دروب العشق ندا محمود

موقع أيام نيوز

أن تذهب لرفيف وتنضم لصديقاتها وهووأشار لشقيقته من بعيد على كرم ففهمت هي مقصده فورا وابتسمت ورحبت بانضمام ابنة خالها بينهم في حب ....
بعد دقائق قرر حسن أن ينزل ليقوم بشراء شيء له وهرول ناحية المصعد الكهربائي قبل أن يغلق ووضع قدمه بينه حتى لا يغلق فإذا به ينصدم بيسر فيتأفف پغضب ويدخل مخڼوقا فتطالعه هي بنظرات استحقار من تقززه منها وكأنها قمامة ثم هتفت في استهزاء 
_ أنا اللي المفروض اقرف منك أصلا !!
حدجها في نظرة تتصنع عدم الفهم وهو يضيق عيناه وقال بنبرة باردة كالثلج 
_ افندم !
جزت على أسنانها وكورت قبضة يدها وودت لو صڤعته بها مرة أخري ولكنها جاهدت على الظهور بمظهر الغير مكترثة له وتمتمت في غيرة واضحة كشفت محاولتها الفاشلة في عدم الإكتراث 
_ متفتكرش إنك لما تقعد تتلزق في بنت خالك أنا كدا هغير مثلا وهتغيظني أكتر
جلجلت ضحكته المصعد وهتف ساخرا في نظرة استحقار ونبرة فظة 
وأنا مهتم بغيرتك مثلا يعني ما تولعي بجاز و أنا مالي بيكي !
صاحت به في انفعال 
_ احترم نفسك واتكلم معايا بأسلوب كويس واحمد ربك إني مقولتش لحد لسا وصابرة عليك
أثارته واشعلت النيران في عيناه وبرزت عروق رقبته بسبب طريقتها المستفزة وكأنها تخبره يوضوح أنها تقبض على ذراعه المصاپ وإن ازعجها ستضغط عليه وتؤلمه بشدة فقبض على ذراعها وصاح في استياء عارم 
_ يابنت الناس اعقلي وبلاش تخليني ازعلك بجد مني .. أنا لغاية دلوقتي اللي حايشني عنك أخوكي وأبوكي وإلا كان ....
قطع جملته فتح باب الظصعد تلقائيا عند وصوله وكان ينتظر المصعد فتاة من أصدقاء العروس وتصلبت بأرضها عند رؤيتها لوضعهم فترك يدها فورا ورمق يسر شزرا ثم اندفع للخارج وغادر ولحقت هي به !
داخل إحدى المستشفيات الخاصة ....
متسطحة على الفراش وعيناها معلقة في السقف وتنهمر منهم الدموع بصمت إلى متى ستظل تتخبط في الطرقات بمفردها .. من جهة ألمها على فراق أخيها ومن جهة أخرى قلبها الذي ېتمزق وېنزف دما حزنا على حال والدتها ويزيد بؤسها ذلك الرجل الذي لا يكف عن ملاحقتها وابتزازها بصورها واليوم لولا ستر الله وحمايته لها لكانت تبكي دما الآن على ضياع كل ما تملك .
هل اخطأت حين لم أخبره فهو مد لي يد العون وأنا أثق به ثقة عمياء لما رفضت عونه ! كانت تتساءل في قرارة نفسها بمرارة وعقلها يكاد ينفجر من كثرة الهموم التي يحملها بداخله وعدم توقفه عن التفكير للحظة واحدة ! سحبتا من فقاعة بؤسها صديقتها 
_ شفق إنتي كويسة حصل إيه !
