اسكريبت كامل
له بهدوء اتفضل يابني أدخل.
دلف بتوتر للداخل وجلس بينما هى أخبرته أن ينتظر لدقيقة.
أتى والدها الذي رحب به بهدوء ولكن دون جفاء وبعد دقيقة دلفت حنين الذي هب من مكانه ما إن رآها.
كان أول شيء لاحظته عيناه التغير الكبير الذي طرأ عليها عكس آخر مرة تواجها بها من سنة مضت كانت حزينة وجهها باهت ومتعب كان وجهها الآن مشرقا وعيناها تلمعان بالراحة والهدوء ويظهر عليها التغيير حقا حتى أنها كانت تبتسم ابتسامة خفيفة.
رد بلهفة الحمد لله أنت عاملة إيه يا حنين
أومأت برأسها بخير الحمد لله.
قال محمد بتوتر عاملة إيه بعد كل الفترة دي يا حنين
عقدت حاجبيها باستغراب ولكنها ردت ببرود إيه غرض السؤال ده دلوقتي يا محمد
تطلع لها بعيون متوسلة وقال بنبرة مرتبكة أنا جاي لك ومش عارف أقولك إيه لكن كلي أمل أنك تسامحيني أنا بټعذب من غيرك يا حنين.
قال پألم حنين أنا اتغيرت بجد ومش عارف من غيرك أنت وحشت....
رفعت يدها لتقاطعه فصمت تنهدت بخفة ثم ردت بجدية محمد أنا اللي حصلي منك ومن مامتك مكنش سهل وهين عليا أبدا خصوصا خسارة ابني دي بالنسبة كانت النهاية لكل حاجة بيني وبينك النهاية اللي مفيش منها أمل بعدها أبدا أنا حاولت وعافرت كتير علشانك وعلشان جوازنا لكني استوعبت في النهاية أني يحارب في معركة خسرانة مكنش لازم أدخلها من الأول وكنت بتمسك بسراب مفوقتش منه غير لما وجعت على جدور رقبتي أنا بعد ما أطلقت منك فكرت أني عمري في حياتي ما هتعافى من اللي أنا فيه ولا هقدر اتخطاه.
ثم نهضت وابتسمت له أنا سعيدة باللقاء ده علشان قولت فيه كل اللي أنا عايزاه ووضحت كل حاجة بس مضطرة ننهيه دلوقتي علشان خطيبي جاي كمان شوية.
أومأت برأسها واتسعت ابتسامتها اه خطيبي وأحنا كتبنا الكتاب من يومين فقدر أقدر بمعنى أحسن أنه جوزي تصدق أني مكنتش ناوية أعيد تجربة الجواز أبدا في حياتي كنت ناوية أعيش لنفسي وأهدافي وابني حياة جديدة وبس لكن رؤوف خلاني أعيد كل حساباتي تاني خالص هو جارنا في العمارة وسبحان الله اتجوز وطلق هو كمان بس طلع كان بيحبني أنا من الأول بس قبل ما يقول أي حاجة اتخطبت ولما اتجوزتك فقد الأمل واتجوز لكن مقدرش يتأقلم مع مراته ومكنتش شبهه فطلق ولما اتطلقت استنى لحد ما شهور العدة خلصت علشان يجي لي أنا كنت رافضة بشدة حتى أني رفضت أقابله لكن هو خلاني أغير رأيي بإصراره وصبره.
كانت حنين شاردة بشدة فيما تحكيه ولم تنتبه أبدا لمحمد الذي كانت ملامح الحزن والألم تغزو وجهه.
نظرت له رؤوف خلاني أتخلص من كل حاجة سلبية جوايا حتى ذكرياتي يا محمد وصدقني أنا مش زعلانة هو محى أي زعل جوايا بوجوده جنبي وبقى فيه إحساس بالسلام والراحة والأمان وبس ياريت أنت كمان تلاقي السلام في حياتك يا محمد.
نهض وابتسم لها پألم ورغم كل شيء كان سعيد من أجلها وأنه هناك من استطاع أن يسعدها بعد ما فعله بها ربنا يوفقك في حياتك يا حنين.
ابتسمت له فغادر وهو يعلم أنه يودعها الآن للأبد ويتمنى فعلا أن يجد السلام في حياته يوما ما.
كان يجلس في مقهى مع صديقه ثم نهض ليغادر حين رآها توقف قليلا وحدق إليها كانت تقف أمام متجر خاص بملابس الأطفال وبجانبها رجل أطول منها قليلا يقف أمامها ويضع يدها على بطنها المنتفخة وهو ينظر لها بحنان بينما هى تبتسم له بحب.
ابتسم محمد وهو حقا سعيد لها من كل قلبه قبل أن يعود لبيته.
حين دلف أتت سمر إليه تقول بابتسامة الغدا جاهز يا محمد عملت لك الأكل اللي أنت بتحبه على فكرة.
تأملها قليلا قبل أن يبتسم ويتقدم لها ويقبل رأسها وهو يقول بامتنان شكرا يا حبيبتي.
احمر وجه سمر من الخجل وقالت ببلاهة حبيبتي
أومأ وقال بتعجب هو أنت مش مراتي ولا إيه
ردت بخجل أيوا بس عمرك ما قولتلي يا حبيبتي.
ضمھا له بحنان وهو يقول طبعا حبيبتي أنا بس مش بعرف أعبر.
ابتسمت بسعادة وهى تبادله العناق لقد تزوج محمد من سمر بعد فترة من مقابلته حنين وقد قابلها عدة مرات وأعجب بها مما جعله يتقدم لها مجددا وقد وافقت بعد أن وعدها أنهم سيبتعدون عن والدته وبالفعل أخذ محمد سكن مستقل بعيدا عن والدته هو وسمر رغم أنه لم يستطع تخطي حنين بالكامل وإدراكه أنه لن يحب مثلها إلا أنه وجد في سمر جانب دافئ وكانت حياتهم بسيطة ومريحة كما هى خصوصا أنه لم يسمح لوالدته بالتدخل مطلقا في حياته الزوجية هذه المرة ساعده على ذلك سكنه بعيدا عنها وكان يزورها بين الحين والآخر وقد حاول جعل زياراته أكثر خاصة أن حماة أخته قد منعتها من زيارة والدتها إلا مرة في الشهر وقد اطاعت أخته حتى تحافظ على بيتها ورغم أن والدته لم تتغير بل زادت نقمتها على كل شيء إلا أنه كان يزورها ويحاول برها دون أن يسمح لها بالتدخل في حياته وهو ما قبلته أمه بعد مدة على مضض.
لقد أحب
سمر بطريقة ما وأحب حياتهم معا ورغم خسارته لحنين إلا أنه يشكر الله أن حنين سامحته وأنه أعطاه فرصة ثانية ليستقر ويتزوج مجددا من سمر التي أحبته هى أيضا بطريقتها وأنه تغير وأفاق لنفسه قبل أن تضيع حياته بالكامل وهو في غفلة منها.
تمت بحمد الله.