فى قبضه الأقدار بقلم نورهان العاشري
المحتويات
عن إصلاحه . هذا ما يحدث دائما معها يعاقبها علي أخطاءه هو التي ليس لها بها أي ذنب و ينسي توبيخ نفسه و قلبه العاق الذي لا يعلم كيف يستعيده من بين براثن عيناها تلك.
سالم كلمني و قالي علي معادك مع الدكتور بكرة . اعملي حسابك عشان هوديكي .
هكذا خرجت الكلمات فظة من بين شفتيه الغليظة بينما تجاوزها بصعوبة و كأن الخطوات البسيطة التي ستنتزعه من أمام عيناها ملغومة بنيران لا يعرف كيف يخمدها!
لم تكن تساعده إطلاقا فما أن تجاوزها و أوشك علي إستعادة أنفاسه أوقفته كلماتها الباردة
بس أنا مش عايزاك توديني في أي مكان . شكرا !
أنا هستني لما فرح تيجي و أروح معاها. كفاية تعبك معايا لحد كدا
ابتلع جمرات أن أطلقها ستحرقها و فضل أن ېحترق هو تلك المرة لذا قال بإختصار
أنا مخدتش رأيك. و دا مش عشانك دا عشان إبن اخويا . و اعملي حسابك الساعه اتنين بالدقيقه تكوني جاهزة عشان نتحرك
ألقي كلماته دون أن ينظر إليها و تابع طريقه يريد الفرار من ذلك الهواء الذي يحمل رائحتها و يمتلئ بحضورها الطاغي يريد جمع أوراقه و إعاده ترتيبها للوصول إلي حل لمعضلته .
ذلك الصباح لم يكن كأي صباح مر عليه . بل كان الأكثر صفاء برغم تلبد أجواءه أمس و حيرته و ضجيح أفكاره التي لم تهدأ حتي خيوط الفجر الأولي و لكنه يشعر الأن بأنه يقف علي أرض صلبه أمام نفسه فقد اختار أن يعطيها و يعطي نفسه فرصة و لم تأتي هذا الفرصة جزافا أو نتيجة شهامته في إنقاذها كما أدعى و لكنها كانت نابعة من اقتناع قوي بأن تلك المرأة لا يمكن أن تعوض أبدا.
أحړقته تلك المرأة بكبرياءها و عنفوانها و شموخها . تولد بداخله شعور عميق بإنتمائها له . أيقن في تلك اللحظة بأنها لا تليق إلا به لم تخلق الا له فهي كالجواهر النفيسه التي يكافئ بها القادة العظام و هو سيدهم! و أكثر من يحب إقتناء الأشياء الثمينة و خاصة إن كان لبريقها وقع خاص علي قلبه الذي يرفض مواجهته حتي يتأكد من أن ما يشعر به تجاهها له صداه بقلبها أيضا.
أمام عيناها إن لم تعلنها هي أولا . و سيتأكد من حدوث ذلك في القريب العاجل . فهو لن يضمن أن تطول مقاومته أمامها كثيرا لهذا قرر إستخدام كل أسلحته و سيهاجم حصونها بكل ضراوة دون أن يعطي لها الفرصة للفرار أو حتي المقاومة ..
أخيرا توقف أمامها يناظرها بحنق فاعطته إبتسامة فريدة لم يرها مسبقا و لكن كان هناك شئ في عيناها يناقض إبتسامتها و لكنه تجاهل ذلك و قال بفظاظة
مستنتنيش ليه ننزل سوي
فرح بهدوء و هي تضع قدح القهوة علي الطاولة
أمامها
أنا متعودة إني بصحي لوحدي أشرب قهوتي في هدوء عشان أعرف ابدأ يومي صح
رفعت إحدي حاجبيها الجميلين و قالت مدعية عدم الفهم
تقصد إيه
كانت تلعب علي أوتار جموده و بروده اللا متناهي و لكنها لم تتوقع ڠضبة و لا قسوته حين قال بلهجه فجة
لبسك إلى مبين أكتر من الى مداريه. تقريبا مش من عادتك و لا إيه
تصاعدت أدخنة الڠضب إلى رأسها فخرج صوتها عال نسبيا حين قالت
أنت إزاي تتجرأ ..
بتر جملتها حديثه الصارم و تهديده الواضح حين قال بخشونة
أنا اجروء أعمل كل إلى تتخيليه و إلى مش تتخيلي! و ممكن كمان أكسر دماغك لو فكرتي تعملي حركة زي دي تاني
وقاحته في ټهديدها جعلتها تعجز عن الحديث لذا آثرت الإنسحاب و هي تقول پغضب كاد أن يبكيها
الحق مش عليك الحق علي إلى سمحتلك تتمادى معاها بالشكل دا!
كادت أن تهب من مكانها و لكن إمتدت قبضته الفولاذية تمسك بمعصمها لتجعل من انسحابها أمرا مستحيل .
كانت تجاهد علي منع دموع الڠضب من الفرار حتي لا تجعله يشعر بالإنتصار عليها فأدارت رأسها للجهة الأخري و هي تقول من بين أنفاسها
سيب أيدي !
بصيلي
قولتلك سيب أيدي عايزة أمشي
و أنا قولتلك بصيلي
قال جملته بلهجه رقيقه و لكن آمرة وعندما لم تمتثل لأوامره إمتدت يده الأخري تقوم
متابعة القراءة