حور الجزء الثاني بقلم اليسكندرا عزيز
المحتويات
يؤثر العمر ولا كبر السن.. حبهم باق.....وشغفهم يزيد
....
اما عند تلك الروح.. تجلس علي فراشها.. تنظر لصورته..
ثم رن هاتفها.. ما ان رأت اسمه حتى نبض قلبها
لا يعرف لما اتصل بها.. كل ما يعرفه انه اراد ذلك فقط
الو
همست..
سمعت صوت انفاسه فقط
رافي
روح.. همسها من داخله.... هذا كل ماسمعته... لم يتحدث وهي كذلك.. ثم وضعت الهاتف علي اذنها.. وتمددت علي الفراش..
استمع الي انفاسها الهادئة... ثم اغلق هاتفه
اغمض عينيه.. لا يعرف لما اتصل.. اراد فقط سماع صوتها.. يبدو انها تفهمه ايضا... اعطته ما اراد... اغمض عينيه يستمتع بالنسيم البارد في الشرفة...
الباشا بيعمل ايه في الليل وحده.. كنا بنكلم مين
ولا حد يا بابا
اقترب حاتم منه...
وفتح له ذراعيه... فرمي نفسه في احضان والده
رافي ... عيش سنك وحياتك.. عيش...
خرج من حضڼ والده..
حاضر.. ثم تركه ودخل الغرفة
كل هذ اتحت انظار راني .. الذي يشعر بتعب اخيه.. يشعر بحبه لشخص ما..لكن من هي لا يعلم
حور .. بقلم DOCTORITA 11
الفصل 11
في الصباح...
في قصر سبف ... يجلس وتجلس في حضنه حور ...
امممم
احنا هنقول لروح انهردا
شهقت مبتعده عنه...
لا.... لا.. سبف ... روح بنتي انا... اه بنتي...
قالت كلام متداخل... ودموعها استرسلت سريعا علي وجنتيها....
احتضنها سريعا...
هشششش يا عمر سبف .... لازم تعرف
شهقت... باكية
هتسيبنا... هتسيبنا
لا يا عمري... اخنا ربينا صح... عمرها ما هتبعد.. هتفهم وتقدر... والله...
قبل جبينها.. وكوب وجهها...
عمرها ما هتبعد دي روح.. بنتنا.. بنتنا وبس
مامي
دخلت روح.. وجدتها تبكي في حضڼ والدها...
اقتربت
مامي.. مالك
مالهاش يا روح... جهزتي علشان المشوار
ايوة جهزت.. بس مامي مالها...
خرجت حور من حضنه.. واحتضنتها....
ماليش.. يلا روحي مع بابي... انا بحبك.. اكتر من روحي.. والله بحبك
يلا روحي مع بابي
دفعتها.. وصعدت للاعلى... تتذكر اول مرة اخذها سبف لقبر والدتها.. هذا كان حالها.. لكنها اليوم كبيرة... تخاف رد فعلها.. وتحبها... انها ابنتها.. ابنتها وفقط
ركبت روح السيارة مع سبف .. لم ينطق.. رغم عيونها المتسائلة...
ترجلت من السيارة.. مع سبف ... دخلوا.. وكالمعتاد
جلس سبف لاول مرة...
فدائما ما يقف غند الباب وهي تتحدث معهم
بابي.. اول مرة تقعد..
قالت وهي تضع الورد علي قبريهما
تعالي يا حبيبة بابي اقعدي
جلست امامه
امسك يديها.. وتحدث
عارفة يا روح.. انتي اتولدتي علي ايدي انا و حور .. عشنا لحظات ولادتك.. بطريقة القدر وحده هو رسمها... لما شفتك وشلتك.. وفتحتي عنيكي ومسكتي صباعي بإيدك الصغيرة.. قلبي دق... واتمسمرت مكاني... ولما حور شالتك... ماحدش قدر ياهدك من بين ايديها ولا حتى الدكتورة... الا بعد وقت طويل لما انا اقنعتها.. وكان ادامها الدكتورة كشفت عليكي
هههههه.. ياه يا بابي لسه فاكر...
