روايه ندي محمود توفيق ج 11والاخير
عن الكلام فجأة عند تذكرها لبعض الأحداث فقالت مرحة بإشراقة وجه
_ لا استني صح افتكرت حاجة حصلت معايا امبارح مسخرة
بدأت تسرد له موقفها المضحك الذي حدث معها وتضحك وهو يبادلها الضحك ولكن بقوة أقل فاستمرت جلستهم المرحة والدافئة لدقائق طويلة ما بين الحديث المعسول والمزاح والجدية .........
يسير باتجاه المطبخ وهو يفرك عيناه ليزيح عنهم آثار الخمول .. بعد أن سمع صوت طفيف من دندنتها مع نفسها في المطبخ وصل ووقف على الباب يتفحصها بتدقيق من اعلاها لأسفلها وهو يبتسم فكانت ترتدي منامة قطنية قصيرة بعض الشيء وترفع شعرها بعشوائية تثبته بمشبك للشعر وتتمايل يمينا ويسارا رقصا على الحان الاغنية التي تتندنها .. استند بكتفيه على جانب الباب وعقد ذراعيه أمام صدره يتابعها بإعجاب وهي توليه ظهرها غير منتبهة لوجوده التفتت بجسدها للخلف على اطمئنان وهي لا تتوقف عن التمايل
لم يتحرك من مكانه وبقى كما هو على وضعه يرمقها مبتسما بساحرية فضيقت عيناها وقالت بريبة
_ كرم !! .. واقف كدا ليه !
_ صباح الخير
_ صباح الفل والياسمين
عادت توليه ظهرها لتكمل ما كانت تفعله وهي تتمتم برقة
_ الحمدلله واضح إن مزاجك رايق شوية عن امبارح أو مش شوية ده كتير أوي
خطا خطوة إليها ليقف بجانبها متشدقا بنبرة بدت لها غريبة
تركت مابيدها ونظرت له مخټنقة وهتفت بنفاذ صبر
_ كرم ارجوك ماتعمل حاجة .. أنا أساسا طبيعي قلقانة عليك ومش حمل عمي يأذيك لقدر الله
_ مټخافيش يا أميرتي مش هتحصل حاجة بإذن الله
صعدت الحمرة لوجنتيها من التي تكاد تكون عڼيفة واشاحت بوجهها تثبته على الطعام الذي تحضره ثم قالت بترقب
_ أكيد
عادت بنظرها له تقول بأعين راجية
_ خليك معايا النهردا متروحش
غضن حاحبيه وقال باستغراب
_ ليه !!
تمتمت برقة وعبث
_ زهقانة ومش عايزة اقعد وحدي
_ !!
_ كنت عارفة إنك لئيم ونيتك مش سليمة
أجابها ضاحكا باستمتاع وهو يشير ل الأخرى هاتفا
_ طيب واحدة هنا كمان عشان أنا محستش بيها دي
_ هاهاها ليه وهو أنا هبلة عشان اصدقك تاني
جلجلت ضحكته الأرجاء وقال غامزا بنظرات خبيثة
_ طيب هسيبك دلوقتي بمزاجي بس ولما آجي هنشوف الموضوع ده
استشاطت بالنيران الملتهبة تصيح به مستاءة
_ يعني إنت اخدت وبرضوا هتمشي !!
همهم بخفوت جميل وحنو ليهدأ من انفعالها قليلا
هدأت ثورتها وأجابت بضجر
_ وهياخد قد إيه الاجتماع ده !
_ يعني ساعة أو ساعتين بالكتير
أماءت له بالموافقة وقد ارتاحت كثيرا ثم هتفت بنبرة عادية
_ طيب روح البس ولغاية متلبس هكون أنا حضرت الفطار
ظل يجوب بالغرفة إيابا وذهابا وهو يترنح من فرط العصبية وأبيه يجلس على الأريكة المتوسطة يعلق نظره عليه وعقله يفكر بحل لهذه المعضلة وإذا به يهدر بابنه منفعلا
_ ماتهدى ياجاسر زاولتني
صاح الآخر ساخطا
_ اهدى إيه يابابا وآخرة الموضوع ده هنسيبله شفق مثلا
كمال بنبرة شيطانية ونظرات تحمل الحقد
_ أكيد لا بنت اخويا هاخدها واطمن هطلقها منه وهتتجوزها
_ وهتعمل ده إزاي بقى !
قال بأعين شرانية لا تبشر بالخير أبدا
_ هنجرب معاه بالذوق الأول .. نفع يبقى زي الفل منفعش يبقى هو اللي جنى علي نفسه
تمتم جاسر بغل غير مباليا بمخططات أبيه الشريرة
_ أنا المهم عندي شفق إنها ترجعلي في الآخر
رمقه أبيه بابتسامة خبيثة يرتب أفكار عقله جيدا حتى يحسن تنفيذ خططه في أخذ ابنة أخيه !! .........
ارتفع ضوء القمر في السماء وظهرت النجوم الساهرة لتعطي لوحة مسائية جميلة ابدعها الخالق عز وجل .
كانت يسر أمام التلفاز تشاهد إحدى المسلسلات الأجنبية وبيدها صحن الفشار الكبير نسبيا تلتقط كل لحظة حبة وتلقيها في فمها وعيناها معلقة على شاشة التلفاز ولكن صك سمعها رنين الباب فدارت رأسها ناحية الباب وتأففت بخنق عندما توقعت من الطارق فليس هناك أحد غيرهم بالمنزل وضعت الصحن بجانبها على الأريكة واستقامت تتجه إلى الباب وامسكت بالمقبض تديره للأسفل وتجذب الباب إليها وكما توقعت كان هو انتظرت منه التحدث وهي تطالعه بمضض ولكنه امعن النظر بها