شيخ في محارب قلبي رحمه نبيل
ركض لمنزله سريعا وتبعه زكريا الذي أراد الدخول معه للاختباء لكن هادي اغلق الباب سريعا قبل أن يصل له وهو يفتح النافذة الصغيرة في الباب صارخا في وجهه بحنق شديد
امشي ياض أقف قدام الباب امشي يا حيوان
احتدت نظرات زكريا وما كاد يتحدث صارخا به حتى سمع صوت خلفه يقول بتعجب
مستر زكريا
بكرة !
فزعت شيماء من حديث رشدي الذي أتى يخبرها أن غدا خطبتها على هادي والذي رفض أن يأتي يوم للتعرف قائلا أنهما بالفعل يعرفان بعضهما البعض لذا لينتقلوا لمرحلة الخطبة مباشرة
ايوة يا شيماء بكرة فيه عندك اي اعتراض صدقيني لو مش مستريح ه
قاطعت شيماء رشدي سريعا ودون أن تنتبه للهفتها
لا يا رشدي مفيش اعتراض بس هو يعني
حبيبتي صدقيني انا لو كنت لفيت الدنيا دي كلها مكنتش هلاقي ليك واحد زي هادي سيبك من إن هو صاحبي بس والله الواد راجل يعتمد عليه وطيب واهبل وفيه كل الصفات اللي ممكن ست تتمناها
هي خطوبة بس صح
ضحك رشدي بصخب شديد على خجل أخته ليقول لها بكل صراحة
بصي يابنتي هو حتى الآن هي مجرد خطوبة بس انا عن نفسي مضمنش هادي ممكن تلاقيه بكرة جايب زفة وياخدك معاه وهو ماشي
ابتلع زكريا ريقه بصعوبة وهو يستدير واضعا وجهه ارضا يتجه للباب بخطوات صغيرة متحدثا بصوته الهادئ الرخيم
نظرت منار له پصدمة مما يحمل لا تصدق أن هذا الذي يقف أمامها يحدثها واضعا وجهه ارضا وحاملا لكل تلك الأشياء هو نفسه معلمها ذو الهيبة الشديدة
ايوة فاطمة جوا في اوضتها اتفضل
تحرك زكريا صوب الباب ليشير لها بالتنحي جانبا حتى يمر لتفعل هي ذلك مبتعدة عن الباب
تحرك زكريا للداخل وهو يتنحنح حتى يعلم الجميع بقدومه قابل في طريقه منيرة التي خرجت من المطبخ تحمل في يدها ملعقة كبيرة ترمقه بعدم فهم ليتحدث هو بحرج شديد يلعن في سره هادي وما فعله به
قاطعته منيرة بسرعة ولهفة شديد تتخلل صوتها مشيرة لغرفة ابنتها التي تركتها منذ ساعة تقريبا شاردة بشكل مخيف
البيت بيتك يا حبيبي تيجي وقت ما تحب ادخل الاوضة دي فاطمة فيها
نظر زكريا للغرفة بتردد شديد ثم ابتسم بحرج وهو يتجه صوبها بخطوات بطيئة بعض الشيء يتمنى لو يطول به الطريق لها لكن ها هو يقف أمام الباب وهو يطرقه بهدوء شديد ينتظر الاذن بالدخول ثواني وسمع صوت فاطمة يأذن له بالدخول
خرجت فاطمة من شرودها على صوت طرقات بابها لتتعجب بشدة من ذلك فمنذ متى كان سكان المنزل يحترمون خصوصياتها فعمتها ومنار يقتحمون الغرفة كما لو كانوا أحد أفراد فرقة المكافحة
فتح الباب ببطء شديد وكأن الطارق يخشى أن يخرج له وحش من خلفه ثوان قليلة حتى وجدت فاطمة دبدوب كبير زهري اللون مختلط باللون الابيض يدخل من الباب يتبعه بعض البالونات فتحت فاطمة فمها ببلاهة شديد وهي تقف على ركبتها في فراشها تراقب ما يحدث جيدا حتى واخيرا أطل ببسمته البشوشة من خلف الباب يحمل كل تلك الأشياء المبهجة
