قصه رائعه بقلم ميمي عوالي
المحتويات
إلى هديته وجدها ثقيلة وضخمة وعندما قام بفتحها وجدها كتاب الاوديسة وهى ملحمة مستوحاة من أحداث حروب طروادة وعندما رآها شرد ذهنه لسنوات بعيدة كان يشكو لامه من عدم مقدرته على العثور على نسخة من قصائد هوميروس كيف تذكرتها أمانة رغم كل تلك السنوات ام هى مجرد صدفة وهل تكون الصدفة بأن تنتقى له كتابا ويحمل الكتاب عنوان قصائده المفضله ولكنه انتبه أن هذه الحقيبة لم تكن من ضمن مشترياتها فى الصباح إذا فهى هدية مبينة ومنتقاة بعناية من أجله فقط
سهر بلجلجة انا لسه راجعة مصر من كام يوم يخلق من الشبه اربعين
ايمن بشرود جايز ...بس عندى احساس قوى انى شفتك قبل كده
سهر وهى تحاول الهرب من هذا المأزق فتوجه حديثها إلى حاتم قائلة بس حقيقى فرصة هايلة يا حاتم بيه أننا اتقابلنا النهاردة
نوح وهو ينظر بفخر لأمانة الحقيقة أنا اجازتى دى امانة فاجأتنى بحاجات كتير ماكنتش واخد بالى منها
هدى انت مش هتتغدى معانا
ايمن مش قادر ياماما ..معلش بقى لما اصحى ثم نظر للجميع وبطريقة تمثيلية قال كل سنة وانتم طيبين ودايما متجمعين على الخير ...اشوفكم بكرة بقى
ثم استدار متجها إلى الداخل ولكنه توقف فى منتصف الطريق ورجع إلى سهر مرة أخرى قائلا فى نيس السنة اللى فاتت فى رأس السنة بس ماكنتيش لابسة حاجة على شعرك وكنتى عاملة شعرك احمر وفى بار
نوح لسهر بخفوت بس انتى كنتى فعلا هناك فى رأس السنة
سهر الحقيقة مش فاكرة
لينظر لها ايمن بنصف عين ولكنه نظر لحاتم مرة أخرى الذى كان يبادله بنظرة ذات مغزى فعاد إلى الاتجاه للداخل مرة أخرى وهو يشير لهم بالتحية بظاهر كف يده
حاتم معلش ياخالى حاسس انى انا كمان عاوز انام
هدى نتغدى سوا وبعدين اعمل اللى انت عاوزه ثم إن كلهم عندك مسافرين وماحدش موجود منهم هتروح تلاقى البيت فاضى
عامر خلاص بقى ياحاتم ...اقعد ولما نتغدى اعمل اللى انت عاوزه
وقد شعر حاتم أنها تقصد نفسها
بهذا الصندوق المعتم وراح يتذكر نيللى فى طفولتهم فكانت دائما متكومة على نفسها لا تشاركهم لعبهم وتجمعاتهم ولهوهم بل كانت بطيئة الحركة بسبب بدانتها المفرطة وقتها فكانت فى طفولتها ذات جسد ممتلئ بشدة نتيجة تعاطيها لبعض الأدوية المحتوية على مادة الكورتيزون مما كان يسبب لها حرجا دائما فى التعامل مع من يحيطون بها ولكنها الآن تتمتع بجسد رشيق فتان جذب انتباهه رغم ارتدائها لملابس محتشمة فضفاضة لكن الهواء عندما حرك ملابسها لفت انتباهه أن تلك الفتاة لا تمت بأى صلة لطفلة الماضى ونضجها اثر أيضا على ملامحها فأصبحت جميلة الملامح إن لم تكن فاتنة فلم تحتفظ بشئ من ملامحها الا عيناها تلك العيون التى تشبه حبة البندق العائمة فى نهر من اللبن الصافى برموش كجيش من الحرس يصطف على جانبى طريق ممهد
