روايه ندي محمود توفيق ج 10
يشعر بنمو نقطة الشوق الصغيرة الذي في قلبه وبالرغم من كل هذا يرفض الاستسلام للحقيقة التي تخطت حاجز الندم وأصبحت اشتياق وفراغ يلاحقه في أيامه المملة بدونها !! .
ابتسم بتلقائية حين راوده احساس بشوقه لشجاراتهم التي لم تنتهي منذ أول يوم زواج لهم .. استوحش شراستها معه وقوتها وهي تصرخ به دون ادنى خوف .
هب واقفا وتحرك باتجاه غرفتها المغلقة منذ ذهابها فتح الباب بهدوء ودخل ثم اضاء المصباح والقى نظرة دائرية على الغرفة يتفحصها بإمعان كأنه يراها للوهلة الأولى أصدر تنهيدة حارة بأسى ثم اقترب من الفراش وجلس عليه مهموما ليقع نظره على الصورة الموضوعة في برواز للصور على المنضدة فالتقطها وأخذ يحدق بها بحزن كانت صورة لها تجمعها معه من زواج زين يتذكر جيدا ذلك اليوم حين اصرت عليه أن يأخذوا صورة لهم ورغم رفضة وخنقه في البداية منها إلا أنه ذعن لرغبتها في النهاية مجبرا لكي يتخلص من الحاحها المستفز بالنسبة له حينها !! والآن هي لم تترك شيء سوى هذه الصورة أخذت كل شيء يخصها عندما غادرت وتركتها لأنه يشاركها إياها هل حقا توقفت عن حبه أم تمثل أمامه الكره .. تارة يشعر بأنها تكذب وتارة العكس ولكن الشيء الوحيد المتيقن منه هو أنه بات لا يطيق ألم تعذيب ضميره وندمه واشتياقه لها الذي يزيد يوما بيوم ! .
_ الو مين
لم يعقب على عدم معرفتها لرقمه وهتف بقلق
_ أنا حسن يايسر .. صوتك ماله !
انهمرت دموعها وقالت بصوت مبحوح
_ أنا في المستشفى ياحسن ميار حاولت ټنتحر وبابا تعب كمان دلوقتي
استقام واقفا بفزع وهتف
كان زين يجلس بالخارج على الأريكة ويباشر بعض أعماله على حاسوبه النقال الموضوع فوق الطاولة الصغيرة فرآها تخرج من المنزل وتتحرك ناحيته وهي تحمل على يدها صحن به طعام لا يعرف نوعه ولكن لم يكن هذا المهم بل ملابسها هي الأهم وكأنها نفذت ما قاله بالحرف حول ارتدائها ما تحب طالما لا يوجد غيره كانت ترتدي منامة قطنية لطيفة تصل إلى ركبتيها وبحمالات عريضة قليلا مع فتحة صدر واسعة بعض الشيء ولكن لا تظهر نهديها ظل نظره معلق عليها بانبهار وعيناه تتفحصها بتدقيق لآخر قدمها وأخيرا وصلت له وجلست بجواره ثم غرست الشوكة في قطعة الكعك المتوسطة الموجودة في الصحن الذي بيدها ومدتها لفمه هاتفة برقة
قرب من الشوكة واكلها وهو لا يرفع نظره عنها ليسمعها تهمس بحماس
_ حلوة
اماء برأسه وغمغم مبتسما بعاطفة
_ أكيد حلوة تسلم إيدك
ثم أكمل بنظرة ثاقبة وابتسامته لا تزال تزين ثغره
_ اقفي كدا !
طالعته باستغراب لبرهة ثم هبت واقفة كما طلب فرأت عيناه تنظر لها بنظرات لأول مرة تراها ثم وجدته يرفع سبابته ويلفه بحرطة دائرية قائلا
بحيرة
_ ليه !!
