شيخ في محارب قلبي رحمه نبيل

موقع أيام نيوز


يمكن حاجة عادية بس خاصة بيهم بعيدا عن القرف اللي هو بيعمله 
هز جمال رأسه بعدم معرفة وهو يجيبه 
انا مش عارف بس شبه متأكد من الحوار ده واتمنى يكون صح ولو مش صح هقدر اجيب اعتراف منهم لأن الغرفة اللي هما فيها مليانة كاميرات ومسجلات صوت وهقدر تخليهم يعت
قاطع حديثهم صوت رنين هاتف يصدح في الغرفة كلها لينظر رشدي بتعجب له ثم نهض وهو يستأذنهم للرد على الهاتف سريعا ثم يعود لهم 

توقف رشدي خارج الغرفة وهو يفتح المكالمة متحدثا بنزق شديد وهو لم ينسى بعد ما قامت به 
افندم 
تحدث رشدي وهو يراقب بعينه والده الذي كان يتراقص في الصالون ك راقصين الباليهلكنه لم يهتم كثيرا وهو يستمع لصوت ماسة الذي أتاه عبر الأسلاك 
فيه ايه يا رشدي ايه الأسلوب ده 
ابعد رشدي عينه من على والده بملل وهو يجيبها 
والله ده اقل واجب مع حضرتك 
على الجهة الأخرى 
انتفضت ماسة بعدما كانت تتسطح على الفراش بكسل وهي تتخصر كأنه يراها 
نعم نعم يا استاذ أباظة وضح كلامك كده وبلاش لف ودوران 
اطلق رشدي ضحكة ساخرة وهو يشير بعينه لوالده أن ينتبه للطاولة حتى لا يكسرها في غمرته أثناء الرقص ثم اجاب 
عايزة ايه يا ماسة عشان حاليا مش فايق الصراحة 
عايزاك تطلقني يا أباظة 
وفجأة صدح صوت زغرودة من الهاتف جعلت الفتيات ينظرن لبعضهن البعض بتعجب شديد لتتحدث ماسة بعدم فهم 
ايه صوت الزغاريد دي يا أباظة هو فيه حد بيتجوز عندك ولا ايه 
تحدث رشدي ببسمة واسعة ونبرة يعلم جيدا أنها ستستفزها ولكن هي من استحقت ذلك بعد كل ما فعلته به وبمن معه 
لا يا ختي عقبال عندك اخدت إعفاء 
إعفاء هو مش إنت خلصت جيش من زمان 
ضحك رشدي بشدة عليها ثم قال بعدما هدأ من ضحكاته 
لا وأنت الصادقة خدت اعفاء من بلاء انا اللي جبته لنفسي 
ابتلعت ماسة ريقها پخوف من نبرته تلك 
قصدك ايه يا أباظة 
ابتسم رشدي ثم ردد بنبرة خبيثة 
قصدي هقولهولك بنفسي لما تيجي يا ماستي وجها لوجه يا روحي لان مينفعش يتقال ابدا على التليفون 
قلة أدب صح 
ضحك رشدي پعنف على حديثها وهو يهز رأسه بيأس منها ومن تفكيرها 
امممم حاجة شبه كدة و دلوقتي سلام عشان مشغول 
أنهى حديثه وهو يغلق الهاتف مبتسما كالغبي ينعي نفسه على هذا الزواج الذي لن يسبب له سوا المړض حقا 
دخل رشدي للغرفة ليجد الجميع ينظر له بعدم فهم 
الزغرودة اللي 
صمت جمال عن إكمال
كلماته بسبب ضحكات رشدي وهو يتحدث بلا اهتمام 
لا ده انا
كنت بزغرد لابويا برة أصله أبدع النهاردة المهم كنا فين 
لم يكد أحد يفتح فمه حتى ارتفع رنين هاتف هادي لينظر له بابتسامة واسعة ولم يكد يتحدث وهو ينهض حتى امسك رشدي يده يجذبه ليجلس مجددا مرددا له وهو يشير برأسه للهاتف 
رد عليها وافتح الاسبيكر 
رفع هادي حاجبه بتعجب 
نعم 
رد بس عليها عشان فيه حاجة كده في دماغي 
فتح هادي المكالمة بحنق شديد وهو يرمي رشدي بنظرات سامة ثم فتح بعدها المكبر ليصدح صوت شيماء وهي تلقي على مسامعه نفس الجملة التي سبق وسمعها كلا من زكريا ورشدي 
هادي طلقني 

 

