السند شيماء سعيد
المحتويات
سيارات الحراسة سيارته في المنتصف وقفت السيارات ليفتح إليه الغفير الباب وضع أول ساق له على الأرض و بعدها أنزل عصاته أشار للغفير بفتح الباب الآخر للسيارة لتخرج منها امرأة في غاية الجمال من لا يعرفها سماح الكبير ابنة عم سند و كانت بيوم زوجته الأولى
مدت كفها إليها ليأخذ كفها بين يديه مبتسما للناس بدأت الهمهمات عنها لماذا عادت!.. و هل هي زوجته الآن! صمت الجميع مع نظرة منه ليقول هو بهدوء
بطرف عينه رآها تأكل نفسها و عينيها تكشف كل قطعة بجسد ابنة عمه انتظر رحيل الجميع ثم اقترب منها بداخل عينيه لمعة مشتاقة قابلتها هي پغضب مصاحب بغيرة واضحة مثل الشمس إبتسم إليها قائلا و هو يشير لابنة عمه
ترقرقت الدموع بعينيها و هي ترى تعلق هذه الجميلة بذراعيه كأنها تقولها أمام الجميع هو ملكي تلون وجهها باللون الأحمر و هي تضغط على نفسها بعدم البكاء مردفة بجملة واحدة قبل أن تركض بعيدا
_ حمد لله على السلامة يا سند بيه
جلس بغرفة الصالون منتظرا قدوم السيدة الصغيرة همت ليعطي لها أول درس باللغة الفرنسية أخذ البعض من عصير البرتقال ثم جاء ليضع الكأس إلا أن يده تجمدت مكانها امرأة في غاية الجمال و الأنوثة تحمل عقل طفلة صغيرة
انتبه لجلوسها على المقعد المجاور إليه مقدمة كفها الذي يحمل كشكول الورق و قلم جاف أزرق مردفة
أخذ منها القلم و الكشكول ثم بدأ الحصة مر الوقت سريعا دون أن يشعر به لا يعلم كيف أخذ يشرح لها ثلاث ساعات دون ملل و كيف هي تحملت تلك المدة! ألقى القلم على الطاولة قائلا
_ بس يا ستي لحد كدة كفاية النهاردة فهمتي بقى الدرس!
أومأت اليه سريعا ليقول بنصف إبتسامة
أومأت إليه مرة أخرى بابتسامة رائعة تأخذ قطعة من روحه معها ثم اردفت بسعادة
_ أيوة طبعا أنا شطورة و فاهمة كل حاجة قولتها ليا تعرف يا مسيو دي أول مرة أحب الفرنساوي بالشكل ده
جذابة بكل تفاصيلها رغم أنها عفوية بسيطة لا تفعل أي مجهود و لو بسيط للإثارة طفلة الجلوس معها محبب لقلبه بعدم وعي سألها
لم تقل شي بل ركضت للأعلى بسرعة البرق و أتت بعدها بثواني معها دميتها همت الصغيرة كما أطلقت عليها و دمية أخرى على هيئة رجل جلست قائلة
_ بص بقي يا مسيو دي عروستي همت الصغيرة اللي كانت بتتعالج و ده بقى عريسها!..
قال بمرح و هو يحمل عنها الدمية الرجل مشيرا إلى الدمية الموضوعة بيدها
_ ماشي يا ستي اللي معاكي همت و عريسها بقى له إسم و الا نجيب له إسم سوا!
رفضت ببعض الضيق قائلة
_ نجيب له إسم ليه!! لا طبعا هو له إسم حلو أوي و أنا بحبه
ابتسم لها يحاول كتم ضحكته على ضيقها الطفولي اللذيذ قائلا بجدية مصطنعة
_ بس بس يا ستي خلاص بلاش تقلبي وشك من غير زعل إسمه ايه البيه ده بقى
رفعت كفها ټخطف الدمية من بين يديه و هي تضمها إليها
_ إسمه حمد ما همت و حمد بيحبوا بعض
عادت للبيت الكبير بوجه جامد تصنعت الإبتسامة للسيدة حكمت التى تجلس بغرفة الإستقبال أشارت إليها العجوز بالاقتراب لا تريد الجلوس مع أحد أقصى أمنياتها العودة لغرفتها و الجلوس بها بعيدا عن الجميع إلا أنها أومأت بهدوء ثم جلست بجوارها مردفة
_ مساء الخير يا تيتة..
ضړبتها الأخرى على ظهرها بخفة قبل أن تقول بعتاب
_ في إيه يا وعد تروحي شغلك من أول ما النور يطلع و ترجعي تهربي في الاوضة مالك مش عايزة تقعدي معانا و الا إيه!
حركت رأسها نافية ثم قالت بصدق
_ لأ و الله يا تيتة بس أنا جديدة في الشغل و حابة أثبت وجودي و لما برجع بكون تعبانة جدا النهاردة عشان سند بيه رجع الكل مشي بدري
ابتلعت لعابها مع تلك النظرات المتفحصة لأقل تفصيلة بها دائما تشعر أن تلك السيدة تحاصرها بنظراتها و كأنها تقرأ ما بها أخفضت وجهها لتسمع صوت السيدة حكمت بوقار
_ ليه مصممة ټعذبي قلبك و ټعذبي قلبه هو كمان معاكي و إياكي تفكري إني بتدخل بنكم أنا بس نفسي أشوفكم في أفضل حال
رفعت وجهها إليها بابتسامة ساخرة من حظها التعيس الذي جعلها تقع بغرامه رجل بلا قلب أناني لا يفكر بأحد سوي نفسه هو يريد هو يرى هو أخذ القرار فقط كأن العالم يدور من أجله أخذت نفس مرهق قائلة
_ أنا عارفة إن حضرتك كل اللي يهمك راحة حفيدك و معاكي كل الحق بس أنا مش مرتاحة لا في البيت و لا في أي مكان هو موجود فيه لو سمحتي يا تيتة لو أنا فعلا غالية عندك بلاش كلام في الموضوع ده تاني نفسيا مش مؤهلة للكلام في أي حاجة تخص سند بيه
_ أنا عايزك في مكتبي يا دكتورة معاكي خمس دقايق
تعلم صاحب هذا الصوت و من غيره يتعامل بصيغة الأمر قامت من مكانها دون الالتفات إليه مقبلة رأس السيدة حكمت بهدوء قائلة
_ أنا جاية من الواحدة هلكانة هروح أنام شوية بعد إذن حضرتك يا تيتة
لابد لهذا العصيان من حدود حتى لا يصبح الأمر خارج عن السيطرة كلما حاول التعامل معها بهدوء حتى لا يزيدها چرحا على جرحها تفعل ما لا يحمد عقابه مل من تلك الحالة الباردة هو اعتاد عليها قوية تحاربه و تتحدث معه لما تبتعد ألف خطوة بتلك الطريقة أ كل هذا لأنه قالها لها صريحة يرغب بها دون شعائر الحب الكاذبة!.. نظر إليها بقوة و هي تحاول الخروج من جواره مردفا
_ قولت عايزك في المكتب يا دكتورة
ليس لديها طاقة للجدال لذلك قالت
_ حاضر يا سند بيه اتفضل أغير هدومي و هكون عند حضرتك.
بعد مرور خمسة عشر دقيقة
يجلس على ڼار منتظرا قدومها يسير بغرفة المكتب ذهابا و إيابا متبقي دقيقة واحدة و يخرج نيران من أذنيه غاضب لأكبر درجة ممكنة تخيل أي شيء إلا هذا
متابعة القراءة