للعشق وجوه كثيره نورهان العشري
المحتويات
مرارة كلماته على هند التي أجابته حانقه
كله بسببك
كله من تحت راسك ياريتني كنت مۏت قبل ما أشوفك أو اقابلك
آلمته كلماتها فتحدث بجفاء
متقلقيش هخرجك منها زي ما دخلتك و محدش هيقدر يأذيكي لأ أنت و لا أهلك انا بس بعرفك ايه اللي هيحصلك انت و اهلك لو فكرتي تروحي تحكيله على اي حاجه
طالعته هند بنظرات يائسه فجزء منها يؤلمها لحاله خاصة تلك النظرات المتألمه في عينيه و جزء آخيرا قد أخذت قرارها الذي تأخر كثيرا لتجيبه بتأكيد
اوقفتها قبضته القويه و نظراته التي تغلغلت إلى داخل عينيها عله يجعلها تشعر بما يعتمل بداخله من قهر
و ۏجع تأبى شفتيه الإفصاح عنه لتطالعه هي بنظرات معاتبه غاضبة حزينة لتظل النظرات بينهم لثوان قليلة قطعها رائد الذي قال بنبرة صادقة
مټخافيش يا هند اوعدك هتخرجي بره الحړب دي في اقرب وقت اللي باقي مش كتير
عايزة اقابلك ضروري
كان يوسف يقف أمام النافذة يطالعها و هي تركض و تلعب مع ذلك الصغير و كأنها في مثل عمره فقد كانت بريئه نقيه كحاله تماما فأخذ يتأمل ملامحها و
اخترق تخيلاته رنين هاتفه و ما أن رأي يوسف رقم المتصل حتى وجه إنتباهه إليه كليا
وقد كانت هي الأخرى تعلم بمراقبته لها فقد أخبرها قلبها بأن أميرها يراها من برجه العالي و قد كانت أكثر من سعيدة بوجوده بجانبها فذلك أعطاها جرعة كبيرة من الأمان لا تشعر بها سوى بوجوده و لكنها تنبهت عندما وجدته يتطلع الى الهاتف باهتمام فخربش الفضول جدار قلبها و قادها إليه بعد ما تركت زين يلعب مع روفان و توجهت الى الداخل في طريقها إليه لتتفاجأ بنيفين تقف أمامها تسد عليها الطريق وهي تنظر لها بغل فاهتزت ثقتها قليلا عندما رأتها و لكنها أخفت ذلك جيدا و قالت ببرود
تشدقت نيفين ساخرة
راحه لحبيب القلب طبعا
كاميليا بسخرية
ايه الشطارة دي برافو عليك
فقالت نيفين بسخريه مغلفة بالغموض
هيبقي برافو عليا اوي يا بنت زهرة و أنا بطردك مذلوله من البيت دا
اهتزت نظرات كاميليا من فحوى كلمات نيفين فقالت بارتباك لم يخفي على غريمتها
اقتربت منها نيفين
التي شعرت و كأنها سجلت هدفا في مرماها و قالت
متستعجليش قريب اوي هتعرفي اقصد ايه و لحد ما ييجي الوقت دا استمتعي شويه اصل اللي جاي صعب صعب اوي يا بنت عمي
قالت الأخيرة بتهكم جعل معدتها تتقلص و لكنها ارتدت ثوب القوة و قالت ببرود متجاهله ذالك الضجيج بداخلها
انا مش هرد عليك عشان عارفه الڼار اللي انت فيها بالعكس دانا مشفقه عليك اوي بس لو فكرتي تأذيني او تدوسيلي على طرف هتشوفي مني اللي مش هيعجبك
عشان أنا مبقتش كاميليا العيله الصغيره اللي كنتوا بتخوفوها و
تقعدوا تبهدلوا فيها وهي تجري ټعيط في جمب لا انا كبرت و بقيت اعرف آخد حقي كويس اوي و مش ناوية هرب تاني
تبلورت الثقة في كلماتها حين تابعت
و خلي بالك أن حبيب القلب اللي بتتكلمي عنه دا يبقى يوسف الحسيني اللي هو جوزي عارفه يعني ايه جوزي
تابعت بثقة
يوسف اللي مهما عملت عمره أبدا ما هيسمح لحد أنه يتجاوز حدوده معايا حطي الكلمتين دول في دماغك عشان ترتاحي أو لو مرتاحتيش مش فارق معايا بس من النهاردة مش هسمح أبدا ليك انك تهنيني أو تقوليلي يا بنت زهرة تاني انا كاميليا يوسف الحسيني احفظي الاسم دا كويس عن إذنك
نجحت كاميليا في أن تلجم تلك الحيه التي زادت نيرانها و اشتعلت أكثر من كلام كاميليا لتقسم أنها ستذيقها شتى انواع العڈاب و ستستغل جميع الكروت التي بين يديها لتنفيذ ټهديدها و تخرجها من هذا المنزل
اقټحمت كاميليا المكتب لتجده مازال يتحدث الي الهاتف و لكنه ما أن رآها حتي قال بغموض
نفذ اللي قولتلك عليه بالحرف الواحد و مش عايز اي غلط
ثم قام بإغلاق الهاتف و أشار إليها لتتقدم فما أن أصبحت أمامه حتى ا
مين اللي عصب القطه بتاعتي و خلي مخالبها تظهر كدا
مين قالك
قالتها بإندهاش فأجابها بسلاسة
انا عارفك اكتر من نفسك ها قوليلي بقي مين مضايقك
أجابته بتهكم
قول مين مش مضايقني !
