الجزء الثالث والاخير لسوما العربي
المحتويات
اصبح فوق طاقتها حقا.. نظرت له بصمت ولم تجيب. الجميع يأتى إليها يضع حزنه وياخذ طاقه ومرح...وهى لاشئ لديها اليوم لتعطيه لاحد.. هى كتلة كبيره من الشحنات السلبيه.
استغرب كثيرا رد فعلها الصامت هذا.. أين توتا بروحها المرحة ولسانها السليط.
محمد _ايه ده.. تتحسدى.. مش هتطولى لسانك عليا وتردى الكلمه بعشره
توتا_لا لاسمح الله...وهى العين تعلى عن الحاجب بردوا يامحمد بيه.
نظرت امامها تعاود جلى الأوانى _من دلوقتي... كنت جاى عايز حاجة.
محمد بتعثر_ااا.. للا. ااه.. ااا.. عايز ساندويتش.
ألقت مابيدها پعنف وقالت_العيش قدامك اهو.. طلع واعمل... انا رايحه انام.. واه.. اعمل حسابك انى أخرى معاكوا الاسبوع ده وهمشى من هنا... انا مش خدامه لا انا ولا اختى.
توتا_هو ايه اللي ازاى ياخويا.. همشى.. يعنى اذهب.. ماخدتوهاش فى المدرسة
محمد _وتمشى ليه اصلا.
توتا _احنا اه ڼصابين بس مش خدامين.
محمد بسخرية _لا انعم وأكرم... تصدقى طلع الڼصب أشرف من الشغل.
توتا _بقولك ايه مش ناقصه... انت ماعيشتش ظروفنا عشان تحكم علينا ولا انا جايه اعيطلك واحكيكلك مأساتى انا واختى اول حاجة عشان انا ماليش في جو الصعبانيات ده والحاجة الأهم انك مش بتحس عشان تفهمه... واوعى بقا من خلقتى على المسا.
نظرت له باستفزاز_طظظظظ... اعمل الى تعمله.
تركته مزهول وغادرت.. الى هنا ويكفى.. نفذت كل طاقتها.
جلست كارما فى غرفتها... تتذكر مافعلته هى ومليكه بنادر كى تثير غيرته.. كرد منها على تلك الرسالة التى جاءت إليه على هاتفه وقرأتها بالصدفه.
ارادت رد الضړبة له وخطتت مع مليكه بأن تستعين بمازن المسكين لإثارة غيرته وقد فعلها مازن بجداره واستحقاق.
وها هى الان تفكر كيف تقم بمصالحته.
انتفضت پخوف وهى تشعر باهتزاز هاتفها.
رفعت الهاتف على اذنها وكان الحديث جمله واحدة غاضبة مختصره _انا جاى انا وامى وابويا وهديل بكره عشان اخطبك ويبقى ليا عين ألمك يامتربيه.
___________________________
مرت ايام على الجميع
تمت فيها خطبت كارما على نادر بترحيب كبير من كلا العائلتين... أيضا بقى ايام على زفاف كارم ونهى.
محمد يحاول التمهيد لعدى بشأن مليكه.
وعامر فى اقصى درجات العڈاب والغيرة وهو يراها يوميا مع شخص آخر...كان يعلم بأنها تتعذب وهو خاطب لهديل... لكن العلم وحده ليس بكافى... تجربة الشعور مؤلمة كثيرا... وهو الآن ېحترق.
عند قاسم مهران
جلس امام صديقه يقول _مش هتقولى مالك بقا.
عادل_حبييييت.
قاسم _انت... ماصدقش.
عادل_ليه يعنى مش بنى ادم.
قاسم _لا ياسيدي بنى آدم...بس قولى هى مين
حمحم عادل قليلا وتحدث بتلعثم_هديل... بنت خالة عامر الخطيب
صدم قاسم قائلا _لأ وانت الصادق قصدك خطيبته.
عادل_ايوه بس هى مش بتحبه.
قاسم _وانت عرفت منين. مش يمكن بيحبها.. هو فى حد دلوقتي بيخطب ڠصب عنه.
عادل _مش ڠصب.. بس هو شايفها مناسبه مش اكتر.. هى عارفة كده.. ومش بتحبه.. انا حاسس انها بتحبنى بردو بس مستنيه منى انا خطوه جريئه.
قاسم _عادل.. انت اټجننت.. انا مش عايز مشاكل مع عامر الخطيب.. وبعدين البنت دى أكبر منك بكتير.
عادل _وايه المشكلة مانت أكبر من جودى بكتير.
قاسم _ايوه بس انا الراجل وطبيعى وعادى وبتحصل.. لكن ان الست تبقى أكبر من الراجل لأ.
عادل_لأ فى... والمهم انى ابقى انا الى مسيطر على العلاقه.
