روايه ندي محمود توفيق ج 8

موقع أيام نيوز


مراتك اللي بتقولي محدش يضايقها هي دي اللي اخترتهالوا ياهدى
هتفت هدى بتعجب وهي تنقل نظرها بين زوجة ابنها وميار التي سرعان ما انهمرت دموعها على وجنتيها 
_ حصل إيه ياماما طيب فهمينا
هتفت ميار من بين بكائها بصوت مرتجف 
_ أنا كنت بعمل قهوة لزين وهي شافتني وفضلت تزعق معايا وتقولي إنتي تعمليله قهوة ليه وإنتي مالك وكبتها عليا

كانت ملاذ غير مستوعبة ما يحدث ونظرها معلق على ميار وهي تبكي .. ولا تجد ما تقوله لتدافع عن نفسها حتى لحظات وجاءت رفيف بمرهم للحروق واعطته لجدتها وبدأت الجدة تضعه على ذراعها ثم رفعت الجدة نظرها إلى ملاذ وقالت بلهجة آمرة ومتشفية 
_ اعتذري منها !
نقلت ملاذ نظرها بينهم جميعهم في دهشة حتى استقر نظرها على زوجها وطالعته بنظرة ضعيفة تتوسله أن لا يصدق هذه التفاهات التي يقولونها وبالفعل هو لم يكن يصدق أي شيء وحين وجد الجدة تنظر له وكأنها تطلب منه أن يجعلها تعتذر فهتف بخشونة ونظرة قاټلة 
_ مراتي مغلطتش عشان تعتذر وأنا واثق إنها متعملش حاجة زي كدا والصراحة أنا معنديش دماغ للمواضيع التافهة دي و كفاية أوي لغاية كدا ياجدتي
ثم نظر لزوجته وقال بنبرة غليظة 
_ تعالي ورايا يلا عشان هنرجع بيتنا
ثم استدار ورحل فخرجت ابتسامتها تشق طريقها إلى شفتيها وكادت أن تصل ألى أذنها ثم عادت بنظرها إلى الجدة وحفيدتها ورمقتهم بلؤم وتشفي وهي تبتسم وانحنت ناحية ميار هامسة بنبرة شماتة 
_ ألف سلامة ياحبيبتي تعيشي وتاخدي غيرها
ثم ولتهم ظهرها ولحقت بزوجها بينما هدى ورفيف فتبادلوا النظرات بينهم وهم يحاولون كبت ابتسامتهم وكانت الجدة وميار يشتعلون من الغيظ !! ..........
دخلت ملاذ خلفه واغلقت الباب ثم وقفت أمامه وهتفت بسعادة غامرة 
_ شكرا
لم يبتسم ولم يبدي أي نظرات لطيفة حيث قال بحزم 
_ حصل إيه 
فهمت أنه يريد الحقيقة التي لم يراها كاملة فهتفت في بساطة 
_ ولا حاجة أنا كنت نازلة اشرب ولقيتها بتعمل قهوة وهي اللي فتحت الكلام أنا فكراها بتعملها لنفسها سألتني زين موجود في المكتب فقولت ليها أيوة لقيتها بتقولي أصل أنا عاملة القهوة ليه أنا الصراحة اتغاظت منكرش فشديت معاها وقولتلها تبعد عنك بالذوق احسلها هو ده بس كل اللي قولته والله وفجأة لقيتها بعدين بتمسك القهوة وبتكبها على نفسها وبدأت المسرحية اللي شوفتها تحت دي وجدتك لما جات ميار ضحكتلها ففهمت وبقت تسايرها في اللي بتعمله
أماء رأسه بتفهم وقد هدأت نفسه الثائرة قليلا وهدر 
_ طيب يلا لمي هدومك عشان نمشي
احاطت وجهه بكفيها وقالت في عشق جارف متوسلة 
_ حاضر بس ممكن متضايقش نفسك خلاص حصل اللي حصل وأنا مش مضايقة وكويس أوي إننا هنمشي لإني بقيت مش واخدة راحتي هنا أبدا
تأفف بنفاذ صبر وهو مازال يحمل بعض الڠضب في نفسه من أفعال جدته ولكنه اماء لها بنظرات هادئة وابعد كفيها عن وجهه ليتجه نحو الحمام تاركا إياها تبتسم بانتصار وفرحة غامرة !! ..........
بعد مرور يومين جاء الأب الغائب منذ قرابة شهر واستقبله الجميع بسعادة وترحيب حار فيما عدا ابنته التي كانت تحاول الانخراط معهم في سعادتهم ولكن بلا فائدة !! .....
تعتكف في غرفتها منذ يومين وحالتها النفسية تزداد سوءا كلما يمر الوقت تتجاهل اتصالاته المستمرة ومحاولاته للتحدث معها وترفض بشدة مكالمته أو رؤيته إلا حين يأتي بأوراق طلاقهم وجميع من في المنزل حاولوا فهم أي شيء وما الذي حدث بينهم ليصلهم لهذه المرحلة ولكن أمها أبت الضغط عليها بعدما رأت وضعها النفسي السيء بسبب فقدانها لطفلها ! .
فتح طاهر الباب ودخل ثم دخلت خلفه زوجته ليقترب هو ويجلس بجوار ابنته هامسا بحنو 
_ احكيلي يايسر حصل إيه بينك وبين حسن
هتفت الأم بيأس 
_ أنا ليا يومين ياطاهر أنا وأخوها بنحاول نفهم منها إيه اللي حصل وهي مبتتكلمش
نظر لزوجته وهمس 
_ طيب سبينا وحدنا وأنا هتكلم معاها
تنهدت بنفاذ صبر واستدارت وغادرت تاركة إياهم بمفردهم ليمد طاهر يده ويملس على شعرها برفق هاتفا في خفوت 
_ قوليلي ياحبيبتي .. قوليلي عملك إيه بس وأنا هربهولك مد إيده عليكي !
عصفت بذاكرتها لحظة صفعه لها على وجهها پعنف فقط لأنها رفضت إجهاض الطفل لتنهمر دموعها على وجنتيها وترتمي داخل أبيها باكية بقوة فيهتف هو بصرامة وقلق 
_ يسر قولي في إيه متخلنيش أروح اتصرف مع حسن بطريقتي
ابتعدت عن أبيها وقررت اختراع كڈبة جديدة ولكنها ستكون الأخيرة منذ أن تزوجته فهي تريد الانفصال عنه دون أي ازهاق لنفسها أكثر من ذلك وتريد الانفصال عنه في سلام حتى تتمكن من النظر لحياتها براحة .
غمغمت بصوت مبحوح 
_ احنا مكناش متفاهمين يابابا وحصلت كذا مشكلة بينا بس محبتش أقولكم واقلقكم وكنا ناوين نطلق بس لما عرفت إني حامل فكرت إن اتراجع واحاول اصلح علاقتنا عشان ابننا بس
 

تم نسخ الرابط