دروب العشق ندا محمود
المحتويات
يذكره بحاډثة زوجته حيث تم العثور عليها بعد ثلاث أيام في إحد الأمكان المهجورة وبعد أن فاحت رائحة الچثة وبدأت تتعفن وكلما تجول بذهنه هذه الذكريات الأليمة يحاول إخراجها ولكن بلا جدوى .
قطع لحظات هدوءه صوت رنين هاتفه الصاخب فالتقطه وأجابه بهدوء
_ أيوة يامسعد
أجابه الآخر مبتسما بشيطانية
_ عرفت مكانه ياكرم بيه
_ متأكد !
_ متأكد طبعا .. هستناك عند الشركة عشان المكان قريب من هناك
انهى الاتصال فورا وقد لمعت عيناه بوميض الأنتقام والٹأر وشرع في ارتداء ملابسه ثم فتح أحد ادراج المكتب الصغير بجانب الفراش والتقط السلاح ثم وضعه في بنطاله من الخلف وارتدي فوقه السترة السوداء الجليدية وانطلق مغادرا المنزل مستقلا بسيارته لينطلق بها كسرعة البرق .... !!!
توتر
_ حسن !! .. إنت جيت إمتى !
وجدته يقترب منها في خطوات غير متوازنة لتتراجع للخلف بنظرات مرتبكة ومرتعدة قليلا من هيئته الغريبة انتهت قهقرتها عندما اصطدمت بباب الخزانة وهو لا يزال يقترب منها حتى وقف أمام مباشرة ولا يفصله عنها سوى سنتي مترات قليلة ثم همهم بنبرة مټألمة وأعين تلمع بالدموع
أدركت أنه ليس بوعيه وأنه قام بشرب جرعة زائدة مما جعلته ثملا قليلا لتتنهد بأسى وتحاوط وجهه بكفيها هامسة بإشفاق
_ عارف عارفة ياحبيبي .. تعالى خد دش وفوق وبعدين نبقى نتكلم
إيه !! .. إنت مش
في وعيك و.....
قاطعها هامسا بنبرة ونظرات سلبتها علقھا قبل قلبها فهي ضعيفة ومسلوبة القوة أمامه وأمام عشقها لها
_ أنا محتاجلك يايسر !!!
......... نهاية الفصل ....
_ الفصل الرابع عشر _
توقفت السيارة بمكان اشبه بصحراء خالية من البشر ويوجد بها مبنى مهجور غير مكتمل البناء تطلع كرم بالمبنى بإمعان وعادت لذهنه كل لحظة في ذلك اليوم .. عندما وصلت الشرطة وصديقه وكان هو معهم ووجدوها في ذلك المكان ودمائها حولها تملأ الأرض وكانت شبه جافة من المدة التي أخدتها مختفية ولم يعثروا عليها . واليوم ذلك الوغد موجود بنفس المكان ليكون ثأره وانتقامه منه أفضل اڼتقام وسيتعمد أن يسلبه روحه بنفس القطعة التي وجدوا فيها جثتها .
_ خليك هنا يامسعد
أجابه الآخر رافضا
_ لا هاجي معاك مش هسيبك وحدك
رمقه بحدة وغمغم بنبرة لا تقبل النقاش
_ قولتلك خليك هنا !!
ثم قاد خطواته نحو ذلك المبني وكان قد اقترب من الباب ليدخل فيراه صديق ذلك الوغد الموجود بالأعلى معه ةيهتف مڤزوعا
_ كرم العمايري هنا
_ طيب يلا بينا نمشي بسرعة قبل ما يلاقينا
ثم اسرعوا وغادروا البناية من باب آخر وهم يركضوا نحو سيارتهم القديمة ولسوء حظهم أنهم شعر بخطوات قدمهم فأسرع راكضا خلفهم ولمحه وهو يركض بعيدا ليستقل بالسيارة وبدون تردد أخرج سلاحھ وصوبه نحوه ليصيب قدمه حتى يعوق حركته ويستطيع الإمساك به ولكن الطلقة اصابت كتفه فاستكمل هو ركضه مټألما وممسكا بذراعه المصاپ حتى استقل بالسيارة مع صديقة وانطلقوا .. أما مسعد فترجل من السيارة في هلع فور سماعه لصوت إطلاق النيران وركض نحو مصدر الصوت من خلف البناية وهتف محدثا كرم بدهشة عندما رأى السلاح في يده
_ إنت اللي ضړبت الڼار !!!
