ساكن الضريح مياده مأمون
المحتويات
مكتاظا بالغيظ.
هاتوضي و اروح اصلي المغرب يا شذى.
تخاطها متجنبا النظر في عيناها لتوقفه قبل أن يدلف للرواق المؤدي الي المرحاض.
شذي معترضه على ماقاله
اجل الصلاه شويه لحد ما نفطر انا مافطرتش من الصبح و كنت مستنياك لما تيجي و ناكل سوي.
انتفضت في مكانها عندما توقف فاجئه و بدون ان يلتفت لها صاح بصوت مفزع.
و بوجه يكسوه الڠضب استدار لها سائلا....
انت صليتي النهاردة
تلجلج لسانها و بدئت الكلمات تخرج من فاهها متقطعه.
اااانا ااااصلي يييعني انا اه كنت تعبانه
تملك منه الضجر الان ليهتف ساخرا
و ماكنتيش تعبانه وانت بتعملي الرز بلبن مش كده.
تلك الكاذبه الصغيرة فشلت حتى في ان تكذب عليه يا الله الا يوجد شئ ينجيها من هذا المأذق.
قدامي على الحمام تدخلي تتوضي و تطلعي تصلي كل فروضك.
شذي منحنية الرأس
طب مش هاتاكل الرز بلبن.
رفع حاجبه مندهشا من تلك المختله و اذا به يجهر بصوته
ېخرب بيت الرز بلبن على اللي هياكله يا شيخه ادخلي يلااا.
جرت اللي الرواق سريعا قبل أن يقترب منها و ېهشم رأسها ولجت امامه و اغلقت الباب خلفها ليتنهد صبرا مخرجا زفيرا كاد ان يحرقه من الداخل.
هبت ماجدة واقفة
تداري عيناها منه
انا هاقوم اشغل التلفزيون اتفرج على البرنامج الديني احسن.
علا جانب ثغر الحجة مجيدة مشيرة إليها بأن تجلس
اقعدي اقعدي الفرجه عليهم هما احسن.
فاض به الكيل من الجميع الان هرول مسرعا للخارج يردف بزمجرة
جري سريعا للخارج و إذا بالشقيقتان تطلقان الضحكات سويا.
ترجلت من المرحاض قاصدة الصعود لغرفته متعجله في خطواتها.
لتوقفها خالتها بضحك
على مهلك يا لوزه واحده واحده يا حلوه مش هاتتلاقيه فوق ياختي.
مش فوق! اومال راح فين يا خالتو
اقتربت ماجدة منها خاشية عليها من ان تسقط و ربتت على كتفها.
راح يصلي في المسجد يا حبيبتي اسمعي انت كلامه بقى و اطلعي صلى فروضك على ما هو يرجع.
جلست على الدرج تنعي بختها واضعه قبضتيها أسفل ذقنها.
انشالله تكونو انبسطوا دلوقتي
شهقت ماجدة أثر كلمة ابنتها و اردفت
اخص عليكي يا شذى بقى دي كلمه تقوليها على مامتك و خالتك برضو.
و قبل ان تنطق اصتدمت بهذا السلاح الطائر من الأسفل الي الأعلى ليرتطم بجسدها شب.. شب السيدة مجيدة الذي لا يخيب هدفه ابدا....
بقى احنا اللي حاسدينكم يا مجن... يا بنت المجا.....
طب و حياة ربنا لأقطعه على دماغك يا شذى.
انفزعت و جرت نحو غرفتها و هي تضحك على ما تفعله بخالتها تلك المسنه المحببه بكل حالتها.
عاد من صلاته وجدهم على جلستهم يضحكون لتوقفه ماجده قبل أن يصعد.
استنى يا مالك انا سخنت الاكل ليكم تاني احطلكم هنا على السفره و لا اطلعو ليكم فوق.
مالك ساخرا
شكرا يا ميمي لما شذى تخلص صلاه تبقى تطلعه ضمت حاجبيها مستغربه ايدللها و يختار لها اسم مدلل.
الحجة مجيدة ساخرة
تعالي يا ميمي ماتتعبيش نفسك و افرحي جوز بنتك بيدلعك.
أراد مالك اغاظتها هي الاخري فهتف
طب و دي حاجه تزعلك يا ماري.
اارتاب الشك بعقلها فصاحت فيه
واد انت انا مش مطمنه ليك مين ميمي وماري دول يا روح امك.
مالك موضحا لها مشيرا عليهم بأصبعه
ميمي شكيب و ماري منيب الحموات الفاتنات
نفس القذيفه التي تلقطها شذى اندفعت نحوه و اصابت الهدف بإتقان ليجري للأعلي ضاحكا ناجحا بزيادة حنقهما
ليستمع إلي قصيدة توبيخه من الأسفل.
