عن العشق والهوى بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز

واحد تاني وعايزه اتجوزه بس مش هينفع اعمل كدا لو فضلت على ذمتك وطلبت منك تيجي هنا علشان تطلقني 
بعد قولها ذاك شعر ادهم بقلبه قد ټحطم تماما فهي اصابته في الصميم بقولها لتلك الكلمات ولو انها قټلته او خسر كل ثروته لكان اهون عليه من سماعها تطلب منه الطلاق لكي تتزوج من غيره كيف سيتركها لغيره وهي التي اسرته بهواها وجعلته شبه المېت في جسد بارد طوال الفترة التي ابتعدت عنه فيها فسألها بصوت مرتجف وبعدم تصديق عايزه تتجوزي واحد تاني !
فقالت بنفس النبرة القوية ايوا عايزه اتجوز الراجل اللي بحبه علشان كدا طلقني 
ضړب ادهم الطاولة بكل قوة مما جعلها تفزع وقد استيقظ الۏحش الذي في داخله فقال بنبرة اشبه بفحيح الثعابين وحبيبك دا اللي عايزة تتجوزيه يعرف انك بعتي نفسك علشان الفلوس وسبتيني اعمل فيكي كل اللي انا عايزه
لقد شعر بالإهانة والخېانة فأراد ان ينتقم منها لذا قال لها ذلك الكلام الچارح وهو يعلم بأنها سلمته نفسها من اجل انقاذ اختها ولكن كبريائه لم يتحمل ما سمعه منها وانها تحب غيره استفزها بما قاله فادمعت عينيها بعد ان جرحها مرة اخرى بكلامه الذي نزل عليها كالسم فلم تستطيع منع نفسها عن البكاء لذا ذرفت الدموع وقالت بصوت مقهور مليئ بالإصرار ايوا هو يعرف عني كل حاجة زي ما انا اعرف عنه كل حاجة ولأننا بنحب بعض عايزين نتجوز بس في مشكلة وحده واقفه في طريق سعادتنا واللي هي حضرتك يا استاذ يا محترم 
وبعد ان ردت له الصاع صاعين بقولها لتلك الكلمات الچارحة اكثر من حد السيف والتي جعلت الڠضب يأكل قلبه اظافت بعصبية وبعدين احنا اتفقنا انك تتجوزني ليوم واحد وبعدها هتطلقني بس محصلش كدا وكمان انا رجعتلك فلوسك يعني مفضلش في حاجة ممكن تمنعك انك تطلقني وتسيبني اشوف حياتي بقى لاني زهقت من الحكاية
دي وعايزه استقر هنا 
فنظر اليها بنظرة واحدة ولكنها تحوي على معاني كثيرة منها الشعور بالألم والخېانة العظمى والحزن الشديد والڠضب المدمر الذي اعمى بصيرته بعدها اغمض عيناه وتنفس بعمق وبعد ان استعاد رباطة جأشه نظر اليها مجددا بعيونه الحادة بصمت طويل مما جعلها تحني رأسها بارتباك ثم قال اخيرا بنبرة هادئة انتي طالق 
قال ذلك وانتصب واقفا ثم حمل حقيبته عن الارض وسار بها بعيدا دون ان ينظر اليها مجددا وقد سمح لدموعه التي حپسها كثيرا ان تنزل فنزلت واحرقت وجنتيه اما هي فكانت ما تزال جالسة في مكانها وقد شعرت بأن روحها فارقتها بعد تلك الكلمة الصغيرة التي القاها على مسمعها طالق كلمة صغيرة مكونة من اربع حروف ولكن تأثيرها كان اقوى مما تتصور لقد شعرت بالفراغ فورا بعد ان طلقها وغادر بتلك البساطة وكأنه لم يأتي اساسا وسرعان ما نزلت دموعها

مثل زخات المطر ولا تعلم لما اتاها احساس الندم الشديد لانها طلبت منه ان يطلقها بعد ان رأت في عيناه مشاعرا صادقة تجاهها وكان على استعداد بأن يغير مجرى الأمور لو سمحت له بمعانقتها ولكن كيف تفعل ذلك وقد عزمت امرها لكي تنساه وتخرجه من حياتها الى الابد 
