براثين اليزيد ندا حسن
المحتويات
على عيلة طوبار
لقد فقدت كل هدوءها العد من الواحد إلى العشرة لن يفيدها بعد الأن فقد كانت غاضبة بشدة من هذه المرأة البغيضة وودت لو اقتلعت خصلاتها من تحت حجابها
من نفس المكان اللي هنجيب منه لعيلتك إن شاء الله
اعتدلت الأخرى في وقفتها ثم قالت مبتسمة باستغراب وتساءل
الله الله ده القطة طلع ليها لسان أهو بترد بيه
القطة عندها لسان وسنان وضوافر وبتعرف تاكل وتخربش انتوا بس اللي فكرتوها سهلة لما اتعاملت معاكم باحترام بس لو عايزاني أتعامل معاكي بغيره أنا تحت أمرك
اغتاظت من ردها عليها الذي اشعرها بالإهانة فقد كانت تتحدث بتهكم وسخرية أجابتها قائلة بحدة وعصبية
سارت ضحكات مروة تعبي المكان حتى أن الأخرى قد ذهلت من ردة فعلها ولكن لم تكن طويلا حيث اجابتها مروة قائلة
على الأقل عندي أصل الدور والباقي بقى على ولا بلاش
أغمضت إيمان عينيها ببرود وفتحتها مروة أخرى قائلة بجدية متسائلة باستغراب
حتى لو معنديش مش أحسن من شوية حرامية سيرتهم كانت على كل لسان في البلد وطلعوا ڼصابين
صح ما أنت مكنتيش هنا تلاقيكي كنتي في عزا الست الوالدة اللي يرحمها
صاحت مروة بصوت وهي تنظر إليها بتشفي وحقد دفين داخل عينيها بينما صړخت مروة عاليا فقد كانت القهوة ساخنة للغاية وشعرت أن فخذها يسلخ بسبب سخونة القهوة عليه
تجمعت الدموع بعينيها وهي لا تطيق الألم الحاد ذلك رفعت عينيها إليها وجدتها تنظر إليها بتشفي ثم صاحت قائلة بهدوء وبرود
رفعت يدها عاليا في الهواء تنوي صفعها ووضعت مروة يدها على وجهها عندما علمت نواياها ولكن لم يحدث شيء أنزلت يدها ونظرت إليها لترى يزيد يقبض على يدها بشدة وتكاد يدها تنكسر ينظر إليها پغضب جلي وهي في قمة الضعف والجبن
تقدمت منها
يسرى تنظر إليها باستغراب ووجدت بنطالها البيتي عليه أثار قهوة فسألتها قائلة باستغراب
أجابتها وهي تتمسك بيدها بشدة مغمضة عينيها من شدة الألم قائلة بخفوت
القهوة وقعت عليا
استمع يزيد إليها فترك الأخرى وتقدم منها متلهفا أمسك بيدها وأجلسها على مقعد في المطبخ سائلا إياها بقلق واضح
أكيد بټوجعك كانت سخنة وريني كده
حاول أن يرفع طرف بنطالها للأعلى ولكنها وضعت يدها على يده متمسكة بها هاتفه بأسمه بضعف ثم قالت
سألها ناظرا إليها باستغراب
وقعت عليكي إزاي
نظرت إلى إيمان مطولا وودت لو قالت له أنها هي من سكبتها عليها عادت النظر إلى عينيه مرة أخرى وأجابته قائلة
وقعت ڠصب عني
أتت يسرى سريعا بعد أن تركتهم وانحنت أمام مروة قائلة لها بقلق
وريني كده خليني احطلك عليها المرهم ده
وقف على قدميه وعاد بنظره إلى زوجة أخيه التي كانت على وشك صفع زوجته تقدم منها ونظر إليها بنظرة الصقر خاصته ثم سألها قائلا بجدية
رفعتي ايدك عليها ليه
أجابته وهي تكذب حتى لا تأتي بالتوبيخ لنفسها أو تعطي فرصة لأحد بالتعديل عليها فقالت بحدة وكأنها المجني عليها
علشان مراتك مش متربية ولا محترمة ومحتاجة تتأدب من جديد
لم يجعلها تكمل وصلة توبيخها لزوجته حيث صړخ بها پعنف وڠضب بعدما أمسك معصمها يضغط عليه بحدة شديدة جعلتها تتألم
أخرسي هو أنا يعني مش عارفك يا إيمان هانم ولا عارف مراتي قسما بالله لو ما كنتي مرات أخويا لكان هيبقالي تصرف تاني خالص معاكي بس أنا لسه عامله إحترام
نظرت إليه وإلى تلك التي خلفه تنظر إليها بضعف والأخرى
تضع لها ذلك الكريم ليعالج ما سببته هي ثم جذبت يدها منه پألم وتركته وخرجت من المطبخ عازمة أمرها على تخريب الأمر على الجميع ليس هي فقط