وبس يا ستي هي دي حكايتي كلها بس بيني وبينك انا اساسا من صغري كنت طفل اهبل شوية عشان كده ب
توقف فرانسو عن الحديث وهو يرى بثينة جانبه قد غطت في نوم عميق أو هذا ما تدعيه هي بمهارة لكن ليست عليه فحركة اجفانها انبئته جيدا بكذبتها لذا ابتسم بخبث وهو يقترب منها أكثر هامسا بنبرة هزت كيانها كله 
اه لو تعلمين مقدار الخړاب الذي تحدثيه بقلبي يا مليحة 
ورغم عدم فهمها لما قال منذ قليل فهو تحدث بالفرنسية إلا أنها انقلبت للجانب الآخر مدعية انها مازالت نائمة حتى لا يشعر بما فعله بها وهي لأول مرة في حياتها تتعرض لمثل تلك المواقف منه ومثل تلك الأحاديث التي تخوضها معه اشياء جديدة كليا على حياتها تخشى أن تنهزم أمامها بسهولة وتسلم له رايتها 
ابتسم فرانسو على كل تلك الصراعات التي تطغى على ملامحها ليبتعد عنها قليلا بعدما طبع قبلة خفيفة على خدها مربتا على رأسها بحنان شديد ثم سحب الغطاء عليهم جيدا ونام جوارها لتمر دقائق من الصمت وانتظمت انفاسهما دلالة على سقوط الاثنين في النوم لكن قاطع كل هذا صوتها الذي صدح في الغرفة بسؤال لطالما أرق مضجعها 
فرانسو 
اممممممم
اعتدلت بثينة في نومتها لتقابل وجهه بعدما فتح عينه ينتظر ذلك الشيء الذي جعلها تتخلى فجأة عن ادعائها
مش انت دكتور نفسي 
هز فرانسو رأسه ببطء ينظر لها جيدا يحاول أن يستشف منها ما تريده لتكمل هي بنبرة إصابته في مقټل 
طب هو انا مريضة نفسية يعني انت عارف كل حاجة عني تقريبا فهل كده انا مريضة 
نظر لها فرانسو بتفاجئ من سؤالها لا يدري بما يجيبها حقا لكن هذا لا يمنع سعادته الشديدة بها فهي بإدراكها لوضعها قد خطت اول خطوات علاجها 
اه يا بثينة 
يعني انا مچنونة 
وهو الشخص اللي محتاج علاج نفسي يبقى مچنون 
سقطت دموع بثينة پعنف وهي تخبره 
انا مش عايزة ابقى مچنونة يا فرانسو ومش عايزة ابقى كده 
تحدثت بتشتت وهي تشير لنفسها 
مش عايزة ابقى كده كده انا انا مش عارفة انا فيا ايه بس بس انا مش مستريحة مش عارفة اعيش طبيعي وابقى 
صمتت قليلا وهي تذرف المزيد من الدموع ثم تساءلت بنبرة مقهورة 
انت فاهمني صح 
هز فرانسو رأسه وهو يراقب صراعها ذلك يدرك جيدا أن هذا بداية اڼهيار كبير اڼهيار سيكسر قشرتها التي جاهدت دائما لبناءها 
فاهمك يا بثينة فاهمك يا قلبي تحبي تتكلمي معايا ندردش سوا بعيدا عن جو الدكتور والمړيض 
كان رجاء أكثر منه سؤال لتسارع هي بهز رأسها وهي تنهض وتجلس على الفراش مشيرة له بيدها 
اناانا مش عارفة فيه ايه بس انا انا بضايق لما اشوف حد سعيد وانا لا ووكمان مش بحب حد ياخد حاجة انا اتحرمت منها انا انا وحشة اوي وانا عارفة كده كويس بس مش بقدر اسيطر على تفكيري مش بقدر ااااا
توقفت عن الحديث وهي ټدفن وجهها في يدها منفجرة في البكاء 
انا انا الشريرة في كل القصص يا فرانسو عمري ما كنت في مرة البطلة طول عمري ببقى الشريرة وانا مش سعيدة لمدة ومش عايزة ابقى كده انا بس تعرف اني طول عمري كنت بتعاطف مع الأشرار في الأفلام بحس انهم كانوا يستحقوا فرصة البطل يعني ليه ميبقوش هما ابطال اصل لو هما اخدوا نفس الفرص اللي أخدها الابطال مش كان ممكن يكونوا ابطال 
كانت تتحدث عدة أحاديث غير مرتبة ولا مرتبطة ببعضها فقط تخرج كل ما بداخلها تحاول إفراغ كل ما بعقلها دفعة واحدة دون أن تصيغ حديثها بشكل منظم 
ابتسم فرانسو وهو يتحدث بهدوء شديد لها 
تعرفي اني انا كمان بفكر كده 
نظرت له بتعجب من بين دموعها ليكمل هو ببسمة 
دايما بفكر يا ترى لو الشرير ده كان في ظروف تانية مع ناس تانية كان هيبقى برضو شرير ولا هيكون كويس ويصنع قصته الخاصة ويكون هو بطلها 
نظرت له قليلا لا تفهم مقصده ليتحدث هو بعملية شديد حاول صبغها بالحنان 
لو أنت كنت في ظروف تانية ومع ناس تانية هل كان ممكن تعملي كل اللي عملتيه ده أو لو مثلا كان والدك عايش أو ليك اخ يعرف يوجهك كويس كان ممكن تعملي كل اللي عمليته ده 
انا ممكن يعني مش عارفة مش عارفة 
ابتسم فرانسو وقد أدرك جيدا ما تعاني منه زوجته وعلم كيف يعالجها من ذلك الذي تعاني منه فهو في حياته قابل العديد من المجرمين الذين عانوا من نفس ما تعاني منه لكن في حالتهم هم تطور الأمر أكثر وأكثر حتى وصل لارتكابهم جرائم بشعة وهذا ما كانت بثينة بصدد فعله إن لم تعالج وفي اسرع وقت 
تحبي اساعدك نساعد بعض ونكتب قصتك وتكوني أنت البطلة اللي فيها 
رفعت بثينة نظرها بعدم فهم له وهي تتساءل 
هو ينفع 
ابتسم لها فرانسو بسمة واسعة أكثر وهو يسحبها مقربا إياها منه ثم تسطح وهو ما زال يضمها أكثر يجيبها بحنان 
اممم ينفع اوي ومن بكرة هنبدأ الفصل الاول في حكاية من بطولة بثينة وفرانسو 