حاتم وهو يحمحم و يجلى صوته ايه الجمال ده انا ماكنتش اعرف انك شاطرة كده اللوحة تجنن ماحدش ابدا يصدق انك رسمتيها فى نص ساعة مش اكتر
نيللى بوجل شكرا
حاتم بجد تحفة اعملى حسابك أن معاد الانترفيو بتاعك أن شاء الله يوم الاربع اللى جاى الساعة عشرة الصبح انا مش هتنازل ابدا عن موهبتك دى
لتنهض نيللى وهى تلملم ادواتها قائلة أن شاء الله
حاتم ايه ده .انتى خلصتى
نيللى حطيت الأساس وبكمل مع نفسى براحتى بعد كده
حاتم ممكن ابقى أشوفها لما تخلصيها
نيللى ليه
حاتم باستغراب حابب أشوفها بس ياريت لو تحطى نفسك وسطينا هتبقى اجمل
لتنظر له نيللى بنظرة احتار فى تفسيرها وقالت قبل أن تتصرف من أمامه عمرى ماكنت وسطكم
وتركته واتجهت إلى الداخل وغابت مايقرب من العشر دقائق وعادت مرة أخرى للجلوس بجوار أمانة فى صمت
لتأتى الخادمة من الداخل لتخبر هدى بأن الطعام جاهز لتدعوهم هدى إلى تناول الغداء بالداخل
وبعد الغداء يتجهوا للجلوس مرة أخرى بالحديقة لتناول المشروبات ليقول أسامة بكرة أن شاء الله معادنا مع الناس الساعة سبعة ونص
عامر أن شاء الله ربنا ييسر لكم الأمور ويتمم بخير
أمانة على فكرة يابابا ..خديجة انسانة محترمة وملتزمة جدا واهلها كمان ناس طيبين جدا
عامر بطيبة يبقى مش محتاج اسال عنهم
نعمة دول جيراننا من زمان بصراحة عمرنا ماشفنا منهم غير كل خير ربنا يتمم بخير أن شاء الله
هدى يبقى تنزل النهاردة بالليل أو بكرة الصبح أن شاء الله تختار هدية حلوة كده لعروستك
سهر بفضول هدية زى ايه يعنى
هدى يعنى اسورة أو خاتم شيك كده
أسامة خلاص بالليل أن شاء الله ابقى اشوف كده
لينهض نوح قائلا الف مبروك يا اسامة ربنا يتمملك بكل خير واحنا هنستاذن بقى
هدى وأمانة فى نفس الوقت لسه بدرى
نعمة كفاية كده انا ماجيبتش العلاج بتاعى معايا ولما باخده بنام وكمان الولاد ماناموش من امبارح
أمانة وهى تحتضن نعمة خدى بالك من نفسك
نعمة ضاحكة وانتى كمان هيوحشنى مناكفتك فيا
نوح متاكده انك مش هتحتاجى العربية
أمانة برضا لا مش هحتاجها واسامة هيجيبنى على خمسة كده عشان الحق اغير هدومى وأجهز
نوح واعملى حسابك انى هاخدك معايا وانا بجيب عربيتى اكيد عارفة معرض كويس
أمانة أن شاء الله مبروك مقدما
وبعد وداعهم يودعهم حاتم هو الآخر وينصرف بعد الاتفاق مع أسامة على اللقاء مرة أخرى مساءا
وتتفاجئ أمانة بأسامة وهو يحملها ويعدو باتجاه الأعلى وسط ضحكات الجميع ولم يتركها الا أمام غرفتها وهو يقول احنا عندنا خدمة التوصيل مجانا
أمانة بمرح كنت فين انت قبل ما اجيب العربية
أسامة كنت شغال على خط تانى
لتأتى هدى من خلفهم وتفتح باب الغرفة وتدعو أمانة للدخول وهى تقول يارب الاوضة تعجبك ياامانة لو حبيتى تغيرى اى حاجة قولى ياحبيبتى على طول
لتجد أمانة الغرفة غاية فى الأناقة والرقى ولها حمام خاص لتقول الاوضة جميلة ياماما انا متشكرة اوى وحاضر لو احتجت اى حاجة هقولك على
متابعة القراءة