روايه كامله 24 فصل
المحتويات
جلسوا جميعهم مجددا على المقاعد وبدأت هدى الحديث وهي تنظر لملاذ هاتفة بعذوبة
_ عاملة إيه ياملاذ آخر مرة شوفتك فيها كنت في الثانوية والله
اجابت ملاذ وهي تبادلها الابتسامة
_ السنين بتعدى بسرعة ياطنط رفيف عاملة إيه
_ الحمدلله كويسة لسا مخلصتش كليتها فاضلها سنة
اماءت لها بهدوء ثم نكزت ابنها خلسة في قدمه حتى يقول شيء وينظر للفتاة لا يبقى كالمجبور على الزواج فباغت هو أمه بنظرة حادة ثم استغفر ربه ورفع راسه وتحدث إليها ونظراته زائغة ليست ثابتة عليها بادئا بتعريف نفسه
كانت تنظر له باستغراب وهي يتحاشى النظر إليها ويبدو عليه الخنق فشكت ولم تعجبه ولكن قطع تفكيرها تحدث أمها بدلا عنها معرفة ابنتها
_ ملاذ 25 سنة وخريجة كلية تجارة برضوا
صمت لبرهة ثم هتف بخشونة ونبرة شبه خافضة
_ كنتي مرتبطة قبل كدا .. اقصد خطوبة يعني !
_ أيوة وفسخنا من حوالي شهر والسبب إننا مكناش متفاهمين مع بعض
أماء بتفهم ثم عاد ليشيح بوجهه مجددا عنها ثم انتقل الحديث طبيعيا عن أمور الحياة بين السيدتان وكانت تشاركهم هي وأحيانا هو وانتقل أيضا إلي اسئلة طبيعية بين العروسين من آن إلى آن واستمرت الجلسة لعشر دقائق تقريبا حتى أشارت ملاذ لأمها بعيناها أن ينهضوا وانتهت
_ إيه رأيك البنت قمر وأدب واحترام صح
هتف بخنق مستنكرا
_ أهاا فعلا أنا لو كنت أعرف كدا مكنتش وافقت إني آجي أشوفها أصلا
فهمت مقصده جيدا فقهقت بقوة وهتفت ضاحكة
_ ربنا يقدم اللي فيه الخير يابني صلي استخارة وخد قرارك النهائي وهنستني ردها هي كمان
على الجانب الآخر كان سيف يجلس مع كرم داخل مكتبه في الشركة ويتحدثون بطبيعية وحديثهم لا يخلوا من المرح والمزاح ووسط المزاح قال كرم باستغراب
صمت لثوان وهو يتنهد بعمق ووجه مرير ويبدو عليه القلق مما جعل ابتسامة كرم تختفي فورا ويحل محلها القلق المماثل له وازداد الأمر سوءا عند قوله
_ أصل أنا طالع مأمورية بليل فقولت آجي اسلم عليك
قطب حاجبيه بتعجب وهتف بعدم فهم
_ طاب وإيه الجديد يعني ما أنت علطول بتطلع مأموريات !
_ المأمورية دي خطېرة ياكرم وأنا مش ضامن ممكن ارجع منها ولا لا .. عشان كدا جيتلك لو حصلي حاجة وأكيد أنا مش محتاج أوصيك على أمي وأختي هما ملهمش غيري وأنا معنديش حد أثق فيه ولا اسلمهم ليه وأنا مغمض غيرك
أثارت كلماته في نفسه وهيجت مشاعر الخۏف أيضا بداخله من أن يخسر صديق عمره ودربه ولكنه لم يعيره اهتمام وهتف مشاكسا
_ توصيني إيه !! إنت عبيط ياد من امتى وإنت بتروح مأمورية وشايل كفنك على إيدك ده هما بيختارولك المأموريات دي مخصوص عشان عارفين كفاءتك بطل هبل بقى
غمغم بيأس ونظرة منطفئة
_ المرة دي أنا حاسس إنها غير ياصاحبي ! .. وأنا لو مكنتش بعتبرك اخويا عمري ما كنت هقولك خلي بالك من أمي وأختي لو حصلي حاجة
أطال النظر في عيناه فتمكن منه شعور الړعب والقلق ولكنه للمرة الثانية لم يدعه يسيطر على مظهره الخارجي حيث رفع سماعة الهاتف وتحدث للسكريترة طالبا منها قهوة لكيلهما ثم هتف محدثا إياه بضيق واضح
_ إنت عيل نكدي أصلا تشرب قهوتك ويإما تتكلم في موضوع عدل ياتتكل على الله
ضحك بقوة عندما فهم السبب وراء ضيقه هذا ففضل أن لا يزعجه أكثر فربما تكون هذه مقابلتهم الأخيرة حقا ! .
