روايه ندي محمود توفيق ج 10

موقع أيام نيوز

 

خطڤ نظرة سريعة على يسر ثم هتف بثبات مخترعا كڈبة صغيرة حتى لا يضع نفسه في موقف قد لا يحبه عمه 
_ كلمت علاء وقالي على اللي حصل
هز طاهر رأسه بالتفهم ثم نظر لابنته وهتف بقلق حقيقي 
_ ميار عاملة إيه يايسر 
_ لسا مفاقتش يابابا أنا كنت عندها دلوقتي
كان حسن يعلق نظره عليها بسكون وأمها كانت منشغلة بالتحدث مع طاهر الذي يصر على الذهاب لابنة اخيه والاطمئنان عليها بنفسه ! ......

عاد علاء للمستشفى واتجه نحو غرفة ميار فورا عندما اخبره الطبيب بأنها استعادت وعيها فتح الباب ودخل ثم اغلقه خلفه وتحرك نحوها ليجذب المقعد ويجلس أمام الفراش هاتفا بصوت هاديء 
_ ميار
فتحت عيناها ورمقته بأعين منطفئة وكئيبة ليكمل هو بنبرة مهتمة حقا 
_ بقيتي كويسة دلوقتي 
اماءت له بالإيجاب والتزم هو الصمت للحظات طويلة حتى بدأت ملامحه تأخذ الحدة والعصبية وهو يقول 
_ إيه اللي عملتيه ده !! إنتي مچنونة ! .. ده بدل ما تكفري عن ذنبك وتطلبي من ربك العفو وتتوبي لا بتحاولي ټنتحري عشان تحملي نفسك ذنب أكبر
همهمت بمرارة وبؤس 
_ محدش طايقني ولا عايزني .. كل عيلتي پتكرهني حتى نينا بقت مش عايزاني وهي اللي كانت بتصبرني على فراق بابا وماما
اشفق عليها لأول مرة فأخذ نفسا عميقا وهو يحدقها بأعين متأثرة ثم تمتم بخفوت لين 
_ إنتي اللي رخصتي نفسك بعملتك ياميار واجبرتي الكل إنه ياخد منك جنب حتى جدتك بس مټخافيش هي لسا بتحبك أكيد كل ما في الموضوع إنها هتاخد فترة لغاية ماتسامحك وبكرا هبقى اخدك تتكلمي معاها شوية
ابتسمت بسعادة واعتدلت في نومتها هاتفة 
_ بجد ياعلاء !
تراجعت في لحظتها وقالت بيأس 
_ لا بس هي مش هتوافق تشوفني أصلا ولا تتكلم معايا
_ جربي .. نفع كان بها منفعش خلاص
امسكت بكفه تضغط عليه بلطف وتطالعه بعيون دامعة وممتنة بشدة وهمست بخفوت رقيق 
_ vielen Dank
شكرا جدا
سحب كفه بهدوء تام وهو يرسم ابتسامة صارمة بعض الشيء ثم هب واقفا وقال بغلظة 
_ أنا هروح اطمنهم إنك فوقتي
هزت رأسها بالموافقة وهي في اقصى درجات سعادتها ولا تتمكن من انتظار الغد حتى تذهب لزيارة جدتها ورؤيتها !! .......
مع صباح اليوم التالي ......
كان كرم يرتدي ملابسه ويستعد للذهاب وهي بالمطبخ تقوم بتحضير وجبة الإفطار فخرج من الغرفة فور انتهائه واتجه إليها في المطبخ يقول على عجالة باختصار 
_ شفق أنا همشي معلش عشان مستعجل جدا متعمليش حسابي معاكي
لم تجيبه واكملت ما تفعله محاولة كتم غيظها من أنه سيتركها تفطر بمفردها فعقد هو حاجبيه باستغراب عندما لما يأتيه رد منها حتى ولو بإماءة رأس خفيفة اقترب منها ووقف بجوارها متمتما 
_ شفق أنا بكلمك إنتي سم....
توقف عن الكلام حين رأى دموعها تملأ وجهها فمد يده وامسك بذقنها يدير وجهها ناحيته هامسا بريبة 
_ بټعيطي !! .. إنتي لسا زعلانة مني !
اجفلت عيناها أرضا وانهمرت دموعها بقوة أشد فجذبها فورا هامسا بلطف ورجاء جميل 
_ متعيطيش ياشفق .. إنتي عارفة إني مبقدرش ازعلك حقك عليا وعد مش هيتكرر تاني
انخرطت في نوبة بكاء قوية وهي تهتف من بين بكائها 
_ مش زعلانة
لم يتمكن من حجب ضحكته حيث اجابها ضاحكا بمشاكسة 
_ إنتي كدا مش زعلانة ! .. أمال لو كنتي زعلانة كان هيحصل إيه !!!
استمرت في بكائها فأبعد رأسها فقط عن وبيد مسك ذقنها يرفع وجهها لأعلى لكي يراها بوضوح وباليد الأخرى مد اناملها وجفف دموعها واطال النظر في وجهها مبتسما بساحرية ولم يجد صعوبة في فعل خطوته القادمة فهو لم يعد يخجل ويتوتر منها كالسابق .
_ أنا آسف
_ وكمان مرة تاني أنا آسف
تحولت إلى قطعة طماطم وتوردت وجنتيها بشدة وسرت قشعريرة في جسدها الذي شعرت بحرارته ودقات قلبها تطرق پعنف وكعادتها تحاول اخفاء خجلها بأي شيء حيث دفنت وجهها في كتفه هامسة بتمرد ونبرة عابثة 
_ إنت وحش على فكرة
ابتسم لها وتمتم بمكر 
_ آه ما أنا عارف
استكمل برقة تليق بصوته الرجولي 
_ لسا زعلانة 
_ طيب أنا اتأخرت همشي واستنيني على الغدا عشان هنتغدى مع بعض
_ طيب

