مره واحده في العمر.. فاطمه الالفي

موقع أيام نيوز


نديم تعبان ولازم باباك يكون جنبه ده صاحب عمره يا قلبي وبعدين ده بدل ماكنتي فعلا تروحي معاه وتقفي جنب ليلي هي مش صحبتك ولا ايه
اجابت پحده لا مش صحبتي ولا من سني ولا صديقه دراسه ولا اي حاجه وليلى دي كلها علي بعضها انا مابحبهاش
نظرت لها پصدمه ليه كل ده الفرق بينكم سنه بس ومتربين مع بعض ايه اللي حصل ولا ايه اللي اتغير .

دثرت نفسها بالغطاء مامي بليز اطفي النور تصبحي علي خير
سأمت تصرفات ابنتها المتمرده ثم تنهدت بضيق ثم نهضت عن الفراش لتغلق الاضاءه وتغادر الغرفه وهي تهز راسها بأسي فلا تعلم بما اصاب ابنتها لتجعلها تتفوه بتلك العدائيه .....
بعدما غادت والدتها الغرفه تركت الفراش علي وجه السرعه ثم توجهت الي حيث خزانه الملابس لتخرج حقيبه الظهر خاصتها ووضعت بها بعض الثياب الخاصه بها وبعدما انتهت حملتها اعلي ظهرها واخرجت الهاتف لتتحدث مع شخص ما ....
همست باقتضاب انا جاهزه قرب العربيه من باب الجنينه .
اغلقت الهاتف ثم دسته داخل سترتها الجينز وغادرت الغرفه وهي تحمل الحذاء بين كفيها وتسير علي اطراف اصابعها لكي لا تشعر بها والدتها ...
داخل المشفى .
فتح عيناه ببطئ ليجد ابنته امامه همس لها بتعب فيروزه فين .
ابتسمت له بسعاده ووضعت راسها اعلي صدره وهي تهمس برقه فيروزتك بخير ومستنيه تشوفك عشان ترجع معانا البيت
حاول الاعتدال وهو يهمس بلهفه بحد كويسه وهتروح امال الدكتور ده قال ايه ة
ضحك شقيقه وهو يستطرد قائلا هو الدكتور لحق يقول حاجه انت وقعت مننا يا بطل يلا بقي شد حيلك وبلاش جو الحبيبه ده يطول انا عندي عيال خناشير وعاوز اربيهم خضه كمان وانا اللي هتواري تحت التراب
ضحك الجميع علي مزاحه ووكزته زوجته بخفه بعد الشړ عليك يا روحي
اقترب متها يهمس بصوت خاڤت ابقي فكريني لم نروح نفسي في بنوته بلاش خناشير تاني
نظرت له پغضب ليحاول رسم الجديه بهزر يا وحش بهزر
في ذلك الوقت ات الطبيب وتاكد من حاله نديم الصحيه وانه تجاوز الخطړ ولكن طلب منه بعدم الانفعال والتحلي بالصبر والهدوء وطمئنه ايضا علي حاله فيروز والان تتنفس بدون الاكسجين فقد عاد معدله الطبيعي ولكن سوف تظل تحت الملاحظه لمده 73 ساعه قبل ان تغادر المشفي ....
اما عن سيف وجده سامي ..
بعدما قص عليه ماحدث داخل النيابه نظر له جده بأسي 
سيف يا حبيبي انت محامي وعارف ماينفعش قضيه تتفتح بدون ادله جديده .
ومرض بابا مش ده دليل قوي يا جدو 
ايوه يا بني بس فين اللي يثبت ده 
حضرتك ماتعرفش طبيب نفسي بابا تابع معاه طيب حضرتك عرفت منين ان بابا مريض وعنده اضطراب شخصيه جدو ارجوك ساعدني 
شرد سامي قليلا ثم هتف بتذكر في دكتور فعلا باباك راحله زمان هحاول اتذكر اسمه واقولك واللي عرفته وقتها وجهت باباك لم ساره طلبت الطلاق بصراحه تيام ماانكرش وطلقها بكل بساطه ومرض والدك اكبر من اضطراب ومش مجرد شخصيه نرجسيه وبس الدكتور اكدلي ان تيام بيعاني من فصام الشخصيه وغير مدرك لتصرقاته وااشخصيه النرجسيه دي اكتسبها من والده بس لكن مرضه اصعب بكتير وكان محتاج علاج منتطم واعتقد ان والدك كان رافض العلاج وكمان مش معترف بمرضه .
همس پصدمه فصام .... 
ترك غرفه المكتب بذهول ليجد والدته مازالت جالسه تبعث بهاتفها سار بخطواته المتردده الي ان وقف امامها لتتطلع اليه ساره بدهشه .
