روايه كامله مكونه من 14فصل
المحتويات
يونس الذي كان جالس ممسكا باللابتوب الخاص به يعمل بتركيز لتتنحنح وهي تجلس جواره مباشرة متمتمة بصوت خاڤت
يونس
فهمهم وتركيزه مسلط على ما يفعله فأكملت ليال بغيظ لأنه حتى لم ينظر لها
يونس ركز معايا شوية
فرمى نظرة خاطفة نحوها وهو يعود ببصره لما يفعل وتمتم في هدوء
ايوه معاكي اهوه يا حبيبتي
فكزت ليال على أسنانها ثم انتشلت اللابتوب من بين يداه لتغلقه وهي تقول من بين أسنانها بحنق
فزفر يونس على مهل وهو يستدير نحوها يسألها برقة محاولا امتصاص غيظها وڠضبها
معاكي يا حبيبتي في إيه لكل ده!
فنهضت ليال لتقف امامه مباشرة ثم وضعت كفها على بطنها تتحسسه ببطء وتلك البسمة المثقلة بالمشاعر تعود لتستوطن ثغرها ولكن سرعان ما محيت تلك الابتسامة حينما سمعت يونس يردد قاصدا مشاكستها
فأردفت ليال من بين أسنانها والغيظ يتربع داخلها
كرش!! هو ده اللي لفت نظرك!
ثم نظرت لبطنها وهي تتلمسها من جديد ليهز يونس رأسه يتابع وهو يضرب كفا على كف بنبرة مشاغبة
طب والله كرش يابنتي لو عامله رچيم والمفروض أقولك الكرش راح نبهيني طيب!
لتزمجر ليال فيه بانفعال وهي تحيط عنقه وكأنها على وشك قټله في التو
فضحك يونس وهو يتلقفها بين أحضانه مردفا من وسط ضحكاته بنفس النبرة الشقية التي استفزتها
اهدي بس يا حبيبتي الكرش علامة من علامات الجمال برضو
لتصرخ فيه ليال بحنق طفولي وهي على وشك البكاء
أنا حامل.. حامل يا أبو النباهه يا عديم الرومانسية والاحساس والمشاعر!
ليتجمد يونس مكانه وتلك الهالة العڼيفة من المشاعر تضربه مرة واحدة ليشعر بها كصاعق كهربائي أصاب بؤرة جوارحه.... هو راوده شك حينما تحسست بطنها ولكنه لم يتيقن... ولكن حينما تيقن.... أحس أن كل ذرة به تصرخ كالبوق في احد الحروب لتهلل بفرحة معلنة أحد اهم سطوره في صفحة هذه الحياه...!
انتي بتتكلمي جد! حامل حامل يعني
فأومأت ليال مؤكدة بحماس طفولي وابتسامة حلوة واسعة وهي ترى تلك اللمعة تضوي كالقمر في ليلة مظلمة
ايوه والله العظيم حامل وبعد ٨ شهور بالظبط هتبقى ابو يزيد
ودون مقدمات كان يونس يحملها ليدور بها بسرعة پجنون... وضحكاتهما تتعالى لتنشر البهجة في ارجاء الغرفة لتعلن أن الفرح الذي كان يستوطن حياتهم... قد تم تتويجه عليها في تلك اللحظات...!
هنغير يونس وهتبقى ابو يزيد واخيرا !
فأمسكها يونس بسرعة من كتفاها يثبتها مكانها ثم حذرها بنبرة أجشة لم يخلو منها القلق
بت! متعمليش زي الفرقعلوز كده واهدي دلوقتي يزيد بيه يونس باشا هنا
....
انا زي الفرقعلوز يا يونس! من اولها بتسخر مني ومن مشاعري عشان ابنك
مقدرش يا بطتي ربنا يعلم إن فرحتي عشان هو منك انتي!
فرفعت ليال يداها تحيط وجهه الأسمر
متتصورش أنا ازاي كنت بحلم باليوم اللي فيه هتبقى حتة منك جوايا.. مكنتش متخيلة لو كان أبوه حد غيرك كنت هبقى فرحانة ولا لأ!
كلماتها غذت ذلك الرجل البدائي المتملك الغيور المفعم بالعاطفة العڼيفة داخله
مينفعش اصلا تتخيلي مجرد تخيل إنه يبقى من راجل تاني انتي ليا انا بس.. في الواقع وفي الخيال انتي ليا انا بس فاهمة
...
انتي نصيبي.. نصيبي الجميل اللي كان متشال ليا بس انا بغبائي كنت ماسك في التقليد وسايب الجمال الأصلي اللي ربنا اختارهولي!