نعم 
كانت كلمة واحدة أجاب بها هادي على طلب شيماء الغبي لترتعد شيماء من الجانب الآخر 
بقولك عايزة أطلق 
تمام يا فندم اي حاجة تانية يعني طحينة زيادة أو كاتشب 
نظرت ماسة للهاتف بحنق شديد وهي تعلم أنه يسخر هامسة 
مش قولتلك متجوزين عربجية اهو قلب ابو عمار السوري اهو 
نظرت شيماء للهاتف بحنق تكره سخرية هادي منها 
هادي إنت بتتريق 
وصلتها ضحكته عبر الأسلاك لتبتسم بغباء شديد جعل ماسة ټضرب كف بكف 
متخلفة والله العظيم متخلفة وهتبوظ اللعبة 
صدح صوت هادي مجددا وهو يتحدث بنبرة عادية 
شيماء يا حبيبتي 
نعم 
نعم الله عليك يا قلبي روحي نامي وانا الصبح هجبلك شكولاتة ماشي 
سارعت شيماء بالإجابة بلهفة كبيرة 
وجيلي كولا 
أنهت حديثها لتتلقى ضړبة عڼيفة على رقبتها من الخلف من يد ماسة التي
عنفتها بغيظ شديد 
بقرة حلوب اقول ايه يعني وأنت فيك كل العبر 
نظرت لها شيماء بعدم فهم وهي تقول پألم من الضړبة 
ايه فيه ايه ايه 
لم تجب ماسة عليها ليصدح صوت رشدي من الهاتف 
ماشي يا ماسة بقيتي شغالة مأذون وماشية تطلقي في خلق الله بس لما اشوفك عشان حسابك تقل اوي وقولي للهبلة اللي جنبك دي هي كمان حسابها معايا عشان تبقى تسمع العبط ده تاني 
أنهى حديثه وهو يغلق الهاتف بغيظ وأعطاه مجددا لهادي لتصدح ضحكات جمال في المكان عليهم جميعا بينما رشدي يتمتم بغيظ وزكريا يبتسم براحة أن ما حدث مجرد مزاح سخيف من ماسة
وليس أن فاطمة قد تعرضت لما احزنها 
في صباح يوم جديد وبعدما انتهى الشباب من الاتفاق على كل شيء يخص أمر مصطفى وصديقه عاد كل واحد منهما لمنزله
كان يسير في ممرات المدرسة وهو يحمل حقيبته ينظر كل ثانية لساعة يده حامدا ربه أنه الآن لا يملك أي فصول ليدرسها حتى ينتهى مما أجله كثيرا 
توقف أمام أحد الفصول يعدل من هيئته ثم طرق الباب ليسمع صوت زميل له يأذن له بالدخول أطل زكريا برأسه وهو يبتسم بسمته المعروفة 
معذرة لو عطلت الحصة بس ممكن استأذن حضرتك في اميمة 
نظر له المعلم الواقف وهو يشير له بمعنى لا بأس ليبتسم له زكريا ثم أدار رأسه يبحث عنها بعينه حتى رآها تكاد تسقط ارضا بملامح باهتة مشيرا لها برأسه أن تلحق به 
اميمة ورايا على غرفة المعلمين اذا سمحتي 
أنهى حديثه وهو يستدير شاكرا المعلم زميله ثم بعدها رحل بخطوات هادئة صوب غرفة المعلمين والتي لم يكن بها سوى معلمة كبيرة في السن قليلا وايضا معلم اخر وكلا منهما يجلس على مكتبه ينكب على الكتب أسفل
 

تم نسخ الرابط