شيخ في محارب قلبي رحمه نبيل
تم الايقاع بك
زفر زكريا بغيظ شديد ثم ضړب هادي في كتفه متحدثا بضيق وهو يشير لتلك التي تتأوه خلف ظهره
قول لامك تساعدها اخلص
ابتسم له هادي بسمة جعلته يكاد ينقض عليه تحدث هادي بعد لحظات صغيرة لوالدته
مامي لو سمحت ساعدي الآنسة عشان تقوم
رمقه رشدي باشمئزاز لحديثه وهو ينظر له من أعلى لاسفل
همم إنت عارف يا رشدي يا حبيبي اني خريج جامعات خاصة مش زيكم حكومي
ضحك رشدي پعنف على حديث هادي ثم اقترب من زكريا يقول مستفزا هادي
الاه هي جامعة اسكندرية دلوقتي بقت خاصة
نظر لهم هادي بشړ كبير وهو يردد بأنفة وكبرياء
لا يا خفيف بس كنت باخد كورس في الجامعة الأمريكية
قهقه زكريا على تذمر هادي وهو يربت على كتفه
ابعد هادي يد زكريا عن كتفه بضيق وهو يرمقه من أعلى لاسفل
الحق عليا براعي مشاعرك لأنك عندك فوبيا من الانجليزي وكمان مش حابب تقولوا اني بتنطط عليكم بمستوايا في الانجلش
أطلق زكريا صوتا ساخرا من صوته ليقاطع حديثهم صوت ابراهيم الذي خرج بصعوبة
أنهى حديثه متجه صوب غرفة الضيوف ليتبعه الجميع عدا فاطمة التي نهضت وسارت للداخل بسرعة كبيرة تضع وجهها ارضا بخجل شديد ترغب لو تبتلعها الأرض من كثرة الاحراج الذي سببته لنفسها فهي عندما كانت على وشك فتح الباب تعرقلت قدمها في أحد الوسائد ارضا لتسقط بعدها على طاولة زجاجية تحتوي مزهرية مسقطة إياهم ارضا
ايه يا فرج إنت فين ده كله
يابني انا بقالي ساعتين برن الجرس ارحم امي وحد يجي يفتح رجلي نملت
صدم هادي من حديثه وتذكر أن فاطمة كانت ذاهبة لفتح الباب لكن بسبب ما حدث عادت راكضة للداخل دون فتح الباب اغلق هادي المكالمة ثم نظر لرشدي ببسمة غبية
رمقه رشدي بعدم فهم لكنه رغم ذلك نهض متجها صوب الباب وبمجرد فتحه للباب أطل عليه فرج الذي كان يرتدي بذله بالون الليمون الفاقع والمؤذي للعين وكأنه ذاهب لحفلة تنكر
دلف فرج للمنزل ببسمة واسعة وكأنه والد العريس وهو يحدث رشدي بهدوء غريب عليه
ازيك يا رشدي يا بني فين الجماعة
حدق هادي بتعجب في بسمة رشدي الذي كان يحرك له حاجبيه بمشاكسة حتى استوعب هادي سبب البسمة التي كانت مرتسمة على وجه رشدي منذ قليل حينما لمح فرج الذي دلف خلفه بكل فخر وكبرياء وهو يتجه جهة ابراهيم ليسلم عليه حسنا كل هذا عادي تقريبا إذا استثنينا بذلته
الغريبة لكن ما رآه بعد ذلك جعل هادي ينتفض سريعا ساحبا فرج خلفه معتذرا من الجميع ببسمة صغيرة
يعني ايه مش هتلبسي فستان أنت هبلة
اقتربت فاطمة من ماسة تحاول تهدئته فهم منذ دخلوا لهذه الغرفة يحاولون إقناع شيماء بارتداء فستان لائق لهكذا مناسبة رغم الاوضاع الغريبة الذي تم به الأمر لكن تظل خطبة في النهاية وعليها التأنق لأجلها
ابتسمت بثينة من بعيد بسخرية من الأمر كله شاكرة في سرها غباء تلك البالونة المدعوة شيماء
نظرت شيماء لماسة وهي تفرك يدها بتوتر شديد مشيرة لعباءة بسيطة تتوسط الفراش مبتلعة ريقها بتوتر
مالها يعني العباية يا ماسة ما هي حلوة اهي
