روايه ندي محمود توفيق ج 5
المحتويات
على بقائها في المنزل بمفردها . هزت رأسها بالموافقة ثم هبت واقفة واتجهت نحو الحمام بخطواط ضعيفة وعاجزة عن السير بطبيعية نتيجة لنوبة الارتجاف والړعب التي اصابتها منذ قليل .......
توقفت سيارته أمام المنزل بعد دقائق طويلة ونزل منها ثم فتح الباب الخلفي وأخرج حقيبة ملابسها بينما هي فنزلت وجعلت تنظر لهذا المنزل الضخم والجميل .. فانتبهت له وهو يرمقها مبتسما بعذوبة ويشير لها بعيناه أن تلحقه فلحقت به على استحياء وهي تتلفت حولها تتفحص بنظراتها الحديقة الواسعة كأي إنسان طبيعي ذهب لمكان جديد لأول مرة وجدته يفتح الباب ويسبقها بالدخول ثم يهتف في نبرة هادئة
دخلت بتردد وحياء بينما هدى ورفيف كانوا يشاهدون التلفاز وبمجرد ما رأو بيده حقيبة ملابس وهو يهتف
_ عاملة إيه ياحبيبتي .. نورتينا
اكتفت بابتسامة خجلة وبسيطة على شفتيها حتى سمعته يهتف محدثا شقيقته
_ خوديها يارفيف خليها ترتاح شوية في الأوضة عندك فوق
اماءت لأخيها بالموافقة واصطحبتها معها لغرفتها بالأعلي بينما هدى فراقبتهم بنظراتها حتى تواروا عن ناظريها والتفتت برأسها لابنها هاتفة بفضول
_ في حرامي دخل عليها البيت وطبعا مقدرش اسيبها تقعد وحدها تاني
شهقت بهلع وهتفت مهتمة بأشفاق
_ وعملها حاجة
هتف بخفوت
_ لا الحمدلله .. المهم متخلوهات تحس إنها غربية في البيت عشان متضايقش
رتبت على كتفه متمتمة بلطف
هز رأسه بالإيجاب ثم التقط كف يدها وقبل ظاهره هامسا بحنو
_ تصبحي على خير
_ وإنت من أهل الخير ياحبيبي
فتحت الباب بحذر ونظرت له فوجدته في فراشه نائم بسكون وثبات تام لتبتسم بحب ثم تدخل بحرص حتى لا توقظه وتغلق الباب وتقترب من فراشه لتقف للحظات طويلة تتأمل ملامح وجهه الهادئة التي لا تشبهه أبدا عندما يكون مستيقظا ثم جلست على حافة الفراش ومدت يدها تملس على شعره برقة ولطف خشية من أن يستيقظ فغامت عيناها بالعبرات وهي تهمس بصوت يكاد لا يسمع
توقفت عن الكلام لثواني ثم عادت تكمل وقد سقطت دموعها على وجنتيها
_ ليه پتكرهني كدا أنا عملتلك إيه عشان تشيل مني ومتبقاش طايقني بالشكل ده صدقني ياحسن عمرك ما هتلاقي حد يحبك قدي .. أنا بحبك لدرجة إن لو نظرة حب منك تكفيني ومش هبقى عاوزة حاجة تاني بس إنت حتى الكلمة الطيبة بتستخسرها فيا وكأني عدوتك
فتح هو عيناه في صباح التالي وإذا به تلجمه الدهشة حين يجدها نائمة بين ذراعيه ولوهلة شك بنفسه أن قد يكون فعل فعلا متهورا فاستعاد ليلة الأمس في ذهنه فورا وتذكر أن آخر شيء فعله هو تبديل ملابسه وتسطحه على الفراش ليخلد للنوم فأطمئن ونظر لها متفحصا ملامحها التي تبدو عليها الراحة والسکينة وهي تغط في نوم عميق كأنها لم تذق النوم منذ أيام فتأفف باشمئزاز وخنق ثم هز كتفها بقوة بسيطة وصوت أجش
انتفضت جالسة بفزع وفركت عيناها لتزيح آثار النوم عنها وسمعته يهتف في استياء بعد أن اعتدل في نومته
_ بتعملي إيه جمبي !
تلعثمت قليلا ولم تعرف بماذا تبرر له نومها بجواره طوال الليل ولكنها سرعان ما رسمت قسمات الاهتمام والقلق على محياها ومدت يدها تتحسس جبهته هاتفة
_ الحمدلله
متابعة القراءة