للعشق وجوه كثيره نورهان العشري
المحتويات
من أمام عينيه فقد كانت تأثرها نظراته و تكبلها بقيود عشق خلق لها و بها فلم تقو شفتاها على التفوه بحرف واحد قد ېكذب حديثه فلا طاقه لها بالكذب ومحاولة إخفاء ما يدور بداخلها فقد أنهكتها تلك المعارك التي خاضتها اليوم لتلجأ إلى الصمت أمام عينيه التي كانت و كأنها تحتوي ملامحها شوقا و لو إن الشوق بداخله فاق حدود الوصف فهو قد اختبر في غيابها أقسى ما قد يشعر به الإنسان في حياته و لم يعد لديه طاقة للمقاومة أكثر فأعلن قلبه و عقله معا رايته البيضاء مستسلما لغزوها الضاري لذا فقد فعل المعجزات ليختلي بها حتى يتثنى له أن يعبر عن مكنونات قلبه وإزالة الرماد المحترق و الذي لايزال مشټعلا منذ سنين و لكنها لم تستطع أن تصمد أكثر أمام عينيه فادارت رأسها للجهة الأخرى قائله بخفوت
امتدت يداه لتعيدها إلى النظر إليه مرة آخرى فهو أكثر من يعلم عن ذلك الصراع الذي يدور بين قلبها العاشق و عقلها الرافض فقد كان فريسته لوقت طويل لذا فقال بحنو
بصيلي . متدوريش عينيك الناحيه التانيه عشان قلبك هيفضل باصصلي .
حاولت جاهدة ارتداء قناع القوة و الثبات أمامه و لكن كان ذلك شاقا للغاية خاصة و أنها تقاوم نفسها اولا فكررت سؤالها بصوت حاولت أن يكون ثابتا
في بينا كلام كتير لسه مخلصش .
قالها أدهم بهدوء فأجابته بنبرة حزينه آلمته كثيرا
مبقاش في بينا كلام يتقال . اللي عندي انت عارفه و متفكرش ان اللي حصل دا ممكن يغيره .
بس انا مش جاي اكلمك انت يا غرام . انا جاي اكلم قلبك اللي حس بيا من قبل ما اتكلم و اللي كان بيناديني في حلمه و جابني على ملا وشي جري .
قلبي ! مش دا بردو اللي دوست عليه بعد ما اتأكدت أنه حبك و اتعلق بيك .
كان أدهم ثابتا على عكس عادته فقد أقسم أنه سيراضيها بكل الطرق و لن يترك المجال لجنونه بأن يدمر كل شي مرة آخرى لذا أخذ نفسا عميقا ثم بدأ بالحديث عن جراح دفنت لسنوات
صمت يسترجع مر المراهقة التي قضاها في ذلك القصر ثم أضاف بنبرة مشجبة
اللي يشوفه من برة قصير كبير وفخم اي حد يتمنى يعيش فيه إلا الناس
اللي عايشه فيه ! تخيلي القصر دا كان فيه اكتر ناس طيبه ممكن تقابليها في حياتك و اكتر ناس شريرة بردو ممكن تقابليها في حياتك
زفر رماد الذكريات الثقيلة على قلبه ثم تابع
كان الوقت اللي بقضيه في بيتنا دا اصعب وقت ممكن بيمر عليا في حياتي . مكنش بيعدي يوم من غير مشكله كبرت و أنا رافض كل دا مكنش بيصبرني على البيت دا غير وجود امي فيه و طبعا يوسف و روفان .
كنت بحس أن ماما معتبرانا عوضها من ربنا في الدنيا و أن اللي مصبرها ع الحياة دي هو وجودنا حواليها و كان كفايه اوي اللي شافته و اللي حصلها زمان . فكنت مجبر اتحمل حياتي معاهم لحد ما قابلتها .