.
رفع يدها وقبلها..
عمري.. عمري.. ما انسى حاجة تخصك.. انتي او حور .. انتوا عمري.. وروحي.. صعب تبعدي عننا
وانا هبعد ليه.. انا قاعدة طول العمر علي قلبكوا الي بيحبني
احتضنها..
قلبنا ېموت لو بعدتي.. احنا بنحبك اوي
خرجت من حضنه...
في ايه يا بابي.. مامي ټعيط.. وتقولي بتحبني... وانت تقعد معايا هنا لاول مرة.. وبعدين في كلام عايزة احكيه لوجد وانت معطني يا بابي
قالت الاخيرة وهي تضحك
قبل شعرها
بس انا عايز اتكلم معاكي
بصي... انا و حور .. بنحب بعض جدا
عارفة.. انت هتقولي.. كله ادام عيني يا سبف و
يا روح سبف و.. اسمعيني بس.. وماتقاطعينيش
يريد ان يقول لها كل شئ.. يشعر بسكاكين تقطعه.. سيخبرها انها ليست ابنتهم البيولوجية... لكنها قلبهم وروحهم
شدد علي يدها
احنا عشقنا بعض.. روحنا واحده... بس حصلت حاډثة... وشالوا رحم حور
اه.. علشان كده ماليش اخوات انا...
تنهد بعذاب...
اسمعيني... اسمعيني يا روح
حاضر
فضلنا عشر سنين... اكتفينا ببعض.....كتير قالولي اتجوز.. بس انا رفضت.. لان حياتي من غير حور يعني اعيش من غير روحي... بس جدتك منى كلمتني وكانت المرة الوحيده.. وسمعتها حور .. ووقعت.. وكانت جية من عند الدكتور.. وقالها في کانسر.... كانت جية جري.. تترمي في حضڼي... بس سمعت الكلام ده.. وقعت.. وانا وقتها ادبحت
سقطت دمعاته.. ودمعات روح.... احتضنها...
همست
مامي.. مامي تعبانة تاني
اخرجها من حضنه سريعا.. يزيل دمعاتها
لا.. لا حور مش تعبانة.. هي كويسة
انا بحكيلك علشان تفهمي...
اومأت له...
بعد ما خفت..... عشنا انا وهي لبعض... ما فكرناش في الخلفة تاني... اكيد مشتاقين لطفل.. بس اكتفينا ببعض
طب... وانا.. انا كنت موجودة..
همست.. بتوتر... ماذا يريد ان يقول لها
ربت علي وجنتها.. واكمل
بعد عشر سنين... طلبت
الدادة..
شغل لواحدة.. اسها وجد
تلقائيا نظرت لقپرها...
اكمل هو پألم
قالت كانت في الملجأ.. وكان معاها واحد.. حبوا بعض.. وهو اشتغل في ورشة في حارتهم.. واتجوزوا.. من سنة.. بس هو ماټ في حدثة... وهي وحيدة وعايزة شغل.... سألت عليها... وجالي التقرير.. وماقريتوش.. اكتفيت بإن يحيى قالي انها تمام..
واتعينت والدنيا كويسة.. وفي يوم بالليل.. لقيت الدادة جية بتجري عليا انا و حور .. وبتقولي.. الحقني وجد بتولد
ماكنتش عارف اعمل ايه... و حور الي اتجمدت في حضڼي.. الي اتحرمت منه في واحده في بيتها بتعيشه... الليلة دي كل الخدم الي في الملحق كانوا مافيش.. وماينفعش حد يساعد من الحرس... وهي مش هتستحمل للمستشفى
لقيت حور فجأة قالت هتساعد الداده
وروحنا علي الملحق.. كانت علي الارض.. شلتها.. ودخلناها الاوضة... حور كانت جنبها بتطمنها.. وبتصرخ معاها.. وانا جبت الفوطة البيضا اشيلك بيها
وجيتي انتي... صړخة.. واحدة منك.. سكتي الكل.. ماحدش نطق... حتي وجد... سكتت.. قالت بنتي وبس.. وبعدين راحت...
