سراج الثريا سعاد محمد سلامه
المحتويات
قاسې
تنحنحت حين سمعت صوت رنين هاتفها داخل غرفتها نظرت نحو والدتها التى سألتها
مين اللى بيتصل عليك دلوك
ردت ببساطه
معرفش هروح أشوف مين عن إذنك
دلفت حنان الى غرفتها توجهت سريعا نحو مكان هاتفها وجذبته لكن كانت مدة الرنين إنتهت نظرت الى هوية المتصل خفق قلبهاكذالك إنخضت لوهله حين عاود رنين الهاتف لكن هذه المره كان بصوت وصول رسالهسرعان ما فتختها وقرأت فحواها
خفق قلبها بشده وهي تحذف تلك الرسالة كذالك تلك المكالمةوضعت الهاتف على الفراش تتنهد بترقب لابد أن هنالك سبب لإرساله تلك الرسالةعلى عجالة إرتدت ثيابها وخرجت من غرفتها توجهت الى المطبخ نحو والدتها المشغوله بتحضير الطعام قائله
ماما أنا رايحه قصر الثقافة اللى فى المركز
ورايحة دلوك ليه
أجابتها
الكتاب اللى كنت بدور عليه عشان رسالة الدراسات العلياكنت موصيه أمين المكتبه لما اللى كان واخده إستعارة يرجعه يقولى وهو اللى كان بيتصل عليا هروح بسرعة أجيبه وارجع قبل ما حد غيري ياخده
تنهدت والدتها بسوء قائله
المفروض كنت تاخدي الاذن من أبوك مينفعش تتصلي على أمين المكتبه يخليه معاها لبكره
لاه يا ماما ممكن حد غيري يروح وياخده منه وهو ميقدرش يحوشه منه المشوار كلها ساعه ونص رايح جاي ومش هتأخر هجيب الكتاب وارجع مش هتأخر قبل ما بابا يرجع من المستشفى من عند عمي أرجوك يا ماما مش هتأخر
بتردد وافقت والدتها تخشى بطش وجدي لو علم بخروجها قائله
تمام بس بلاش تتأخري إنت عارفه باباك
متقلقيش يا ماما مسافة السكة رايح جاي مش هتأخر
تنهدت والدتها بقلة حيلة
بعد وقت قليل بحديقة ذاك القصر
الثقافيمد آدم يده بذاك الكتاب أخذته منه حنانثم وقفت قريبه من ذاك السياج المطل على النيلنظر آدم الى تدفق مياه النيل قائلا
أنا خلاص قررت هفاتح سراج فى موضوع جوازنا لازم نكسب وقت
نظرت له بذهول قائله
قاطعها قائلا
مش هستني صدف يا حنانالمره دي الحظ لعب وعمك وقع على رجليه إتكسرت واتأجل موضوع إنه يتقدم لك رسميلازم نسبق قبل ما يخف وقتها هيرجع تاني فى طلبهوالواضح إن والدك موافق ومرحب بيهومتأكد لو أنا إتقدمت ليك دلوقتي والدك مش هيرفضوكمان لازم نجازف مش لازم نعتمد عالظروف والصدف كفايه إكده هفاتح سراج وهو هيعرض الامر على أبوي ومتأكد هيقنعهتار الډم إتوقف من كذا سنه بالصلح اللى تمدلوك معتقدش والدك هيعترضوكمان خليني أجازف ومتأكد هنوصل ونكون لبعض
بالمشفى الذى يعمل بها إسماعيل
بعد أن انتهي من كتابة إحد التقارير الطبية
شعر ببوادر صداع طفيفة
تبسم بمكر ونهض يعلم الى أين يتوجه ما هى الا دقائق ودخل الى الصيدليه الخاصه بالمشفى عيناه تتجول الى أن سقطت عيناه على ما يسر قلبه لكن إدعي الإجهاد والارهاق وتمثيل المړض قائلا
صباح الخير يا لصيادلة مصر تبسم كل الموجودين له عدا تلك التى نظرت له بلا مبالاة رغم خفقان قلبها
وقفت إحد الصيادله قائله
دكتور إسماعيل شرفت صيدلية المستشفى خير جاي زائر ولا
تبسم وهو
يقترب من مكان جلوس تلك التى تشعر رغم حرارة الطقس لكن صقيع يدب بأوصالها وهو يتعمد أن يقف خلفها مباشرة بإدعاء قائلا
ولا حاسس بصداع جامد قولت مفيش غير صيادلة مصر هما اللى هيداوني ولا
أغني لكم
چرحوني وقفلوا الاجزخانات
إنحني قليلا جوار أذنها قائلا بهمس لم يلاحظه أحد
صباح الخير يا قسمتي
تبسم قائلا بإيخاء وقح بالنسبه لها
مختاج مسكن آلام بس يكون للصداع
شعرت بخجل
من غمزة عيناه وقالت بإرتباك
لو فى نوع معين قول إسمه وأشوفه موجود فى الصيدليه عندنا ولا لاء
