وتين بقلم ياسمين الهجرسي
المحتويات
إلى مرآه الزينه وأمسك زجاجه عطره وأقترب منها وهو يقول
أتفضلي يا ست البنات زجاجه بريفوم من بتاعتى عشان ما تخديش لبسى تانى...
تجمعت الدموع فى عينها وهى تهتف
بقى كده يا ابيه مش عايزنى البس لبسك هو حضرتك مفكرنى معرفش اسمها وأقدر أشترى زيها..
صمتت تستجمع باقى كلامها تحت شهقات صوتها المتقطع لتكمل حديثها قائله
بس انا بحس بالأمان فى لبسك وأنك معايا فى كل مكان... بحس بنفسك محوطنى منين ما اكون بيدينى ثقه فى نفسى ...
ولو على أن حضرتك مش بتلاقيها عشان أنا بعد ما بلبسهم بخبيهم فى دولابى عشان بحب احتفظ بيهم ..
أنت الامان يا أبيه حتي سريرك لما بنام عليه بحس فيه بدفى مش بلاقيه فى سريرى...
أى مكان حضرتك بتكون فيه بلاقى راحتى وأمانى لسه زعلان إنى بأخد لبسك.
هتف بۏجع وحب لتعلقها الشديد به وهو يمرر انامله على وجنتيها وجفف دموعها ليقول لا يا قلب اخوكي
مش زعلان ولو حبه خدى الدولاب كله أنا أطول وتين هانم تلبس لبسى...
وبمناغشه لكى يفك من عبوس وحهها بس بشرط توعديني أنك بعد ما تقلعيهم ترجعيهم ليا تانى وبرائحتك لانها الحنان بالنسبالي .
ضحكت مجلجله وهى تصقف على يديها و هتفت قائله
تعحب من افعالها واخذ يضرب كف بكف من حيلها التى لا تنتهى دثرها جيدا بالغطاء ونظر الي والدته وهتف بصوت يكسوه الالم قائلا
كبرت أوى يا أمى بقي قلبي بيتخلع عليها لما تبعد عنى
تفتكرى هيجى اليوم اللى أقدر أسلمها بأيدى لعريسها
أدعيلى يا أمى استحمل اصل انا من غيرها اموت فيها .
بكت أبرار بقهره علي حال أولادها لأن تعلقهم ببعض اصبح مثل الروح والجسد مستحيل تفريقهم عن بعض.. .
واكملت و دموعها تنهمر مثل الشلال و امسكت يده تقبلها تعرف يا راكان لما ربنا رزقني بك كانت الدنيا مش سيعاني من الفرحه..
فضلت افكر انا هاسميك ايه لحد ما ربنا هداني واخترت اسمك راكان عشان كنت عارفه ان ربنا عطاك ليا بعد صبر سنين من حرمانى فيها من الخلفه عشان تكون الركن و السند اللى لما اميل عليه هيسندنى ..
اكملت متذكره الآلآم الماضى لتهتف قائله جيت انت نورت حياتي فى وقت كانت جدتك عايزه تحرمني من ابوك وتجوزه عشان يخلف وكنت انت وش السعد عليا اللى ثبت وعزز وجودى فى حياة ابوك بقيت ركن اساسي من العيله دي وكنت اسم على مسمى
كنت هادي مش بټعيط و زنان وانت بيبى وكنت طفل رازين و عقلك سابق سنك مبتعملش مشاكل
حتى لما كبرت و انا خلفت وتين كنت فرحان وواقف جنبي ماسك أيدي وبتعيط على عياطي
واول ما اتولدت اخذتها ما رضيتش تديها لاى حد غيري وانت اللي سمتها وفضلت تاخذ بالك منها معايا.
ابتسمت بسعاده لاسترجاع زكرياتها مع ابنها راكان الاغلا عندها من الدنيا وما فيها و الاقرب الى قلبها..
اوقات كتير كنت بحس انك بنت من تصرفاتك واهتمامك بيا
وحنانك علي وتين
ولما ربنا رزقني ب يونس ويعقوب كنت تعبانه في الحمل قوي كنت بس قبل ما انطق اسمك الاقيك جنبي
انت نبض قلب العيله دي يا راكان.. خاليك واثق فى كده انت مكانتك محدش يقدر يستبدلها .. انت ليك مكانه خاصه عندنا .. اياك تتمنى المۏت تاني فهمت.
ابتسم بمرح على كلام والدته لكى يخفف المها الواضح فى صوتها وتحدث وهو يشير الى عضلات جسده بقى كل ده و بنوته الله يسامحك يا امي...
ضحكت والدته وضمته في احضانها لتهتف بفخر وسعاده قائله
راجل وسيد الرجاله كمان هو حد يقدر يقول غير كده الله اكبر عليك ياقلب امك وابتعدت عنه تحثه على التفكير فى موضوع العروسه فكر يا ابني في كلامي وشوف العروسه مش هتخسر حاجه يمكن قلبك يميل وتغير رايك .. وحولت نظرها الى وتين بحصره علي حالها لتهتف عشان قلبي يرتاح...
تجمعت الدموع في عينيه يحاول ان يخرج صوته وهتف بصوت مهزوز من هول ما يجيش بصدره
يرضيك يا امي أريحك وأعيش العمر كله قلبي يوجعنى
واظلم انسانه معايا ملهاش ذنب في حاجه
سيبك يا امي من الكلام ده متشليش همى انا كده مرتاح ..
واسترسلت كلامه بعد ان لاحظ عليها الارهاق أتفضلى ارتاحي في جناحك ياامى شكلك تعبان ..
اومأت له واستقامت واقفه وهى تربت على كتفه بحنان وتدعوه الله ان يريح قلبه
ربنا يريح قلبك يا قلب ماما اقتربت من وتين تيقظها من نومها .
اسرع راكان و هتف قائلا سبيها
متابعة القراءة