أجابتها من بين بكائها وصوتها المرتجف 
_ شوفته وحاول يعتدي عليا يا نهلة
ابعدتها عنها فورا وطالعتها بذهول وړعب ثم همست في ترقب وقلق 
_ يعني مقربش ليكي
هزت رأسها بالنفي وغمغمت في أعين مدمعة ولكن بكائها توقف 
_ لا أنا روحت الكلية النهردا وبعد الكلية روحت ازور سيف الله يرحمه وطلع بيراقبني وحاول يعتدي عليا وبصعوبة قدرت اهرب منه وطلعت اجري ومخدتش بالي من الشارع من كتر خۏفي فعربية خطبتني ووصاحب العربية جابني هنا
ترنحت صديقتها من العصبية واخذت تسير إيابا وذهابا
وهي تقرض أظافرها من الغيظ ثم التفتت لها وهتفت منفعلة 
_ مش هينفع الوضع ده ياشفق الحيوان ده لازم حد يوقفه عند حده حسبي الله ونعم الوكيل في مروة .. بعدين إنتي مش كرم قالك متطلعيش وحدك وأنه هو اللي هيوديكي الكلية
عبس وجهها بشدة بمجرد ذكر صديقتها لكرم تخشي أن تقحمه معها في مشاكلها فيصيبه الأذي بسببها وبجانب أنها تخجل منه أيضا بعد كل ما فعله لأجلها ولهم وتضف لكل هذا السبب الرئيسي في محاولاتها لتجنبه وهو أنها بدأت تنجذب له تلقائيا وهي تريد أن تكسر قاعدة قلبها الذي لا يختار من العشق إلا أصعبه

خرج صوتها خاڤتا وعابسا 
_ أهو كرم ده مشكلة كمان وحده يانهلة كفاية اللي عمله معانا وبصراحة مكسوفة منه ومش عايزة ادخله في مشاكلي أنا لولا الحيوان عمر اللي فضحني بالصور قدامه مكنتش هقوله أصلا ولا هعرف حد بالموضوع ده
هذه الساذجة تجهل خطۏرة الأمر هل هي مستعدة لأن تخسر نفسها للأبد بسبب ذلك الوغد والحقېر ترفض يد العون ومن ثم تبكي من الخۏف عندما يصبها مكروه يالها من حمقاء ولابد من ارجاعها لصوابها فإن كانت لا تخشي على نفسها فهناك من يبالي بأمرها ! . صاحت بها نهلة في اندفاع وعصبية شديدة 
_ هو بنفسه اللي طلب يساعدك لو مكنش حابب مكنش هيهتم بيكي أصلا عارفة إنه كتر خيره وأنه ووقف معاكم كتير من وقت ۏفاة سيف الله يرحمه بس مفهاش حاجة لو كمل جميله شوية لغاية ما تخلصي من الحيوان ده وبعدين ابقى انسيه تماما وإنتي محتاجة لحد يكون جمبك دلوقتي مينفعش تطلعي وتدخلي وحدك كفاية استهتار ياشفق
اجفلت نظرها أرضا في أسى فهي تدرك جيدا خطۏرة الأمر ولكنها أصبحت لا تبالي بشيء سوى والدتها وأن كانت تحاول حماية نفسها فالأجلها فقط حتى لا تتركها بمفردها ويجب عليها أن تدفع ثمن خطأها وثقتها في من لا يستحق الثقة . اشفقت عليها نهلة ولانت نظراتها لتلك المسكينة التي تحمل هموما فوق طاقتها فاقتربت منها وجلست بجوارها ثم امسكت بكفها تملس عليه بلطف هاتفة في حنو 
_ ياشفق أنا خاېفة عليكي والله خاېفة الحيوان ده يأذيكي في مرة عشان كدا بقولك قولي لكرم وخليه يساعدك
_ أنا دلوقتي بفكر هقول إيه لماما لما تشوف راسى المربوطة بالشاش دي ورجل اللي بمشي عليها بالعكاز ولا كرم كمان لما يشوفني هيضايق جدا لما يعرف إني طلعت ومقولتلهوش لإنه منبه عليا أكتر من مرة
قررت نهلة أن تتخلي عن انفعالها قليلا وتستخدم المرح لتخرجها من حزنها قليلا فغمزت لها بنظرات دقيقة وهي تردف بخبث 
_ وإنتي خاېفة
على زعله أوي كدا ليه يعني !
رمقتها شفق بارتباك وتلعثمت فلم تعرف بماذا تجيبها لتخفي عليها حقيقة مشاعرها نحوه التي تنمو يوما بعد يوم فأجابتها يإيجاز ونبرة صوت مرتجفة 
_ هااا .. لا عادي عشان أنا وعدته إني مش هطلع من غير ما اقوله فأكيد هيضايق
ضحكت على تعلثمها وأكملت ضغطها عليها بالكلام فلن تتركها حتى تعترف بإعجابها به 
_ أيوة برضوا أنا مفهمتش إنتي مضايقة ليه لمجرد إنك فكرتي إنه هيضايق
حاولت إيجاد وسيلة للهرب من حصار صديقتها لها فتصنعت السعال وأخذت تسعل بقوة وتقول بصوت ضعيف 
_ هاتيلي مايه يانهلة معلش
أطلقت الأخرى ضحكة متأججة لكشفها خدعتها الفاشلة التي تحاول خداعها بها ولكنها قررت أن تسير معها لآخر الطريق وترى إلى أين ستصل محاولاتها للفرار منها ! فنهضت ولتجلب لها الماء وبينما هي تمر من جانب النافذة لمحت رجل يقف أمام المستشفي بالأسفل لتتسمر بأرضها وتحدق بها بتشكيك من مظهره الغير مهندم أو الراقي وهتفت دون أن تبعد نظرها عن النافذة 
_ شفق قوليلي كدا هو الراجل ده شكله إيه 
استعجبت سؤالها ولكنها أجابت بهدوء 
_ طويل وأقرع واسمر ليه !!!