جميع حواسها انتبهت عند تلك الكلمة و أخذ قلبها ينتفض من فرط الترقب و الخۏف وعينيها تتابعه عندما انتقل من مكانه متوجها إلى النافذة و قد لاحظ هو ما يدور على ملامحها من انفعالات لكنه واصل الحديث مرة ثانية
مقابلتي ليها
كانت صدفه زي اللي بتيجي في الأفلام كدا . كنت سايق عربيتي و ماشي في طريقي فجأة لقيت واحده بتعدي الطريق و هوب داخت و اغمي عليها قدام العربيه بتاعتي . طبعا وقفت و نزلت اشوف فيها ايه و أصريت اوديها المستشفى عشان اطمن عليها و من هنا بدأت القصة لقتها بنت جميله و هاديه و بريئه أو دا اللي حسيته وقتها .
كانت ملامحه تلونها مرارة لهجته حين تابع
ابتدت علاقتنا تقوى اكتر و نقرب من بعض اكتر و لأنها ممثله شاطرة قدرت تخدعني صح و توقعني في حبها و كانت بالنسبالي طوق النجاة و الحاجه الوحيده الحقيقيه اللي في حياتي و عشت معاها احلي قصه حب و طبعا حكايه سندريلا البنت الفقيرة اللي وقع في حبها الشاب الغني دي اكيد وصلت لرحيم بيه فحاول أنه يبعدني عنها بحجه أنها طمعانه في فلوسي و في نفوذ عيلتي و انا الحب عامي قلبي بس لما لقاني متمسك بيها اوي قالي يبقي ملكش أهل و لا عيله و قرر أنه يطردني من البيت و يحرمني من الميراث .
تبدلت ملامحه إلى السخرية حين تابع
يوسف و ماما حاولوا يقفوا جمبي وقتها بالرغم من أنهم مكنوش مقتنعين بيها و يوسف نفسه حذرني منها و مرتحلهاش بس اللي مكنوش يعرفوه أن انا كنت مستني اللحظه دي اني اتحرر من البيت و العيله دي للابد هتصدقي لو قولتلك اني كنت مستنيه يقولي كدا
كانت تتابع انفعالاته بلهفة و خاصة حين تابع بمرارة
و حكتلها و قولتلها اني هبدأ من الصفر معاها و أن معايا اللي هيسندني . بس طبعا ملايين الحسيني مش هتبقى موجودة و انت اكيد سمعتي عن البوقين اللي بيتقالوا في الظروف دي انا جمبك ومعاك و مش هسيبك أبدا و الحقيقه ان اللي حصل عكس كدا خالص . بقت تتهرب مني و كل ما اجي اطلبها للجواز تتحجج لحد ما في يوم اختفت خالص و كنت وقتها عامل زي المچنون مش عارف اروح فين أو اروح لمين لحد ما في يوم جتلي رساله أنها موجودة في مكان معين و روحت المكان دا لقيتها بيتكتب كتابها !
لم يكن الألم باديا على ملامحه إنما الإشمئزاز و قد صدمها هذا كثيرا
الدنيا كلها بالنسبالي وقفت عند النقطه دي و طبعا العريس كان أغنى مني وعنده ملايين كتير بس اللي مستغربتوش بقى أنه كان تقريبا قد أبوها
ابتسم أدهم ساخرا ثم أكمل
عرفت بعدها أن يوسف هو اللي بعتلي الرسالة دي عشان يفوقني . حتى أنه بعتلي مازن يقف جمبي و مرديش ييجي هو عشان ميكسرنيش قدام نفسي و أنهم طلعوا صح و أنا اللي كنت غلط و بعدها اتحولت لأدهم اللي انت شفتيه .
أصاب ملامحه الجمود و كذلك لهجته حين
قال
انا حتي مدتش لنفسي وقت اني احزن أو استوعب اللي حصل . كتمت كل حاجه في قلبي و روحت تاني يوم الشركه قعدت في مكاني و كملت من مكان ما وقفت . محدش قدر يتكلم و لا يسأل حتى . بما فيهم جدي و دا بأمر من يوسف و كملت حياتي و أنا مقتنع أن الستات دول ارخص حاجة في الدنيا نستمتع بيهم و نرميهم و الحقيقة اني كل اللي قابلتهم بعد كدا اكدولي الموضوع دا . لحد ما قابلتك .
