امراءه العقاپ ندي محمود
تشبه السابقة لكنها ساخرة
وبعدين في الليلة الطين دي بقى إنت مش رسام وفنان بتعمل إيه هنا !! ولا استني متقولش أنا هرد عليك بطريقتك مهرة اقعدي وكفاية كلام لو سمحتي
قالت جملتها الأخيرة وهي تقلده تماما في طريقة التحدث مما جعله يضحك بتلقائية ويهتف من بين ضحكته
لحقتي تعرفي تقلديني كمان طيب يلا اعملي زي ما قولتي بما إنك عرفتي
أنا هرد عليكي بإيه
تنهدت بعدم حيلة وهي تبتسم ثم سارت باتجاه المقعد المقابل لمكتبه وجلست عليه فتسمعه يتمتم بجدية
ده مكتب المدير التنفيذي
عدنان الشافعي اللي هو اخويا في العادة أنا مش بدخل هنا إلا لما يكون مش موجود ويكون في حاجة ضرورية وحظك النهارده إنه مش موجود ولقتيني أنا بس خلينا في المهم دلوقتي لو على حسب CV بتاعك اللي موجود قدامي ده فكل اللي موجود فيه جميل أوي ومؤهلاتك وخبراتك السابقة في مجال العمل ده رائعة إنتي كنتي شغالة في شركة قبل كدا !
جميل
انحنت للأمام على سطح المكتب تستند بكفيها عليه وتقول بحماس
إيه هو أنا كدا اتقبلت خلاص !
أعتقد إنك جاية عشان الإنترفيو مش تعرضي CV بتاعك بس وخلاص
ضحكت بلطافة وهي تقول تجيب عليه بعفوية
يعني أصل أنا قولت بما إننا نعرف بعض فممكن تعدي موضوع الإنترفيو ده واتقبل في الشغل وسايط وكدا يعني ههه
بدأت تثير غيظه حيث رد عليها بحدة بسيطة
مهرة كلمة تاني وهقولك إنتي و بتاعك برا
كتمت على فمها وهي تهتف باعتذار حقيقي وخوف من أن يطردها حقا
مسح على وجهه متنهدا الصعداء في عدم حيلة ثم بدأ مقابلة العمل معها وهو يسألها عدة أسئلة وكانت تجيب عليه برسمية تامة وجدية بعد أن تخلت تماما عن مزاحها وأسلوبها الطبيعي
كان جالسا على مقعد عريض ووثير بالصالون وبيده فنجان القهوة يرتشف منه ببطء وهي تجلس على الأريكة المقابلة له تمسك بأحد الكتب وتقرأ فيه بتركيز فقد وصلت المعلمة منذ قليل وتعطي الدرس الآن لصغيرتهم في غرفة الضيوف
كانت عيناه ثابتة عليها يتأملها في سكون ويفكر أنه كل اهتمامه وحبه كان منصب لتلك الخائڼة ولم يمنح لزهرته إي اهتمام وفي حين أنه أهدر الوقت عبثا في تجاهلها من أجل فريدة ا مهما حاول أن يشرح لها بالكلام مدى شعوره بالندم الآن لن يجدي بنفع لقد فات الآوان على الكلمات
لو لسا حابة تخرجي ممكن لما تخلص هنا الدرس اخدك واوديكي
هزت رأسها بالرفض تجيب دون أن تنظر له
لا شكرا مش عايزة خلاص
وضع فنجان القهوة بجواره على المنضدة الصغيرة وانحنى بجزعة للأمام يغمغم بترقب لردها
مش عايزة تعرفي عملت إيه مع فريدة !
جذب سؤاله انتباهها فتركت الكتاب من يدها وردت بجفاء
تؤتؤ عشان مش مهتمة اعرف أساسا
قصيرة خرجت وهي تجفف وجهها بمنشفة بيضاء صغيرة تجاهلت وجوده وأكملت طريقها باتجاه الفراش لكنه قبض على رسغها ليوقفها متمتما
بتتجاهليني ليه !!