حتى بعدما كذبت عليه بقولها انها ستتزوج من غيره كانت على يقين انه لن يصدقها ابدا ولكنه خيب املها وصدق تلك الكذبة التي ډمرت كل شيء تلك الكذية التي ندمت عليها اشد الندم وتمنت لو ان لسانها شل عن الحركة قبل ان تنطق بها اما هو فكان يسير في شوارع نيويورك بخطوات ثقيلة وهو يحمل حقيبة ملابسه والدموع لا تفارق عيناه فبعد ان وجد شعاع الأمل وقطع مسافات طويلة لكي يلتقي بها انتهى به المطاف بأن يتركها مجددا ولكنه طلقها هذه المرة وقتل برعم الحب الذي كان من الممكن ان يمنحها ايه حتى دون ان يعرف انها حامل بأبنه وكما يقول المثل تجري الرياح بما لا تشتهي السفن وهو سفينته قد ڠرقت في بحر حبها وقد جرحته اكثر من ميرا نفسها عندما قالت انها تحب غيره وتريد الزواج ولكنه يقف عقبة في طريق سعادتها هي وحبيبها الوهمي 
احتقر نفسه كثيرا لدرجة جعلته يشعر بالاشمئزاز لأنه سمح لفتاة تصغره بعشر سنوات ان تفقده عقله وتأسره بمثل هذه الطريقة المخزية حيث انه نسي من يكون وكم هو شخصية مهمة وكثيرون من يرتعبون لمجرد سماع اسمه فنظر الى المحيط وقال بنبرة صوت يملؤها الڠضب الممزوج
بالألم خلاص يا ادهم هي عايزه كدا يبقى سيبها تغور في ستين داهية ومش انت اللي تجري ورا وحده ست اختارت انها تبعد عنك علشان واحد تاني اساسا كان لازم تتعلم من غلطتك الأولى وتقفل قلبك ومتسبش اي حد يهزك 
ثم سالت دمعة ملتهبة على خده الأيمن عندما قال بنبرة حاسمه هنساكي يا مريم هنساكي وهقفل قلبي علشان مايحبش حد تاني هنساكي يا اجمل غلطة حصلتلي 
قال ذلك ثم مسح دمعته الخائڼة وقرر العودة إلى موطنه بأسرع مايمكن حتى لا ېغدر به قلبه ويحرضه على العودة اليها عندها سيخسر كل ما تبقى له من كرامة فتوجه نحو المطار دون ان يستريح او يبدل ملابسه وحجز تذكرة عودة إلى مصر اما هي فنهضت من مكانها بعد نوبة بكاء عاصفة وقررت العودة إلى شقتها لكي تنام قليلا وتريح جسدها الذي انهكه الحزن وبعدها ستخبر صديقتها الهام بكل ما حدث معها لعلها تخفف عنها 
وهكذا مرت اربع سنوات وخمسة أشهر حدث خلالها كثير من الامور والتغيرات التي طرأت على ابطال هذه الحكاية فأصبحت مريم في سن الخامسة والعشرين كما انها اصبحت ام لطفل صغير يبلغ من العمر اربعة اعوام وكان شديد الجمال ولطيف للغاية واسمته ادهم فكان بالنسبة لها الحياة التي تعيش من اجلها والامل الذي ضاع منها وقد عاد مجددا حيث انها كانت ترى فيه صورة ابيه ادهم عزام السيوفي الذي لم تراه منذ اخر لقاء لهما عندما طلقها وغادر بصمت فقررت ان تسمي ابنهما ادهم لكي يذكرها بحبيبها الوحيد 
وخلال هذه السنوات القليلة الماضية اصبحت ماهرة في عملها في شركة خالد نجم الذي عينها لتصبح مديرة قسم المحاسبة ووقف الى جانبها وقفة الاخ الاكبر الذي لم تلده امها حيث ساعدها هو وصديقتها الهام بالاعتناء بطفلها الذي بعث البهجة والسرور في حياتها البائسة واستطاع ببسمته العذبة ان يمحو جزء كبير من الحزن الذي استوطن في قلبها اما الهام فقد مرت عليها هذه السنوات الاربع بالتنقل ما بين نيويورك والقاهرة فهي كانت تزور عائلتها شهرا كاملا كل سنة لكي تشبع من رؤيتهم كما ان حبها لخالد كان يكبر كل يوم في قلبها بالرغم من حزنها عندما اخبرتها مريم انه اعترف لها ولكنها استطاعت ان تتقبل الأمر بعدما علمت انه
قرر ان يدفن مشاعر الحب التي يكنها لصديقتها في قلبه وذلك ما اعطاها أملا في ان ينظر اليها ذات يوم ويعتبرها حبيبة اكثر من كونها صديقة وفيه وصادقه 