والدادة حطتك في ايديا.... قلبي اتعلق بيكي.. ودق زي اول مرة شفت حور ....
و حور شالتك... حور كانت تايهة ولقت مرسا.... يحيى قالي خليها بنتك... حور بټموت عليها وهي لسه معاها من خمس دقايق.. وانت قلبك اتعلق بيها
ماكنش ليكي حد.....بقيتي بنتنا احنا.. ربنا اراد نعيش ولادتك.. كأننا اخنا الي خلفناكي... وعيش وانتي جنين في بيتنا.. وبعد ما اتولدتي في حضننا... بقيتي روحنا.. وسميناكي روح... وبقيتي روح الكل... كله اتغانل انك بنتنا.. كاه نسي الموقف...
بقيتي حتة من روحنا وبس.... لما بتغيبي.. انا و حور بڼموت.... استنينا لما تكبري شوية.. وتبتدي تفهمي.. وجيتك هنا.. خليتك تتكلمي معاهم... خليت برضه ليهم اثر في حياتك كلها..... ودلوقتي جه الوقت الي تعرفي فيه الحقيقة.. واديكي عرفتي
اثناء حديثه... اصبحت تارة تنظر له.. وتارة تنظر للقبور أمامها.... دموعها شلال على وجهها...
اتم حديثه... ونظرت له... دموع فقط وشهقات عالية منها
ودموعه ايضا...مسترسلة
احتضنها سريعا... هامسا پبكاء
بس انتي بنتنا احنا.. بنت حور و سبف .. بنت عمرنا... عمرك ما هتبعدي عننا ابدا... ابدا يا روح ابدا....
ظلت تبكي وتبكي.. وتقول جمل متقطعة
يعني... مين.. بابي.. مامي.... وجد.. هي...... مامي... مامي حور ....
اخرجها من حضنه.. وكوب وجهها
خدي كل الوقت.. استوغبي براحتك.. بس انتي بنتنا... لو ماكنتش قلت لك.. عمرك ما كنتي هتعرفي.. انتي في السجلات باسمنا.. عمليات حور مش موجودة اساسا... بس احنا اتفقنا من وانتي صغيرة انك تعرفي... وواثقين في تربيتنا... بس اوعي تبعدي.. خدي كل الوقت.. انا ابوكي... وبحبك.. و حور امك.. ايوة.. امك.... ايوة. لو بعدتي عنها هتروح فيها.. وانا ما اقدش علي خسارتكوا... انتي روح سبف ... اسمك وصفتك كده... حور اڼهارت... اوعي ابعدي وتكملي انهيارنا.. اخنا بنحبك
يتحدث.. وهي تومئ فقط برأسها التي بين كفي سبف ....
همست باكية
خدني.. خدني عند مامي.. خدني
احتضنها بشغف..
كنت عارف.. انتي بنتنا احنا....
يعني.. هي وجد تبقي مامي
وروح تبقي مامي برضه
يعني كنت بتجيبني.. علشان اعرفهم..
ايوة... علشان يعيشوا معاكي في ذكرياتك.. وعلشان متبعديش عنا
دخلت في حضنه
ما اقدرش.. انت بابي.. ومامي حور ... ما اقدرش ابعد... خدني لمامي.. وبس.. وديني لمامي
حملها.. في حضنه.. وهي تبكي.... وانطلق السائق بالسيارة.. الي القصر... ترجل وهي في حضنه مازالت تبكي....
صعد بها الي جناح حور ...
وجدوها.. تجلس بين جميع ملابسها.. ملابس روح نعم تحتفظ بهم جميها... وبكل العابها.. بكل شئ احبته روح... وهي تبكي وتحتضن الملابس
انزل سبف روح التي خطت ببطء الي حور التي تبكي...
احتضنتها من الخلف هامسة
انا روح سبف .. بنت بابي سبف ... ومامي حور ... هم ابويا وامي... بس انا عشت عمري في حنيتكم... عشت عمري بقول بابي ومامي
ليكوا... انتو
روحي.. زي ما انا روحكوا... انا ماسمعتش حاجة من بابي.. هروح كل يوم جمعة عندهم... اتكلم زي كل مرة...وهتفضلوا مامي وبابي وبس..
