عشق مهدور سعاد محمد سلامه
المحتويات
بقية
﷽
الرابع_والثلاثون
عشق_مهدور
قائلا بعبث مرح
مالك يا جميلت وشك أحمر كده ليهاللى حصل عادي وكان لازم جوازنا بس أنا قولت الرومس بتدلع.
تبدلت نظرة الخجل التى كانت بعينيها الى نظرة ضيق وحاولت الإبتعاد عنه صامته.
ضحك آيسر وقبل أن تبتعد جذبها عليهحاولت دفعه كي يتركها لكن ضمھا آيسر قائلا بصدق
تعرفي إن رحلة ألمانيا اللى قابلتك فيها كنت هعتذر عنها وكنت إتفقت مع زميل ليا يبدل خط سير معايابس على آخر وقت هو حماته تعبت ودخلت المستشفى وإضطريت أنا أسافر ألمانيا.
تبسم آيسر مجاوب بمرح
مش عارف دايما كانت رحلات ألمانيا تقيله على قلبييمكن عشان بلد خشنه...بحسها خاليه من الروح.
تنهدت روميساء تشعر بغصه قائله
ألمانيا فعلا بلد خاليه من روح الصخب لأنها بلد عمليه ما بتعترف بالمشاعرمتل الترس بتعمل فقط بدون وقت راحهفاكره لما سافرتها أنا وبابا بعد ما ماټت ماما
ماما كانت ميسحيه وبابا مسلم بس بابا إتحدي ميشانها وإتجوزوا فى البداية كان فى جفي بينه وبين عيلة المامابس مع الوقت قرب منهم وحبوهعمره ما حاول يضغط عالماما بالعكس كان بيوصلها لقداس الأحد بنفسهكمان الماما كانت دايما تقولي إنت مسلمهكانت تقرأ كتب دينيه عشان تعلمني تعاليم الإسلام اللى إترسخت بعقل رغم إنها توفت وانا عندي حوالى تسع سنينبابا متحملش يعيش هناك حتى بعد نهاية الحړب حسيت إختياره ل ألمانيا كان جاي على هواهبلد خاليه من الروح عاوز يوئد ۏجع قلبه وده اللى حصل إختصرت حياتنا عالدراسه والعمل وبسبس ما بعرف ليش فجأة حسيته إتبدل وبقى يحس بملل حتى أحيانا ما كان يخرج من السكن يفضل القرايه أو لعب الطاوله والشطرنجأحيانا كان بيلعب لوحده دايما كان يحاول إنى أتفتح شويه وأحضر مناسبات زى أعياد ميلاد زملائى أو أخرج معاهم فى رحلات ترفيهيهبس أنا ما كنت بهوا هديك المناسباتحتى
ضحك آيسر قائلا بإيحاء
فى البدايه فكرتك ألمانيه وقولت هتبقى بارده زيهم.
نظرت له وتسرعت بسؤاله
وشو ليقتني.
ضحك قائلا
فعلا صدق حدسي.
نظرت له بتذمر وحاولت الفكاك من حصر يديه قائله
ضحك آيسر قائلا
مش عارف شعور غريب عليا أول مره كنت بحسه وحابب أنى أقرب منك وده اللى حصل مع الوقت كنت ببدل مع زملائى خط السير عشان أبقى قريب منك كمان رغم إنى مكنتش باخد أجازات بقيت عاوز أفضل جنبك بس فى مكان تاني غير ألمانيا مكان أحس فيه إنك حره أو منطلقه زي رحلة القاهرة.
فعلا لما دعيتنا لرحله لهون كان جوايا تردد بس حسيت بعدها إنى محتاجه أحس بدفا ألفة الناس وإتمنيت تمتد الرحله.
تبسمت آيسر قائلا
أنا كمان وآخر ليله أخدت قرار إرتباطنا بأسرع وقت بس الرومس كانت صعبه لسه لحد دلوقتي بحس بۏجع فى راسي بسبب الفازه اللى كسرتيها على راسي وقولت الرومس إطبعت بطباع ألمانيا البارده الخاليه من المشاعر.
وجهها على صدره ضحك ورفع وجهها نظرت له قائله
اللى خلانى وافق أتجوزك مش ضغطك علي بمحضر العڼف فى شئ تانى هو اللى خلانى وافق.
صمتت روميساء رفع آيسر وجهها سائلا
وأيه هو الشئ ده... أكيد وسامتي.
نظرت له قائله
وين هديك الوسامه إنت ما بتبص بالمرايات.
ضحك بغرور قائلا
وسامت مش محتاج أشوفها فى مرايات بس أيه هو السبب التانى.