_ اسمعي الكلام بس يلا
اخذت نفسا عميقا وسيطرت على توترها بصعوبة لتدور حول نفسها بحركة دائرية سريعة بعض الشيء وحين توقفت واستقرت عيناها عليه رأته يبتسم بغرام ويغمغم بخفوت رائع
_ بسم الله ماشاء الله .. تعرفي إنك جميلة أوي وكل يوم بتبهريني بجمالك أكتر
اطرقت رأسها أرضا وهي تبتسم بخجل وتفرك في يديها من الارتباك لتتسع ابتسامته ويشير لها بيده أن تنضم له هاتفا بضحكة بسيطة
فعلت دون تردد وجلست بجواره وبعد تفكير عميق واستحياء دام لدقائق همست وهي بين ذراعيه
_ زينو
نظر لها بدهشة بسيطة من الاسم الذي نطقته للتو وضحك ببساطة متمتما
_ زينو !! .. أول مرة تقوليلي الاسم ده بس ما علينا نعم ياملاذ
استجمعت كل الثقة والشجاعة الكامنة في نفسها لتنظر له بثبات وتهتف بخفوت يحمل بداخله كل اشكال العشق والرقة
لجمه الذهول للحظات طويلة بعض الشيء وهو يحدج بها بعدم استيعاب لما سمعته اذنيه للتو ثم بدأت تعود الابتسامة لشفتيه تدريجيا وهو يجيبها بأعين تلمع بوميض السعادة
_ قوليها كمان مرة !
انطلقت على ابتسامة خجلة وهمست بدلال غير مقصود
_ بحبك
رأت عيناه تضحك قبل شفتيه وفي ظرف لحظة وجدته يغار عليه ويمطرها بوابل من قبلاته على وجنتها وجبهتها هامسا
_ وأنا والله بعشقك ياقلب وروح زينو !
ابتعد عنها واطال النظر في ملامحها بأعين عاشقة ودافئة ثم اقترب ناحية ثغرها فتوترت هي بشدة واضطربت من فرط خجلها لتبتعد وتمسك بصحن الكيك وهي تثب واقفة قائلة بتلعثم
_ اااا.. أنا ه.. هروح احط الكيكة في التلاجة عشان نسيتها برا
وفي ظرف لحظة فرت من أمامه كالسهم وما إن خلت بنفسها داخل المنزل بعيدا عن أنظاره اخذت تضحك بعدم تصديق أنها قالتها وأنه أخيرا اعترف لها أنه يحبها كانت تشعر بنفسها تحلق في السماء من شدة سعادتها .. أما هو فكان حاله لا يختلف عنها كثيرا أخيرا ذاب الثلج بينهم وافصحت عن عشقها له .. كان يود كثيرا أن يكمل الليلة معها كما ينبغي لتكون أول لياليهم معا ولكن خجلها وتوترها سيضطره للتريث قليلا في ذلك الأمر ! .
وصل حسن للطابق الموجود فيه غرفة عمه فرآها تقف بجانب باب الغرفة ډافنة وجهها بين ثنايا كفها اقترب منها وابعد يدها عن وجهها هاتفا پخوف
_ يسر طمنيني عمي كويس
اماءت له بوجه عابس وأعين دامعة
_ كويس الحمدلله ماما قاعدة معاه جوا وميار عملوا ليها غسيل معدة ولسا مفاقتش
_ هي عملت إيه في نفسها المچنونة دي !
_ علاء وبابا لقوها شربت علبة البرشام كلها والدكتور قال لو كنتوا اتأخرتوا شوية كمان مكنوش هيقدروا يلحقوها وعلاء طلع دلوقتي تقريبا راح يجيب حاجة وجاي تاني
اجفلت عيناها عنه وبدأت تذرف الدموع في صمت وخرج صوتها يغلب عليه البكاء
_ خۏفت أوي على بابا لما تعب
لم يمهل نفسه اللحظات لكي يفكر كما اعتاد بل
_ الحمدلله إنه بقى كويس متزعليش نفسك كفاية
أغمضت عيناها اشتاقت له ا بشدة بل بالأحرى هي اشتاقت لكل شيء فيه بدرجة لا يتخيلها وتعاني الألم وهي تتصنع أمامه القوة والقسۏة والآن هي لا تريد الابتعاد عنه ولكن عقلها رفض استسلام قلبها الذي لا يجلب لها سوى المتاعب وذكرها بكل شيء فعله معها بداية من ليلتهم الأولى معا حتى إجباره لها على اجهاض طفلهم فابتعدت عنه فورا وقالت بجفاء وحزم
_ أنا هدخل لبابا جوا ومتقربش مني تاني متنساش إنك طلقتني !
فتحت الباب ودخلت لتتركه يقف يحدق على أثرها بشرود وأعين بائسة ولكن سرعان ما ارتفعت الابتسامة لشفتيه تدريجيا حين تذكر كلمتها طلقتني ! .
داخل خلفها بعد أن طرق الباب عدة طرقات خفيفة وسمع صوت عمه وهو يسمح للطارق بالدخول اقترب من عمه وهتف باهتمام
_ عامل إيه ياعمي
طاهر بنبرة عادية تماما
_ الحمدلله يابني بقيت كويس .. أنت عرفت منين