التفتت حور تحضنها وهي تبكي.. وتقبلها....
اقترب سبف منهم....
ازال دموعه
وفك حضنهم...
مافيش بكا تاني... بنتنا في حضننا وبس...
الاب والام مش الي بيخلوا وبس... دول حنية وسهر وتعب وتربية.. وذكريات.. عمرها ماتتعوض... دا الي كان مفروض يحصل... حور و سبف ماعملوش حاجة غلط.. لو كانوا سبوها.. كان مصيرها الملجأ... بس اخدوها.. وبقت بنتهم... ودا رد الفعل المنطقي..
الي هيقول تثور.. وتبعد عنهم.. ليه تبعد.. عمرها ما حست بالنقص.. ولا بإنها مش بنتهم... دا رد الفعل الطبيعي
يا كتير امهات وابهات بيرموا أولادهم.... بس الي بيربوهم بيبقوا عارفين قيمتهم اكتر...
حبوا كل حد ساهم في تكوينكم وتربيتكم.. ومكانتكم.. دلوقتي...
بالطبع.. لا احد من الشباب يعرف.. الكل يعرف انها ابنه حور و سبف .. ولن ينطق احد بغير ذلك
انتصف الليل.. ومازالت حور متمسكة بها... حتى نامت في حضڼ حور و سبف
فتحت عينيها.. وجدتها.. نائمة في احضانهم... اخذت تفكر في حياتها.... ان تركوها.. كان مصيرها سيصبح كوجد.. والدتها... الملجأ كان السبيل الوحيد...
قبلتهم.. اخذت عهد انها لن تتحدث في هذا الامر.. ابدا
قامت.. وخرجت متجهة للاسفل...
برغم قرارها.. ألا انها مضطربة...
جلست علي الارجوحة...
وتذكرت.. طفلة...
يلا بسلعة يا لافي
قالت وهي تجلس علي الارجوحة وهو يهزها.. وهي تضحك بشده
ما انا بعمل بسرعة يا حور اه
تب اعمل بسلعة علسان تاخد بوسة
اتتي مابتحرميش صح.. قال وهو ينطلق ناحيتها بعد ان جرت منه
سقطت دمعاتها.. تريد الحديث معه.... لكنه ابتعد عنها
لا تعرف سبب ابتعاده بعد ان كان خو الاقرب لها...
امسكت بهاتفها.. وقد قاربت الساعة الرابعة صباحا.. تريد الحديث معه
رن هاتفه.. وهو متسطح علي الفراش.. لا ينام كثيرا منذ تلك الحاډثة... حتي طبيبه النفسي لم يستطع محو تلك اللحظات من عقله
وجد هاتفه يرن باسمها.. اعتدل يرد بسرعة
روح
وقدكان... كانت همسته باسمها بمسابة الكارت الاحمر.. الذي اعطاها الاذن للبكاء
اخذت تبكي وتبكي.. وهو سيجن... يسمع شهقاتها التي تقتله..
روح... في ايه.. مالك... روح علشان خاطري ردي عليا... روح...
على صوته... ولكنها لا ترد.. تبكي فقط...
روووح.. ودي عليا.. مالك... هجيلك... طب ردي... ردي تعبتي قلبي.. ردي وقولي مالك
. ه ما.. ه. مافيش
جلس علي فراشه.. وهمس لها بحنية
روح... مالك.. ايه حصل.. بټعيطي ليه
.. مافيش.. انا اسفة... اسفة
واغلقت الهاتف
ما ان اغلقته.. حتي هدر باسمها مرارا وتكرارا... وحاول الاتصال.. لكنه مغلق... ماذا يفعل.. ماذا
رمى هاتفه... في الحائط امامه.. فتناثر لعدة قطع.. وجلس ارضا..
هامسا
مالك يا روحي.. مالك... اه يا قلبي.. اه.. لو تتعالج بس...
استيقظت
متابعة القراءة