مالك يا حبيبتي ايه مضايقك
كاميليا بجفاء
عادي يا يوسف مش
حاجه مهمه نيفين ضايقتني شويه
بس متقلقش عرفت أوقفها عند حقها
ثم رفعت راسها و طالعته بتردد
هو انا اه زودتها شويه معاها بس هي اللي عصبتني بصراحه
قام يوسف بإرجاع خصله من شعرها خلف أذنها ثم قال بحب
اهم حاجه تكوني مرتاحه
فقالت كاميليا بحماسه
مرتاحه بس دانا مرتاحه جدا و كدا انا واحد و هي صفر
اندهش يوسف من حديثها و قال
ايه دا هو ماتش و لا ايه
أجابته بغموض
يعني حاجه زي كدا
المهم انك مرتاحه يا حبيبتي و زي ما قولتلك انا في ضهرك و معاك دايما
فأجابته بمزاح
لا دا كدا هيبقي عشرة مش واحد
فشاطرها المزاح قائلا
و يبقوا
ألف عشان خاطرك أهم حاجه اشوفك سعيدة و مبسوطه
قاطعهم رنين هاتفه فاحتواها بقربه و أجاب
ايه يا ابني انت فينك رنيت عليك كذا مرة مردتش ليه
يوسف كارما و غرام اتخطفوا و أنا مش عارف اعمل ايه
هب يوسف من مكانه قائلا
بتقول ايه يا مازن امتى حصل الكلام دا
النهاردة الصبح و قلبنا الدنيا عليهم مفيش جديد و مش عارفين هنقول ايه لمامتهم
طب اهدى انت و انا هحاول اتصرف
في ايه يا يوسف غرام و كارما حصلهم ايه
كان هذا صوت كاميليا المړتعب مما سمعته من حديث ليحاول يوسف طمأنتها قائلا
اهدي يا حبيبتي مفيحش حاجه
صاح مازن حين استمع لصوتها
يوسف احنا محتاجين كاميليا تكون جمب خالتها هنا عشان لو عرفت حاجه تبقى جنبها
اجابه يوسف بجفاء
مازن اقفل دلوقتي و أنا هكلمك تاني
انهمرت عبرات القلق من بين جفونها ړعبا على بنات خالتها و ما أن رأى
يوسف حالتها حتى اغلق الهاتف و قام بتهدئتها فأخذت تبكي قائله
كارما و غرام جرالهم ايه يا يوسف
أن شاء الله هنلاقيهم يا حبيبتي بلاش تعملي كدا
انا مړعوبه عليهم اوي و خالتو فاطمه عرفت و لا لا
لا لسه معرفتش و هما عايزينك تروحي عشان تبقي جمبها
اندفعت بلهفة
وديني عندها يا يوسف ارجوك هي من غير حاجه تعبانه دي لو عرفت باللي حصل دا ممكن تروح فيها و دي الحاجه الوحيده اللي بقيالي من ريحه ماما
اهدي يا كاميليا و أن شاء الله خير و هيلاقوهم و أنا بنفسي هدور معاهم و كمان هاخدك معايا عشان تروحي تطمني عليها كفاية دموع بقى عشان خاطري
انهى كلماته بحو محاولا تهدأتها فعبراتها و خۏفها هذا أكثر من مؤلم بالنسبه له و قد قرر داخله أن يقلب الأرض رأسا على عقب حى يعيد
إليها الطمأنينة مرة أخرى
في مكان آخر تلاقي الثلاثه أدهم و مازن و علي الذي صاح غاضبا
ما صدقت عرفت انيمها بعد ما سألتني مليون سؤال عن البنات زي ما يكون قلبها حاسس
انت قولتلها هما فين
هكذا سأل مازن و أجابه علي بنفاذ صبر
قولتلها أنهم في خطوبه سهى صاحبه كارما و احتمال يباتوا معاها و تليفوناتهم فصلت شحن و اضطربت احلفلها أني كلمتهم و هي نايمه و طبعا كلمت سهى حكتلها عاللي حصل وقلت لها لو ماما كلمتك البنات عندك و اطلعيلها بأي حاجه لو طلبت تكلمهم
