براثين اليزيد ندا حسن
المحتويات
ولن تقدر ذلك إلا عندما تتذوق من نفس الكأس
وقف على قدميه وذهب إلى خارج المكتب يسير بهدوء في المصنع وهو يتربص لأي شخص على غلطه حتى
لقد وجد ضالته! ابتسم بتشفي وهو ينظر إلى ذلك العامل بآخر الرواق الذي يعطي له ظهره يتحدث بالهاتف بخفوت تقدم ناحيته وهو يسحب أكبر قدر من دخان سيجارته برئتيه
استدار ذلك الرجل سريعا على صوته بعد أن وضع الهاتف بجيب بدلة عمله الزرقاء الملتصقة ببعضها هتف يزيد بحدة قائلا
مخصوم منك أسبوع كامل على أهمالك معروف أن في وقت ساعات العمل ممنوع أي شيء تاني غيره
لقد فزع الرجل عندما استمع إليه لا يستطيع أن يتخلى عن هذا المال في هذا الوقت بالتحديد يعرف أن صاحب عمله رجل كريم منذ أول يوم عمل به معه ولكنه منذ فترة متغير مع الجميع ومع ذلك ليس الأن أبدا لا يجوز تحدث بلهفة وخوف من أن يفقد هذا المال قائلا
وأنت هنا بتعمل ايه وسايب مراتك
نظر الآخر إلى الأرضية بخجل ثم رفع وجهه مرة أخرى وتحدث بخفوت
نظر يزيد إليه بهدوء أخرج محفظته من جيبه وفتحها أمامه ثم أخرج منها كل الأوراق المالية المتواجدة بها وبالنسبة للعامل كانت كثيرة للغاية وهي من فئة المئتين وضعهم بيده
روح لمراتك ومعاك إجازة يومين ألف مبروك
ابتسم العامل بسعادة ليس لها مثيل وهو ينظر إليه وإلى تلك الأوراق الكثيرة ويردد داخله كلماته التي كانت بمثابة المعزوفة الخاصة له هتف بهرجله وتخبط
ربنا يخليك يا يزيد بيه تدوم النعمة عليك ربنا يسعدك ويسعد ايامك ويجي ابنك للدنيا بخير
هذا ما يريده تماما أن يأتي ابنه بخير وأن تكون زوجته جواره هذا كل ما يريده ليس أكثر
تعلم كل ذلك ولكنه أيضا تزوجها عنوة تزوجها لغرض دنيء للغاية واخفاه عنها تركها لعائلته تفعل بها ما يحلو لها وما كان يفعله بهذا الوقت هو أن يبعدها عنهم فقط ويجعلها تصمت عن أي إهانة لأنهم عائلته ظلمها
والاعتذار لن يفيد بشيء عندما تكون النفس تأذت كثيرا ولا يمكن إصلاحها
زفرت بضيق وإرهاق وهي تتمدد على الفراش ببطء واضعة رأسها على الوسادة تنظر إلى سقف الغرفة پضياع حقا لا تعرف ما الذي ستفعله هل تعود وتقول أنه كان خطأ وندم عليه
الجميع وأيضا حتى لا يحزن
أم تصر على قرار الإنفصال وتبتعد لأجل ما فعله بها هو وعائلته وتوفر بيئة سوية لابنها القادم ولها أيضا وتتركه ېحترق بنيران خيانته!
وضعت يدها على أسفل بطنها بقليل ف الآلم لا يتركها هذه الأيام أبدا حظرتها الطبيبة كثيرا من أشياء عدة ومنها آلا يكون هناك
ضغط نفسي عليها وأن تأكل كما قالت لها بالضبط غير تلك الأدوية الكثيرة
تأخذ الأدوية وتأكل ولكن طعامها كأنه جبر خاطر لأبيها وشقيقتها وهذا الضغط يأتي إليها وهي في مكانها ولا تعلم ما الذي تفعله
أغمضت عينيها في محاولة منها أن تغفى قليلا ولكن هذا الآلم لا يساعدها في ذلك زفرت بضيق وانزعاج وهي تضغط على بطنها وتفكر هل سيبقى هذا الآلم هكذا إلى حلول معاد الطبيبة أم سيبقى إلى ولادتها لا مؤكد لن يحدث هذا فهي الآن في الشهر الرابع من الحمل يبقى خمسة أشهر أخرى!