ابتلع ريقه بتوتر ثم هتف بتسأل حضرتك تعرفي الدكتور النفسي اللي شخص حاله بابا 
هتفت بدهشه ليه عاوز تفتح الدفاتر القديمه 
ضړب بقبضه الطاوله التي امامه عشان لازم كل حاجه تتفتح الماضي بقى خاص بمستقبلي ومربوط بيه الخاضر بتاعي 
بردو بعد اللي عرفته مصر ترتبط ببنت فيروز 
ومش بس كده لا انا هفتح القضيه اللي بسببها بابا اتعدم وهلغي الحكم ده وهثبت براءه تيام النحاس وكمان ممتلاكته اللي الدوله صادرتها من حقي انا وريثه الوحيد هو انا والاملاك دي والدي وارثها عن والده جوده النحاس هرجع حقوقي وحق ابويا واثبت للدنيا كلها ان تيام النحاس كان ضحيه لسلوك عدواني واضطهاد من اهله وصلوه ان يكون غير سوي مريض نفسي بيعاني من عده امړاض غير مسئول عن تصرفاته هخلي الصحافه تتكلم عنه وهخليها قضيه راي عام دي قضيه مجتمع بأكمله ومش هستسلم ولا هرتاح غير وانا رافع راسي وفخور بوالدي ..
نظرت لوالدها پصدمه حضرتك موافقه علي الجنان ده دي هتكون ڤضيحه .
سيبي ابنك يعلم اللي يمليه عليه ضميره ويريحه وياريت لو تعرفي حاجه اقغي جنبه وساعديه يسترد كرمته وحقه ..
تلاقت اعينهم بصمت قوي ابلغ من الكلام راءت بعيناه الرجاء وانها بحاجه اليها شعرت بأذابه الجليد داخل قلبها وهزت راسها وهي تخبره باسم الطبيب الذي عرفته عن طريق الصدفه التي بدلت حياتها من يومها هذا وتحررت من قيود تيام النحاس .....
الفصل الحادي عشر
ليلى حلم العمر
بقلم فاطمه الالفي ..
صعدت الي حيث غرفتها تبحث بين متعلقاتها لتجد تلك الورقه التي غيرت حياتها ..
التقطتها بلهفه ثم غادرت غرفتها لتهبط الدرج وتقف امام ابنها تعطيه تلك الورقه ..
التقطها سيف بتسأل فيها ايه الورق دي 
افتحها وهتعرف
فتحها تحت نظرات الجميع ليهتف بصوت عال
دي روشته باسم بابا واسم الدكتور ماهر فياض استشاري مخ واعصاب وعلاج الامړاض النفسيه والعصبيه ..
نظر لجده بتسأل جدو الدكتور ده لسه موجود
هز راسه نافيا ماعرفش يابني بس نقدر نسأل عنه ونعرف اذا كان عايش لحد دلوقتي ولا لأ
في ذلك الوقت صدح رنين هاتفه ليخرجه من جيب سترته يجيب علي المتصل لتجحظ عيناه پصدمه وهو يردد باسم شقيقه كريم 
انت فين دلوقت ياكريم 
علي الجانب الاخر 
هتف كريم بمرح مش عارف يا سيفو انا فين 
همس بقلق طيب ابعتلي اللوكيشن وخليك مكانك وانا هعرف انت فين انا جاي ماتقلقش 
اغلق الهاتف وهم بمغادره الفيلا لتهتف ساره قبل ان يرحل 
لم توصل لاخوك طمني 
اومي لها بخفه ثم غادر الفيلا ليستقل سيارته يقودها الي حيث يوجد شقيقه ..
اما عن بثينه فقد ابتسمت بسعاده لنجاح مخططها مع حفيدها الاخر لجعل سيف يخرج عن صمته ويظل شقيقه بجانبه في تلك المحنه والازمه التي يمر بها ...
استقلت اسيا السياره بجانب صديقها تطلع اليها الاخير بنفاذ صبر ثم هتف وهو يقود السياره 
لسه مصره علي الجنان ده احنا لسه فيها فكري كويس 
تأففت بضجر ثم نظرت له پحده كمل طريقك يا مروان
تنهد باستسلام وهو يهمس داخله انا مالي شاغل بالي ليه هي حره بقى في نفسها ماليش دخل في تصرفاتها 
اسرع في قياده سيارته لكي يصل الي وجهته قبل بذوغ الفجر ......
داخل المشفي ...
عندما غادر نديم الفراش توجه الي فيروزته ليظل جانبها ويهمس لها بصوته الدافئ لكي يجعلها تسترد عافيتها فهو لم يتحمل الدنيا دونها ..
