روايه جميله
المحتويات
الأكبر ضمته حينها إلى صدرها بحنان واستنشقت رائحته الطفولية ومسحت بيدها على ظهره تشدد من ضمھ وكأنها تطفيء به لهيب قلبها المشتعل منذ أن علمت بأنها لن تكون أم إلى الأبد عندما راودتها تلك الذكرى الآن رفعت يد يزن إلى فمها تقبله بحنان وتمسح على خده وكأنها تسترق تلك اللحظات التي يتواجد هو وأخيه في المنزل كي تعوض فيهم تلك الغريزة التي حرمت منها.
ابتسمت تلقائيا على ضحكات الصغير فاقترب منها آسر ممازحا أيوة كده ياقمر انت ياأبو ضحكة جنان
شعرت بالخجل ونظرت أرضا وعلي الرغم من أنها ليست أول مرة يمازحها بهذه الطريقة وأوضحت لها ياسمين أنها طريقته المعتادة مع الجميع ولم يقصد منها خدش حيائها ولكنها لم تتقبل منه ذلك حتى الآن.
شعرت غصون بالحرج من اعتذاره فقالت لا أبدا مفيش حاجة مستاهلة أسف ياأستاذ آسر أنا بس
قاطعها قائلا قولت يا غصون أنا مش أستاذ وبتضايق اما بتقوليها اسمي آسر بس وأنتي أختي زي ياسمين ويمني
ردت بإمتنان الحمد لله بقى تمام والله والبركة في علاج الدكتور ياسر ومدام ياسمين ربنا يبارك لهم.. بصراحة انا لو فضلت ارد في جمايلكم العمر كله مش هوفيكم دا كفاية وقفتكم معايا يوم ماسعد كان عايز ياخدني ومسبتهوش غير لما طلقني
تيجي عشان عايزها في موضوع اما نشوف اتأخرت ليه
الفصل_الحادي_عشر
تجلس أمامه على المائدة الصغيرة يتناولان الطعام الذي اتصل مراد على أحد المطاعم وأرسله لهم يتأملها ويسمعها بسعادة واهتمام رغم حزنه على ماتعانيه من هموم وأحمال تثقل ظهرها ولكنه سعيدا أنها أخيرا شاركته همومها ومشاكلها بعدما كانت تكابر بفعل ذلك سعيدا بوجودها معه طيفها المحيط به ابتسامتها بين الحين والآخر تنهيداتها المتكررة وعبوسها أيضا اشتاق إليه عندما تتذمر من شىء او تغضب كان من الصعب أن كل هذا العشق الذي يحمله لها والذي تغرقه به اليوم ونظرات الاشتياق الذي أرسلتها له اليوم وكلمات الحنين التي لم تكف عن مبادلتها له أن ينتهي كل هذا في لحظة ڠضب أو أنانية من إحداهما بعد هذه الفترة التي ابتعد كل منهما عن الآخر اقتنعا تماما ان لا سعادة لأحد منهما دون الآخر.
ابتسم وقال لها بعشق أنا اكتشفت إن أنا منفعش غير إني أكون معاكي
ابتسمت بخجل وردت بحب وأنا كنت ضايعة من غيرك... ثم أكملت بس مجاوبتنيش الحل إيه
التقط بعض الطعام بالملعقة وتناوله ومضغه قليلا ثم أجابها اللي فهمته منك إن غصون دي مأساة كبيرة بس وجودها الدائم معاكي في البيت مش حل
غمز لها وهو يبتسم وسألها غيرانة عليا
ابتسمت ثم نفت قائلة من غصون لاء بس في نفس الوقت مش هكون مرتاحة
فكر قليلا وقال طب مافيه حل مناسب تبقى قريبة منك ومستقلة عنك في سكن خاص
تحمست قائلة طب الحقني بيه
رد بتفكر الأوضتين اللي ف الجنينة اللي صالح كان عايش فيهم بأولاده قبل مايمشي
أجابته بذهول عم صالح البواب.. مش معقول يامراد
رد عليها بتفهم مش معقول ليه ياحياتي نجيب حد يروقهم كده ونشوف محتاجة إيه فيهم وتقعد فيهم ولو حبت تشتغل زي مابتقولي تنزل معاكي الشغل وترجع معاكي .
ردت ببعض الإقتناع ماشي خلصت من مشكلة غصون.. طب والباقي
سألها مين الباقي
ردت بتنهيدة وحزن الباقي كتير.. زي بنتك مثلا.. اللي بقيت حاسة اني فقدت احترامي وهيبتي عندها وده صغرني في نظر نفسي .. حتى رجوعك حاسة انه مش هيرجع الحلقة اللي انفقدت بينا.. ولا فادي اللي بيديني بنظراته وانعزاله وانطوائيته اللي بقوا ھيقتلوني ومش عارفة أخرجه منهم أنا حاسة إني عاجزة
مد يده ليتقط كفيها بحنان وقالاطمني.. الأمور أبسط من كده يا ياسمين ومفيش عجز وأنا جمبك مشاكل الأولاد بسيطة.. إنتي عارفة جني وشخصيتها وبمجرد رجوعنا سوي كل حاجة هتتحل انا كمان مسئول
متابعة القراءة