روايه بقلم اسراء نبيل

موقع أيام نيوز


سرقناها سرقا والكثير ممن حولنا أذا رؤوا سعادتنا اسكثروها علينا وتمنوا زوالها بل بذلوا جهدهم ليزيلوها بأنفسهم واعلم ان داليا بالرغم من الجيد الذى بداخلها الا ان مرضها بعقلها الذى لا يكف عن التفكير والتدبير تملك من الذكاء الكثير ولكنها تحوله دائما لدهاء كدهاء الثعالب و مكر الثعابين ولكنى على ثقه كبيره ان الامور ستصبح جيده يوما ما حتى وان طال انتظارها لم يتاونى عمر حتى أكد الحجز ولملمنا حاجياتنا وتركنا تميم مع جدته وانصرفنا لنجدد اوقاتنا السعيده التى كاد الغبار ان يمحوها ما إن وصلنا حتى وجدنا كل شئ بانتظارنا والمكان على قدر كبير من الجمال والهدوء فى إحدى القري السياحيه المطله على البحر الاحمر حجز لنا غرفه مقابله للبحر فكان هوائه المنعش يدخل من النافذه مع نسمات الليل البارده وكأنما يجلى قلوبنا من احزانها ويترك روحا من الهيام والانسجام جعلتنى انسى امر هاتف عمر واكف عن البحث فيه وكأننى لا اريد لنفسى المزيد من المتاعب واترك العنان لروحى ان تغوص فى تلك السعاده دون ان يدنسها شئ اخر يقلل من قيمتها ويأخذ من قدرها فكنا نقضى يومنا فى استمتاع تام فكانا نهارا نقض الوقت عند الشاطئ وحول المسبح وبعد انكسار الشمس نذهب لتناول الطعام خارج الفندق فكنا نجرب كل انواع المأكولات الجديده والغريبه ونتنافس على من يأكل القدر الأكبر من الطعام او من ينهى طعامه أولا ومن يخسر فعليه ان يتحمل عقوبات الطرف الرابح فعندما خسر عمر كان عليه ان يحملنى حتى باب غرفتى فكان يتصبب عرقا وتتهدج انفاسه وكنت لا اكف عن الضحك عليه وعلى ملامحه الطفوليه العنيده وهوا يقسم الا يلعب معى مره أخرى وفى المساء نذهب للتنزه والتسوق فى منافذ البيع المختلفه فكلما وقعت عينى على شئ اشتراه وكلما احببت شئ نلته كان دائما يريد ان يهبنى احساسا بالسعاده والرضا وكان قلبى يتملأ به ولكن سحقا لشعورى الأنثوى الذى يكدر اوقاتى ويشعرنى دائما ان هنالك شيئا لا أعلمه كنت اغض الطرف عن كل ما يخالجنى من شعور سئ حتى لا تتصاعد الى رأسى وتملتئ به وتنتقص من سعادتى وبالرغم من استطاعتى فتح هاتف عمر وكنت انا فى أمس الحاجه لذلك الأحتواء الذى يبعثه قلبه لقلبى حتى ليله مغادرتنا فمن شده تعبه وتجولنا المستمر لشراء الهدايا للجميع ما إن وصل الغرفه حتى نام بسرعه وتركنى اعانى ألام التفكير التى لا تتوقف عن الضجيج بداخلى ولم تهدأ حتى نهضت وامسكت بهاتفه افتحه