حلوة برضو هتقوليلي حلوة عريس جاي يتقدملك وتلبسيله عباية سودة ايه هتتجوزي واحد محروق إياك
كانت فاطمة تتوسط ماسة وشيماء تحاول أبعاد تلك التي تصرخ عن شيماء التي عاندت الأمر أكثر وهي تصر على رأيها
بقولك ايه يا ماسة يا اما البس العباية دي يا اما مش هخرج انا بقولك اهو يعني هو يجي في الوقت اللي يعجبه ويتأمر علينا كلنا وفي الاخر عايزني اخرجله ولا كأني عروسة مولد وأبين اني واقعة
في تلك اللحظة احتدت عين ماسة واستدارت سريعا لتلك الحية التي تجلس بهدوء على الفراش تراقب نتيجة عملها ابتسمت ماسة لبثينة ثم تحدثت بكلمة واحدة
لا ملعوبة منك
ابتسمت بثينة بسخرية بينما لم تفهما أي من فاطمة أو شيماء قصدها لتستدير لهم ماسة وهي تسحب شيماء قائلة ببسمة
بقولك ملعوبة منك التقل ده خلي هادي يشيط كده اكتر ما هو شايط يا عيني ده حتى مصبرش لغاية ما يجي بليل وتقوليلي أنت اللي واقعة ده هو اللي واقع من سنين يا هبلة
نظرت لها شيماء بعدم فهم لكن لم تعطها ماسة الفرصة للفهم وهي تعطيها العباءة التي اخرجتها من الخزانة مخبرة إياها أن ترتديها فهي ستكون جميلة عليها لتنفذ شيماء الأمر بينما تحركت ماسة لتجلس على الفراش جوار بثينة هامسة بشړ
ما انت طلعتي حلوة اهو وبتفكري امال ايه السمعة الزفت اللي طالعة عليك دي إنك متخلفة
استدارت بثينة پغضب لماسة التي ابتسمت لها بسمة تخبرها بها أنها ستجدها دائما كالشوكة في الحلق إذا ما فكرت يوما في الاقتراب من شيماء و إفساد حياتها
كان يجلس بين الجميع كل شخص منهم يتكلم في هذا وذاك وهو فقط يجلس معهم بجسده فقط بينما عقله وقلبه مع تلك التي سقطت منذ قليل واسقطت معها آخر دفاعاته زفر زكريا بضيق واضعا وجهه بين كفيه عازما على تنفيذ ما فكر به فما يحدث الآن لم يكن يوما من شيمه ولن يكون
يكفيه أنه حتى الآن يؤنب نفسه على ما حدث اليوم السابق ولولا رؤيته لحالتها لما كان اقدم يوما على لمس امرأة لا تحل له رغم أنه في ذلك الوقت لم يفكر في شيء ابدا سوى إنقاذها لكن بعد ذلك بدأ الشيطان يخيل له اشياء غير محمودة استغفر ربه للمرة التي لا يعلم عددها وهو يأكد على نفسه تنفيذ ما قرره بمجرد عودته للمنزل سينفذ ما قرره نعم هذا ما سيحصل
خرج زكريا من شروده على يد رشدي الذي كان يرمقه بتعجب شديد وهو يشعر بحيرته تلك
مالك يا زكريا إنت كويس
نظر له زكريا ثوان قبل أن يهز رأسه بنعم مبتسما بسمة صغيرة
كويس هو موضوع كده بس شاغل بالي مش اكتر
موضوع ايه ده
صمت زكريا قليلا يفكر هل يخبره بالأمر أو يصمت الآن فهو ابدا لن ېكذب عليه أو يراوغ فهذه ليست عادته ولن
ينتهجها الان
هقولك يا رشدي اكيد هقولك إنت وهادي انا مليش غيركم بس مش دلوقتي انهاردة يوم هادي
أنهى حديثه ببسمة ليربت رشدي على يد زكريا مقتربا منه هامسا بحنان شديد فهو يخشى أن يكون وقع في مشكلة ما وهي ما جعلته يبدو شاردة بهذا الشكل
إنت عارف اني جنبك دائما يا زكريا ولو احتجت أي حاجة هتلاقيني صح
