الكلام خلص خلاص انا هتجوز جيسيكا ودلوقتي... المأذون على وصول تحب تكون وليها ولا نشوف اى حد تاني.
الحوفىشاهين.... كل حاجه بالعقل يابنى.. قاطعه هوانا بجد مابقتش عايز ابقى عاقل ولا عايز ابقى كبير العيله ولا عايز الصوره اللي حطيت فيها نفسي دى... انا تعبت... شاهين بنى ادم وله آخر... افهم بقا.
صړخ بالاخيره بقوه ارهبت الحوفى واجتمع كل من بالقصر فقالت ناديهمش كده يا شاهين. كل حاجه تتحل بالعقل ... اسمع كلام جدك انت خاطب...وقال الكلام اللي بقوله هو الى هيتنفذ وبس... دى حياتي واظن انى كبير كفاية لانى اخد قراراتى بنفسى.
عقدت ساعديها على صدرها وقالت بجديه طب والله كويس إنك عارف انك كبير بكفايه... كبير لدرجه إنك من جيل امها ولا مش واخد بالك.
توترت نظراته قليلا ولكن قال بعزم متذكرا حديث امجد طظ.
اتسعت عيون الجميع وقالت ناديه نعم
شاهين زى ما سمعتى... طظ في اى حاجة ممكن ترجعنى عن الى فى دماغى... اد امها اد ستها مش فارقلى.. ومافيش حاجه هتبعدها عنى.
ناديه پغضبكلام ايه الى بتقولو ده... انا مش موافقه.
الحوفىشاهين لو عملت الى فى دماغك ده هتبقى بتعصينى... انا مش موافق على الجوازه دى.
تدخل ابو النجا الذى مازال موجود وقالاحمم.. اسمحلولى بس اتدخل ياجماعه.
انتبه له شاهين وجده فقد نسوه تماما فقال الحوفىحاج ابو النجا... انت لسه هنا.
تغاضى ابو النجا عن مقصده وقالانا شايف ان شاهين مش غلطان... حقه يتجوز الى على هواه... ولو على حكاية السن فانا وانت كانت مرات كل واحد فينا أصغر منه باد كده وكانت بتتجوز وتخلف وتربى اورطة عيال.
ناديه بس ده كان زمان مش دلوقتي... ومين قال ان حتى زمان ماكنش بيبقى صعب على الواحدة فينا... اسالنى انا... انا مش هحط بنتى فى نفس الوضع ده ابدا.
شاهين وضع ايه... هو انا هاكلها.. انا مش مختار الحوفى يا ناديه.
ناديه بغيظ ايه ناديه دى... بلعب معاك انا.
شاهين
مش انتى الى لسه قايله من سنى... استحملى بقا.
ناديهشايفين المحترم الى قال ايه عايز يتجوز بنتى.
شاهين عشان تبقى تقولى قدامها انى اد امها اوى.
الحوفىببسسسس... ايه... عيلين ماسكين في خناق بعض.
صمت قليلا ينظر لهم الى ان قالايه يا جيسيكا... ساكته يعنى وسايبه كل واحد بكلمه... مش عادتك خالص.
نظر الكل اليها منتظرين رد فعلها واغمض شاهين عينيه يسب ويلعن جده فهو قد اهذها باغته كى لا يترك لها الفرصة للرفض وهو الان يسمح للسانها السليط بأن يتحرر.
اما هى فكانت تشاهد ذلك الفيلم وكأنها متفرج.. وكأنها ليست هى بطله تلك الأحداث... شاهين يريد ان يتزوجها... يتحدى الجميع حتى جده.
ظلت صامته لثانيه واحدة فقط تحاول ترتيب أفكارها... ثانيه واحده كانت كفيلة بأن يقول ابو النجاالسكوت علامة الرضا يا جماعة.
جيسيكا باعتراض لأ انا بس... قاطعها شاهين مؤكدا هو علامة الرضا.. معروفة.
جيسيكا رضا ايه وبتاع ايه انا مش... قاطعها مجددا جرس الباب المأذون جه.
ذهب سريعا وفتح الباب وذهب الجميع الى حيث اجلس هو المأذون.
شاهين ها ياجدى... هتبقي انت وليها ولا نشوف حد تاني.
الحوفى على مضض واضحلا انا طبعا.
ناديه هو انتو بتعملوا ايه انا مش مستوعبه.
شاهين اقعدى انتى يا ناديه.
ناديه ماتحترم نفسك يا بنى.. ده أنا المفروض هبقى حماتك.
شاهين خليك شاهد يا حاج ابو النجا.. موافقة اهى.
ابو النجا بابتسامة شاهد... وهبقى شاهد كمان على العقد.
شاهين قلبه يرقص كطفل صغير... كأنه طفل في العاشرة..قلبه يتراقص داخل صدره... حتى صدره يتراقص مع دقات قلبه... لحظة تمناها كثيرا وكانت بعيده صعبه المنال.
تحدث بنبرة صوت تظهر عليها الفرحه عنوهوانت ياخالد هات بطاقتك.. ولا جاى تخطب من غير بطاقه.
نظر له خالد پحقد وقالهو انت كمان عايزينى اشهد على عقد جوازكوا بعد ماكنت جاى اخطبها... ده انت صحيح جبروت.
شاهين ياعين تشع فرحه وصوته يظهر عليه السعادة يابنى ماتعلبش فى عداد عمرك وخلص هات البطاقة.
ابو النجا يالا يا خالد يابنى... ده كل شئ قسمه ونصيب وشاهين زى اخوك الكبير.. هات البطاقة.
شاهين ماخلصنا بقا يا حاج كل شويه كبير كبير قدام العروسه.
ينظر له الحوفى بدقة شديدة... شاهين عينه تتراقص فرحه... صوته يغلب عليها شجن الفرحه.. حتى لاول مرة منذ سنوات يراه يمزح هكذا... اصابه الزهول من الحاله التى يرى عليها حفيده.. عيونه تراقب كل تفصيله بوجهه مشدوه مما يراه... هل يعشقها لهذه الدرجة... والله سيزوجها له
تحت أى ظرف وتحت اى خسارة... تلك الفرحه التى يراها فى صوت وحديث حفيده لم يراها منذ ان كان شاهين الطفل ذو العشرة اعوام.
طلب منه شاهين بطاقته فاعطاها له بسرعه وهو يحدق به بزهول... يردد خلف المأذون بعقل وقلب شارد فى فرحة حفيده.
شاهين له مكانه خاصه عنده.. حتى أنها اكبر من أبناءه... هو من تعب معه وعمل معه يد بيد فى حين كان كل فرد من أولاده الرجال في وادى.. حتى والد شاهين نفسه كان كذالك.. فعوضه الله بشاهين.. طفل ذو عشرة أعوام يجر معه عربة العمل الخشبيه التى يضعون بها الحديد والنحاس القديم يتجولون بها من ورشة لورشه يبيعون لهم الى ان نمت العمل شئ فشئ وهو فى ظهره.
فاق من شروده على دمعه ساخنه فرط من عينه وصوت المأذون يقول بارك الله لكما وبارك
متابعة القراءة