قصه رائعه بقلم ميمي عوالي

موقع أيام نيوز


عارفانى مابعرفش اعمل لروحى حتى كوباية شاى
نعمة بلوم تقوم تتجوز من غير ماتقول ولا حتى تدينى خبر
نوح بمداهنة مانا بقوللك اهوه حتى مارضيتش اجيبها معايا لغاية اما اعرفك
نعمة باستنكار لأ فيك الخير يا ابن بطنى
نوح وهو يقبل يدها خلاص بقى ياماما قلبك ابيض
نعمة ومتجوزها من امتى بقى على كده
نوح وهو يحك رقبته من الخلف بحرج من تلات سنين

لتضطرب نعمة على صدرها قائلة بحزن تلات سنين يانوح .تلات سنين وانت مش قايللنا حاجة وسايبنا كده
نوح ببعض الخجل ظروفى جت كده يا ماما
نعمة وهى تنهض غاضبة من مكانها أنهى ظروف دى اللى بتتكلم عنها ده انت بتكلمنى كل اسبوع وكل مرة اقوللك عامل ايه فى الغربة ..تقوللى ماشية ياماما أصحابى مابيسيبونيش
كنت بتكذب عليا طول المدة دى ليه يابنى ماقلتلناش ليه من ساعتها عشان خاطر حتى الغلبا.
لتقطع نعمة حديثها وهى تنظر باتجاه أمانة التى وان كان نقابها يغطى وجهها إلا أن دموعها قد بللته بشدة لينخلع قلب نعمة عندما رأتها على تلك الحالة لتلتفت إلى نوح مرة أخرى لتقول بنوع من الجمود والعتاب خلاص يانوح اللى حصل حصل يابنى
نوح وهو ينهض من مكانه وهو يتحاشى النظر باتجاه أمانة طب انا همشى دلوقتى وهجيلك بكرة أن شاء الله انا وهى عشان نفطر سوا واعرفك عليها
نعمة وهى على جمودها أن شاء الله مع السلامة
وبعد أن أغلق الباب وراءه تتجه نعمة إلى أمانة لتاخذها بين أحضانها وهى تبكى قائلة حقك عليا يابنتى حقك عليا ..انا اللى غلطانة ماكانش لازم ابدا اعشمك بيه من زمان من غير ماهو اللى يقول
أمانة وهى تشهق بخفوت مش انتى بس اللى غلطتى يامراة عمى ...انا كمان غلطتى اكبر بس النصيب الحمدلله انها جت على قد كده
لتتركها أمانة وتذهب إلى غرفتها لتخلع عنها نقابها وتقف أمام المرآة لتنظر الى نفسها لتجد ملامحها الجميلة التى حسدها عليها الكثيرون وهى غارقة فى دموعها لم ولن تصبح من حقه ابدا و عادت بذاكرتها إلى عشر سنوات مضت
فلاش باك
يدخل نوح من باب الشقة وهو ينادى أمه يا ماما يانعمة
لتخرج نعمة من المطبخ وهى تجفف يديها ايه يابنى مالك عامل الهيصة دى كلها ليه
نوح نجحت يا ام نوح وبقيت الباشمهندس نوح على سن ورمح
لتطلق نعمة زغرودة طويلة وهى تحتضن نوح بشدة قائلة اخيرا ...الف مبروك ياحبيبى الف الف مبروك
لتخرج أمانة من حجرتها بلهفة وهى تكاد تفتح عينيها من أثر النوم خير ياجماعة هى نتيجة الثانوية طلعت واللا ايه
نوح باستهزاء ثانوية ايه يافاشلة ...انا اللى نتيجتى طلعت ونجحت اخيرا واخدت البكالوريوس
أمانة بسعادة الف مبروك يانوح عقبال الشغل أن شاء الله
نوح بعلياء الف شركة تتمنانى ده انا طالع التانى على الدفعة
أمانة بتمنى عقبالى يارب
نوح باستهزاء انتى هتقارنى نفسك بيا واللا ايه
نعمة بطل تكسير فى مجاديفها كل شوية ..اهى هى كمان نتيجتها يا النهاردة يا بكرة بالكتير وهتجيب مجموع يدخلها الكلية اللى هى عاوزاها
نوح اما نشوف يمكن تكون السماء هتمطرلنا شهادات
لتدمع عينا أمانة فدائما ماكان يتعامل معها بجفاء ولكنها لا تستطيع الشكوى ولمن تشكوه فقد وعت على الدنيا بأحضان عمها وزوجته فلم تعرف أباها أو امها وكل ماعلمته أن أباها قد طلق امها وهى لم تكمل بعد عامها الثانى واخذها وذهب بها إلى منزل أخاه ووضعها بحجر نعمة لترعاها أثناء غيابه فقد