عاد يزيد بنظره إلى مروة التي نظرت إليه بضعف وقد كان الألم يظهر على وجهها أخفض بصره على قدميها الذي عالجتها يسرى ليرى معظم ساقها الأبيض فقد سكبت القهوة على فخذها وقفت مروة سريعا بخجل ثم عدلت بنطالها البيتي ونظر هو إليها بضيق من تصرفها ثم تقدم منها أخذا يدها قائلا بهدوء
تعالي ارتاحي فوق شوية واحكيلي اللي حصل
صعد بها إلى الأعلى حيث غرفتهم ولج معها إلى الداخل وجعلها تجلس على الفراش بهدوء ومن ثم جلس جوارها ناظرا إليها بهدوء شديد عاقدا يديه مع بعضهم البعض أمامه هتف متسائلا باستغراب
ايه اللي حصل احكيلي
نظرت إليه هي الأخرى وشعرت أن الألم يزول شيء ف شيء تحدثت بهدوء وهي تعتدل ساردة إليه ما دار بينها وبين إيمان داخل المطبخ
نظر هو إليها بشك بعد أن انتهت من حديثها تريث قليلا ثم سألها باستغراب
القهوة وقعت عليكي إزاي
ترددت في الحديث فقد قالت له من قبل أنها من سكبتها وهو يعاود السؤال مرة أخرى بشك أجابته بتردد قائلة
قولتلك وقعت ڠصب عني
وقف على قدميه ثم هتف بحنق وضيق من تصرفها مع إيمان فهو قد نبه عليها من قبل ألا تجيب أحد يريد مضايقتها ولكنها لم تفعل كما قال ضاربة بكلامه عرض الحائط
هو أنا مش قولتلك مترديش على حد منهم مسمعتيش الكلام ليه
نظرت إليه بذهول فقد كان يقول حديث غير معقول هي تصمت منذ أن أتت ولم يتغير شيء تحدث معهم بألا يزعجونها ولم يتغير شيء وعندما ردت عليهم أيضا لم يتغير شيء أجابته بحدة قائلة
أنت بتقول ايه عايزني أسكت لحد امتى دي تقريبا مفكرة إني خدامة عندها لأ والله الخدامين حتى مش بيتعاملوا كده مش فاهمه ليه الكل كارهه عيلتي وأنت مش بتقولي حاجه أنا بجد تعبت من العيشه دي
زفر بضيق شديد وهو يعلم أن معها كامل الحق في حديثها تقدم منها وجلس مرة أخرى جوارها على الفراش واضعا يده خلف ظهرها يربت عليه بحنان ثم تحدث قائلا بهدوء
معلش أنا آسف أنت معاكي حق يلا قومي غيري هدومك والبسي حاجه مفتوحه بدل البنطلون علشان تحطي مرهم تاني
نظرت إليه باستغراب بل ب اندهاش كيف يتحدث بهذه البساطة وهذا الهدوء يغير مجرى الحديث حتى لا تسأله عن شيء لا يريد الإجابة عنه! نعم بين يديها وكأنك المذنب للوثوق بها
دلف فاروق غرفته بعد منتصف الليل ليريح جسده قليلا من كم المتاعب الذي تلاحقه في عمله ولكن لم يكن يحذر أبدا فوجد إيمان تجلس على الأريكة بالغرفة تسيل دموعها من عينيها بكثرة فكر في لحظات عن سبب ذلك الوضع الذي هي فيه ولم يجد سبب فهو يعلم أن الجميع لا يخالفها في شيء ووالدته تحبها إذا ما الأمر
تقدم منها وجلس جوارها ناظرا إليها باستغراب ثم هتف متسائلا بصوت مرهق قلق
مالك يا إيمان في ايه
وكأنها كانت القشة الذي قسمت ظهر البعير اڼفجرت في وجهة وهي تزيل دموعها المزيفة قائلة بجدية وتهكم
مالي مالي ايه وأنا مش عارفه أعيش في البيت ده
زفر بحنق وضيق ثم تقدم منها في جلسته والتقط كف يدها بين
يديه وحاول التحدث بهدوء قائلا
ايه اللي حصل بس ما أنت عايشه فيه من زمان
أجابته بسخرية جلية وبصوت عال وهي تجذب يدها منه واقفة على قدميها تواجهه بحدة
اديك قولتها زمان مش دلوقتي ما خلاص البيت بقى بتاع بت طوبار
زفر مرة أخرى بضيق أكبر من ذي قبل فقد كان لا يريد شيء إلا بعض الراحة
ما تقولي ايه اللي حصل يا إيمان ياباي عملتلك ايه يعني
جلست جواره ونظرتها الخبيثة تلتمع في عينيها تظهر لمن يريد معرفة الحقيقة حقا ولكن هو لم يكن كذلك فلو كان يريد المعرفة لعلم بغير ذلك كثير من الأشياء المخفية تحدثت وهي تارة تصيح وتارة أخرى تبكي لتجعله يتعاطف معها تشكي له من أخيه وزوجته وكأنها الملاك البريء في كل شيء
وقف على قدميه ينظر إليها بشك جلي ثم تحدث سائلا إياها بقلق بالغ
يزيد عمل كل ده معاكي ومراته الغلطانه كمان!