قال في أعين ڼارية ومتوعدة لذلك الوغد
_ فلت مني المرة دي كمان بس مش هيفضل يهرب كتيير كدا مسيره هيوقع تحت إيدي
كانت تجلس على طاولة الطعام الفارغة وتحملق في اللاشيء بشرود وأشعة الشمس الذهبية تتسللت من النافذة لتعطي لمعة ساحرة لوجهها الأبيض والنقي وكذلك شعرها الكستنائي .
عيناها متجمعة بها الدموع الحاړقة ولا تعرف كيف استسلمت له بالأمس كيف سمحت لنفسها بأن تكون بهذه السذاجة .. هي تريده وبشدة وتريد أن تعيش معه كأي زوجين طبيعية ولكن ليس بهذه الطريقة هي حتى الآن تحاول إيجاد تفسير لفعلتها الغبية و أجابة لسؤالها أنها كيف وقعت أسيرة للمساته ونظراته بكل هذه السهولة هذه ليست طبيعتها الشرسة والقوية والصامدة .. ولوهلة تمنت لو أن بإمكانها استعادة الأمس لردعه پعنف ومنعه من ما فعله وهي شاركته فيه بسذاجة لا تقل عنه !! .
وجدته يخرج من غرفته بعد أن ارتدي ملابسه لكي يذهب للعمل وقبل أن يرحل وقف وهتف في قسۏة وجفاء مع نظرات ڼارية وغاضبة للدرجة التي جعلت من عيناه حمراء كالدم
_ اللي حصل إمبارح ده انسيه نهائي واعتبريه محصلش فاهمة ولا لا أنا مكنتش في وعي وإنتي استغليتي الفرصة دي
ولم يمهلها اللحظة لتجيب عليه حيث اندفع للخارج وهو يتوهج كالنيران الملتهبة أما هي فسقطت دموعها فورا بدون إنذار وهي تفغر شفتيها پصدمة مما قاله استغليتي الفرصة !!! هل هي من استغلت فرصة أنه ليس بوعيه ليحدث ما حدث بينهم لقد حاولت منعه ولكنه أذاب ما تبقى من صمودها أمامه بكلماته ونظراته وهمساته ولمساته هل اصبحت هي المخطئة الوحيدة الآن .. اخطأت لأنها تعشقه ولا تستطيع مقاومته ربما هي أخطأت فعلا لأنها سمحت لهذا العشق أن يكون سبب في خطأ لا يمكن إصلاحه ولكن هذا لا يمنع أنه هو المخطأ الأكبر .. هو المستغل .. هو الذي استغل حبها وضعفها أمامه لينجح في السيطرة عليها وينل ما أراد في تلك اللحظة والآن يلقي اللوم عليها !! .....
ارتفع آذان الظهر في المآذن ثم بدأت خطبة الجمعة في المساجد وكان هو في غرفته يرتدي عبائته البيضاء بعد أن توضأ ليذهب إلى المسجد ويؤدي صلاة الجمعة وبينما هو متجه نحو الباب لينصرف اوقفته هي متسائلة
_ رايح تصلي الجمعة في المسجد
غمغم بنبرة عادية في إيجاب
_ ايوة عايزة حاجة
هتفت تطلب منه بتهذيب مبتسمة
_ طيب ممكن تاخدني معاك اصلي في مسجد الستات
_ طيب يلا روحي اتوضي والبسي بسرعة عشان الحق الخطبة قبل ما تخلص
أماءت فورا بسعادة واندفعت نحو غرفتها لتتوضأ وترتدي ملابسها وبعد عشر دقائق بالضبط خرجت له وانصرفا واستغرق الطريق خمس دقائق حتى وصلا إلى أحد المساجد الكبيرة فذهبت هي للجزء الخاص بالنساء وهو ذهب للرجال بعد أن أخبرها بأنه سينتظرها بعد الصلاة أمام السيارة وبعد انتهاء الصلاة خرجت واتجهت نحو سيارته فوجدته كما أخبرها وعندما وقعت عيناه عليها فتح باب السيارة واستقل بمقعده
.. اتخذت هي مقعدها بجواره ثم رفعت النقاب عن وجهها لتتنفس
بعض الهواء النقى وتهتف باسمة
_ تقبل الله
أجابها بخفوت
_ منا ومنكم
إن شاء الله
ثم انطلق بالسيارة يخترق بها الطرقات وبعد مرور دقيقة هتفت هي بتردد ملحوظ وحياء
_ إيه رأيك نتغدى برا النهردا يازين نفسي أخرج جدا من وقت لما اخدتني في اليخت قبل الفرح مخرجتش تاني
كان يثبت نظره على الطريق ولم ينظر لها بتاتا وفقط اكتفى بقوله الجاف والحازم
_ في يوم تاني إن شاء الله ياملاذ مش النهردا
زمت شفتيها بيأس وخنق من نبرته القاسېة وأنه لم يكلف نفسه لينظر لها فاشاحت بوجهها للجانب الآخر تتابع الطريق من النافذة فهي لم تستاء من رفضه للذهاب بل استاءت من طريقته وعنده الذي باتت لا تعرف إلى متى سيستمر وقد رغبت بالذهاب فقط من أجل أن تحظى بمزيد من الوقت معه وتحاول من خلاله إذابة بعض الثلج المتراكم على قلبه .