و حياة.... يا بن مجيدة لاربيك طيب اصبر عليا يا مالك.
الټفت الي شقيقتها التي وقفت تنظر لها كالبلهاء.
مالك ياختي انت كمان واقفه متسمره كده ليه
ماجده مشيره على نفسها
الحمد لله انا ميمي
كما ظنت تماما كانت القذيفة الثالثه من نصيبها بالفعل
طب اجري من قدامي طلعي ليهم الاكل بدل ما اطلع غلي انا كله فيكي يا ختي.
دلف إليها وجدها تصلي في خشوع تام فقرر ان يجلس خلفها و لا يريها وجهه حتى لا يشتتها عن الصلاة. لكن ما ازعجه و
فرط قلبه بكائها و دعائها بألا يبتعد عنها و يسامحها على غلطتها الوحيدة في حقه.
لتدمع عيناه هو الأخر انه يحبها وقلبه يذوب عشقا لها هو مليكها و هي مأمنه لكن كيف له ان يتغاضي عن ما فعلته
ان فعل هذا ستظل على عنادها وعدم احترامها له وللجميع عليه اذا ان ينفي تلك الفكره التي تملكت رأسها و بعدها سيذيبها عشقا.
دق علي باب الغرفة أخرجه من شجنه ليغمض عينه منزعجا منهم ليخرج من حالته هذه مجففا عينه بمحرم ورقي ثم اتجه نحو الباب و فتحه.
مالك متأففا
نعم في اي.. صمت بخجل و اخذ من يد خالته الطعام مردفا.
طلعتي ليه بس مانا قولتلك شذى هتبقى تنزل تجيبه هي.
ماجده مبتسمه له
انا قولت زمانها تعبت من مجهود الصلاه و انا كده كده مافيش ورايا حاجه و قاعده فاضيه.
مالك مبتسما لها
ماشي يا ميمي متشكرين.
ماجده ضاحكة اسكت بقى كفايه اللي عملته فيك و فيا.
مالك مستفهما
ليه عملت ايه تاني.
نفس الشب.. شب اللي اخدته حدفتني بيه ال زعلت لما قولتلها اني انا ميمي وهي ماري
يا ستي انتو الاتنين قمرات طب ممكن تدخلي انا كنت عايز اتكلم معاكي انت و شذى شوية.
أصرت الا تلج غرفتهم و همت بالانسراف مؤكده عليه....
خلصوا اكل براحتكم و انا هادخل اوضتي اصلي العشا لما تأذن و بعدها ابقو تعالوا نتكلم بقى براحتنا وافقها الرأي
دلف يضع الطعام من يده ليجد فتاته قد انهت صلاتها فجلس و نادها.
خلصتي يا شذى.
ايوه.
طب يلا تعالي ناكل.
لاء مش جعانه انا هاصلي العشا.
ضم حاجبيه مشكسا لها.
العشا لسه ماذنتش تعالي ناكل
و انا هاصلي بيكي.
لاء معلش انا هاصلي لوحدي وانت روح صلي في المسجد.
وضع الملعقة من يده منزعجا مما قالته على ما يبدو أنها لم يعجبها أمره لها.
لاء و الله معلشي ممكن تبصيلي و انت بتكلميني هو انت زعلانه اني خليتك تأدي الفرد اللي عليكي.
استدارت له بغيظ و مازلت الدموع ټحرق وجنتها.
انا زعلانه من اوامرك اللي مش بتخلص زعلانة انك مش بتقدر غير عليا انا بس
فهم مقصدها و اومئ لها برأسه وأصر بأن قراره هو الاصح.
أنحنى بجزعه للأمام شابكا اصابعه في بعضهم.
لاء اطمني يا شذى انا مش هأمرك على حاجه تاني بس انا مش مستعد اشيل ذنب عدم صلاتك و انت علي زمتي تقدري بعد كده تعملي اللي انت عايزاه.
الما يرمي بكلماتها هذه فهمت ما يقوله و ذرفت الدمع لقد ظن بأنها مازلت تهينه و تستضعفه بل و يؤكد لها بأنه سيتركها.
وقف امامها و اتجه نحو معطفه المعلق على المشجب و اذا به يخرج من جيبه الداخلي بعض الأظرف البيضاء.
مد يده بأحداهم لها قائلا
ده ورق الكلية بتاعتك انت خلاص بقيتي مقيدة على ذمة الجامعه هنا اتفضلي.
اغمضت عيناها پألم و تقدمت منه باسف.
مالك انا ماقصدش حاجه من اللي في دماغك دي أنا بس كان قصدي ا.