لم يعجبها ضعفها أمامه بالأمس عندما اعتذر منها هي لا تعترف بذلك الاعتذار ولم تصدقه ولن تدعه الآن يضعفها مجددا تمتمت ببرود
أنا مش بتجاهلك إنت اللي عايز تشوفني بتجاهلك
استقام واقفا وتقدم منها مغمغما
قولتلك قبل كدا إنك فاشلة أوي في الكذب وخصوصا عليا
ابتسمت بمرارة وهدرت وهي تسحب يدها من قبضتها
يارتني كنت بعرف أكدب فعلا
استدارت وهمت بالابتعاد لكنه أمسك بكف يدها في لطف هذه المرة أثرت بها لمسته واستاءت من هذا فوجدت نفسها تلتفت له من جديد وتصرخ به بعصبية وهي تسحب كفها پعنف
قولتلك مليون مرة متلمسنيش بكره لمستك ياعدنان فاهم ولا لا بكرهها وبكرهك
نهاية الفصل
الفصل السادس والعشرون
تراخت قبضته على كفها وتدريجيا سحب يده ببطء متطلعا لها بعينان يائسة لطالما أبدت له عن الكره الذي تكنه له في ثنايا
صدرها واعتاد أن يسمع منها ذلك الكلام لم يكن يبالي وربما لم يشعر بأنها تنبع حقا من قلبها معتقدا أنها فقط نابعة من ڠضبها منه وهذا ما يدفعها لتلك الكلمة باستمرار لكن اليوم شعر بصدق الكلمة غصبها وانفعالها من مجرد لمسة
والذي تبعه اعترافها بنفورها من لمسته وكرهها لا يعرف لما أحسها حقيقية !
قرأت هي معالم الحيرة الممزوجة ببعض الضيق على وجهه فاخفضت نظرها لأسفل تجده يسحب
يده ببطء تاركا يدها عادت ورفعت نظرها له تتطلع إليه بصمت للحظات عابرة تتلاقي فيها أعينهم معا هو يبحث عن أشارة تأكد له تكذيب الكلمة وهي تدقق النظر في عيناه بتعجب من نظرة الخيبة الظاهرة بهم كطفل كان يصدق حقيقة ويأمل في تحقيقها وحين لم تسير السفن كما تهوى نفسه خاب أمله !
شدت على محابس دموعها التي تجمعت بعيناها وردت عليه بجفاء امتزج بثباتها المزيف
متقربش مني تاني لأن اعتقد مفيش حد فينا حابب يجرح التاني ندمك مش هيغير الحقيقة ياعدنان حتى لو أنا مقدرة ده ندمك اللي متأخر مش هيغير حقيقة تهميشك ليا ولا حقيقة إنك إنت وبابا اعتبرتوني صفقة هو باع وإنت اشتريت وكمان مش هيغير أهم حقيقة وهي إنك مبتحبنيش
أبدا لم ينظر لها على أنها صفقة قد يكون اشترك حقا في تلك المؤامرة القڈرة ضدها لكنها دوما كانت زوجته قبل أن تكون أم ابنته ظهرت ابتسامة مريرة على شفتيه متمتما بنظرة تلمع بوميض مختلف
بس غيرني أنا وده كافي إنه ممكن يغير كل اللي قولتيه دلوقتي
بادلته الابتسامة بأخرى مستنكرة ونبرة بائسة
معتقدش
ثم استدارت وسارت لخارج الغرفة وتركته يمسح على وجهه وشعره متأففا بخنق وعدم حيلة !
كانت تمسك بيدها كوب اللبن الصباحي الخاص بها وتجلس بحديقة المنزل تنقل نظرها بحركة تلقائية في كل جهة لكن عقلها شارد بمكان آخر جذبها من شرودها صوت باب المنزل وهو ينفتح فحركت رأسها باتجاهه لترى حاتم يخرج منه ويتجه نحوها بخطواته الثابتة اشاحت بنظرها عنه وتصنعت عدم ملاحظتها له ادرك هو تجاهلها له عمدا فتنهد بخنق واستمر في الاقتراب منها حتى جلس على المقعد المجاور لها هامسا
صباح الخير
رفعت كوب اللبن لفمها ترتشف منه ثم تنزله وتجيب بمضض دون أن تنظر له
صباح النور
شرد للحظة بها عندما رآها ترتشف من كوب اللبن برقة وشعرها البني يغطي نصف وجهها ونصفه الآخر منسدل على ظهرها بانسيابية وتتطاير منه خصلات قصيرة بفعل نسمات الهواء الناعمة هز رأسه بحركة نافرة حتى يستيقظ من تأثره اللإرادي بها وغمغم يعتذر للمرة الثانية
نادين إنتي لسا زعلانة مني ! والله مقصدش أنا آسف فكيها بقى وابتسمي في وشي
نادين باقتضاب دون أن تنظر له
ماني زعلانة
حاتم رافعا حاجبه مستنكرا ردها
طيب بصي في وشي الأول حتى وقولي إنك مش زعلانة عشان اصدق
التفتت برأسها تجاهه وغمغمت بابتسامة صفراء
مش زعلانة ياحاتم موضوع وانتهى خلص ما بعتقد أنه يستحق اننا نزعل من بعضنا مشانه
رد بضيق ملحوظ على معالم وجهه
حقك عليا أنا آساسا بني آدم سخيف والله وعد من هنا ورايح هخلي بالي في كلامي عشان اللي حصل ده ميتكررش تاني
علقت بتعجب وبعض الحدة
شو هاد ليش إنت ناوي تكرره مرة تاني مثلا !