نظر له قاسم بيأس وصمت... لا يدرى ماذا يقول امام إصرار صديقه
___________________________
فى مكان آخر
بتلك الحاره الشعبية وعقب صلاه العصر
جلس الجميع بحضرة رجب.... سيد... خالد.... شكرى.. توفيق. الشيخ منتصر. بعض رجال المنطقه.
بما يعرف بمجلس رجال... أصوات عاليه متداخلة.. اټهامات بالتحايل.. وان رجب خدع الجميع.
الكل يتحدث... ضجه عاليه إلى أن تحدث احد الرجال يبدو أنه الأكبر سنا وقال _وحدوا الله... ايه هتضربوا بعض قدامى ولا ايه.
شكرى _مانت سامع ياحاج بنفسك المعلم لعب على الكل واكلنا البالوظه.
رجب _الزم حدك ياحاج شكرى انا ماعملتش حاجه عيب ولا حرام.
تدخل ذلك الرجل بحسم وقال _صح... انت اتجوزت الست نجلاء على سنة الله ورسوله مش هننكر... بس فى حاجة انت مش واخد بالك منها... هى اتجوزتك على أساس أنك الحل الوحيد عشان تقدر ترجع لجوزها ابو بنتها... مش يمكن هى عايزه ترجع دلوقتي وانت الى ممانع عشان عصمتها فى إيدك!
صمت تاااااام خيم على الجميع... وهو كأنه بحلم جميل واستفاق منه للتو... لا حل أمامه.. سيخيرونها..
الان الحل والعقد بيدها.. هى من تملك حياته القادمه بكلمه بسيطة منها.
يسير الان مع جمع الرجال متجه الى شقته حيث تركها... يشعر أنه يسير للخسارة بقدميه... المعادله محسوم نتيجتها لصالح غريمه. زوجها السابق. الباشمهندس المتعلم.. والد ابنتها.
وهو.. من هو.. رجب. الأمى.. جزار الحى... لا يوجد وجه مقارنه على الاطلاق.
جسد بلا روح... يسير معهم وهو يتذكر كل ماكان بينهم الايام السابقة.. تدليله لها.. قربها منه... تلك الهدايا التي جلبها... الطعام الجاهز... ورداته الحمراء التى كان يخبئها لها بجلبابه... كل شئ فعله... سيظل معه ليعينه على فراقها.
فتح الباب ودلفا جميعا... وهاهى المواجهة
توفيق يرفع رأسه بانتصار وهى تقف لا تعلم ماذا تفعل تستمع لحديث اخيها المبطن _احنا جنالك عشان تختارى زى ما المجلس حكم ولو ان الاجابه معروفة بس عشان يبقى عدانا العيب... توفيق.. الباشمهندس توفيق.. ابو بنتك جاى عايز يرجعك.
لو كان الأمر بيده لترك دمعته تخرج من عينه... لكنه لا يستطيع... احكم جفنيه عليها يمنعها من الخروج.
فتح عينيه مجددا ينتظر حكم الإعدام ووجه الجميع منتظره شئ واحد.
شاهدها وهى لم تعترض.. موافقة... حسره كبيره ألقت على قلبه وهو يتذكر ما كان يفعله لأجلها وهى ببساطة عند أول مواجهه تركته... ترك أمره لله ماذا سيفعل هو.
لكن تسارعت دقات قلبه وتعالت أنفاسه وهو يراها تحركت.
سقط فم الجميع أرضا.. مذهولين... وهو توقف به الزمن... يشعر بها تتحرك تقف خلف ظهره.
حركة واحدة تعنى الكثير... تشعره انه ملك مقاليد العالم كله.......
الفصل التاسع والعشرين
ذهول وصدمه الجمت الجميع... خطوة غير متوقعه على الاطلاق.
هو نفسه لم يتوقع او يتخيل أن يحدث هذا ابدا.
كأنه إنصاف من السماء وسقط عليه... كأنه حقا إنصاف القدر.
منذ ثانيه واحده كان الډم يغلى بعقله ولكن اطرافه بارده من شدة الخۏف... من صعوبة الموقف عليه... يتوقع ټحطم قلبه... بل تمزيقه.
خصوصا وهو يواجه توفيق والذى يرفع رأسه وأنفه بشموخ يعلم أن النتيجة هى شئ واحد..
لكن انقلب كل شئ للنقيض فجأه وهو يجدها تتحرك ببطئ وحرج... اغمض عينيه پألم لا يريد رؤيتها وهى تذهب مع غيره ولكن
لكنها وقفت خلف ظهره.
تصرف لا يحتاج الى كلمات.... بل لو قيلت اى كلمه لأفسدت جمال اللحظه.
تختاره هو... بل وتحتمى به... تتخفى بجسده عن الجميع.
ادمعت عينه رغما عنه وهل يوجد اروع من فعلتها تلك.
استدار ينظر لها للأن باعين مبهوره... مزهول غير مصدق... ربما يخشى أن يصدق.
وجدها تنظر له نظرة واحدة ثم تخفض عينيها أرضا.
نظرة واحدة... كانت نظره واحدة فقط
متابعة القراءة