في مساء اليوم ......
بعد رحيل سيف ووداع شديد من أخته وأمه ممتزج بدموع الخۏف والقلق كانت تجلس شفق في غرفتها مع صديقتها التي أتت لها بعد رحيل أخيها بنصف ساعة .
هتفت مروة بحماسة تضمر خلفها المكائد واللؤم
_ خلاص بقى ياشفق إن شاء الله هيرجعلكم سالم وبخير
_ أمييين
_ أنا النهردا اشتريت هدوم بيتي فظيعة وحابة اخليكي تجربيها قبلي وأشوفها عليكي
_أجرب إيه بس يامروة أنا مليش مزاج للكلام ده !
قالتها بفتور حقيقي وخنق فتكمل صديقتها برجاء
_ عشان خاطري ياشفق والله هيبقوا فظاع عليكي
استسلمت لأمرها وأخرجت الملابس من الاكياس فدهشت بها حيث كانت بالنسبة لفتاة تعيش مع أشقائها وأبيها فصاحت به پغضب
_ نهارك اسود إنتي بتلبسي كدا قدام أخواتك وأبوكي !
_ أكيد لا طبعا بعدين إنتي ناسية إن اخواتي متجوزين وبابا مسافر في السعودية يعني مفيش غيري أنا وماما في البيت فبلبس براحتي.. يلا بقى ياشفق البسيهم
تنهدت بنفاذ صبر ثم طلبت منها ان توليها رفعت هاتفها وهي تقول مبتسمة
_ إيه يابت الحلاوة دي لا أنا لازم اخدلك صورة
جذبت الهاتف من يدها پعنف وهتفت بصرامة
_ يابنتي هوريها لماما هي ماما غريبة عنك ياشفق هعمل بيها ايه الصور يعني بطلي هبل .. هوريهم لماما أول ما أروح وهمسحهم علطول أكيد
رفعت أصبعها السبابة في وجهها وهي تقول محذرة إياها بحدة بعد ان استطاعت أن ټخدعها بسهولة بكذبتها
_ تمسحيهم علطول يامروة وإلا والله هزعل منك بجد
وبعد انتهائهم ذهبت شفق لتجلب لها
الماء كما طلبت فاسرعت
_ الفصل الثالث _
داخل أحد النوادي التي تجمع بين الطبقة المتوسطة والغنية . كانت الأضواء مزعجة بعض الشيء وعلى كل طاولة مجموعة أصدقاء أو عائلة جاءوا لقضاء وقت جماعي وممتع باستثناء طاولة ! .
حيث تجلس فتاة عليها وتقوم بمذاكرة أحد دروسها الجامعية استعدادا لامتحان غدا غير مكترثة لأصوات الثرثرة والأزعاج من حولها وعندما شعرت بالصداع يتمكن منها فقررت أن تنهض وتطلب كوب قهوة لها حتى تكمل آخر درس وترحل قبل تأخر الوقت وبينما هي في طريق عودتها لطاولتها وهي بيدها كوب القهوة وباليد الأخرى هاتفها تتفحصه بتركيز شديد اصطدمت بأحدهم وشهقت بفزع عندما وجدت جزء من القهوة سكب على قميصه الأبيض رفعت نظرها له وقالت باعتذار ونظرة قلقة ومرتبكة من ردة فعله التي ربما تحتمل الڠضب
_ أنا آسفة أوي أوي
نظر هو لقميصه الأبيض الذي تلطخ جزء منه بالقهوة وكتم غيظه ثم عاد ينظر لها وقال بنبرة محترمة وبابتسامة راقية
_ ولا يهمك يا آنسة حصل خير
دققت رفيف النظر به جيدا ثم هتفت فورا بعفوية
_ إنت إسلام ابن طنط منى واخو ملاذ
قطب حاجبيه باستغراب لمعرفتها اسمه وعائلته الصغيرة وخرج صوته مستفهما
_ أيوة أنا ! .. إنتي تعرفيني من فين
_ أنا أخت زين .. رفيف
بدا طبيعيا جدا ولم يبدى أي اندهاش فقط مد يده ليصافحها هاتفا بابتسامة عذبة
_ آهااا أهلا وسهلا تشرفت بمعرفتك .. اعذريني لو مش فاكرك
بادلته الابتسامة ولكنها كانت ابتسامة رقيقة وقالت باعتذار جديد
_ لا عادي .. آسفة مرة تاني مخدتش
متابعة القراءة