لتنتفض ليال مبتعدة عنه تهمس بتوتر
ده عمو قاسم
فاستغفر يونس بصوت منخفض ووالده
يقطع عليه اهم لحظاته التي ېحترق شوقا لها ثم اخبرها بصوت اجش
اه ماهو المفروض كان مستنيني انزله
حينها عادت ليال خطوتان بعيدا عنه وهي تقول مبتسمة برقة
طب خلاص انزل شوفه واهو بالمرة تفرحه بالخبر اللي هو مستنيه
فغمزها يونس بطرف عيناه مرددا بعبث
طب مفيش حاجة كده وانا نازل
لتقرر ليال مشاكسته كما فعل بها وأغاظها فهزت رأسها وهي تشير نحو الداخل بدلال فطري
في كيس ژبالة اسود جوه خده وأنت نازل!
لا يا بطتي في فرق بين الاتنين شكلك مش عارفه وأنا هعرفهملك عملي حالا
...
ليسألها بصوت متهدج
ها عرفتي الفرق ولا لأ شكلك معرفتيش وهضطر اوريكي عملي تاني اصلي راجل بحب الإتقان اوي
وكادت يقترب منها من جديد فهزت هي رأسها نافية وهي تبعد خطوة بتمنع مدلل وتهمس
يابو يزيد!
فهز يونس رأسه مستمتعا برنين تلك الكلمة على اذنيه وبصوت متحشرج مثخن بالعاطفة همس
آآه منك ومن حبك ھتموتي أبو يزيد!
...
بعد اسبوع آخر....
في الولايات المتحدة... تحديدا في احدى المستشفيات...
وقفت فيروز امام غرفة العمليات تعض على أصابعها بتوتر رهيب ويقف بجوارها جمال... جمال الذي لم يبتعد عنها تقريبا منذ أن وصلوا ارض الولايات المتحدة لم تجد هي مفر أمامها سوى طريق واحد اختاره لها القدر... علاج والدتها والفرصة التي يطمح لها جمال... وقد سنحت له الظروف ليكن لها الكتف الذي تستند عليه حينما تميل بها الدنيا... واليد التي ترفعها حينما يسقطها اليأس.. ظل هذان الشهران السابقان يتسلل داخلها ببطء حتى استطاع لدغ قلبها بمشاعره التي استنكرتها هي سابقا ...
نظرت فيروز نحوه تسأله بعيون تلألأت بها الدموع وكأنها تتوسل مواساته
تفتكر هتبقى كويسة
اومأ جمال مؤكدا برأسه ليعطيها ذلك الأمل الذي تود أن تراه محلقا بعيناه
هتبقى كويسة باذن الله متفقديش الأمل
اومأت فيروز وهي تنظر نحو باب غرفة العمليات تهمس بصوت مبحوح برجاء
يارب يارب يارب.. انا مليش غيرها يارب لو راحت انا ممكن يجرالي حاجة
فشعرت بذراع جمال يحيط كتفاها يغدقها بذلك الشعور الداعم القوي وهو يخبرها هامسا بصوت حاني بزغ منه بعض العتاب
ملكيش غيرها كل ده وملكيش غيرها يا فيروز!
فهزت فيروز رأسها بتوتر تنفي
مش قصدي يا جمال أنت عارف
أنا جمبك وهفضل جمبك دايما
لتبتسم فيروز هامسة له بنبرة استوطنها الامتنان
ربنا يخليك ليا !
بادلها جمال نفس الابتسامة الدافئة ليستدير يجلب الطعام الذي أحضره لها ثم مد يده لها بالطعام يردد لها وكأنها طفلته التي يهتم بها
يلا بقا كلي عشان انتي ماكلتيش من الصبح
فهزت فيروز رأسها نافية بملامح متجهمه ثم اخبرته بصدق
مش حاسه اني هقدر اكل دلوقتي يا جمال لما أتطمن على ماما الاول على الاقل
فقال جمال بإصرار وحنان وهو يمسك يداها ليضع الطعام بينهما
مينفعش انتي كده بقالك ساعات طويلة وممكن يجيلك هبوط ينفع مامتك لما تفوق وتقوم بالسلامه يعني تلاقيكي مدروخه ومش فايقه حتى عشان تفرحيلها!
لم تستطع سوى أن ترضخ لإصراره الدافئ الجميل... إصراره الذي إنتزع قلبها نزعا ليغمسه بمزيج من العاطفة التي يكنها لها والحنان المصحوب بالاهتمام ليجعله خاضع تماما لتلك التميمة من العشق والحنان....!
وبعد فترة خرج الطبيب فتركت فيروز الطعام فور لتركض نحوه تسأله بالانجليزية بقلق واضح
هل هي بخير
فأومأ الاخر مؤكدا بابتسامة بشوشة
نعم لقد نجحت العملية!
لم تشعر فيروز بنفسها حينما إرتمت بين أحضان جمال باكية تحمد الله بينما جمال يضمها له بقوة مستشعرا حلاوة الشعور بها بين
متابعة القراءة