مره واحده في العمر.. فاطمه الالفي
المحتويات
غير لو سمعت وشوفت بنفسي
انت كده مابتصدقش أي حاجه على بنتك
دريه من فضلك مدام دلوقتي هتفرقي بينهم يبقي مافيش داعي للكلام أصل مهما قولت خلاص الكلام مافيش منه فايده لو كانت فيروز بنتك ماكنش ده رد فعلك
أنا طول عمري بعاملها زى رهام لكن لم تغلط لازم تتعاقب ماينفعش نسكت على افعالها هى مابقتش طفله
دلف لداخل الشقه بترقب يبحث عنها ولكن وجد الشقه مظلمه ويبدو بانها خاليه من البشر بحث عنها باجراء الغرف والنتيجه واحده لا يوجد لها اثر بالشقه .
دلف لغرفتها علم بانها غرفتها من اجل البوستر الذي مثبت اعلى الفراش خاص بصورتها استنشق رائحتها بالغرفه لتجعله يبتسم لحنينه إليها .
سحب شهيقا طويلا ثم زفره ببطء وهو يهمس بصوت متعب العشق جنون وتضحيه لكن الشك بېقتل أي ذره حب جوانا
اختفت ابتسامته عندما علم باختفائها الغامض ونهض من مقعده يلتقط مفاتيح سيارته ليبحث عنها بنفسه واقسم على ان يجدها وتصبح خاصته بعد اليوم .
مر يومان وات عامر عندما هاتفة والدته تستنجد به وضع فيروز الذي يزداد سوء فهى منذ أن خطت بقدميها منزل خالتها وهى حبيسه بغرفتها ترفض الطعام ولا اتناول الا المياه لتروي عطشها فقط .
لم يتحمل رؤيتها بهذا الوجه الشاحب فقرر اصطحابها معه الى البحر الاحمر دون ان ينتظر رأى زوجته .
واتفق مع والدته بانها لم تخبر احد بانه معه أي كان وافق والدته على مضض فبالاخير فيروز ابنة شقيقتها ويهمها أمر سعادتها .
أثناء اليومين الماضيين يحاول نديم البحث عنها فلم يجدها فى ذلك الوقت عاد والديها من السفر ولم يجدو فيروز اتصل صالح على الفور بمريم شقيقة زوجته الراحله ويسألها عن إبنته لتجيب عليه بتردد بانها لم تراها منذ أن تزوجت من نديم ليغلق صالح الهاتف ويتهاوة جسده ارضا فاقده للوعي ....
وضع زوجته امام أمر واقع فقد جلب معه فيروز
دون أن يأخذ برأيها .
تفاجئت بسنت بقدومها ولكن اندهشت من رؤيتها لفيروز على تلك الهيئه شاحبه الوجهه عينين حزينه اختفت ابتسامتها وقوتها اين فيروز التى تعرفها
دلف عامر يحمل حقيبتها ويضعها بالغرفه الأخرى ادخلي يا حبيبتي البيت بيتك طبعا مش عايزه كلام ودي اوضتك
لاحت شبح ابتسامه اعلى ثغرها وهى تؤمي براسها لتدلف لداخل الغرفه بشرود
اما بالخارج وقف عامر امام زوجته يتحدث معها برجاء بصوت يكسوه الحزن
بسنت عشان خاطري عاملي فيروز كويس هى تعبانه وهتقعد عندنا كام يوم ممكن تتحمليها بدون نقاش
حاضر يا عامر ماتقلقش يا حبيبي هعامل فيروز زى اختي بس هي مالها مش هى دي فيروز اللى انا اعرفها
لوي ثغره بضجر ولا أنا كمان اعرفها بس مسيرها ترجع اقوي من الاول واللى اتسبب فى زعلها بكره يندم
_ أكيد فى حاجه قويه حصلت بينها وبين جوزها هي السبب مش كده
تنهد بضيق اكتر حاجه توجع وتكسر لم الطعنه تيجي من القريب مش الغريب بقولك ايه اعمليلنا غدوة كده حلوه عشان فيروز تاكل ماما قالتلي بقالها يومين رافضه الاكل
ابتسمت لزوجها برقه وهى تشير الى عينيها من عنيه يا حبيبي ثواني والاكل يكون جاهز محتاج بس تسخين
دلفت لداخل المطبخ لتعد الطعام ودلف عامر عرفته ليبدل ثيابه اما فيروز فقد ابدلت ثيابها وحاول اغماض عينيها فهي تشعر بالارهاق وجسدها يحتاج الى النوم ..