لأطمئن نفسه انه ليس هناك مايستحق القلق بشأنه حتى وان كنت أكذب على نفسى مررت على رسائل داليا التى لا تنتهى فكانت لا تكف عن ارسال رسائل الاعتذار والندم والعتب مغلفه بكلمات الحب الرنانه والمشاعر الجياشه التى تلين لها الحديد وان عزائى ان عمر لا يجيب عليها حتى وان تعددت مرات اتصالها فلم اجده مجيبا على رسائلها ولا على اتصالها ولكن هيهات لرجل ان يصمد أمام أمرأه انتوت ان توقعه بحبها وتحيك شباكها بعنايه شديده حوله الا أن يكون رجل ذو بأس شديد واأنا اعلم ان عمر ممكن ان يلين لها فقلبه أرق من ان يقسى او يتجاهل كل تلك المحاولات ولكنى سأصمت للنهايه حتى اعلم ماسيحدث فمن الخطأ ان انسج الأحاكى والأحاذير واجعل قلبى ممتلئا بالحزن دون فعل قوى بسرعه فلم اكن اريد ان اقرئها حتى وقعت عينى على جمله بين كلمات كثيره اختارتها عيناى لتتوقف عندها فكانت تكتب له 
النائم قرير العينين لا اعرف بما اشعر ولا ماذا افعل هل زارها عمر دون علم منى ولماذا فعل ذلك مسحت وجهى بيداى المتعرقتين المرتعشتين واخذت نفسا عميقا اسيطر به على انفعالاتى أعدت هاتفه بجواره وارخيت جسدى على فراشى افكر ماذا افعل فكرت ان ارسل لها رساله قاسيه مهينه تجعلها تكف عن ارسال الرسائل له ولكنها لن تصمت وستخبر عمر بأمر تلك الرساله ووقتها سيعرف اننى استطيع ولوج هاتفه وسأفقد نقطه اتصالى الوحيده التى تجعلنى اعرف ما يدور بينهم ظللت ابحر فى تفكيرى حتى غلبنى النعاس وغفوت ولم استيقظ الا فى اليوم التالى بعد ان انهى عمر تحضير حقائنا واستعدينا للمغادره نهضت به عثرات اليوم السابق واحتسيت مشروبا دافئا اشفى به ألم بطنى الذى يتبعنى منذ ايام وجلست بجواره فى السياره عائدين لمنزلنا .
نظرات عمر كانت تتسائل عن سبب ضيقى وكنت احاول تخبئه ما يظهر على ملامحى رغما عنى ولكننى اخفقت فى ذلك حتى بادرنى بسؤاله 
مالك ياحبيبتى
نظرت لوجهى فى مرآه السياره فرئيت حزنا يخيم على ملامحى بشده فحاولت تغيير مجرى الحديث بعيدا عن السبب الحقيقى لذلك 
ولا حاجه بس عندى شويه مغص يمكن من الاكل الصينى اللى جربناه اخر مره 
بس انا كلت معاكى منه تقريبا علشان انتى رقيقه بتتعبى بسرعه
تقريبا 
ادرت دفه الحديث متسائله عن اخر مشاريعه واعماله وعن خطتى المستقبليه لبدء الدبلومه وعن تميم وعن اسرتنا الصغيره التى ابذل كل غالى ونفيس لأنقاذها حتى لا يعود لسؤاله مره اخرى وظللنا نتحدث وانا احاول ان ابدو طبيعيه حتى وصلنا بيتنا 
واخرتان سفليتان فأصبح يشبه الأرنب الصغير اذا ابتسم وكلما خطى خطواته الصغيره أمامى شعرت اننى حققت انجازا عظيما بلا حول منى ولا قوه فكان هوا نجاحى وغراسى الذى سأحصده يوما وكان عمر يساعدنى فى تنشئته جيدا فكان يحبه مثلما احبه انا فيحمله دوما على كتفيه ويركض به ويداعب اطرافه الصغيره ويقلبه كلما رآه فلم اكن اشعر بالاحتياج ولم يشعر ابنى باليتم وكنت ادعو الله دوما ان يرزقنى بطفل منه ليكون صلتنا الوثيقه التى تربطنا دوما وتجعلنا ملتفين حول بعضنا البعض فكانت دعوتى صادقه وكانت تلبيه الله دائمه عندما أصر عمر ان اذهب للطبيب لمعرفه سبب ألمى المستمر وكنت ارفض دائما رفض شديد لمقتى لكافه الأطباء ولكن جذبنى عمر رغما عنى وذهبنا للطبيب الذى تهللت ملامحه وتوهج وجهه وهوا يخبرنا اننا على موعد للقاء طفلنا قريبا 
كنت أرى دموع عمر المتساقطه غير مصدقه مااسمع وهوا ممسكا يدى بيداه فى قوه غير مقصوده فلم يتحدث فقط ينظر لى ودموعه تنساب وهوا يتلمس بطنى يده غير مصدق تلك الهبه التى اعطاها لنا الله وكأنه يكتب لنا بها الترابط اكثر لم
تكن سعادتنا اكثر من الباقين فكل من عرف بذلك الامر كانت يتراقص فرحا ويقفز فى سعاده عارمه ظل عمر 
الحلقه العشرون
لم يكن هناك اسعد منه ولا اكثر عشقا وهياما كان ينام طوال ليله يحلم بذلك الأبن الذى سيأتى له بعدما تكبد الكثير من المشقه وبذل الكثير من اجله فذلك الشعور لا يتقنه سوى المحرومون الذى اوشكا على اليأس بعدما طال بهم الأمل ولكن قدره الله هيا من تخلق من الالم أمل عظيم يجعل الروح تدب فينا من جديد وكذلك عمر الذى امضى سنوات دون اطفال وماجعل الأمر اصعب تلك الجلسات التى كان من الضرورى التعرض لها لمقاومه وكبح جماح مرض كاد ان يخسر فيه حياته والان بعدما علم انه على اعتاب حياه جديده بها طفل من صلبه يحمل اسمه تغيرت حياتنا للأفضل فكان يرافقنى طول اليوم فلا يغيب عن ناظرى اأبدا وكلما أتته رسائل متأخره اعلم جيدا من مرسلها كان يغلق الهاتف ليتفرغ لى وحدى فلم أعد أعبأ بأمر داليا بعد ذلك الوقت وأعلم ان الحياه القادمه لنا وليست لها حتى عندما كان يذهب لعمله لم يعد يتأخر كما كان حتى وفى نومه اصبح ينام القليل فقط ليمكث معنا بعد ذلك كل يوم يمر وذلك الطفل فى أحشائى كان يقترب منى عمر أكثر حتى تميم اصبح متعلقا به أكثر منى فكان بكائه عويلا أذا انصرف عمر وتركه وكانت فرحته تتخطى الأفاف أذا رآه قادما ولم ينغمس عمر فى سعادته بطفله وتركه بل على العكس كلما احضر غرضا لأبنه المستقبلى كان يحضر مثلها لتميم بل أكثر كنت اعيش سعاده لا توصف وكان الجميع يشاطرنى تلك السعاده حتى صفي اتصل بى وهنئنى ودعا لى بالبركه كل شئ كان يسير بنهج مقنن وكأننى أرسمه بعنايه حتى فقدته ....
لا أعلم كيف ولا أعلم لماذا ولا أعلم حتى لما تفعل بنا الدنيا هكذا أكلما ضحكت لنا صفعتنا ثانيه او كلما رأت السعاده فى أعيننا استكثرتها علينا لماذا أنا ولما يحدث لى ذلك كيف أصحو من نومى فجأه فأجد كل أحلامى وآلامى تحولت لبقعه دماء ساريه كيف ذهب الشعور منى فلم أشعر بشئ فى ذلك الوقت حتى عندما حملنى عمر وركض بى للمشفى كما حدث مع حرقى سابقا لم اكن اشعر بشئ !!
لم أكن أبكى
لم أكن أتألم 
لم أكن حتى أشعر
سمعت حديث الطبيب مع عمر وفهمت من بكائه انه فقد أملا كان يتعلق به كتعلق الغريق بتلك المقشه الملعونه كان يصدم رأسه بالحائط وكأنه لا يعى ما يحدث وكنت انا لا اتحدث ولا اتجاوب كنت انظر حولى فأرى الجميع باكون فأغمض عينى وارتخى فى سريرى واغلق النور المجاور لى حتى لا أرى أحد لم أرهق نفسى بالتفكير ولا وضع الأسباب فما حدث لم يكن له تفسيرا لدى 
عدت لبيتى هزيله تائهه مسحوبه اليدين شارده الذهن ولم يكن