ابتسم زكريا على حديث رشدي فلا بد أنه فكر الآن بأن ما يؤرقه هي مصېبة كبيرة أو تورط في شيئا ما
عارف يا رشدي عارف متقلقش هقولك كل حاجة بعدين
ابتسم له رشدي وهو يعود مجددا لوالده لعله يقنعه بنزع ذلك القناع السخيف عن وجهه ليتحدثوا قليلا بجدية في هذه الخطبة التي لن تنتهي فهو يريد النوم قليلا قبل بدأ مناوبته
ايه اللي إنت عاملة في نفسك ده يا فرج
تعجب فرج من حديث هادي ونبرته لينظر سريعا لثيابه ومظهره
ماله مش عجبك النيو لوك
بعيدا عن البدلة بتاعتك اللي هتعميني دي بس ايه اللي إنت جايبة ده
أخرج فرج صوتا حانقا من حنجرته وهو يكاد ېحرق هادي بنظراته المغتاظة مشيرا لنفسه
إنت بتعيب في البدلة بتاعتي إنت اتجنيت دي بدلة فرحي
رمقه هادي من أعلى لاسفل بحسرة
يا صبر المعازيم اللي فضلوا باصين ليك طول الفرح من غير ما يخرجوا معميين منه
على فكرة دي كانت البدلة المفضلة عن المرحومة
ضحك هادي بسخرية من حديث فرج
الله يرحمها كانت حمالة قاسېة ما علينا ممكن افهم ايه اللي إنت مسكه في ايدك ده
ابعد فرج عيونه من على عادي بتذمر ثم نظر لما يتوسط يده متحدثا بعدم فهم
مش إنت اللي طلبت مني اجيبه
اقترب منه هادي يهسهس بشړ بجانب أذنه وهو يكاد يفقد وعية من غباء فرج
انا قولتلك تجبلي ربطة جرجير وبقدونس
لوى فرج فمه بضيق من ذلك الشاب المزعج بحق مشفقا في سره على شيماء
ده مش بقدونس ده كزبرة بص هتلاقي ليها جذور من تحت ومتفر
توقف عن الحديث بسبب يد هادي الذي أخذ يضرب الجدار جوار رأس فرج ينفس عن غضبه قليلا قبل أن يسقط أرضا بمرض في القلب
اخرس بقى اخرس هتجبلي جلطة حرام عليك ھټموټني انا قولتلك هاتلي جرجير وكزبرة
أنهى حديثه پغضب شديد ثم أكمل بسخرية
ايه جاي أخطب كرنبة
كرنبة
انكمشت ملامح هادي بتعجب وهو ينظر لفرج أمامه متحدثا بخفوت
ايه الصوت ده
ابتسم فرج بتشفي على هادي وأشار له للخلف استدار هادي ببطء وحذر ليجد شيماء تقف أمامه وهي تحمل صينية المشروبات بيدها ترمقه بشړ كبير ويبدو أنها استمتعت فقط للجزء الاخير من حديثه حيث أنها صاحت في وجهه پغضب كبير
كرنبة انا كرنبة يا استاذ يا محترم
كاد هادي يفتح فمه ليجيبها لكنها لم تعطه أي فرصة لذلك حيث فتحت فمها صاړخة به
جاك كرنبة لما تنزل على نفوخك تقسمه نصين يا عديم الرباية إنت
وعلى عكس المتوقع كان هادي يقف ويستمع لحديثها وصړاخها دون أن يبدي أي حركة أو اعتراض مما استفز شيماء بشدة فوضعت الصينية التي تحملها في الارض جوارها ثم نهضت وامسكت كأس ملقية إياه في وجهه وهي تشعر بالمرارة قد استحكمت حلقها مما سمعته دون حتى أن تمنحه فرصة واحدة لتوضيح ما حدث
اغمض هادي عينيه
تزامنا مع اصطدام ذرات المشروب بوجهه وضم قبضتيه پغضب شديد جعل شيماء ټلعن نفسها على ما فعلته في لحظة ڠضب تلاشت سريعا بمجرد رؤيتها ملامحه
عادت للخلف بړعب شديد وهي ترى هادي يفتح عينه ببطء مع بسمة صغيرة مرتسمة على وجهه يتحدث ببساطة كبيرة متجاهلا ما حدث منذ قليل فهو أكثر الاشخاص معرفة بحساسيتها