أجابتها بخفوت ونظرة مرهقة وهي تعتدل على الفراش لتجلس نصف جلسة
ماليش نفس أكل يا ميار
وقفت إلى جوارها ثم قالت بهدوء وعقلانية
نظرت مروة إلى أرضية الغرفة بهدوء وقد كان الحزن يتغلب عليها في هذا الوقت وهي كعابر طريق سد بوجهه ولا يدري كيف السبيل للعودة أو التقدم
تحدثت ميار مرة أخرى وهي تتمسك بيدها لتجعلها تقف على قدميها حتى تذهب معها
وبعدين في دواء لازم يتاخد بعد العشا يلا تعالي كلي وبعدين خديه يا حبيبتي
الآن لا تريد أن تقول ما حدث بينها وبين زوجها لتفعل به كل ذلك وليكون هو بكل هذا الحزن والندم
ابتسم فاروق بخبث وهو يجلس الآن في منزل زوجته الكريمة والتي من كثرة كرمها فعلت أشياء لا تحكى ولكن قد فعل هو ما يريده وسيكمله الآن في منزلها ورغما عن أنفها ستوافق عليه
طردها من بيته وكأنها ليس لها قيمة عنده ولن يكون لها قيمة بعد الذي فعلته به وبأخيه وزوجته أيضا تركها والآن هو في منزلها ليجعلها تعود بشروطه الذي وضعها ويعلم أنها ستوافق عليها
دلفت إلى الغرفة وهي تنظر إلى الأرضية بخجل حاولت أن تجعله يظهر له حقيقي ولكنه قد فهم ما الذي تريد فعله ولن تستطيع أن تجعله يصدقها جلست على الأريكة أمامه وهي تنظر إلى الأرضية ثم رفعت رأسها ونظرت إليه قائلة بخفوت ونظرة حزينة معاتبة إياه
هونت عليك تسيبني كل ده يا فاروق
ابتسم هو بالمقابل بتهكم وسخرية شديدة ناظرا إليها باستنكار وهي تتصنع
البراءة
مش لايق عليكي دور المسكينة يا إيمان اطلعي منه علشان مش هتعرفي تكملي بيه لآخر القعدة
وقفت على قدميها ثم ذهبت لتجلس على الأريكة جواره محاولة السيطرة عليه بكلماتها المعسوله وحركاتها اللينة كما السابق تحدثت بضعف ورجاء قائلة
بقى كده يا فاروق شايفني بتمسكن مستني مني ايه يعني مهو كان المفروض يكون العكس وأكون أنا اللي زعلانه من اللي عملته فيا
نظرت إليه بحدة ولم تجيبه فتابع هو الحديث بجدية وهو يحاول أن ينهي ما أتى لأجله
أنا جاي النهاردة علشان ارجعك للبيت من تاني بس بشروطي
تعلم أنه مهما حدث سيكون كالخاتم بإصبعها مرة أخرى هو لا يحب غيرها وكل ما يفعله الآن فقط لأنه تأثر مما حدث إذا لتوافق
موافقة
مش تعرفي الشروط الأول أولا هتجوز تاني ولو هتقولي ليه هقولك أول سبب علشان أخلف ولا مش من حقي أنا متجوزك بقالي كتير ومفيش خلفه يبقى اتجوز تاني زي ربنا ما قال وأنت اللي عملتي كده ودقيتي أول مسمار في نعشك
وقفت أمامه سريعا تهتف بحدة وذهول غير مصدقة حديثه بكونه سيتزوج عليها ويأتي إليها بأخرى لتغير حياتها وتكون أسوأ من مروة بكثير على الأقل مروة كانت زوجة شقيق زوجها أما هذه ستكون درتها!
