روايه ندي محمود توفيق ج 11والاخير

موقع أيام نيوز


حتى لا تدخل زجاجة في قدمها وقبل أن تصل إليه وجدته يرفع يده عن الأرض پألم ويمسك بكفه الذي چرح وبدأ يذرف الډماء فشهقت بهلع وانحنت إليه تهدر معاتبة في استياء من عناده 
_ شوفت أهو اتعورت قوم تعالى معايا هحطلك مطهر ولازق طبي
هب واقفا وفتح صنبور الماء يضع يده اسفله ليزيح الډماء هاتفا بصلابة 
_ مش مستاهلة هيقف وحده

عقدت حاجبيها بريبة من أمره وقالت بحزم وهي تسحب كفه من أسفل الماء هاتفة 
_ كدا هيزيد مش هيقف .. تعالى يلا
وجذبته من يده ناحية الغرفة شبه عنوة واجلسته على الفراش .. ثم جذبت المطهر وقطنة وجلست بجواره تمسك بيده وتضع عليها القطنة التي سكبت القليل من المطهر فوقها فاغمض هو عيناه مټألما ثم رفعت يدها ووضعت اللازق الطبي على الچرح وقالت بتدقيق وخفوت بعد أن ثبتت نظرها عليه 
_ مالك يازين إنت مضايق من حاجة !
مسح على وجهه وقال مهموما بزفير قوي 
_ قولي في إيه مش مضايقك
اقتربت منه أكثر ومدت اناملها لذقنه تدير وجهه تجاهها هامسة بنبرة حانية وأعين دافئة 
_ احكيلي ياحبيبي وارمي همومك عليا
لمعت عيناه بالدموع وغمغم بيأس وخوف 
_ ياريت اقدر احكيلك .. بس صدقيني مش هقدر !
_ ليه !!
سألت باستغراب فادرك هو ما قاله ولملم شتات نفسه ليظهر الثبات أمامها وجهها بين راحتي كفيه 
_ بحبك أوي ياملاذي
ضيقت عيناها بحيرة من تصرفاته الغريبة ونبرته المختلفة ولكنها ابتسمت بحب وهمست تبادله نفس المشاعر 
_ وأنا كمان بحبك ياروح ملاذك
تغادر الغرفة .. هبطت الدرج بثقة وثبات حتى وصلت إلى آخر درجاته فرأته يجلس على مقعد وبيده كوب الشاي خاصته يرتشف منه بهدوء تصنعت عدم رؤيته وأكملت طريقها باتجاه الباب ولكنها سمعت صوته الرجولي يهتف 
_ يسر رايحة فين !
وقفت وتأففت بخنق لتجيبه دون أن تلتفت له 
_ حاجة متخصكش
واستمرت بسيرها حتى وصلت إلى الباب ومدت يدها للمقبض  بصرامة 
_ يعني إيه ميخصنيش !!
سحبت يدها پعنف هاتفة بقوة 
_ لو فاكر الاتفاق اللي اتفقناه امبارح كان محدش ليه دعوة بالتاني صح ولا لا .. يعني إنت ملكش حق تسألني
ليس لديه حق !!! .. كان على لحظة وسيفقد أعصابه ويذكرها بأنه زوجها ولكنه هو الذي اختار هذا الاتفاق وسيضطر بأن يلتزم بشروطه إلى النهاية .
تمتم بهدوء مزيف 
_ صح يا يسر .. بس مفهاش حاجة لو قولتيلي رايحة فين وخصوصا إننا مش في مصر
لوت فمها وقالت باقتضاب 
_ رايحة لخالتو اتصلت بيا وكانت عايز تجيني وتاخدني هي وراسل بس قولتلها أنا هجيلك وهتكلم معاها وافهمها
تجاهل سماعه لاسم ذلك السمج .. وقال بنبرة حازمة 
_ طيب تعالى هوصلك يلا
صاحت به مندفعة پغضب 
_ وتوصلني ليه !! .. حسن ابعد عني أنا مش طيقاك أساسا
ابتعد من أمامها وعاد إلى مكتبه ليجذب مفاتيحه وهاتفه ويلحق بها .. كانت على وشك أن تقف سيارة أجرة ولكنه جذبها من ذراعها هاتفا وهو يشير بعيناه على السيارة 
_ يلا
دفعته صاړخة بانفعال 
_ متلمسنيش فاهم ولا لا
رفع كفيه عنها متمتما باستسلام واعتذار 
_ أنا آسف .. يلا اركبي
رمقته باشمئزاز ثم تحركت باتجاه الشارع واوقفت سيارة لتستقل بها غير مبالية له .. كور قبضة يده يجاهد في السيطرة على طوفانه العاتي وهو يرى تلك السيارة تتحرك بها .. الټفت باتجاه سيارته وركلها بقدمه في عڼف يفرغ بها شحنة غيظه المكتظة بداخله ويتمتم متوعدا وهو يفتح الباب ليستقل بمقعده المخصص للقيادة 
_ ماشي يايسر .. أنا وإنتي والزمن طويل لما نشوف أخرة عنادك ده
ثم حرك محرك السيارة وانطلق وهو يكمل وعيده لنفسه مهمهما 
_ قال اطلقك !! .. تبقى بتحلمي ودلوقتي جه دوري عشان اوريكي الجنان على أصله !!
انضم إليها وجلس على المقعد المقابل إليها في الطاولة .. فتحاشت هي النظر إليه بارتباك ملحوظ في قسمات وجهها مما جعل الشك يتعشش أكثر داخله بأنها قد سمعت حواره مع صديقه وبالرغم من ذلك لم يستمع لأفكاره واقنع نفسه بأن الأمر لا يخص ذلك الشيء .. سألها بابتسامة هادئة 
_ هااا وريني عشان اختار معاكي
أماءت له برأسها وفتحت المجلة ثم وضعتها في منتصف الطاولة بينهم وبدأت تملي عليه رأيها في بعض الأشياء ليشاركها هو برأيه الذي كان متفق معها في بعض الأشياء والآخر مختلف وما لاحظه أن ارتباكها لم يهدأ بل كما هي على وضعها فانتابه الفضول بشدة حول السبب ليسألها بوضوح دون مراوغة 
_ رفيف هو إنتي سمعتي كنت بقول إيه في التلفون لما جيتي 
تسارعت نبضات قلبها وشحب لون وجهها انعقد لسانها ولم تجد الكلمات المناسبة لتجيبه بها طال صمتها لثواني طويلة وهي مازالت في اضطرابها لا تتمكن من
 

تم نسخ الرابط