مالك مقاطعا لها
من فضلك
خلاص يا شذى مبقاش في بنا كلام يتقال.
اصدرت الحجة مجيدة امرها للجميع بأن يلتفو حول مائدة الطعام لم تأكل اي منهم شئ حتى يستأنس بهم في افطاره
و ها هو يحضر من المسجد بعد أن صلى صلاته مع ابيه.
كانت تجلس بجواره ساكنه تماما تعبث في طبقها و لم تأكل شيئا لاحظ هو هذا و همس لها...
مابتكليش ليه فرحت لأهتمامه بها رفعت عيناها من علي الصحن ملتفته اليه لتراه يأكل بشراهه ولم ينظر إليها
لتهم بالوقوف من علي مقعدها بوجه عابث هامسة بكلمه واحدة...
شبعت
امسك يدها قبل أن تقف مجبرها على الجلوس مره اخرى مائلا برأسه نحوها قليلا.
مش قولتي ان احنا في هدنه وانا وفقت عليها خلصي طبقك كله و هاجبلك حاجه حلوه.
لمعت عيناها بفرحه أخيرا و علت ثغرها ابتسامه لطيفة
التفتت الي صحنها لتجده قد بدله لها باخر ممتلئ بكل انواع الطعام
كما قطع لها قطعة اللحم و أشار لها عليه أمرا....
ماتقوميش غير لما الطبق ده يخلص.
بس دا كبير قوي.
و انت في اليومين دول خسيتي قوي يا ريت بقى تاكلي عشان ماتبقيش رفيعة.
واذا به يلقى داخل اذناها بكلمة احمرت وجنتيها و هو يقف من جانبها دون أن يسمعه احدهم.
احم انا مش بحبك رفيعة.
في غضون ثواني كانت قد انهت طبقها بالكامل لدرجة ان وجهها قد احمر.
جلس مع ابيه على الاريكة الخشبية يحتسون الشاي و يتحدثون سويا بينما جلسو الشقيقتان يتابعان التلفاذ
أما عنها هي فكانت تنظف الصحون بغرفة الطعام ليلاحظ هو عدم وجودها و يذهب اليها.
مالك واقفا عند الباب
شذي انا رايح اصلي العشا لو سمحتي عايز لما ارجع الاقيكي صليتي و قاعدة بتذاكري بره.
شذي بأبتسامه هادئة حاضر
ابتسم لها و ذهب من امامها لتلتفت هي الي ما بيدها و تكمله.
و بعد وقت ليس بقليل كانت جالسه على الاريكة مفترشة علي الطاولة الصغيرة بعض الأوراق و منحنية عليها تمسك بيد هاتفها و بيدها الاخري قلم.
جلس هو بجانبها بعد أن عاد ليضع امامها حقيبة صغيرة بها بعض انواع الشيكولاته.
فتحتها و امسكت ما فيها بفرحة كبيره و بدون اي مقدمات ارتمت على صدره و عانقته مقبله وجنته كالاطفال.
ليتفاجئو بفعلتها و ينظرو الي بعضهم بفرحة لتهتف والدته بمشاكسة.
الحاجة مجيدة
ليكم أوضة تعملو فيها الحاجات دي بلا قلة أدب.
لترد شقيقتها بلطافة
الله ماتسيبي العيال يضحكو شوية مع بعض يا مجيدة هما عملوا ايه يعني بت يا شذى هو مالك جايبلك ايه هاتي حته.
شذي ناظرة إليهم بشړ
لاء مالك جايبهم ليا انا بس و ماتركزوش معانا بقى من اول الليلة الله يبارك لكم.
فتح هو جهاز حاسوبه و قرر ان يشغل نفسه به بعد أن قبل رأسها و ابعدها عنه برفق متابعا مشاكستهم معا و وجه ابيه الواجم.
مجيدة بأسف
حسرة عليا الا ما دخلت على امك بحتة شيكولاته واحدة لكن الأميرة شذى تجيلها شنطة مليانه مش كده.
مالك ملفتا نظرها
قللي انت بس السكر اللي عندك و انا اجبلك اللي انت عايزاه يا سكر.
أسرعت ماجدة خاطفة واحدة من الحقيبة
و همت تجري من أمام ابنتها على الدرج بضحك.
طب انا بقى ماعنديش سكر و هاخد واحدة يعني هاخد ههههههه.
قفزت شذى من علي الاريكة تجري خلفها و سقط حجاب رأسها من عليها لينسدل شعرها على ظهرها امامه لتعم المنزل فرحه غريبة و تعلو به أصوات الضحكات.
شذي بشراسة
و كمان اخدتي اكبر واحدة طب والله يا ميمي ما هاسيبك.
هتفت مجيدة بضحك و هي جالسة
متابعة القراءة