مره واحده في العمر.. فاطمه الالفي
المحتويات
الذي تحدث معهم وهي تختلس النظر اليه بحزن وشرود في ما هو ات تتسأل داخلها ماذا يفعل عندما يواجه حقيقه الماضي بكل احزانه والألمه ..
فاق من صډمته علي اقټحام صديقه لمكتبه وهو يهتف بصوت قوي
ايه يا بني بقالي ساعه بخبط وانت مش معايا خالص
نظر له بضيق عاوز ايه يا دياب
رفع احدي حاجبيه وهو ينظر له بغرابه هي ايه الحكايه بالظبط بقالك كام يوم متغير وحتي المحكمه مابتروحاش واخر حاجه عملته وزعت كل القضاي اللي كنت ماسكها علي الزملا فهمني يا صاحبي في ايه بيحصل انت مسافر ولا ايه
تقصد مين ! ليلي ...
رفع مقلتيه يرمق صديقه بخيبه أمل وهمس بصوت كساه الالم للاسف كنت مخدوع فيها
سار في خطواته الواسعه يقترب من صديقه وهو يربت علي كتفه بمواساه ويتسأل بعدم فهم ليه حصل ايه لكل ده محتاج افهم مش يمكن معاها حق وليها وجه نظر غيرك
ضړب علي صدره بقوه ثم استطرد قائلا قلبي ده اللي بينبض ليها هدوس عليه همسحها من ذكرياتي وحياتي للابد .
هز راسه نافيا انت مش فاهم حاجه يا دياب
طب فهمني يا صاحبي يمكن اقدر افيدك
قص عليه كل ما عرفه عن وفاه والده الي ان انتهي الامر بحديثه مع ليلى قبل لحظات ....
شلت الصدمه حواسه وحاول التخفيف عن صديقه وما يشعر به الان ولكن لم يجد كلمات تواسيه احزانه .
صعب يا سيف وهتقلب المواجع عليك وعلي الكل انا معاك ان من حقك تظهر براءه والدك وتطالب بحقوقك اللي ضاعت بسبب قضيه والدك بس للاسف القضيه معقده وفيها اطراف غيرك ومن حقهم هم كمان يوافقو علي القضيه دي انت محامي وعارف كده كويس
لازم موافقه جميع الاطراف اللي تخض القضيه ولا ايه
بعدما استمع لحديث صديقه نهض من مكانه ليغادر مكتبه علي الفور وهو يهتف لصديقه هنتكلم بعدين يا دياب خلي بالك من المكتب
مشوار مهم ....
ترك المكتب تحت نظرات صديقه الصادمه ..
لم يستطع مراد الانفراد بها والتحدث معها لذلك بعد ان اطمئن قلبه لرؤيتها استاذنهم المغادره نهضت تسير جانبه لتودعه وقبل ان يغادر الحديقه نظر اليها مودعأ شكلك مايطمنش بس انا هفضل موجود هنا لحد مااطمن عليكي ولم تلاقي نفسك عايزه تحكي كلميني اجيلك في ثواني
ارتسمت نصف ابتسامه اعلي ثغرها وهمست وهي تهز راسها موكدا لحديثه اكيد يا مراد بس انت عارف حاليا مشوشه
ربت علي كتفها بخفه المهم انا جنبك في اي وقت وهنتظر مكالمتك سلام
سلام
بعدما اختفي عن انظارها وجد يد قويه تربت علي كتفها من الخلف ويهمس بفحيح ممكن افهم ايه اللي بيحصل
دارت بجسدها لتقف في مواجهته وهي تهتف بتسال يعني ايه مش فاهمه
حاوطها من كتفها برفق وسار بها بخطوات بطيئه اجلسها اعلي الارجوحه ثم جلس بجوارها وهو يهمس بغيره واضحه لهفتك اول لم مراد جي وكمان حضنك ليه ده غلط وماينفعش وبعدين ازاي انتي يا ليلي تعملي تصرف زي ده هيتفهم غلط طبعا .