تم نقل صالح بعربه اسعاف مجهزة لاحدي المستشفيات لتلقيه العلاج اللازم ..
وقفت زوجته تبكي حال زوجها عندما أخبرها الطبيب بانه دخل بغيبوبه كبد هاتفة ابنتها رهام لتلحق بها .
اسرعت رهام على الفور الى المشفى برفقه زوجها وظلت بجانب والدتها متشبثه باحضانها وعينيهم مازالت تذرف الدموع ..
استمعت لهمس والدتها هى السبب هي اللى وصلت ابوكي للى هو فيه دلوقتي من حزنه عليها واختفائها وهو وقع من طوله ماتحملش يا حبيبي لكن هى ولا على بالها اهلها عاملين ازاى ولا حالتهم ايه تعمل العمله وتهرب
ابتعدت عنها برفق وهى تنظر لوالدتها تقصدي فيروز يا ماما
هو فى غيرها
تفوهت پصدمه فيروز مختفيه ازاى هى ماكنتش موجوده فى بيتنا
لأ ولم بابا اتصل بمريم قالت ماشوفتهاش
هتكون راحت فين
مر أسبوعين آخرين على مكوثها بمنزل عامر بالبحر الاحمر اتخذت قرار العوده .
سارت بخطوات بطيئ اعلى الرمال متوجهه الى البحر تنظر لزرقه ميائه التى تذكره ببحور عينيه لاحت ابتسامتها وهى تحاول استنشاق رائحة المياه الهائجه وكان الموج يعبر عن حاله قلبها امواج ثائرة لا تخمد ولا تهدى .
لتجد يد تربت على كتفها برفق محتاجه اقعد معاكي شويا ولا وجودي يضايقك
ميزت صاحبة الصوت ليس الا بسنت زوجة عامر دار بجسدها لتنظر إليها وهى مازالت محتفظه ببسمه هادئه لا طبعا وجودك عمرة ماضايقني
افترشت الرمال وطلبت منها أن تجلس جانبها فعلت فيروز ذلك
تحدثت بسنت بصدق أنا عمري ماكرهتك كنت بنغاظ منك بس لم احس انك تعرفي عامر اكتر مني ودي الحاجه الوحيدة اللى كانت بضايقني بس لم قعدتي معايا وشوفت قد ايه علاقتكم ببعض حسدت عامر بيكي وكمان حسدتك بيكي أصل أنا عندي اخت واحده اكبر مني ومتجوزه وكمان بعيده عني لكن لم شوفتكم مع بعض اتمنيت يكون ليه اخ زي عامر كده يحبني وېخاف عليه ويفضل جنبي ومعايا فى اى وقت بحتاج ليه بلاقيه أصل اللى زي عامر قليلين اوى فى الزمن ده .
انهت حديثها بضخكه رنانه
ابتسمت لها فيروز وهى تؤكد على حديثها فعلا مافيش زي عامر ربنا يخليكم لبعض
ويخليكي انت كمان لينا هو أنا ممكن اسالك سؤال
اومت براسها بالايجاب من غير استاذان اسئالي
بصراحة عندي فضول اعرف ايه سبب بعدك عن نديم رغم ان شايفه حبك ليه هو خانك
زفرت انفاسها بهدوء لا نديم مايخونش نديم بس اتوضع فى ظروف صعبه وكان عليه ان يختار عشان يقدر يكمل حياته بهدوء بدون مشاكل ولا شك وقلق الشك دخل فى علاقتنا ودمر جوازنا لم عامر نزل القاهره
وقابل نديم عشان ننهي علاقتنا وننفصل فى هدوء نديم ماحولش يتمسك بيه بالعكس انهى كل شيء رغم وصلي احساسه ان مش قادر ينطقها بس نطقها وكانها سکينه غرزت بقلبي وقلبه
مدام الحب ده كله بينكم ماينفعش ترجعو لبعض تاني خصوصا بعد الظروف اللى جدت
تنهدت بضيق وهى تتفوه بكلمه واحده صعب
نهضت من اعلى الرمال لتلتقط بيد الأخرى يلا بينا عشان عامر زمانه راجع من الشغل عشان ننزل مصر
يلا بينا ..
سافر الى دبي بعد أن تم اجراءت طلاقه بزوجته وترك اداره المصانع والشركات لشقيقه ليتولي أمر كل شي .