دخل زكريا للغرفة ثم اغلق الباب بهدوء ووقف خلفه وهو يجلي حلقه محاولا التفكير في شيء لقوله بينما يحمل في يده العديد والعديد من البالونات وهناك دبدوب أسفل ذراعه ويده الأخرى يحمل بها بعض الزهور البيضاء وعلبة حلوى
متوسطة الحجم
كانت فاطمة تنظر لزكريا ببلاهة شديدة لا تفهم شيء ابدا مما ترى تقدم زكريا منها ببسمة خجله بعض الشيء مما يفعله فهو لم يسبق أن رفع حتى نظره في فتاة
وضع زكريا كل ما يحمل على الفراش حول فاطمة وهو يعتدل في وقفته يقول ببسمة
اخبارك
كانت فاطمة لا تستوعب شيء ابدا مما يحدث أمامها هل هل فعل كل هذا لها أحضر كل تلك الأشياء لها شعرت بدموعها تهبط دون وعي ليفزع زكريا من الأمر وهو يقترب منها بشدة يمسك وجهها بين كفيه بحنان شديد هامسا
ماذا ألا تحبين تلك الأشياء
ازداد بكاء فاطمة أكثر لتتغضن ملامح زكريا بشدة وهو ينظر لكل شيء بحسرة شديدة
معجبتكيش الحاجات انا جبت كل حاجة ممكن تحبيها زي ما هادي قالي الظاهر إن اخر مرة هادي عمل مفاجأة فيها لبنت كانت في ابتدائي مش فاهم انا ايه كمية الدباديب والبلالين دي يارتني كنت سألت رشدي بدل المتخلف ده على الاقل ك
توقف زكريا عن التحدث بسبب صډمته من فاطمة التي ارتمت في أحضانه پعنف شديد وهي تبكي أكثر
عاد زكريا للخلف بفزع وهو يرفع يده عاليا بسبب صډمته لما حدث ازدادت ضړبات قلب زكريا وهو يبتلع ريقه ينظر للاسفل ليجد فاطمة تتعلق به كما لو كانت طفلة تتعلق بوالدتها وهي تضع رأسها على صدره بينما مازالت تجلس على ركبتها على الفراش وهي تهمس ببعض الكلمات الغريبة التي لا يفهمها زكريا لكنه رغم ذلك مد يده يحاوطها بدفء محبب لقلبها وهو يضع ذقنه اعلى رأسها هامسا بحنان شديد
أعجبتك تلك الأشياء السخيفة
ضحكت فاطمة من بين دموعها وهي تهز رأسها بسرعة ليبتسم زكريا بسمة أظهرت أسنانه البيضاء وهو يهمس لها
إذا سأخصص جزء من راتبي لتلك الاشياء وكل شهر أحضر لك منها جيد
ابتسمت فاطمة أكثر وهي تهمس بصوت مبحوح من البكاء
همممم حلو اوي عجبوني اوي شكرا
على الرحب يا جميلة الجميلات نحن طوع أوامر سموك غاليتي
ضحكت فاطمة وهي تضمه أكثر وقد أضحى حضنه هو مسكنها المفضل
إذا جميلتي كنت افكر في أن ننهي هذا الأمر ونبدأ من جديد وبطريقة
صحيحة
لم تفهم فاطمة الأمر لتبتعد عنه قليلا وهي تنظر له بتعجب تردد بصوت منخفض قليلا
مش فاهمة
ابتسم زكريا وهو يكوب وجهها بحنان ماسحا دموعها برقة شديد وهو يقترب منها بتردد شديد ليقبل وجنتها سريعا ثم ابتعد وهو يقف بشكل مستقيم وكأنه لم يفعل شيء ثم تحدث ببسمة واسعة
اقول بأن تحددي ميعاد لي مع والدتك لأني سآت لطلب يدك غدا فلنسر الطريق من بدايته بشكل صحيح
ابتسم وهو ينهي حديثه هامسا في نفسه پحقد وڠضب
بعدما انتهى من تنظيف القمامة به
في اليوم التالي
كان رشدي يحاول كتم ضحكاته وهو ينظر لمظهر زكريا الذي صدم من أن اليوم خطبة هادي بعدما خطط هو للذهاب مع والديه لزيارة فاطمة
خلاص بقى يا زكريا متبقاش قموص زي هادي يا عيني الواد استحمل كتير اوي خلينا نجوزه ونخلص بعدين نفوق ليك
