روايه بقلم اسراء نبيل
المحتويات
طويل أم اشتياق تشعر به كلما تركت اماكن واشخاص جمعتك بهم ذكريات خطت أخاديد عميقه فى قلبك وعقلك . واذا كان هذا الانتماء فلابد وان يكون هناك مكان فارغ لانتماء الروح تشعر به كلما تركت قلبا وروحا عهدت أليها بكل ماتملك من مشاعر صادقه . كنت اظن ان عمر هوا ملاذى الذى إن غبت عنه فمالى الا ان اعود تسبقنى عبراتى ولكن لم يحدث هذا وعندما لم يحدث علمت الحقيقه اننى انزعته نزعا من داخلى حتى وان انتزعت معه لحمى وشحمى وشعرت بأقسي درجات الالم كمن يزيل وشم رسمه على جسده من مئات السنين ولم يفلح معه سوى ماء الڼار ولكنى فى النهايه ارتحت . عندما خرج من داخلى وشفي تقرح قلبى اصبحت ارى العالم بنظره مختلفه . لم اندم على مافعلته معه ولكنى كنت سأندم كثيرا اذا اطلت البقاء فى هذه المهزله .
رسميا لخطبتى وطلب زواجى من ابى واخى . ونادانى ابى ليسألنى عن رأيي فأخبرتهم اننى موافقه على ذلك ولكن لازواج حتى انتهى من عامى الثانى فى الدبلومه واطمئن على مستقبلى وحتى يتيح لنا الوقت براحا اكبر لمراجعه قرارنا فى كل يوم من ذلك العام فلا اريد ان اخطئ مره ثانيه واتسرع فى قرار مصيرى كهذا وبالفعل وافق صفي على ذلك وقرأ ابى معه الفاتحه واحضر لى خاتما ذهبيا أنيقا وسوارا منقوش عليه اسمى ووعدنى انه سيعمل اكثر واكثر ويجتهد حتى يجعلنى لا احتاج لشئ . كلما مرت الايام كلما شعرت بعظمته وكلما اقتربت منه اكثر وتوغل حبه فى قلبى فلم يكن يؤرقنى سوى علمى بأن ذلك الزواج لا يروق لخالتى !
تحدثت ببطئ وتثاقل
كويسه الحمد لله
ابتسمت لها ودخلت فى صلب الموضوع مباشره
بصى ياخالتى انا عارفه كويس انتى بتحبينى قد
ايه وبتخافى على مصلحتى وكنتى زعلانه علشانى لما عابد ماټ ولما اتطلقت من عمر وطول الوقت بسمعك بتدعيلى ان ربنا يكرمنى ويعوضنى ليه ياخالتى لما العوض دا بقى هوا صفي انتى بقيتى بتتعاملى معايا زى الغريبه
لا ياخالتى من يوم ماصفي اتقدم لى وانا بشوف فى عنيكى نظره عتاب وزعل مش هقدر اقول كره لانى عارفه ان مهما حصل انتى مش هتكرهينى بس على الاقل مبقتش نظره حب ورضا زى الاول
صمتت خالتى ولم تعقب فأكملت حديثى
انتى فاكره ياخالتى لما كنت بنجح فى المدرسه كنت بجرى عليكى انتى الاول افرحك علشان عارفه انك كنتى بتبقى قلقانه عليا ولما ابويا كان عاوز يطلعنى من التعليم انتى اللى وقفتى له وقولتى ميراس شاطره وهيبقى لها مستقبل ولازم تكمل فاكره ياخالتى
فاكره ياميراس
طيب فاكره لما عابد اتقدم لى وكنتى فرحانه زى ماتكون أمل بنتك هيا اللى بتتجوز ولما ماټ كنتى بتعطيى اكتر ما كنت بعيط ولما عرفتى اللى عمر وداليا كانوا عاملينه فيا كنتى عاوزه تموتيهم وقولتى لامى اللى يقرب من ميراس اخنقه بإيدى
علشان كنت شايفاكى مظلومه
طيب ليه بتظلمينى انتى دلوقتى
انا مبظلمكيش بالعكس انا نفسي ربنا يرزقك بكل الخير اللى فى الدنيا علشان انتى تستاهلى ويعوضك عن حزنك وحظك القليل فى الدنيا
وصفي
صفي ابنى الوحيد على اربع بنات كان نفسي افرح بجوازه على بنت بنوت متزعليش منى يا ميراس انتى بنتى بس ايه اللى يخليه يتجوز واحده اتجوزت قبل كدا مرتين ومعاها عيل هيربيه وهوا مش من صلبه
على قد كلامك ما بيوجعنى ياخالتى على قد مانا عارفه ان عندك حق بس كنتى هتقولى كدا لو حد من بناتك فى مكانى وجه حد زى صفي اتقدم لهم
صمتت خالتى ونكست رأسها بالأرض فاستطردت
طبعا ياخالتى كنتى هتفرحى وتقولى دا نصيب لكن علشان انا اللى فى الوضع دا فانتى مش فرحانه علشانى
والله يابنتى انا بحبك قد ما بحب بناتى بس حاجه فى قلبى بتنغص عليا فرحتى وانتى لازم تقدرى موقفى
والله ياخالتى مقدره ومش زعلانه منك مهما قولتى وعملتى انا بس عايزاكى تدينى وتدى نفسك فرصه احنا لسه قدامنا فتره خطوبه طويله نقدر فيها نفكر ونقرر براحتنا ولو حسيتى انك مش قادره تتقبلى الموضوع صدقينى انا هنسحب
لا يابنتى انا عارفه ان صفي بيحبك من زمان وكان نفسي تبقى اول بخته ويبقى اول بختك بس هوا النصيب
ربنا يخليكى ليا يا خالتى انا والله فرحانه اوى انى هعيش معاكى فاكره لما كنت بهرب من عند ابويا واجى ابات معاكى هنا واستخبى تحت السرير
ضحكت خالتى
برغم كل شئ ظللت معها اكثر من ساعتين نتحدث ونستعيد ذكرياتنا الحلوه التى ربنا ضاعت بين ذكريات اخرى او غطتها غمامه الزمن فلم نعد نتذكرها فكنت ازيح التراب عنها لتستعيد معها شعورها القديم وتعلم كم كنا مقربتين من بعضنا البعض والقادم سيصبح افضل بكثير مما مضى اعددنا طعام الغداء سويا وجلسنا معا ومع أخوات صفي فمر الوقت سريعا دون ان ندرى وهكذا هيا الاوقات الحلوه تمر بلا شعور مننا ولكنى عند انصرافى تركت شخصا آخر غير الذى وجدته عندما حضرت شخصا ضاحكا مبتسما تطل من عينيه نظره رضى شعرت بها جيدا .
