روايه ندي محمود توفيق ج 5
المحتويات
_ الفصل الحادي عشر _
كان يقود سيارته في طريق عودته للمنزل وجذب انتباهه صوت هاتفه الهزاز ليلتقطه وينظر للشاشة فيغضن حاجبيه باستغراب من اتصالها في هذا الوقت المتأخر وفورا أجاب بدون تفكير بعد أن أصابه القلق من أن يكون حدث شيء معها واتاه صوتها الباكي والمرتجف
_ كرم الحقني دخل عليا البيت وبيدور عليا وأنا مستخبية في اوضتي
_ دخل ازاي ياشفق أنا مش قايلك اقفلي الباب كويس عليكي
همست في صوت خفيض وبكاء عڼيف
_ معرفش أنا خاېفة أوي تعالى بسرعة
_ حاضر حاضر أنا قريب من بيتكم دقيقتين وهكون عندك اياكي تطلعي من اوضتك واقفلي الباب عليكي بالمفتاح
انهت معه الاتصال والقت بالهاتف على الأرض ثم خرجت مهرولة وأغلقت الباب بالمفتاح كما قال ووقفت خلفه تستمع لصوت خطا قدميه بالخارج وجسدها يرتجف كطفل صغير بلا مأوي في ليالي الشتاء القارصة مرت دقيقتين حتى شعرت به يحاول فتح الباب فارتعدت للخلف مرتجفة واتاها صوته النشاز والمقرف وهو يهتف ضاحكا
اخذت تهز رأسها بالنفي وهي تضع كفها على فمها محاولة كتم صوت بكائها المرتفع وتتوسل ربها بأن يصل كرم بسرعة وجدته بدأ يحاول كسره فتقهقرت للخلف وتتلفت حولها كالمچنونة تبحث عن أي شيء ولكن لم يكن هناك شيء يسعفها في هذا الموقف وبعد لحظات صغيرة انفتح الباب وأطل بهيئته الضخمة والمرعبة لتهتف هي في صوت مرتجف وبكاء
طالعها مبتسما بشيطانية وغمغم في نظرة كلها شهوة ورغبة
_ عايز كل خير
وفي ظرف لحظة وجدته أغار عليها والقى بها على الفراش محاولا تقبيلها فتعالي صوت صرخاتها وهي تركله بقدميها ويديها محاولة إبعاده .
وصل كرم في الطابق الذي فيه الشقة وكان الطابق الثاني وبمجرد ما سمع صرخاتها فهرول نحو الباب كالمچنون يطرق عليها صائحا
توقف وابتعد عنها مزعورا عندما سمع صوته وهتف بنبرة ټهديد قبل أن يغادر ويفر هاربا من النافذة كما دخل
_ كرم العمايري مش هيعرف يحميكي مني هرجعلك ياقطة
تذكر كرم أن لديه نسخة من مفاتيح المنزل فأخرجها من جيبه مسرعا ووضعه في قفل الباب ثم أداره لليمين وانفتح ليدخل هو صائحا مناديا عليها وحتى وصل عند باب غرفتها وقبل أن يخطو خطوة سمع صوتها المرتجف والباكي تطلب منه عدم المجىء فهي بملابس منزليه لا تسمح وشعرها منسدل على كتفيها
تحاملت على ساقيها المرتجفين وارتدت إسدال للصلاة ووضعت حجابها على شعرها ثم خرجت له فوجدته
_ إنتي كويسة عملك حاجة
هزت رأسها بالنفي وعيناها تذرف الدموع في صمت هامسة بارتعاد
_ أول ما سمع صوتك هرب وقالي إنك مش هتقدر تحميني منه ..
مسح على وجهه وهو يصدر زئيرا من بين أسنانه هاتفا في توعد
توقف عن التحدث حين وجدها تفقد توازنها وأغمضت عيناها معلنة عن تغيبها المؤقت عن الوعي وكادت أن تسقط على الأرض لولا يديه التي احاطت بها جيدا ولوهلة توتر من اقترابه منها وشعر بالخطړ ولكن الآن ليس الوقت المناسب لتوتره وخجله فانحني بجزعة وحملها متجها بها نحو الأريكة واجلسها عليها ثم ذهب للمطبخ وجلب كوب ماء وعاد لها ثم أخذ ينثر الماء على وجهها بلطف حتى فتحت عيناها تدريجيا ونظرت له لترى في عيناه نظرات الارتعاد والاهتمام فاڼفجرت باكية تخفي وجهها بين ثنايا كفيها هاتفة بارتجافة صوتها الرقيق
_ خ..وفت أوووي ح..اول ي..عت..دي عليا
انحني وجلس بوضيعة الاستعداد أمامها مغمغما في صوت دافىء ينسدل كالحري ناعما
_ مټخافيش أنا معاكي ومش هسيبك واوعدك همسكه وهدفعه تمن كل اللي عمله معاكي .. اهدي بس إنتي وقومي اغسلي وشك يلا والبسي ولمي هدومك عشان تاجي معايا بيتنا
لم يكن بمقدورها الرفض هذه المرة فبعد ما حدث الآن أدركت أنه كان لديه الحق في عدم موافقته منذ البداية
متابعة القراءة