اختتم حديثه ناظرا إليها ليجد ملامحها المتألمه من أجله و من أجلها و أيضا لا ننسى الغيرة التي نالت منها خاصة و هو يتحدث عن غريمتها التي لم تكن تعلم حتى بوجودها ليتألم قلبها كثيرا فهناك حب آخر قد ملأ قلبه سابقا و لأجله يتألم الآن نهش الفضول عقلها فتحركت من مكانها متوجهه إليه لتقف قبالته قائله بصوت مهزوز
حبيتها
لاحت ابتسامة خافته على محياه فقد علم المغذى وراء سؤالها و قد لمح الغيرة القاټلة المرتسمه بعينيها و التي تحاول أن تخفيها عنه و لكن تستطيع المرأة أن تخفي ألف شعور بداخلها ما عدا الغيرة أجابها باختصار
قبل ما اعرفك كنت مفكر اني بحبها . بس اللي اكتشفته بعد كدا اني كنت محتاج لها و بس
قطبت جبينها و قالت بعدم فهم
محتاج لها !
مش محتاج ليها كشخص بس كنت محتاج لحد يظهر في حياتي في الفترة دي و الصدف خلتها الشخص دا . انا كنت راسم في خيالي صورة للبنت اللي اتمنى اكمل حياتي معاها حتي لو مش هحبها بس كنت عايز فيها صفات معينة و لإنها جتلي في وقت كنت فيه متدمر نفسيا و هي رسمت دورها صح فأنا كمان حاولت احطها في إطار الشخصيه اللي في خيالي و دي اللي انا حبيتها فعلا لكن هي في الحقيقه عكس كده خالص و دي اكبر غلطه ممكن يغلطها الإنسان في حياته .
اراحتها فكرة أنه لم يكن عاشق لتلك المرأة قليلا و لكن هيهات أن تستطيع إخماد تساؤلاتها لذا واصلت الحديث محاولة التوغل إلى أعماقه بأكبر قدر ممكن
انت قولت انك قبل ما تعرفني كنت فاكر انك بتحبها اشمعنا بقى يعني اقصد انا ايه علاقتي بالموضوع
انهت حديثها المتلعثم و قد كانت تنظر في جميع الاتجاهات ماعداه ليقوم بمد إصبعيه تحت ذقنها يديرها إليه قائلا بصدق ترك صداه علامة كبيرة في قلبها
عشان عرفت معاك يعني ايه حب
أصابت كلماته صميم قلبها الذي ود الهروب منها إلى ذراعيه في تلك اللحظة متجاهلا ڼزيف جراحه التي كان هو المتسبب الرئيسي بها ليرسل العقل إشارات الخطړ . خطړ وجود ذلك الرجل أمامها فهبت كالمذعورة من بين يديه و
أدارت رأسها للجهة الأخرى قائلة بنبرة قوية
بتحكيلي كل دا ليه يا أدهم
زفر أدهم بعمق و قال بلهجة جادة
عشان ابدأ معاك بدايه صح .
التفتت إليه غرام رافعة إحدى حاجبيها قائله باستنكار
و أيه اللي مخليك متأكد كدا إني هوافق أبدا معاك
بلغ الڠضب ذروته بداخل أدهم فقد تراكمت عليه جميع الأحداث السابقه لتشكل بركان ثائر بداخله و لكنه آثر الحديث بهدوء فقال
عندي سببين مهمين أوي يخلوني متأكد من كلامي .
اولهم
اقترب منها ناظرا بقوة إلى داخل عينيها ثم قال بلهجة خشنة
انك بتحبيني زي ما بحبك و إلا مكنتيش حاولتي تفديني بروحك و مترددتيش لحظه تعملي دا .
ارتبكت كثيرا من حديثه الصحيح و اقترابه منها الى هذا الحد فمرت ثوان حاولت أن تستجمع فيهم شتات نفسها حتي
متابعة القراءة