ضحكت رغما عنها ونظرت له بدهشه احمد ده مراد يعني زيك بالظبط ده اخويا وصديقي ومتربين مع بعض وبعدين هو بجد كان واحشني وعشان كده ماصدقتش نفسي لم شوفته
هتف بضيق بردو هتقولي واحشني يابنتي افهمي هو شاب غريب عنك وماينفعش يحصل التجاوزات دي لا تقوليلي اخويا ولا مش عارف ايه وبعدين ده انتي مابتعمليش معايا انا كده
رفعت احدي حاجبيها بمشاكسه انت بتغار عليه من مراد
ومن اي حد يقربلك انا اخوكي ومن حقي احميكي واوجهك تخلي بالك من نفسك وتصرفاتك وياريت اللي حصل ده مايتكررش تاني
نظرت له بحزن وهتفت بجديه ماتنساش ان اكبر منك بشهر وبعدين انت عارف اخلاقي كويس وبعدين ماحدش يقدر يفهمني غلط
ماتجادليش يا ليلى وكلامي معاكي عشان تخلي بالك من نفسك مش يفرق مين اكبر من مين المهم عندي تقتنعي وانا ولا اي حد يقدر يشكك في اخلاقك وعشان كده انا بس بنبهك ومانسيش المجتمع الشرقي اللي عايشين فيه ومهما تقدم من تكنولجيا تفكير وعقول المصرين مابتتغيرش من اول بدايه الخلق سيدنا ادم لحد يومنا هذا والبشر عقولهم مترسخه علي فكر معين صعب يتبدل
خلاص يا احمد وجهه نظرك وصلتلي
مش عاوزك تزعلي مني
ابتسمت بهدوء وهزت راسها بالنفي لايمكن ازعل منك طبعا
قوليلي بقي من اول لم سيف اتقدم لحد اللحظه دي عشان بابا اكيد ماقالش كل حاجه في حاجات محتاج اسمعها منك واسف ان كنت بعيد عنك الايام اللي فاتت بس والله البومه كانت بتولد وجابت سنفوره بس ايه كيوته اوي
هتفت بمرح ايوه طبعا انت هتقولي عندك الطيور بتاعك اهم مني انا شخصيا
ضمھا لصدره برفق ثم طبع قبله حانيه اعلي خصلاتها البنيه اقسم بالله انتي عندي اغلي منهم بس هم روح ضعيفه وبردو محتاجين وجودي
مش محتاج تقسم يا حمودي انت احن واجدع اخ في الكون بحاله
طقطقت لها اذنيه وهمس بمرح اتفضلي عاوز اسمعك
ابتسمت بخفه وهمست برجاء هتفهمني...
استشعر حزنها وهز راسه موكدا لها طبعا هفهمك وهسمعك للاخر
صفا سيارته امام مبني النيابه العامه ثم ترجلا منها وسار بخطوات واثقه ليدلف لداخل المبني بثبات صعد الدرج للطابق الثاني حيث تقبع غرفه وكيل النيابه ثم وقف يتحدث لذلك العسكري القابع امام غرفه النيابه وبعد عده ثواني ترك العسكري مكانه ثم طرق باب الغرفه ليدلف لداخل ويخبر وكيل النيابه بوجود شاب يدعي سيف النحاس يريد مقابلته علي وجه السرعه ...