وقفت أمامه تظهر ضعفها وقلة حيلتها لتأخذه لصفها ويحدث ما يحدث بينه وبين أخيه
يقولي اخرسي يا إيمان هانم هو أنا يعني
مش عارف عمايلك! ومسكني كده ليه هو أنا كنت ايه يعني دا أنا اللي شايله البيت ده من زمان أوي حتى أختك وقفت مع مراته بقى أنا حرباية بيقولي يا حرباية يا فاروق أنت لازم تجبلي حقي زي هو ما عمل مع مراته الغلطانه كمان
وقف ينظر إليها
ندا حسن
ما يجعل الإنسان مشتت هو عدم المعرفة!
قد يكون هذا أو ذاك ولكن لا تدري أي
منهم فتصبح مشتت الفكر
سارت في وسط الحقول الخضراء كما تحب أن تفعل دائما في هذه البلدة ولكن كل مرة تكن تفكر في شيء مصيري يحدد مجرى حياتها تنفست بعمق رائحة الهواء الرطب الذي كان يداعب خصلاتها الذهبية وضعت يدها أمام صدرها وسارت تتذكر لحظاتها معه كلماته نظراته الحنونة تارة والغاضبة تارة أخرى نظراته وكلماته التي أحيانا تحمل معنى الحب الخالص وأحيانا أخرى ترى التشتت الواضح عليهم
هي ليست فتاة صغيرة لا تفهم معنى للحياة بل هي كبيرة تفهم جيدا ولكن هناك ما يخفى عنها! هناك ما لا يريد أن تعلم به والجميع حقا تحمل لهم الشفقة والسخرية فلو علمت ما يدور حولها لحاولت تصليح الأمور لكانت الآن زوجته حقا لكان كل شيء بينهم يسير كأي زوجين حقيقيين ولكن هذا لم يحدث ولن يحدث إلا عندما تكشف الحقائق وهم وحدهم يعلمون بها هو! وعائلته البغيضة
ألا يريد أن تكون زوجته حقا ألا يريد أن يعيش معها أسعد لحظات حياته وإن كان يريد لما لا يخبرها كل شيء هم يريدونه لما دائما يتهرب من إجابة أسئلتها هي ترى بوضوح الحب في عينيه أو أنها تتوهم لأنها منجذبة إليه وبشدة لا هذا ليس توهم أنه حقا يحبها لهفته قلقه تصرفاته ونصفه لها أمام الجميع يجعلها ترى الحب به
وهي تنجذب إليه يوم عن آخر تريد رؤيته دائما أمامها تريد رؤية ضحكته ابتسامته رؤيته من بعيد وهو على ظهر ليل يركض للبعيد ويعود النوم جواره وأن تنعم بأحضانه وهو غافي غير واعي لما تفعله جميع ما به يجذبها إليه فقد تخلى عن غروره معها لم ترى عنجهيته منذ فترة لم ترى نظرة الصقر الذي عرفته بها فقط ترى نظرات حب وهيام
من يستمع إليها الآن سيضحك بشدة يالا السخرية هل
هذه نفسها التي بيوم عرسها كانت تريد تصنع الإغماء لتهرب منه هل هذه نفسها التي كانت تريد الهرب وليذهب الجميع للچحيم لم تكن تعلم أنه هكذا لم تكن تعلم أن هذا سيحدث ولم تكن تعلم أنها ستريد القرب الدائم منه
متابعة القراءة