غمز بعينيه قائلا بهمس
المسكن هو عيونك يا قسمتي
زفرت نفسها بغيظ تجز على أسنانها من وقاحتهثم همست بخفوت
إتلم بدل ما أجيب لك مسكن يقضي على حياتك وتروح تنام فى أكتر مكان رومانسي عارفه
ضحك وهو يهمس قائلا
أكيد عارف المكان دهقلبك صحقدامك نص ساعه ونبطشيتك تخلص كمان ساعه هستتاكي هبعتلك اللوكيشن عالواتس ودلوقتى هاتي لى مسكن لۏجع الراس
بسبب خجلها صمتت لكن لن تترك له فرصه
قبل العصر بقليل
بإستطبل الخيل
أثناء ترويضة لذاك الفرس الذى
شعر بحرارة الشمس القاسيه كذلك زمجرة ذاك الفرس الذى يحاول السيطرة عليه كآنه شعر ببوادر إرهاق توقف سراج عن ترويض ذاك الفرس الجامح جلس قليلا يرتشف بعض المياة ثم فكر فى آخذ ذاك الفرس بجوله ربما يهدأ ويعاود ترويضه خرج من الإستطبل يسير بين الحقول برتابه يحاول عدم الضغط على الفرس لكن أثناء سيره لمح تلك التى تقف بتلك الأرض يعلم جيدا أن تلك الأرض هى ملكهم لكن كانت الارض خاويه لا يوجد سوا تلك الفتاة التى تنحني بالأرض سريعا خمن هويتها شعر بحرارة تغزوا جسده ڠضبا وتذكر حديث عمته ووالده عن تلك من بعيد رأها حين إستقامت واقفه
كانت تضع عمامه من فروع شجر الصفصاف فوق راسها من بعيد من يراها يظنها ملكه بتاج إغريقي سرعان ما تعصب ووجه الفرس أن ينزل الى تلك الأرض قصدا منه
بينما هى كانت تنزع بعض الحشائش الضارة من بين شتلات الأرز كانت تنحني قليلا لكن
لوهله ترك توجيه الفرس بتعمد وهو يقترب من ثريا كاد الفرس أن يصيبها لولا عودتها للخلف تمسك بلجام الفرس وأوقفه عنوة ونظر الى ثريا التى إختل توازنها وكادت تسقط لكن بصعوبة تمالكت وظلت واقفة رفعت نظرها تنظر له لثواني بإحتقان وڠضب قبل أن تحول ذاك الڠضب الى عدم إهتمام
وتهكمت بسخرية قائله
إيه اللى نزلك أرضي بالحصان يا سراج
تضايق من نطقها لإسمه بتلك الطريقة التى تدنو من شآنه لكن إرتسمت بسمة سخريه وتكبر على وجهه قائلا بزهو
كويس إنك عارفه أنا مين
نازل أرضي ليه يا سراج
جالت عينيه على قطعة الارض ثم عاد ينظر لها قائلا بتأكيد
قصدك أرض العوامري اللى لازم ترجع لهم
تهكمت بضحكة سخرية قائله
ده كان زمان يا سراج دلوك بقت أرضي ومش هفرط فيها
قبل أن يتحدث سراج بعصبيه كآن عصبيته إنتقلت للفرس وإنتفض وكاد يدهس ثريا لكن عادت للخلف إختل توازنها سقطت هذه المرة بالارض الضحلة نظر لها سراج بإستعلاء وهو يحاول السيطرة على عنفوان الفرس قائلا بټهديد مباشر
بلاش تتحديني يا ثريا
إنت عارفة مقامك كويس وأنا أقدر أخد الأرض ڠصب عنك
فهمت ثريا تهديده وإستبيعت بتحدي قائله
منها وإليها نعود يا سراج يا عوامري ودلوك إطلع بره أرضي عيب حد يشوفك واقف معايا يجولوا إيه عنك مش صاين إنى كنت فى يوم مرت واد عمتك وإبن عم أبوك إكده هيطلع علي شباب العوامريه صيت إنهم بلا نخوة بس أنا بأكد فعلا إن رجال العوامريه بلا نخوة
أنا لو معنديش نخوة كنت دفتنك مكانك تحت رجل حصاني
تهكمت ساخره تقول
هو إكده طبع العوامريه مش بيشطروا غير عالحريم أصل حرمه هى اللى بتوجههم إبجي سلملي على عمتك ولاء وجول لها إنى مش هفرط فى الأرض
الأرض زي العرض يا سراج
نظر لها پغضب قائلا
الأرض هي اللى تهمني يا ثريا ومسألة العرض دي متفرقش معايا
إحتدت النظرات بينهم بمشاعر ثائرة غاضبة من كلا الطرفين للآخر
لكن كان للفرس رأي حين عاود السير وترك له سراج الزمام يدهس ما يشاء من الأرض بينما شعرت ثريا پغضب سحيق لكن سرعان ما تهكمت بلا مبالاة فماذا ستفقد لا شئ أكثر من ما فقدت سابقا