عندما انتهت ليلى من قص كل شي علي مسامعه نظرت له بعينيها التي تملئها الدموع وهمست بصوت مبحوح
قولي يا احمد اللي عملته ده صح ولا غلط سيف مش من حقه لوحده يفتح الماضي الماضي ده يخص اطراف كتير اولهم مراد اللي مايعرفش حاجه عن حاډثه وفاه والده وكمان بابي ومامي هترجع تعيش احداثه وتعيش الۏجع من تاني غلطت ان خاېفه علي أمي من الاڼهيار اللي حصل زمان ماكنش سهل علي مامي انها تعيشه ليه اساعده في جلب الحزن لاهلي من جديد صحيح والد سيف كان مريض نفسي زي مابيقول وغير مسئول عن تصرفاته بس اللي اتاذي بسببه ناس كتير مش مجرد شخص واحد ازاي حتي لو مريض نفسي يتاسب كده ياذي نفسه وياذي اللي حواليه مكانه المفروض في مصحه يتعالج مش يخطف وېقتل ويتم طفل بريء والد حاول يهدم عيله وخطڤ مامي بالابتزاز والټهديد پقتل بابي يعني كان ممكن انا كمان اكون مكان مراد سيف مافكرش في كل اللي انا حساه فكر يثبت براءه والده علي حساب اشخاص تانيه موجوده مالهمش اي ذنب بردو في اللي حصل لوالده بالعكس كان الضرر واقع عليهم بابي قالي هينسي الماضي عشان انا اعيش الحاضر والمستقبل مع سيف سيف عاوز ايه تاني اكتر من كده اهلي رحبو بيه ووافقو عليه وخلاص كان ممكن نقفل صفحه الماضي بكل ۏجعها انا بجد موجوعه اوي يا احمد قلبي بيتالم علي كل اللي بشوفه وبيحصل لا قادره اتكلم ولا قادره اسكت واقف اتفرج عرفت ليه بقى ان الحب اللي بيني انا وسيف مهزوز ومحكوم عليه بالمۏت .
ضمھا لصدره بقوه لتشدد هي في ذلك العناق وتترك لدموعها العنان اشفق احمد علي حالتها ودموعها احرقت قلبه ولاول مره يشعر بالعجز امام شقيقته تنهد هو الاخر بقوه وهمس بصوت جاد
ايه رايك تيجي معايا دبي انا مشترك في مسابقه هناك بعد يومين وهشارك بالحمام الذاجل بتاعي ومحتاج اشتري صقر تيجي معايا هنقعد اسبوع كده ترحي اعصابك من اي ضغوط ولم تعيدي تفكير في اي قرار توصلتي ليه
ابتعدت عن احضانه تنظر له بضيق انت كمان عاوز تسافر
هاخدك معايا والله
همست بحزن بس وضع بابي ومامي ماينفعش يا احمد
ماله الوضع زي الفل فيروز ونديم مع بعض مش محتاجين لعزول زيك هما بنفسهم هيرحبو بسفرك معايا جدا عشان اكتر حد يحس بيكي هما وانتي حقك تاخدي هدنه كده تفكري وتستمتعي بالطبيعه بعيد عن اي ضغوط بقولك ايه انا مش باخد رايك انا بس بعرفك انك طالعه معايا وهاكد حجز التذاكر من دلوقتي انتي مش مطلوب منك غير تحضري شنطه هدومك وشكرا علي كده
بس انا ماتعودتش اهرب يا احمد انا بواجه
همس بعناد واضح عناديه بس انا هكسر دماغك الناشفه دي
حملها علي حين غفله لتشهق بصوت مسموع وسار بها الي داخل الفيلا تطلع له الجميع بدهشه همس نديم بنبره قلق مالها ليلي رجلها تعبتها تاني
ارسل اليه احمد غمزه ماكره جعل نديم يتنفس بهدوء ثم هتفت ليلى تستنجد والدها بابي المچنون ده عاوز يسفرني معاه دبي بالاكراه
اخفى نديم ضحكته ثم ردد بجديه مصطنعه بالاكراه ازاي يا ولد
اجلسها برفق بجانب والدها ثم همس برجاء عمو بجد ليلى محتاجه لسفريه دي جدا واطمن هي مش مع حد غريب مع اخوها ولا ايه
همست بنفي لا يا بابي انا مش عاوزه اسافر احمد بيهزر
اتت فيروز في ذلك الوقت واستمعت لما يدور بينهم اقتربت من ابنتها بحنو انا كمان محتاجه لتغير جو ايه رايك يا نديم نطلع معاهم
ابتسم نديم لزوجته وعلم ما يدور بخلدها لذلك رحب بتلك الفكره مرافق طبعا
هز احمد كتفه وهو ينظر
متابعة القراءة