تنهدت روميساء قائله
إصرارك وتحديك كمان فى سبب تاني عزز من مركزك لما جيت لهون مصر وإتعرفت على طنط شكران حبيتها من أول إستقبلها لينا بالمطار حسيت معها بألفه وراحه بصراحة کرهت بايك كيف بيتزوج على ست لطيفه متل هيك بس لما شوفت مرته التانيه عرفت السبب.
شعر آيسر بغصه سائلا
وأيه هو السبب ده.
بالمشفى
فجأة فتح باب الغرفه
دلف شخص ملثم نظر ناحية الفراش التى ترقد عليه سهيله لمعت عينيه مثلما لمع بريق ذاك النصل الذى بيده بخطوات بطيئه إقترب من فراش سهيله ينظر نحو آصف الذى فتح عينيه بإتساع يومئ برأسه له بنهيبينما الآخر يتسلى وهو يشهر النصل الى أن وضعه على بغلاظه وهو ينظر نحو آصف الذى يترجاه بعينيه أن لا يؤذى سهيله النائمه يشعر كآن صوته أيضا مقيد غير قادر على النطق بإسمها حتى تستيقظ ربما تدافع عن نفسها بدأ
سهيله.
قبل قليل إدعت سهيله النوم حتى يكف آصف عن الحديث يخلد للنوم كي يستريح جسدهفتحت عينيها بعد وقت نظرت نحوه تبسمت بالتأكيد إستسلم لمفعول تلك الأدويه تنهدت بإرتياح رغم تعجبها من نومها بغرفه مغلقه دائما ما كانت تتضايق منها هويدا وفى ألفتره التى كانت بها جدتها تمكث معها بنفس الغرفه بشقة آصف كان وجود جدتها يشعرها بالأمان وللغرابه هذا الامان تشعر به الآن وهى مع آصف بغرفة واحدة معلقه عليهمإضجعت على ظهرها تنظر لسقف الغرفه وتلك اللمبه الخافته التى تنير عتمة الليلكل شئ تبدل بلحظات من قمة ڠضبها من آصف الى شعور الخۏف والهلع عليهولحظة لم تتردد فيها وحسمت هى الإبتعاد عنه ټضرب عقلها بين تناقضات تمر بها كانت تؤجل قرار إنفصالها عن آصف مجرد وقت فقط لكن الآن هنالك تضارب بقرارهابخضم التفكير بين الحيرة وتناقضات المشاعر كذالك الإرهاق غفت دون وعي منها...
لكن فجأة فتحت عينيها مخضوضهونهضت سريعا حين سمعت صوت تنبيه لاحد المجثات الطبيه الخاصه ب آصفليس هذا فقط بل نداء آصف بصوت جهور عليها توجهت نحو الفراش رأت ملامح وجه آصف المتجهمه وجبينه يتصبب عرقا كما أنه أعاد النطق بإسمها بنبرة لم تستطيع تفسيرها وضعت يدها على جبهته لم تكن حرارته زائدهلكن رأت شبه تشنج بجسد آصف كآنه يحاول النهوض من فوق الفراشكذالك لاحظت إعتصاره لعيناهشعرت بريبهربما بحالة هلوسه وحسمت قرارها بإيقاظ آصفبالفعل وضعت يدها تربت على وجهه قائله
آصف إصحىإفتح عينيك.
قاوم آصف تلك الهلوسه وإستجاب لأمر سهيله وفتح عينيه ينظر لوجه سهيله مثل التائه للثوانيقبل أن تقول سهيله
آصف إنت حاسس بأي آلم.
بصعوبه أومأ رأسه قليلاتبسمت له سهيلهبينما بصعوبه رفع آصف يده السليمه وجذب رأس سهيله لصدرهثم رفع رأسهاقام بمد يده نحو ياقة براحه وبدأ يستوعب أنه كان بكابوس مفزعا...بينما إستغربت سهيله ذلك شعرت بالتوجس للحظه لكن سرعان ما سألته
إنت شوفت هلاوسفى نوع مخدر من أعراضه الجانبيه إنه بيسبب نوع من الهلوسهأنا كنت معترضة مع الدكتور عليهبس هو قال إن مفعوله أقوي عشان يسكن الآلمبعد كده هقوله يمنعه.
أومأ آصف رأسه موافقا ينظر لها بتأمل أنها بخير قائلا
فعلا كنت فى كابوس سهيله خليك جانبي.
إستغربت سهيله قائله
ما أنا معاك فى الأوضه.
نظر لها برجاء قائلا
لاء خليك قريبه مني .
شعرت سهيله بهزه فى جسدهاونظرت الى الفراش النائم عليه ثم نظرت له قائله
السرير مش هياخدنا إحنا الإتنينكمان مش هحس براحه وأنا نايمه عليه لآن السرير معدل عشان الرضوض اللى فى جسمكآصف أنا معاك هنا فى الاوضهومعتقدش الهلاوس هترجع تانيلآن مفعول المخدر ده تقريبا قرب ينتهيوأنا هقول للدكتور يمنعه.