عدت لبيت ابى وانا فى قمه سعادتى فكان ذلك الامر يؤلمنى ويؤرقنى دوما أما الان فأنا على يقين ان خالتى ستعيد التفكير فى الأمر وستتبدل معاملتها معى قريبا جدا مالبثت ان وصلت حتى جائنى اتصال من صفي أجبته بسعاده تخطت اسلاك الهاتف ووصلت له سريعا
ازيك يا حبيبتى
الله يسلمك ازيك انت
انتى مش هتشيلى انت دى وتخليها ازيك يا حبيبى
ضحكت خجلا كفتاه لم تسمع كلمات الحب من قبل
عارفه ياميراس انا ساعات بحس ان تميم مش ابنك وانك عمرك ما اتجوزتى ولا حتى عرفتى راجل
ليه بقى
علشان لسه خدودك بتحمر زى المراهقين كل مابقولك كلمه حلوه وبتتلخبطى وحالتك بتبقى حاله لو قولتلك بحبك
صدقنى ياصفي الخجل ملوش عمر محدد فيه ستات عدت الستين لما بتقولها كلمه حلوه بتخبى وشها وتبص على الارض وفيه بنات طبعها الجرأه وبنات طبعها الخجل وبنات وشها يحمر من كلمه وبنات تتكعبل لو حد بص لها
وانتى ست البنات كلهم يا حبيبتى
شعرت بنغزه فى قلبى من كلمته الاخيره لم ادرى أتألمت لسماعى كلمه كنت اشعد بالسعاده كلما نطقتها شفتاه انم تألمت لكذبه أخرى كنت اصدقها من كذباته التى لا تنتهى خيم الحزن على قلبى وتبدلت نبرتى فشعر بها صفي
مالك يا ميراس
مفيش حاجه انا كويسه
لا مش كويسه كنتى فرحانه ودلوقتى صوتك اتغير وسكتى فجأه انا قولت حاجه زعلتك
لا
طيب قوليلى مالك
هقولك علشان احنا اصحاب قبل أى حاجه وطول عمرك متعوده احكيلك على كل حاجه
طبعا ياحبيبتى وهفضل صاحبك حتى لما ابقى جوزك
اصل عمر كان بيقولى انى ست البنات وانا للأسف كنت بصدق ولما الموضوع كله طلع كذبه مبقتش حتى اصدق اى كلمه مدح اتقالتلى فى يوم ولما انت قولتها دلوقتى فكرتنى بيه
بصى يا حبيبتى مش معنى ان وثقتى فى انسان وحبتيه وطلع مش اهل للثقه
ولا للحب انك تفقدى ثقتك بنفسك انتى ست البنات واحلى بنت فى العالم واوعى تكون الكلمه دى ذكرى وحشه فى حياتك تكسرك وتحسسك انك متستحقيهاش لانى هفضل اقولك ست البنات من هنا لحد ما تعجزى
ضحكت لكلماتك المطيبه وتفتحت اورده قلبى من جديد
وهفضل ست البنات وانا عجوزه
ايه رأيك تبقى ست العواجيز
ضحكنا سويا وتخطينا الأمر بسلاسه وتلك الكلمه التى كانت تنغز قلبى بقوه تجددت معها ذكرى طيبه ستمكث فى قلبى بدلا من قرينتها السيئه ظللنا نتحدث ونضحك حتى أتانى اتصال اخر أبعدت الهاتف عن أذنى ونظرت للمتصل فوجدتها وفاء استئذنت من صفي ان اغلق الهاتف معه لأحدث همسه صديقتى فخشيت ان اخبره انها وفاء حتى لا يتضايق من الامر بالفعل اغلق صفي الخط وانتقلت لمحادثه وفاء
ازيك ياوفاء
ازيك انتى يا ميراس عامله ايه
انا بخير الحمد لله وانتى
انا مش كويسه خالص يا ميراس
ليه كدا قلقتينى
داليا من ساعه ما جت وهيا بقت حد تانى متحكمه فى عمر وبتمشى كلمتها فى البيت ومش بتسكت لحد وكأنها بتعاقبنا على طلاق عمر ليها واننا موقفناش معاها تخيلى بتزعق لماما وتقولها كلام وحش اوى وماما طبعا بتسكت ومش راضيه تقول لعمر علشان ميحصلش مشاكل جديده غير
متابعة القراءة