حاتم موضحا لها قصده ببساطة وهو يهز رأسه بالنفي مسرعا
لا قصدي متزعليش مني تاني يعني
لانت نظراتها الحادة والتفتت بوجهها للجهة الأخرى تخفي ابتسامتها الخجلة وهي تجيب بخفوت
أي خلاص حصل خير ماني زعلانة عن جد
ابتسم باتساع وفجأة وثب من مقعده للأريكة يجلس شبه ملتصقا بها ويتمتم بغمزة مشاكسة
عن جد عن جد يعني ولا نص نص
انتفضت بفزع بسيط وحدقته مدهوشة لثواني قبل أن ترتفع قسمات الحزم لوجهها وهي تهتف
حاتم شو عم تساوي بعد هيك عني وارجع لكرسيك
لم يزيده ڠضبها إلا اتساعا في ابتسامته وهو يوميء بإيجاب مغمغما
تمام أنا كدا اتأكدت أنه عن جد فعلا
حدقته شزرا بغيظ وهبت واقفة تسير باتجاه باب المنزل مسرعة لكنها هدأت من سرعة خطواتها حين سمعته يهتف بخبث
جهزي نفسك عشان في خطوبة واحد صاحبي بكرا وعازمني ومش حلوة اروح
وحدي
استشاطت غيظا منه هو حتى لا يسألها عن رأيها بل يتحدث بلهجة آمرة وبكل ثقة التفتت برأسها له تهدر بعناد وغيظ تتحدث اللهجة المصرية
مش هروح
ثم التفتت مرة أخرى وأكملت خطواتها بينما هو فغمغم مغازلا إياها بعد أن انتبه لثوبها الأصفر
هتروح ياجميل يا أصفر إنت
كاد أن يصيبه الحجر لولا
أنه تداركه على آخر لحظة وتفاده برأسه الذي ماله بها
للجانب فمر الحجر من جانب رأسه تماما كانت تراه يضحك باستمتاع وبرود استفزها لكنها قررت عدم الدخول معه في شجار الآن وتجاهلته ثم استدارت مرة أخرى وسارت للداخل
وتركته
في مساء ذلك اليوم
سارت باتجاه جدتها التي تجلس أمام التلفاز تشاهد مسلسلا مصريا كلاسيكيا البخيل وأنا جلست بجوارها على الأريكة وهي تحمل بين يديها صحن كبير ممتليء بالفشار مدت فوزية يدها داخل الصحن دون أن تحيد بنظرها عن التلفاز والتقطت ثلاث حبات من الفشار بين اصابعها ورفعتهم بفمها تتناول كل واحدة على حد بينما مهرة فالتقطت حبة والقت بها داخل فمها مردفة وهي تشير بنظرها على التلفاز في ملل
يازوزا حرام عليكي بقى كفاية المسلسل ده أنا حفظته من كتر ما بتخليني اسمعه معاكي ڠصب كل ما يكون شغال
روحت فوزية يديها لها بعدم اكتراث مغمغمة بسخرية
بس اسكتي إنتي ولا عارفة حاجة اتفرجي وشوفي بس
مهرة بإصرار
والله عارفة حتى الراجل البخيل اسمه عوض اللي هو فريد شوقي يعني و بيفضل يحوش في فلوسه وميديش لولاده حاجة ومطفحهم المر وفي الآخر لما ېموت ولاده هيكتشفوا أنه عنده ثروة و يووووه أنا كل شوية بحكي في الموال ده بصي معايا كدا طيب عايزة اقولك حاجة مهمة
فوزية بعينان ثابتة على شاشة التلفاز دون أن تنظر لها
قولي
أخذت نفسا عميقا واخرجته زفيرا متهملا قبل أن تهتف في نفس واحد
أنا سبت الشغل
توقفت فوزية عن التحديق في التلفاز والتفتت برأسها تدريجيا تجاه حفيدتها تتطلعها بدهشة امتزجت ببعض الڠضب فقالت مسرعة تتفادى ڠضب جدتها
يازوزا مش مرتاحة مع
عم سمير والشغل مرهق أوي الصراحة وأنا بتعب
فوزية باستياء بسيط
وماله عمك سمير ما الراجل ربنا يباركله ليكي سنين بتشتغلي معاه