روايه ندي محمود توفيق ج 11والاخير
المحتويات
ثم رجح بأنه قد يكون اقنعها بموافقته فقط حتى يهيأ لها أنه ذعن لرغبتها في الطلاق . تمتم طاهر بنبرة حكيمة
_ ماشي يابنتي طالما إنتي عايزة كدا .. خلي بالك من نفسك ولو حصل أي حاجة اتصلي بيا
_ حاصر يابابا مع السلامة
انهت معه الاتصال ووضعت الهاتف على سطح المكتب وهي تزفر بعدم حيلة باتت لا تعرف مالذي يجب عليها فعله .. هل تسمع لقلبها الذي لا زال يعشقه ويلح عليها في طلب واحد وهو اعطائه فرصة لعله يكون صادقا حقا أما تستمع لواقعها الذي يخبرها بأن لا طريق للنجاة وقد وصلوا إلى نهاية الطريق وكلاهما سيسلك طريقا مختلفا قريبا .. وضعت كفها على بطنها تملس عليها برفق تسترجع بذاكرتها يوم معرفته بحملها ومالذي فعله لكي يتخلص منها هي وطفلها فقويت مشاعر البغض عليه وزاد إصرارها على الطلاق هامسة لنفسها وهي تنظر لبطنها
_ متخفش ياحبيبي مش هسمحله يأذيك أو ياخدك مني أبدا .. هخليه يشرب من نفس الكاس المر اللي كان بيشربني منه
في هذه اللحظة فتح هو الباب ودخل ثم اغلقه خلفه واقترب يجلس على المقعد المقابل للمكتب يجاهد في تمالك غضبه متمتما بهدوء مزيف
_ طلعتي من غير ماتقوليلي ليه
_ بصفتك مين عشان أقولك !
بدأ غضبه يتفاقم ولحسن الحظ أنه مازال يتحكم به حيث قال وهو يصر على أسنانه
_ جوزك ومن حقي امنعك من الخروج كمان لو عايز
_ بنسبالك بس لكن أنا عمري ماهشوفك زوج ليا لأن حسن بنسبالي ماټ من زمان وملوش وجود
ابتلع قسۏتها في الحديث معه وهتف شبه منفعلا
قهقهت ساخرة تجيبه
_ ماشاء الله من أول يوم مش بتلتزم باتفاقنا .. طيب أنا هفكرك تاني ملكش دعوة بيا أقعد مع مين ولا اطلع مع مين .. إنت مش هتمشي كلمتك عليا ياحسن باشا
انتفضت جالسة عندما رأته يضرب بكف يده في عڼف على سطح المكتب صارخا
_ هتمشي يامدام .. أنا مستحمل كل طلباتك ومش برفضلك طلب واللي عايزاه هنفذه بس لغاية هنا وكفاية عشان متشوفيش حسن القديم .. تلتزمي حدودك مع أي راجل مش راسل بس وأنا حذرتك أهو اللهم إني بلغت اللهم فاشهد .. لو شفتك معاه تاني يايسر مش هكون مسئول عن اللي هعمله
استقامت تصيح باندفاع واستياء
_ لا اثبتلي ندمك فعلا وإنك فعلا عايزني اسامحك إنت أساسا متغيرتش عشان توريني حسن القديم .. إنت لسا زي ما إنت ومش هتتغير فمتحاولش تضحك عليا بكلمتين لإني كل ما بقول ده بدأ يتغير فعلا بتثبتلي العكس بكرهك ياحسن صدقني بكرهك وبكره انانيتك .. انت من بداية جوازنا مكنتش عايزاني واتجوزتني كتسلية مش اكتر لكن متقولش اني هددتك والكلام الفارغ ده لأنك لو كنت عايز تتصرف معايا كنت اتصرفت فمتقوليش دلوقتي إنك عايزاني بجد
استقام هو الآخر وتمتم بنظرات هدأت حدتها وحملت الأسف
_ يسر أااا.......
صړخت بصوتها المرتفع وهي تشير بسبابتها على الباب
_ اطلع برا مش عايزة اشوفك .. مش طايقة اسمع صوتك حتى برا ياحسن
_ اطلع برا
رفع كفيه لأعلى وهو يتراجع للخلف متمتما باستسلام وبعض الدهشة من انفعالها البالغ
_ تمام تمام هطلع خلاص اهدى
ظل يتراجع حتى وصل للباب وفتحه ليليقى عليها نظرة حزينة وأخيرة قبل أن يستدر وينصرف تاركا إياها بين دموعها التي انسابت على وجنتيها !! .....
كانت تجوب بالغرفة إيابا وذهابا تنتظر خروجه من الحمام وهي تستشيط غيظا .. لا تفهم سبب تصرفه بالأمس ولما يتدخل ويمنعها من استكمال دراستها ألم تسرد له كل شيء كما حدث
متابعة القراءة