شعر آصف بيأس قائلا
تمام... بس من فضلك إتأكدي إن باب الأوضه مقفول كويس وياريت تقفليه بالمفتاح.
ضيقت سهيله عينيها قائله بإستغراب
باب الأوضه مقفول بس ليه أقفله بالمفتاح كده كده محدش هيدخل حتى الممرضين عارفين إنى دكتورة وإن إحتاجت لتدخل طبي أنا موجودة.
قالت سهيله هذا وتبسمت بمكر قائله
ولا يمكن كنت عاوز غير....
قاطعها آصف على غفله صامت آصف يشعر پخوف فى قلبه عليها فقط... سهيله تزداد برجلة عقلها لو بوقت آخر كانت شعرت برهبه أو نفور لكن صمت حل عليهما لدقائق قبل أن تنتبه سهيله أنها مازالت محنيه على آصف حاولت التمسك وإستقامت واقفه تجذب خصلات شعرها التى تدلت على وجهها تضمها خلف أذنيها وجلت صوتها
كفاية غمض عنييك وحاول تنام.
لمعت عينيه ببسمه بداخله يقين لو بموقف آخر وقبل سهيله كان سيكون لها ردا آخر أقله الڠضب لكن ربما تغاضت عن ذلك بسبب إصاباته القويه.
بصمت ذهبت سهيله نحو الفراش الآخر وتمددت عليه تنظر للسقف والحيره تسيطر على عقلها وقلبها الذى عاد مره أخرى يتمرد عليها... بينما آصف يشعر بعد ذاك الکابوس پخوف عليها أن يصيبها مكروها لديه يقين أن ذاك الذى يضمر له السوء لن يكف عن تعقبه الى أن يصل الى مآربه ليس قتل آصف فقط لديه يفين سهيله هى الأخرى بدائرة ذاك الشرير.
باليوم التالي
قبل الظهيره بذاك المقر الذى تعمل به هويدا أثناء إعتكافها بالعمل على الحاسوب تقوم بمراجعةأحد الملفات تركت العمل على الحاسوب وجذبت هاتفها تبسمت حين رأت هاوية المتصل تعمدت عدم الرد سريعا لكن قبل نهاية مدة الرنين قامت بالردوتحججت معتذره بكذب
آسفه أتأخرت فى الرد مكنتش منتبهه كنت بشتغل على ملف ويادوب خلصته.
تقبل الامر ببساطة قائلا
تمام مش مشكله أنا كنت بتصل عليك أطمن على حالك بس واضح من نبرة صوتك إنك بقيت كويسه ومرتاحه بدليل إنك مركزه فى الشغل.
أتقنت الرياء قائله
بحاول أشغل نفسى بالشغل هو اللى ممكن ينسيني اللى بمر بيه.
لم يستطيع اللف والدوران وقال لها
أيه رأيك فى صديق ليا فاتح مطعم سمك عالنيل لو معندكيش مانع أعزمك عالغدا.
إنشرح صدرها وحاولت الهدوء قائله
تمام إبعت لى لوكيشن المطعم وأناهخلص الملفات اللى قدامي وإتصل عليك.
رغم شعوره بالفتور الذى يستغربه لكن قال
تمامهبعتلك اللوكيشن ونتقابل هناك الساعه إتنين بعد الضهر.
وافقت
تمام.
أغلقت الهاتف ووضعته على طاولة المكتب وإضجعت بظهرها على المقعد تتنهد تشعر بإقتراب تحقيق أمنيتها.
بينما أسعد أغلق الهاتف وضعه أمامه ينظر له لثواني قبل أن يجذبه مره أخرى وقام بفتحه على معرض الصور وآتى بتلك الصوره شعر بنقص فى قلبه كان لابد أن يكون معهم بتلك الصوره مكملا الشكل الإجتماعي لعائلته صوره بسيطه لكن بها الكثير من المعاني هو إفتقد حضوره بتلك الصوره التى إلتقطها أحد المصورين ونشرها على بعض المواقع صورة تجمع شكران آصف آيسر كان لابد أن يكون هو الضلع الرابع لهم لكن إفتقد وجوده بتلك الصوره أو بالأصح إفتقد وجوده وسط عائله كانت تضمها شكران والإشتياق الاكبر الذى أصبح يتوغل منه هو إشتياقه ل شكران نفسها وجلسات الحديث معها الذى كان أحيانا يمقتها أو يظنها مجرد أمور تافهه تشغل نفسها بها شكران كانت حياة تنبض بحب لمن حولهاتحتوي بلا أن ثمن لذلكوهو خسرها حين أراد التباهي.
ب عيادة لأحد أطباء التجميل
متابعة القراءة