جلس بمكتبه شارد الذهن يتذكر ما حدث بعدما ظل يبحث عنها ولم يجدها ثم تذكر عامر ليهاتفة على الفور ويعلم ب جوده بمنزل والدته اتى ليصطحب فيروز معه ليجعل حالتها النفسيه تتحسن أسرع نديم الى منزل خالتها .
فلاش باك ...
وقف امام الباب يدق جرسه بلهفه يريد ان يلتقي بها فقد اشتاقت العين لرؤية محبوبها واشتاق القلب لنبض دقاته فهى نبض قلبه ونور عيناه .
فتحت مريم الباب لتتفاجئ به ثم رحبت به ودعته الداخل
اتفضل يا نديم يابني اتغضل
دلف خلف مريم لغرفه الصالون ليجد عامر
صافحه الأخير ببرود وطلب منه الجلوس
تحدث نديم بقلق فيروزة هنا
اجابته مريم بهدوء ايوه يابني هنا وهتفرح اوى لم تشوفك والله دى عين وصابتكم كل البيوت ياما بيحصل فيها وانتولسه عرسان جداد والعمر قدامكم دائما هتلاقو فى مشاكسات واختلاف فى وجهات النظر بس كل واحد يتخلى عن عنادة والامور هتمشي والله
زفر عامر بضيق ورمق والدته بنظرات غاضبه ماما مش وقته الكلام ده ممكن تعملينا حاجه نشربها
حاضر يا حبيبي
بعدما غادرت مريم الصالون نظر عامر الى نديم بجديه
طلباتك يا باشمهندس
ابتلع ريقه بصعوبه عايز أقابل فيروزة هى اللى سابت البيت أنا ماطلبتش منها تسيبه ولازم نتكلم
أتت فيروز بعدما اخبرتها خالتها بوجود نديم وقفت امامه مندفعه بالحديث
مش لازم تقولها عشان امشي كل حاجه بينا اصبحت سراب فى لحظه كل شي حلو بينا أنتهى فى غمضه عين مش قادر تكمل حياتك معايا بعد كلام اخوك وبعد الشك اللى دخل قلبك خلاص يا نديم فى ايه تاني كنت عاوزني افضل كام يوم بس عشان تعبانه لا اطمن أنا كويسه وبخير ماتقلقش عليه انت اخترت وخلاص الموضوع أنتهى مش هغضل ابرر لك كل دقيقه أنا عملت ايه مش محتاجه أكون فى وضع اتهام انت صح الشك بېقتل كل حاجه حلوه وبيقتل الحب وبيدمر السعاده بس انت خذلتني وكدبت عليا وعدتني ماتسبنيش ومع ذلك سبتني وعدتني ايدك هتفضل فى ايدي العمر كله ومع اول اذمه ايدك اول حاجه اتخلت عني
طب ناخد فرصه بلاش الطلاق يتم دلوقتي عشان الناس
نظرت له پصدمه الناس ..
أنا خائڤ عليكي من كلام الناس
لا ماتخفش أنا مايهمنيش الناس
وقف عامر لينهى الحوار أنا هعمل اتصال بالماذون يجي هنا دلوقتي ننهى كل حاجه قبل ما تيجي معايا البحر الاحمر .
غادر عامر الغرفه وهو يخرج هاتفه ليهاتف المآذون ويمليه بعنوان المنزل
اما عن نديم وفيروز فقد كان يتطلع إليها باشتياق ولكن يعجز عن عناقها ليرؤى عطش الاشتياق انسابت دمعه حارقه وهو يهمس لها پألم
مش هقدر اقولها
نظرت له بعيون مثل الډماء من كثره البكاء وهتفت بصوت مبحوح
كان نفسي جوازنا ينجح ونحكي عن حبنا لاولادنا بس مش كل اللى بنتمناه بيتحقق هى كده الدنيا دايما بتعاندنا لم نفترق وفى قلب كل واحد حب مش كره أفضل بكتير لم نعيش تحت سقف واحد وماحدش قادر يبص فى وش التاني مش هقدر اجبرك على الحياه معايا عشان عارفه هتكون قد ايه بتتالم والعيشه هتكون دمار بينه عارفه كويس اوى ان ده الصح لينا ومش زعلانه من قرارك أنا بس موجوعه وده حقي نفسي اصړخ ومش قادره
وأنا
متابعة القراءة