في قبضه الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
مرتعشه إلتقطتها و قامت بفتحها و شرعت تقرأ الحروف المدونه بخط منمق كصاحبه
وحشتيني ! يومي كان طويل و ممل أوي النهاردة عشان مشوفتكيش لدرجه حسيت أنه مش هينتهي ! متغبيش عن قلبي تاني . بحبك !
عدة حروف بسيطه كانت قادرة علي سحق قلبها بين طيات معانيها فمنذ أربعه سنوات كانت قادرة علي أن تحييها من قلب الحمي التي أرهقت جسدها و أجبرتها علي التغيب عن العمل لمدة أسبوع كامل و لم يعيدها إلى صحتها سوي رسائله المرفقة مع أزهار يعلم كم تحبها كما كان يعلم كيف يخترق جميع حصونها و يحتل قلبها و كأن عشقه كان سفينه نجاتها التي إنتشلتها من بحور الوحدة و العڈاب و ظنت بأنها أخيرا وجدت بر الأمان الذي إتضح بعد ذلك أنه سراب كان بدايه لرحلة عڈاب لا يحتمل و أن سفينه نجاتها ماهي إلا زورق مثقوب رست بكل ثقلها فوقه فأغرقها في بحور الألم الذي لا نهايه له.
كانت تغمض عيناها و هي تتلمس الورود غارقه في تفكيرها دون أن تدري كم كان مظهرها ساحرا بشعرها الذي يطير بكل مكان حولها و ملامحها التي سړقت فتنتها من ضوء القمر الذي كان يضئ تقاسيم وجهها الجميله ليأتيها صوته الحاد الذي أخترق هدوئها و سلامها المؤقت فجفلت و تحركت يدها بسرعه لتنغرز إحدي الأشواك بجلدها الرقيق فصړخت بخفوت جاذبه يدها بلهفه لتجد بعض قطرات الډماء تنساب منها و قبل أن تقوم بمسحها وجدت يد ضخمه ذو كف خشن كصاحبه إمتد ليقبض عليها بحنو أربكها ليسحب الشوكه العالقه بجلدها بأسنانه فشعرت و كأنه إنتزعها من قلبها لا إصبعها ! فصارت دقاتها تتقاذف پعنف داخل قفصها الصدري فيما إنحبست أنفاسها به و هي تري رأسه المنحني علي كفها و قد أزهلها ما رأت فذلك الرجل الضخم الفظ المتعجرف ينحني علي كفها ليسحب شوكه أخترقته !
مش تخلي بالك !
هزت رأسها في محاوله منها لجعله يعود إلي العمل قبل أن تقول بصوت مبحوح
عا. عادي . دا چرح بسيط .
ضاقت عيناه و هي تطوف فوق ملامحها قبل أن يقول بخفوت
و چرح بسيط يخليكي ټعيطي كدا !
جفلت من كلمته و إرتفعت يدها لتجد بعض قطرات من عبراتها لازالت عالقه بجفونها فأزالتها بلهفه و هي تبتسم بتصنع قبل أن تقول بحرج
ظلت نظراته مثبته عليها قبل أن تلوح بهما بسمه ساخره وكأنه يخبرها بأنها تكذب و لكنه أجابها مغيرا الموضوع
إيه إلي مخرجك دلوقتي في البرد دا
بهدوء أردفت
كنت زهقانه قولت أشم شويه هوا !
أختارتي المكان الصح ! مزرعتنا هواها يرد الروح !
فعلا المزرعه حلوة أوي شبه الجنة بالظبط . و هواها جميل و نقي .
أرتفع إحدي حاجبيه تزامنا مع كلماتها التي خرجت منها دون وعي متأثرة بالمظهر الخلاب المحيط بهم لتجد صوته الساخر قد عاد إلي طبيعته حين قال
غريبه ! مع إن دا مكنش رأيك الصبح !
إغتاظت منه و لكنها قررت المواجهه فقالت
متابعة القراءة