لم يجبه زكريا بل لوى فمه بحنق شديد وهو يتابع هادي الذي كاد ينهض من جوار شيماء ويرقص بين الجميع فرحا وقد وصل اخيرا لتلك اللحظة ورغم غياب بثينة الذي تعجبه الجميع واراح هادي بشدة إلا أن والدتها كانت أول الحاضرين لهذه الخطبة بطلب من هادي
نظر هادي بجانبه لشيماء التي كادت تختفي من الخجل وبسبب نظرات ذلك الذي يجاورها
مبارك يا شوشو
نظرت له شيماء بخجل شديد وهي تهمس له
مينفعش تقولي شوشو على فكرة أحنا مخطوبين بس مش متجوزين
ابتسم هادي بحيث وهو يلمح بطرف عينه فرج الذي دخل وتبعه رجل كبير في السن يحمل دفتر ويرتدي عباءة سوداء
وماله نتجوز واقولك اللي انا عايزة
لم تفهم شيماء شيء حتى وقع نظرها على ما يحدق به هادي لتخجل بشدة وتنهض من جواره وتركض للداخل يتبعها ماسة وفاطمة
زفر رشدي بحنق شديد وهو يرى ما يفعل صديقه ليجد والده يتحدث له بضيق
هو صاحبك ده عبيط بيحطني قدام الأمر الواقع يعني
هو مش انا قولت منك ليه يا بابا يبقى لو سمحت متدخلنيش في أموركم العائلية انا برة الحوار ده كله
اتجه هادي سريعا صوب فرج الذي كان يسند المأذون والذي يبدو عليه اثر المړض نتيجة لكبر سنة
ايه ده ماله
نظر فرج لهادي وهو يساعد المأذون في الجلوس متحدثا بصوت منخفض
أصله نسي دوا الضغط فبعت عيل يجيبه ليه اصبر ياخد الدوا وتلاقيه قام زي القرد دلوقتي
نظر هادي لفرج بشړ كبير وهو يسحبه بعيدا عن المأذون الذي كان يسعل پعنف متحدثا لوالدته
كوباية ماية لا الراجل يفطس مننا يا ما
سحب فرج جانبا وهو يسبه بخفوت
ما هو انا استاهل اللي بيجرالي عشان اعتمدت عليك يا فرج رايح تخرج الراجل من تربته وجايبه ليا يكتب كتابي
يابني تربة مين ده اشهر مأذون في المنطقة كلها ده هو اللي كان كاتب كتابي
أخرج هادي صوتا ساخرا من حنجرته وهو يتحدث
مش فاهم ايه العلامة المميزة في إنه يكتب كتابك يعني يكونش كتب كتاب الأمير تشارلز ولا ايه بعدين يعني تاعب الراجل وشيلته من على جهاز التنفس كده يفطس مننا
اعترض فرج على حديث ذلك الهادي المزعج والذي لا يعجبه شيء
انا مش فاهم ماله الراجل عمال تقول تربة وجهاز تنفس ما هو زي الفل اهو وإن شاء الله يكتب كتابك ونفرح بيك و
ياللهوي الحقني يا هادي الراجل هيروح مننا
نظر هادي بشړ لفرج وهو يهدر في وجهه پغضب
نقيت فيها يا بومة اهو الراجل بيسلم نمر اهو وهيقابل رب كريم اقټلك اخلص منك ولا اعمل ايه
ترك هادي فرج وركض جهة الرجل وهو يحمل الدفتر سريعا يلوح به أمام وجهه وهو يصيح به
امسك نفسك ابوس ايدك عايز ادخل دنيا
تحدث الرجل العجوز وهو ينظر أمامه
أنا جايلك يا غالية وحشتيني اوي
صاح هادي وهو يسرع من حركة يده
لا استني شوية يا غالية يعني هي وحشتك لما جيت تكتب كتابي ايه فكرتك بيها ولا ايه ابوس ايدك امسك نفسك لما تكتب الكتاب وابقى روح معاها
كان زكريا يجلس جوار الرجل يربت على صدره في حركات دائرية يحاول مساعدته بينما هادي يولول كما النساء جواره يندب حظه ويلعن فرج