اقتربت أكثر من النافذة وهي تدقق في ملامحه جيدا بأعين ڼارية ومشټعلة وتكمل اسئلتها في جدية تامة 
_ متعور في وشه 
بدأ الخۏف يتسلسل إلى نفس شفق التي حاولت الاعتدال في نومتها ولكنها لم تستطع بسبب قدمها وأجابت على صديقتها بارتيعاد 
_ آه .. هو قاعد تحت ولا إيه !
التفتت لها بجسدها وقالت باستياء ونبرة تسللها القلق مثلها فقد يلحق بهم الأذي هم الأثنين من هذا الوغد 
_ ايوة قاعد تحت .. مستنيكي تطلعي أنا مش قولتلك الراجل ده مش هيسيبك في حالك ولازم نشوف حل معاه طلعي تلفونك ياتكلمي كرم ياهكلمه أنا
هتفت مسرعة في ارتباك ورفض قاطع للجوء إليه ومحاولة إيجاد أي حل للهرب والخروج من هذه المستشفى سالمين هي وصديقتها 
_ لا لا عشان خاطري متتصليش بيه يانهلة .. بصي الشاب اللي خبطتني بعريبته أنا طلعت أعرفه من بدري وهو راح مشوار بسرعة وقالي جاي تاني عشان يطمن عليا ويوصلني البيت فخلينا قاعدين لغاية ما ياجي ويوصلنا البيت
طفح كيلها ولم تعد تحتمل سذاجتها ولا تفهم أهذا بسبب إحراجها منه كما تقول
أم أنها تخشي أن يصيبه مكروه أم تحاول الابتعاد عنه بسبب إعجابها به ولكن ما تفهمه أنها ترتكب خطأ فادح في حق نفسها عندما ترفض الاحتماء به وتركه يساعدها اندفعت نحوها وجذبت هاتفها من يدها قائلة في عزم وإصرار 
_ طالما مش هتكلميه يبقى أنا هكلمه !!
هتفت شفق برجاء متراجعة عن قرارها ورفضها القاطع لمحادثته 
_ خلاص أنا هكلمه بس بشرط لما ياجي مش هتجبيله سيرة عن اللي حصل وأنا هقوله إني روحت الكلية وأنا وجاية في عربية خبطتني بس ومش هقوله اكتر من كدا عشان أنا مش حابة حد يدخل في مشاكل بسببي
ذعنت نهلة لها

فعلى الأقل ستطمئن عليها حين يأتي ويرافقهم هو للمنزل وستتأكد بأن ذلك المترصد لها بالأسفل لن يتمكن من أذيتهم أما هي فأخذت تفتش عن رقمه في قائمة الأسماء وحين وصلت له إخءت تحدق به بتردد تخجل ولا تريد محادثته ولكن ما باليد حيلة فإما هي أو صديقتها التي بالتأكيد ستفشي له بكل شيء إن حدثته حسمت أمرها وضغطت على اتصال ثم وضعت الهاتف على اذنها تنتظر إجابته حتى أجاب بعد وقت محاولا الابتعاد عن صوت الموسيقي والأزعاج الذي حوله 
_ أيوة ياشفق
ألقت نظرة مترددة على صديقتها حين أجاب ثم عادت تتطلع أمامها وقررت أن تدخل في الموضوع فورا دون مقدمات حتى لا تتلعثم وتخطىء في شيء 
_ كرم تقدر تاجيلي دلوقتي .. أنا في المستشفى
ابتعد عن حشد المعازيم تماما حتى وقف أمام المصعد الكهربائي مغمغما في هلع عندما ظن بأن والدتها قد اصابها مكروه 
_ مستشفى !! مامتك تعبت ولا إيه !
همست خفوت وتوتر بسيط امتزج بالحياء 
_ لا أنا روحت الكلية وعربية خبطتني أنا وراجعة بس الحمدلله أنا كويسة وكنت محتجاك تاجيلي بس عشان أنا وحدي ومعيش حد غير صحبتي
ضغط على المصعد الكهربائي حتي يستقل به ويصله إلى الطابق الأرضي هاتفا على عجلة واهتمام 
_ طيب أنا جايلك أهو دلوقتي علطول
دقائق من الانتظار كل منهم الخۏف والړعب ينهشهم نهش خشية من إن يتسلل من بابا المستشفى خفية ويأتي لهم فيأذيهم كانت نهلة تقف على النافذة تتابعه بتركيز دون أن تغفل عنه لحظة وشفق على فراشها تقرض في أظافرها بقلق كدليل على فرط توترها واضطرابها الذي سرعان ما انجلي حين التفتت لها نهلة وقالت مبتسمة في سعادة 
_ كرم جه
أصدرت هي تنهيدة حارة بعد أن سكنت نفسها واطمأنت فهي لا تنكر شعورها بالراحة حين يكون معها ترى
تم نسخ الرابط