_ متتأخرش ياكرم
فتح الباب وقال قبل أن يغادر 
_ حاضر
داخل شركة العمايري ......
كانت يسر تقف أمام النافذة تتابع حركة المارة والسيارات بشرود في أشياء كثيرة في مقدمتهم وضعها الحالي الذي لا يبشر بخير أبدا .. استمعت لرنين هاتفها المرتفع فعادت لمكتبها والتقطته لتجيب بنبرة عادية 
_ أيوة ياريم
_ عاملة إيه يايسر .. واخبار عمي طاهر إيه وبنت عمك 
_ الحمدلله كويسين ياريم متقلقيش بابا بقى زي الفل الحمدلله وحتى ميار بخير .. شكرا على وقفتك معانا في المستشفى إمبارح
اجابتها معاتبة إياها بضيق 
_ اخص عليكي يايسر هو من إمتى في بينا شكر ده احنا اخوات وعمي طاهر زي بابا بظبط والله بنسبالي وإنتي عارفة ده
هزت رأسها بإيجاب وابتسامة عذبة هامسة 
_ عارفة عارفة
_ إنتي قاعدة في الشركة 
سمعت ريم تمتمها ب امممم لتستكمل بترقب للإجابة 
_ لسا بيحاول يتقرب منك 
ظهر السخط على ملامحها وقالت بقسۏة ونبرة لا تحمل المزح 
_ يحاول براحته أنا مبقيش يهمني أساسا ولو السما اطبقت على الأرض مستحيل ارجعله .. كفاية أوي اللي عشته معاه أنا محتاجة ابص لحياتي ولنفسي بقى
_ بظبط هو ده الصح لانه مكنش يستاهل ضفرك ومازال ميستهلكيش .. بس مش كان غلط اللي عملتيه إمبارح 
زفرت بخنق وقالت مستاءة 
_ بالله عليكي ماتفكريني ياريم أنا كل ما افتكر اتعصب أنا اساسا غبية ارد عليه ليه واقوله
عادت تكمل بعد ثواني قليلة بشيء من الحزن والحيرة 
_ أنا مش هينفع اقعد هنا اكتر من كدا ياريم لو فضلت قاعدة هيتكشف الموضوع وأنا بدأت اتعب وبدأو يلاحظوا في البيت
_ طيب هتعملي إيه !
_ مش عارفة بس راسل راجع امريكا بعد يومين بفكر اروح معاه واشتغل هناك في شركة بابا وهحاول اقنعهم وهقعد في شقة لوحدي
قالت ريم بحزم ورزانة 
_ مينفعش تقعدي وحدك يايسر .. اقعدي مع خالتك وراسل ونبهي عليها متقولش حاجة لحد وراسل اكيد مش هيتكلم
يسر باندفاع 
_ إنتي بتقولي إيه ياريم .. خالتو مستحيل توافق على اللي بعمله وهتقولهم كلهم واولهم هو سيبك دلوقتي انا لما اسافر هتصرف واشوف حل .. سلام بقى عشان في ورايا شغل وشوية بليل هبقى اكلمك تاني إن شاء الله
_ تمام سلام وبلاش تتصرفي تاني بتهور زي امبارح هاا
ابتسمت وقالت بخفوت 
_ حاضر اطمني
ثم انهت معها الاتصال وجلست على مقعد مكتبها لتبدأ في أعمالها ولكن جذب انتباهها الملف الخاص به وأنه من اللازم أن يضع امضته عليه حتى يكتمل فتأففت بنفاذ صبر وضجر ثم جذبته وغادرت مكتبها باتجاه مكتبه هو وكانت ستعطي الملف لمساعدته حتى تعطيه هي له ولكنها لم تجدها لټضرب بقدمها الأرض مغتاظة على ذلك الحظ اللي يجبرها على الوقوع في طريقه دوما ولا تستطيع تجنبه
 

تم نسخ الرابط