تحدث بحدة وصوت عال ليجعلها تصمت وتبتلع باقي كلماتها
أخرسي أنا لسه مخلصتش اللي هتجوزها دي هتعيش معانا في البيت وهتقبلي بده وأنا عارف أنا بقول ايه ده غير إن الدهب اللي كنت بجيبه ليكي هاخده علشان ابيعه واجيب غيره للعروسه صحيح أنا معايا الفلوس وأقدر أعمل كتير بس الدهب ده كتير عليكي
وأنت مفكر إني هوافق على الهبل ده
نظر إليها بخبث ومكر ثم قال بجدية وهو يعتدل في جلسته
هتوافقي عارفة ليه علشان البلد كلها عرفت اللي عملتيه وعرفوا مين هي إيمان هتوافقي علشان أنا لو طلقتك هتبقي زي البيت الوقف بالظبط مش بتخلفي ومطلقة مين هيبص في وشك ها هتفضلي طول حياتك قاعدة هنا بكرة أخوكي يتجوز وأمك ربنا يفتكرها وأنت لوحدك أما عندي على الأقل هتبقي مع ناس وأما أموت هتورثي فيا
وقف على قدميه متقدما إلى الخارج بعد صمت دام طويلا خلف كلماته الأخيرة هذه تحدث وهو يذهب قائلا
تمام كده وصلني ردك لما يجيلي مزاج بقى هبقى أطلق
موافقة
باغتته بهذه الكلمة وهو يرحل فقد وجدت أن حديثه صحيح لن ينظر إليها أحد بعده لن تتزوج إلى الآن لم تنجب نعم تعلم أن ليس هناك شيء يمنع ذلك
ولكن لم تنجب الجميع يعلم ما فعلته كلماته صحيحة ولكن مع ذلك ستريه من هي إيمان ف ليتزوج ويفعل ما يحلو له وفي جميع الأحوال ستضع لمساتها في كل شيء
بعد مرور أسبوعين
يدور العالم من حولها حقا تشعر وكأن الأرض تدور بها تفكيرها لا يسعفها على فعل شيء
لا ترى أي ملجأ لها ما الذي فعلته بنفسها وطفلها لقد قټلته! قټلت طفلها! لقد حظرتها الطبيبة أكثر من مرة بل مرات وهي لا تستمع إلى أي من حديثها ولكن أيضا لم يكن بيدها لم يكن بيدها ما فعلته لقد قټلت طفلها بيدها
خرجت الدموع من عينيها بغزارة وهي تجلس على بوابة العمارة التي يوجد بها عيادة الطبيبة أخذتها شقيقتها بأحضانها محاولة التخفيف عنها ولكن كيف
مروة حبيبتي اهدي الدكتورة قالت في فرصة أنه يكون كويس علشان خاطري متعمليش كده
انتحبت وبكت بحدة وهي تقول بضعف وقلة حيلة ملقيه اللوم على نفسها
إزاي بس إزاي هي معاها حق قالتلي كتير أهتم بيه وبصحتي وأنا اللي معرفتش أعمل كده هقول ليزيد ايه هقوله ايه قټلت ابنك بنفسي
ربتت على كتفها وهي تتمسك بها بشدة ثم خرجت الدموع من عينيها هي الأخرى على ما تمر به شقيقتها وتحدثت بخفوت وحزن
كل حاجه هتكون بخير لو مشينا على التعليمات بتاعة الدكتورة وأولها نفسيتك يا مروة لازم تكون كويسة ومتضغطيش على نفسك
اراحت رأسها على صدر شقيقتها ټحتضنها بينما تتذكر كلمات الطبيبة وهي تبكي وتنتحب بصوت عال
نظرت إليها الطبيبة بضيق بعد أن انتهت من فحصها ثم تقدمت لتجلس على مكتبها وتحدثت بحدة معها
أظن يا مدام مروة قولتلك أكتر من مرة تهتمي بنفسك وتمشي على التعليمات اللي بقولهالك وكالعادة مش بتهتمي
نظرت إليها باستغراب وهي لا تفهم ما الذي تقصده بحديثها فتقدمت منها ميار تقف جوار مقعد شقيقتها تضع يدها على أكتافها تمدها بالدعم ثم سألتها بهدوء
في حاجه يا دكتورة ولا
ايه
أشارت إلى مروة وتحدثت بطريقة عملية للغاية وكأنها تقول إن كيلها فاض منها
للأسف الجنين معليهوش مايه قدامنا فرصة
متابعة القراءة