فقدت روحها والآن عليها التشبث أكثر عن قبل فيبدوا أن هذا اللقاء
بداية العاصفة
﷽
السرج الرابعلقاء آخر عاصف
سراج الثريا
دائما ما يحب أن يسمع لحكاوي البسطاء أيا كانوا
أثناء سيره بتلك الفرسه بين الأراضي الزراعية لفت إنتباهه ذاك التجمع الخاص
بأحد جلسات الصفا لمجموعة من الفلاحين يجلسون أسفل ظلال فروع أشجار الصفصاف الملتفه كانوا يمرحون يتذكرون بعض الذكريات التى مرت عليهم ذهب نحوهم بتلقائيه هبط من فوق الفرسه وتبسم وهو يقترب منهم يلقي عليهم السلامالجميع يعلم من هو آدم العوامريلكن لا يخشون منه يعلمون أنه ذو قلب ودودكثيرا ما جلس بينهم يسمع حكاويهم يتناول معهم ابسط الطعام وكوب شاي يستمع لحكاياتهم وذكرياتهم وحياتهم بين الأمس والحاضر حكايات يعيد صياغتها يغزلها فيما بعد بحكاوي كتابية
إنتهت تلك الجلسة حين نهضوا واقفين تبجيلا ل عمران العوامري الذى كان يمر أمامهم بتلك العربة الذى يسحبها حصان كارته
لم يهتم آدم لذلك وظل جالسالكن لمح عمران جلوس آدم وسأل ذاك الشخص المرافق له
مش آدم اللى جاعد مع الفلاحين ده
أجابه
إيوه هو چنابك
زفر عمران نفسه بضجرآدم كثيرا ما ينسي ما هي قيمت عائلة العوامري ويجلس بين الفلاحين اللذين يعملون باليومية لا يهتم أنهم دون مستواه العائلي المرموق تفوه للعامل الذى معه بآمر
إنزل نادي عليه
لحظات وكان آدم واقفا أمام عمران الذى ينظر له بإستهجان قائلا بذم
إيه اللى مجعدك مع الفلاحين الأجريه دول مش من محامك مش هتبطل العادة دي إكده بتمرعهم وبتديهم جيمة قيمة أكتر من حجمهم لازمن تتعامل معاهم على إنك آدم بيه العوامري اللى يحكم ويأمر فيهم وهما عليهم السمع والطاعة لازمن يهابوك
يعلم أن مجادلته مع والدته لكن تفيد بشئ أومأ برأسه قائلا بمهاودة
تمام يا أبوي بعد إكده هتعامل معاهم بالكرباج
نظر له عمران بسخط قائلا پغضب
إنت بتهاودني بتاخدني على قد عقلي
قاطعه آدم يزفر نفسه قائلا
لاه يا أبوي بعد إكده هحط حد للتعامل بيني وبين الفلاحين اللى المفروض إحنا بناكل من كدهم وتعبهم وبقينا آسياد عليهم
زفر عمران نفسه بخشونه قائلا
وصلنا للحديت الماسخلازمن تعرف وتعترف إن ربنا له فى خلقه شئونخلق الاسياد
قاطعه آدم
ربنا خلقنا سواسيهلا أسياد ولا عبيدودول مش عبيد دول بشړ فلاحين قعدتى معاهم مش شبه ليا ولا تقليل من شآنىهما دول الفلاحين اللى بينججوا عمي عبد المقصود العوامري فى الإنتخابات بتاع المجلسوعالعمومهما خلاص إنفضوا كل واحد فيهم راح يرتاح له ساعتين الآيالة عشان يرجعوا العصر يشتغلواأنا كمان راجع للإستطبلأشوفك المسا يا أبوي
غادر آدم نحو ذاك الفرس الخاص به وإمتطاه وسار به سريعابينما ضجر عمران يزفر نفسه هامسا يقول
وارث مش بس شكل أمكلاء كمان صفاتهامكنش لازمن أسيب رحيمة وسطيكم كان لازمن تعيش منفية بعيد عن إهنه من الأول بس خلاص سراج عاود وهو اللى هيرجع الهيبه من تاني
بمنزل مجدي السعداوي
تفاجئت سناء زوجته
بعودته الى المنزل فى هذا الوقت ليس من عادتهتفاجئت أكثر حين خرجت من المطبخ بجلوسه فوق مقعد بالردهه وجهه عابس وحزين إنخضت من جلسته هكذا إقتربت منه بتوجس وقلق قائله
وجدي في إيه مالك جاعد إكده ليه مش عادتك ترجع للدار دلوك
شعر پغضب ورفع نظره لها قائلا بعصبية
لازمن أعاود داري بمواعيد إياك
إرتبكت وتلجلجت بالقول
لاه مش جصدي بس خير جاعد ورا الباب إكده ليه
بنفس الوقت خرجت حنان من غرفتها لاحظت وقوف والدتها أمام والدها الجالس
متابعة القراءة