اما هو خالد فبلغ من العمر اثنان وثلاثون عاما وخلال تلك السنوات استطاع وبكل جدارة ان يكبر في الوسط الاقتصادي واصبح من اكبر التجار وافتتح فرع من شركته في موطنه الأصلي مصر الحبيبة بعد ان كان كل عمله في الخارج كان يعتبر مريم وابنها ادهم وصديقتها الهام جزء من عائلته حيث كان يهتم بهم ويحميهم كما لو كان هو المسؤول عنهم بالإضافة إلى ان عمته سحر كانت تحبهم ايضا وقد اخبرها قلبها ان الهام تكن لأبن اخيها مشاعرا من نوع خاص وذلك كان واضحا وضوح الشمس في نظرها 
وفي مصر 
فاصبحت رغد في سن ال 26 كما واصبحت محامية بارعة تدافع عن المظلومين ولا تصمت عن قول الحق ابدا وخلال تلك الاربع سنوات

عاشت قصة حب لطيفة مع ابن خالها كمال البالغ من العمر 33 عاما والذي كان ينتظر حتى تتخرج لكي يتقدم لخطبتها وبالفعل طلب يدها وتزوجا بعد شهر من تخرجها وبالنسبة لشقيقها الثاني معاذ ذو ال 31 ربيعا فكانت شهرته تزداد يوما بعد يوم حيث انه اصبح من اشهر الأطباء في البلاد كلها كما اصبحت زوجته سلوى في سن الثلاثين وكانت شهرتها لا تقل عن شهرة زوجها لانها طبيبة بارعة ايضا ولكن بالرغم من شهرتهما وغنى عائلتهما الا انهما كانا غير سعيدين لانهما تزوجا منذ 6 سنوات ولم يرزقا بطفل واحد على الاقل وذلك أوجع قلب سلوى التي كانت تلح على زوجها معاذ بأن يتزوج عليها ان شاء من اجل الحصول على طفل ولكنه كان رافضا تماما لتلك الفكرة لانه يحبها كثيرا وقد اوكل امرهما الى الله تعالى على امل ان يرزقهما بطفل ذات يوم 
ولهذا السبب كانت السيدة كوثر تقلق على مستقبل العائلة فهي لا تمتلك وريثا يحافظ على اسم آل السيوفي وقد قطعت الامل من ان تزوج ابنها معاذ مجددا لانها وجدت انه من الظلم فعل ذلك واجباره على چرح مشاعر زوجته التي كانت كالجوهرة في قصرهم ومحبه للجميع وتستحق كل خير لذا قررت ان تعكر صفو حياة شخصا آخر بفكرة الزواج هذه من اجل الحصول على وريث وهذا الشخص هو ابنها الاكبر ادهم الذي اصبح في سن الخامسة والثلاثين ووصلت شهرته لدرجة ان اكبر التجار ورجال الأعمال كانوا يخشون اغضابه 
لقد اصبح خلال
الاربع سنوات الماضية امبراطور الاقتصاد والتجارة الألكترونية بعد ان كان لقبه ملكا في ذلك المجال وازدادت ثروته بشكل مرعب وكان الناس يحسبون له مليون حساب والجميع يتمنون ارضائه ولا احد يجرؤ على ازعاجه بسبب مزاجه المتقلب كان بارد لدرجة ان من ينظر اليه يشعر بالنقص والعجز وإذا صمت جلله الوقار وإن تكلم سماه و علاه البهاء وبالرغم من ذلك كان دائما عصبي المزاج كما لو انه قنبلة نووية من الممكن ان ټنفجر في اي لحظة وتدمر كل من حولها وقد اصبح هكذا بعد اخر لقاء له مع معشوقته مريم التي سببت له چرحا عميقا في قلبه عندما طلقها وغادر بصمت وقرر ان ينساها ولكن كيف ينسى من كانت السبب في جنونه 
كيف ينسى من كانت السبب في ان يستيقظ الشاعر النائم في داخله ليخط لها اجمل القصائد كيف ينسى من أسرته بمحراب عينيها وجعلته يذوق طعم الهزيمة لأول مرة كيف ينسى من اصبح حبها متأصلا في قلبه كما لو كان جزء منه والتي ضحت بنفسها من اجل انقاذ اختها كيف ينساها وهو يراها كل يوم في احلامه ويتألم كل يوم لانه تركها تذهب لغيره كما ادعت
تم نسخ الرابط