يا جماعه احنا لازم نفكر بعقلنا شويه مين له مصلحه في خطفهم
هكذا تحدث أدهم الذي كان يغلي من الڠضب ليجيبه مازن قائلا بتفكير
يمكن يكون حد له عداوة مع حد فينا
احنا عمرنا ما كان لينا أعداء يا مازن و كنا عايشين طول عمرنا في حالنا و عمر ما حد اتعرض لإخواتي
تحدث علي پغضب فأجابه مازن بنفس لهجته
تقصد ايه يا على
اقصد أن ممكن اللي دا يكون قاصدك انت او له عداوة معاك انت
اهتاج مازن من حديث علي
محدش يعرف أن كارما خطيبتي احنا لسه معملناش حاجه انت عايز ترمي اللوم عليا و خلاص ثم و لو فعلا حد قاصدني هيخطف غرام معاها ليه
لم يجيب علي على استفهاماته بل زفر بحنق فتابع مازن بحدة
اللي عمل كدا قاصد حد بيحبهم اللتنين و عايز
يوجعه بيهم أو يبتزه
عند هذا الحديث توقف علي للحظات ثم برقت عيناه و قال بتوعد
لو طلع اللي في بالي هو اللي عمل كدا عشان يبتزني والله لهندمه اللي باقي له من عمره
ثم نظر إلى كلا من مازن و أدهم و هو يستعد للرحيل قائلا
الولاد زمايلي مش مبطلين تدوير عليهم و في الكماين بيفتشوا العربيات اللي رايحه و اللي جايه و انتوا كملوا تدوير لحد ما اجيلكوا
اندفع أدهم مستفهما
و انت هتروح فين
مشوار صغير و غالبا هيوصلنا لمكانهم
هكذا تحدث علي ثم أضاف مازن بغموض
و أنا كمان ورايا حاجه هعملها على ما تخلص مشوارك
نظر إليهم أدهم بسخط قائلا
و دا وقت مشاوير ما كل واحد يقول ايه في دماغه عشان نعرف نساعد بعض
أجابه مازن بجمود
لما ارجع من مشواري دا هقولك في اي في دماغي
و انت استني يوسف و كاميليا هما طلعوا و زمانهم على وصول انت عارف يوسف بيسوق بسرعه
زفر أدهم قائلا بنفاذ صبر
ماشي أما اشوف اخرتها معاكوا
انت ليك يد في خطڤ كارما و غرام
يتبع
السابع و العشرون
أعتقد أن التجاوز هو أحد أهم دواعي الاستمرارية في هذه الحياة أن يتعلم الإنسان تجاوز ألمه خيباته هزائمه
أن يتجاوز تلك اللحظات التي ظن أنها لن تتكرر مرة آخرى و الاهم من ذلك كله أن يستطيع تجاوز الأشخاص الذي ظننت بأن المستحيل هو فراقهم و إذا به يتحقق على حين غرة ليجعلك تتيقن بأن تجاوز بعض الأشخاص قد يكون نجاة
نعم فالتجاوز مؤلم و يحتاج لمجهود شاق ولكنه منجي !
نورهان العشري
انت بتقول ايه يا علي
تحدث هاشم الرفاعي الذي رقص قلبه فرحا ما أن رأى الهاتف يهتز معلنا عن اتصال كان قد انتظره طويلا ليباغته علي بإلقاء تلك القنبلة في وجهه الذي امتقع خاصة عندما تحدث علي بتلك الكلمات الجارحه
كلامي واضح بسألك ليك يد في خطڤ كارما و غرام ! و قبل ما تجاوب عايزك تعرف ان يمين بالله لهقلب الدنيا عليها واطيها لحد ما ارجع إخوتي حتى لو كانوا في سابع أرض
ذعر هاشم من حديثه و اړتعب قلبه عندما
متابعة القراءة