التقط كفها بين راحتيه وظل يقبلهما برقه وهو يهمس بصوته الحاني 
قومي بقى يا فيروزه قلبي مابحبش اشوف تعبك فين قوتك وتحملك علي كل اللي وجهنا سوا ده احنا مرينا بصعوبات كتير من بدايه جوازنا لحد الان وعشان قلبك الطيب النقي اللي جواكي كنا بنعدي بحمد ربنا علي وجودك في حياتي وجبتلي احلي هديه بنتنا اللي نورت حياتنا مين هيكون جنبها لم تتخرج ولا مين هيلبسها فستان فرحها غيرك قومي يا قلب قلبي عشان السعاده ترجع لحياتنا كل حاجه انطفت جوانا والبيت بقي فاضي ماحدش ناوي يرجع البيت من غيرك لازم انتي اللي تنوريه الاول ..
قبضت بقوه علي كفيه المحتضنه لكفها الصغير ثم فتحت عيناها ببطئ وانشقت نصف ابتسامه لتنير وجهها وتعيد الروح لزوجها الذي بادلها نفس الابتسامه ثم نهض من جانبها ليقترب من وجهها الحبيب يطبع قبله حانيه اعلي وجنتها ويهمس بحب امام بنيتها الساحره روحي رجعت ليه يا روحي 
نزعت عنها جهاز الاكسجين لتهمس بصوتها الضعيف ماتخفش عليه انا بخير مدام حاسه بوجودك انت ولولي في حياتي .
اطلق تنهيده قويه ثم سار بخطوات واسعه مبتعدا عن الغرفه ليسمح بدخول ابنته التي كانت متعلقه بذلك الباب متلهفه لرؤيه والدتها الحبيبه اشار اليها والدها بالتقدم وهو يبتسم بسعاده تعالي يا روحي شوفي مامي
تشبثت لحظات مكانها وهي تنظر لوضع والدتها اعلي الفراش لتفرد لها الاخيره ذراعيها وهي تهمس روح قلب مامي
ارتمت ليلي باحضان والدتها الدافئه وظلت تربت عليها برقه تخشي ارهاقها ثم ابتعدت عنها برفق لتريح جسدها وهي تنظر لها بحنان
روزه موجوده اذا انا كمان موجوده
ضحكت فيروز بخفه عندما تذكرت تلك الكلمات التي كانت دائما النطق بها منذ ان كانت طفلتها في عمر الخامسه
لولي قويه زي مامي وهتتجاوز اي حزن
طمني قلبك عليه عشان انا قويه باللي عندي عندي احلي بابي ومامي في الكون بحاله بستمد قوتي منك وهعدي بيكم لبر الامان
همست فيروز بصوت متعب كنت بخاف عليكي من النسمه اللي بتعدي وتعكر مزاجك لم تداعب شعرك وتجبرك تغمضي عيونك عيونك اللي كانت النظره منهم حياه بالنسبالي لم ابصلك افرح واحس ان ملكت الدنيا كلها مريت بلحظات صعبه كتير وانتي كنتي لسه جوايا بس كنت بتقوي بيكي ولم شرفتي لدنيتي خليتيني اعيش احلي دنيا بس واجهنا بردو مرحله صعبه بعد ولادتك والعالم كله كان بيواجه الكورونا كنت مړعوبه عليكي كنتي طفله صغيره وولادتك كانت بدري وكنتي خارجه من حضانه ولم جي الوقت اخدك في حضڼي انا بسبب مناعتي الضعيفه جالي كورونا واتحرمت منك نديم اخد مني العدوي وكنا مجبرين نبعد عنك وخالك عامر اخدك عنده فضلتي عنده شهرين وانا دخلت حجر صحي ونديم ماسبنيش هو تعافه الاول بس فضل جنبي ولم المرحله دي عدت كنت فرحانه ان بس هضمك في حضڼي واحس بيكي وتحسي بيه اللي كان اكتر من التعب هو بعدك عني يا حته مني .
عانقتها ليلي بقوه وكل منهما يحاول ان يستمد قوته من الاخر ...
صفا سيارته امام احدي الملاهي الليليه ثم ترجل من سيارته واخرج من جيب سترته الهاتف ليهاتف شقيقه لكي يخرج من ذلك المكان ولكن يبدو ان الاخر لم يستمع لرنين هاتفه بسبب الضجه التي تصدح بالملهي ..
زفر سيف بضيق ثم تقدم بخطوات واسعه ليدلف لداخل الملهي بحثا عن شقيقه ...
في ذلك الوقت كان يجلس كريم امام البار ويحتسي شراب الخمر .
وعندما دلف سيف ظل مكانه يبحث بعينيه بكل ارجاء المكان يتفقد شقيقه الي ان وقعت انظاره علي مكان جلوسه تأفف بضجر وهو يسير في اتجاه الي ان وقف خلفه وهو يربت علي كتفه پحده قوم معايا
الټفت كريم لذلك الصوت ثم اشهر الكأس الذي بيده ويهتف بمرح تعالي يا سيفو
 

تم نسخ الرابط