روايه ندي محمود توفيق ج 11والاخير

موقع أيام نيوز


يتسع لشخصين ويرجع برأسه للخلف مغمضا عيناه في سكون .

هي تمد يدها له بكوب القهوة فانتصب شبه فزعا في جلسته وطالت نظرته لها لثواني قليلة حتى التقط من يدها الكوب وقال بنبرة عادية 
_ شكرا
رسمت ابتسامة خفيفة وهي تقف بتردد وتحتضن الكوب بيديها كانت وقفتها بها شيء من الاضطراب لا تعرف ماذا تقول لتوضح له رغبتها في الجلوس معه .. ولم يكن هو بالأحمق حتى لا يفهم هذا من نظراتها فأصدر زفيرا طويل وافسح لها مكانا بالمقعد دون أن يتفوه ببنت شفه لترمقه هي بنظرة مرتبكة وتجلس بجواره تحملق في السماء بسكوت لدقائق وكان الصمت هو سيد الموقف بينهم .. ولكنها تختلس إليه النظرات خلسة دون أن يلاحظ وما ادركته من قسمات وجهه أنه متضايق من شيء فترددت في البداية وخشيت من أن تسأله فيكون الرد منه قاسې ! ولكن حسمت قرارها بعد تفكير عميق وقالت بصوت خفيض ومضطرب 

_ ينفع اسألك مالك ولا مينفعش !
استقرت عيناه عليها للحظات بأعين ثاقبة مستعجبا سؤالها حتى زاغ بنظره وأجاب بغلظة 
_ لا مينفعش
أماءت بإحراج وعادت تثبت نظرها على السماء ومن ثم عادت تتحدث بعد لحظات ولكن هذه المرة كانت بعفوية دون تفكير وعيناها لا تزال معلقة بالسماء 
_ تعرف إن تقريبا بتولد كل يوم 276 مليون نجم
_ شكرا على المعلومة .. بس أنا معنديش مزاج دلوقتي للحكاوي اللي ملهاش لزمة دي
رمقته بأسى وهبت واقفة تقول باعتذار 
_ أنا آسفة ياعلاء
أدرك في نفس اللحظة ما قاله فاسرع ومسك برسغها هاتفا بهدوء 
_ اقعدي .. أنا مقصدش
_ عادي .. أنا هطلع الأوضة فوق وهنام
_ اقعدي قولت ياميار !!
قالها بلهجة شبه آمره فتنهدت بعدم حيلة وجلست من جديد لتجده يسألها بطبيعية بعد وقت قصير 
_ حصل إمتى موضوع الصور ده 
حملقت به في ريبة من سؤاله ثم أجابت بخفوت وهي لا تنظر له 
_ قبل ما ننزل مصر بأسبوع
_ كان بيحاول يتقرب منك إزاي قبل اللي حصل 
ازدادت نظراتها حيرة من إهتمامه بالأمر واسألته ولكن لم تعقب وفضلت بأن تجيب عليه دون مناقشة حيث غمغمت بنبرة أكثر خفوتا 
_ عن طريق إنه يفتح معايا كلام بأي شكل مثلا أو إنه يقرب مني على سبيل إني صديقته المفروض أنا في البداية مكنتش فاهمة ده بس بعدين بدأت أفهم تصرفاته وبقيت اتجنبه وابعد عنه
_ وإنتي كنتي تعرفيه منين !!
غضنت حاجبيها بفضول حقيقي هذه المرة حيث سألته بفضول 
_ هو في إيه !! .. إنت إيه اللي فكرك بالموضوع ده دلوقتي !
هتف بصوت رجولي أجش 
_ هتعرفي قريب في إيه .. جاوبي من غير اسئلة دلوقتي
زمت بعدم فهم وأجابت عليه كما أمرها 
_ كنا مجموعة اصدقاء من الكلية مع بعض وهو اتعرفنا عليه من فترة قريبة ومكنش في حد بيستلطفه فينا أساسا
هز رأسه بتفهم ثم هب واقفا وهم بالانصراف لتعتري طريقه وتقول بفضول حقيقي وحيرة 
_ مش هتقولي في إيه !
_ قولتلك هتعرفي قريب .. أنا طالع الأوضة خلصي قهوتك وتعالي ورايا
ثم تركها واتجه للداخل لتظل هي بمكانها تحاول توقع أي شيء أو اختراق عقله حتى ومعرفة ماهو الذي ستعرفه قريبا ولكن دون جدوي .. تأففت بقوة في غيظ وجعلت ترتشف من القهوة وهي لا تتوقف عن التفكير مع ذلك !! .......
على الجانب الآخر ......
انتفض واقفا من فرط الڠضب وهو يصيح بانفعال هادر ونبرة مرعبة 
_ اتجوزت ومحدش له علم فينا
أجابت زوجته ساخرة بلؤم 
_ ماهي بنت اخوك ماشية على حل شعرها من زمان مش جديد عليها يعني
كانت ريماس تتابع صياح أبيها وازدراء أمها بسكون لا تجيب على أي منهم لا ترى في فعل ابن عمها شيء مخالف بالأخص بعد الذي فعله جاسر معها وهناك علاقة شبه منقطعة بينهم منذ ذلك الوقت فلماذا تأخذ رأى عمها أو تخبره حتى !! .
تحدثت ريماس بامتعاض 
_ جاسر سافر وشكله ناوي يعمل مصېبة
صاح الأب بسخط امتزج ببعض الاستنكار 
_ وإنتي فكرك إني هسيب بنت أخويا لابن العمايري ده .. أنا لولا سيف وإنه كان واقفلي في الوش وقاطع علاقته بينا بسبب عملة أخوكي المهببة كان زماني جوزتها لجاسر من زمان بس خلاص دلوقتي بقى لازم اتدخل
تبادلت زوجته نظرات الريبة مع ابنتها ورجعت بعيناها تثبتها على زوجها وتقول بتساءل 
_ هتعمل إيه 
_ جهزوا نفسكم عشان هنرجع مصر بكرا ورا جاسر
قالها بصرامة ولهجة لا تقبل النقاش أو الرفض ثم غادر الغرفة وتركهم ينظرون لبعضهم بدهشة وماهي
 

تم نسخ الرابط