عمر بأقل منى احتضارا فلم يعد يتحدث إلى أحد ولم تعد الابتسامه تعرف طريقها لشفتيه كل شئ انقلب على عقبيه فجأه حتى اننى لم استعبه بعد فجأه تحول عمر من القريب للبعيد ومن الحبيب للغريب وكأننى بيدى كان يلومنى فى كل نظره وفى كل حديث لا اعلم لم تلام الضحيه ولم ندوس بأقدامنا على المظلوم فنسحقه فليكفى ما تفعله الدنيا بنا لنكون اكثر رحمه ببعضنا لبعض ولكنى لم اجد تلك الرحمه من احد كلما نام بجوارى أدار وجهه كى لا يواجهنى ولكما تحدث معى أقل حديثه او أنهاه سريعا لا افهم ما حدث ولكنى اتيقن انه لم يعد ذلك الحبيب الذى يتوقف الوقت فى حضرته
كنت اشعر به وهوا يتسلل بجوار خارجا لا أعلم لماذا فكنت اتغافل كثيرا فما حدث لا يتحمل عواقب جديده ولكن زاد الامر وطالت مدته حتى قررت ان ارى ما كنت ارفض رؤيته وأكذب نفسى أذا حدثتنى به تسللت انا الاخرى خلفه وسمعته وهوا يحدثها 
سمعته يلومنى على اهمالى لطفله
سمعته يبكى ايامه وسوء حاله
سمعته يبكى بين يديها 
سمعته يخوننى وانا التى اخلصت له ما طال الأمد وما قصر 
لم استطع ان اتغافل أكثر او احيا كما تحيا الباقيات فمن يقبل بالذى والامتهان
 

تم نسخ الرابط