كان مهندسا للبترول بنويبع وبعد سفره وأثناء عمله سقط فوقه انبوب ضخم تسبب بۏفاته فورا لتدفع الشركة تعويضا كبيرا لأخيه وابنته ومعاشا ليس بالضئيل لابنته ليقوم عمها بوضع كل ماتقاضوه بحساب شخصى باسم أمانة تحت وصايته وتكفل هو بكل احتياجاتها مع انقطاع اى خبر قد يكون خيرا او شړا عن أمها
لينمو شعور بالغيرة من نوح تجاه ابنة عمه التى استحوذت على اهتمام والديه لصغر سنها ويتمها ولكنه لم يستوعب سوى أنها قد أخذت جزء من نصيبه فيهما
حتى ماټ عمها هو الآخر وهى ما زالت فى أول عام بالثانوية العامة ولكن نعمة لم تجعلها تشعر باليتم للمرة الثانية فاحتوتها وجعلت من كل منهما سندا للاخرى
وعند ظهور نتيجة أمانة يتفاجئ الجميع بحصولها على ترتيب من العشر الاوائل لتكرمها الوزارة والإعلام أيضا عندما استضافتها إحدى البرامج بالتلفاز لتفاجئ الجميع بارتدائها النقاب والذى كانت تعارضه نعمة فى البداية لصغر سنها ولكنها بعد ذلك وافقتها عندما كانت تخاف عليها وقتما كانت ترى نظرات الإعجاب من الشباب والرجال 
ورغم تهكم نوح الدائم عليها إلا أنها كانت تقابل تهكمه بابتسامة من تحت نقابها عندما تتذكر قول زوجة عمها بأنها لن تكون إلا زوجه لنوح
واستطاعت أمانة الدخول الى كلية الهندسة مثلما نوح الذى كان دائما ما ينظر إليها بتجاهل
ثم حدث أن جاء يوم وهى بالعام الثانى بالجامعة ليدخل نوح وهو يصيح كعادته على امه ويقول انتى فين يانعمة
نعمة من غرفتها انا فى اوضتى يا نوح تعالى
ليدخل نوح مسرعا إليها وهو يقول بسعادة انا مسافر
لتزوى نعمة مابين حاجبيها باستغراب قائلة وعلى فين العزم أن شاء الله
نوح بسعادة دبى يا ام نوح ...دبى الشركة رشحتنى انى اتنقل هناك
نعمة ببهوت تتنقل يعنى هتفضل هناك على طول يابنى
نوح دى فرصة ماتتعوضش يا ماما خبرة وفلوس ومستقبل وكل حاجة وبعدين كلها كام سنة وارجع تانى
نعمة وهتقدر على الغربة يابنى وانت لوحدك ياريتك يا أمانة كنتى مخلصة يابنتى كونتوا اتجوزتوا واخدتها معاك
ليتهكم وجه نوح قائلا أمانة مين دى اللى اتجوزها
نعمة پغضب وانت تطول جمال وأدب واخلاق ودين هتعوز ايه اكتر من كده
نوح يتهكم جمال فين ده
نعمة بذهول فين ده لاهو انت نسيت شكلها فى السنتين دول واللا دلوقتى اللى ماشاء الله كل مابتكبر كل مابتحلو زيادة
نوح بجمود بقولك ايه ياماما شيلى الموضوع ده من دماغك خالص لو سمحتى انا يوم ما اتجوز مش هتجوز غير عن حب واكيد مش هتبقى أمانة
كانت أمانة فى تلك اللحظة بخارج الغرفة تستمع إلى كل كلمة لتنهال دموعها فى صمت وتتجه إلى غرفتها لتختبئ بداخلها
ويسافر نوح ويتركها مع أمه على مدار ثمان سنوات انتهت فيهم أمانة من دراستها بتفوق لتلتحق بشركة مقاولات عملاقة يمتلكها والد إحدى زميلاتها لتثبت كفائتها فى وقت قصير
عودة
أمانة وهى لازالت تنظر بصورتها بالمرآة من زمان وانتى عارفة أنه مابيحبكيش ويمكن يكون كارهك كمان زعلانة ليه بقى .انسيه وشيليه من قلبك وبصى لحياتك بقى ..كفاية كده
.
باليوم التالى قبل اذان المغرب بساعة واحدة كانت أمانة ترتدى نقابها وتقوم بتحضير بعض العصائر فى حين كانت نعمة تعد الطعام وهى متجهمة لا تتحدث الا اللمم حتى قالت لها أمانة انا غالية عندك 
نعمة باستغراب شديد انتى جاية تسألينى السؤال ده النهاردة يا أمانة
أمانة أنامش بسألك أنا بس بفكرك
نعمة بتفكرينى بإية يابنتى
أمانة انى غالية يا مراة عمى وعشان خاطرى ..بلاش ترخصينى
نعمة وقد فهمت مقصدها عمرى ما اقدر يابنتى ماعشت ولا كنت
أمانة بصدق الف بعد الشړ عنك افرحى بجواز ابنك وباركيله وشيلى اى حاجة تانية من دماغك وماتفكريش غير فى سعادته وبس
 

تم نسخ الرابط