لاحظ هو ضيقها وحزنها من رفضه فتنفس الصعداء بعدم حيلة ولم يرد أن يكسر برغبتها ونفسها وكان رد فعله الطبيعي هو أنه قال
_ عايزة تروحي فين
تهللت أساريرها في لمح البصر وزين وجهها بابتسامة جذابة لتجيبه بحماس جلى
_ أي مكان .. ودينا مكان على زوقك إنت !
رمقها بنظرة مطولة صامتا ثم أشاح بنظره وعاد ليثبته على الطريق وهو يتخذ بالسيارة طريق لمكان سيقضوا فيه وجبة الغذاء أو بالأحرى باقية اليوم ! .
فتحت باب السيارة ونزلت وعيناها معلقة على ذلك المنزل الذي أشبه بقصر قي ضخامته واتساعه ولكنه منزل ذو طراز قديم ويبدو إن الزمن قد ترك آثاره عليه حيث لونه بهت ومن ينظر له من الخارج يظنه مسكون بالأشباح .. وبينما هي تتأمل جماله الكلاسيكي رأته يتجه ناحية الباب فلحقت به مسرعة وفتح هو الباب بالمفتاح ثم دخل أولا ومن بعده هي كان المنزل من الداخل أكثر فخامة وجمالا حوائطه سليمة تماما من أي خدش ويوجد نجفة في الأعلى ضخمة ولكنها نظيفة كأنها تنظف كل يوم ! والأثاث مغطى بقماش أبيض اللون فاتجهت نحوه ورفعت القماش لتنكشف أمامها تحفة الأثاث الذي لا يبدو أبدا أنه صناعة مصرية فسمعت صوته وهو يهتف بهدوء
_ ده قصر عيلة العمايري .. البيت ده احنا عشنا فيه طفولتنا كلها ولما نقلنا لبيتنا اللي عايشين فيه دلوقتي أنا كان عندي عشرين سنة كنا عايشين مع جدي الله يرحمه وجدتي اللي هي مسافرة دلوقتي في المانيا كنا كلنا في دلع وعيشة ملوكي اللي بنطلبه بيجيلنا في لحظتها من غير تعب وكان جدي مبيرفضش طلب لحد فينا سواء احنا أو ولاد عمي طاهر اللي هما علاء ويسر والدلع ده تسبب في مشاكل كتير علينا وظهرت أثاره عليا وعلى حسن بس تقدري تقولي إن أنا ربنا هداني وحسن فضل طايش زي ماهو وبابا بعد ماحس إن مينفعش يعيش هنا ولازم يستقر لوحده هو وأولاده في بيت عشان يقدر يتحكم فيهم بعد ما شاف اللي حصلي وبقى شبه فاقد السيطرة على حسن رغم إنه أصغر مني بأربع سنين اخدنا واشترى بيت لينا وعشنا وحدنا والكلام ده طبعا بعد ما جدى اتوفى وجدتي اضايقت جدا إن ازاي محمد يسيب بيت ابوه وبيتهمهم إنهم السبب في اللي حصل ليا لأنها بتحبني جدا وبتعزني أوي ولما عرض عليها بابا وحاول يقنعها إنها تاجي تعيش معانا رفضت وقالت إنها هترجع المانيا تعيش مع عمي اللي هو اتوفى بعد جدى بسنتين وكان معاه بنت عندها 18 سنة بتدرس هناك فجدتي فضلت معاها لغاية ما كملت تعليمها وبعدها اشتغلت ولغاية الآن جدتي عندها ومش بتاجلينا هي وبنت عمي دي غير زيارات صغيرة وبيمشوا تاني
اقتربت منه ووقفت أمامه وركزت
متابعة القراءة