روايه ندي محمود توفيق ج 8
المحتويات
_ الجو مش برد للدرجة دي على فكرة !
ضحكت وبادلته مشاكسته قائلة
_ لا برد جدا ده أنا كنت بتنفض من البرد قبل ما تاجي واوضة المكتب بتاعتك كانت دافية شوية فقعدت فيها وغلبني النوم
هب واقفا ونزع سترته عنه هاتفا بضحك
_ لا وعلى إيه أنا اجبلك دفاية وتعيشي جمبها اليوم كله لأن شكلك من النوع اللي بيبرد أوي
ابتسم لها بأسى عند ذكرها لشقيقها وصديقه الحميم ولكن اختفت ابتسامته حين رأى ملامح وجهها التي عبست پانكسار وحزن ليقترب منها مجددا ويجلس بجوارها هامسا في نبرة تنسدل كالحرير ناعمة
_ شفق أنا معاكي ومش عايزك تحسي إنك وحدك أبدا اعتبريني سيف ومامتك وكل حاجة أنا معنديش مانع
_ أنا مش عارفة اوصفلك اللي بحسه كل ما افتكر أنهم خلاص مبقوش جمبي ولا معايا ولا هشوفهم تاني بس إنت أكيد حاسس بيا صح !!
وضع كل شيء جانبا وسمع لصوته الداخلي الذي يطلب منه أن يخفف عنها لعله يهدأ من نيران قلبها الذي هو أكثر من يشعر بالآم الفراق
_ صدقيني مش هتلاقي حد حاسس بيكي أكتر مني
_ وحشوني أوي ياكرم نفسي اشوف ماما وسيف وحشني جدا .. وحشني صوته وهزاره معايا
لمعت عيناه بالدموع هو الآخر ليجيبها في صوت به بحة بسيطة
_ وأنا كمان وحشني أوي
اكملت نوبة بكائها وتركها تخرج كل ما في نفسها المكتظة باللآم
_ عيطي !
_ هاا حاسة نفسك أفضل
جففت دموعها بعدما شعرت بأنها ازاحت ثقلا من على قلبها حين بكت بقوة فهزت رأسها بالإيجاب ثم تطلعت له ورأت عيناه اللامعة بالدموع لتبغض نفسها وټلعن احزانها التي تسبب له الحزن أيضا ووجدت نفسها لا تتحكم في دموعها مجددا وتقول باعتذار وخنق وهي تبكي من جديد
رغم الأجواء الكئيبة التي صنعتها هي ولكنها نجحت أيضا في اضحاكه حيث أجابها بضحكة بسيطة
_ لا إله إلا الله .. افهم بس بټعيطي تاني ليه دلوقتي !
قالت باحتجاج على نفسها وضيق
_ عشان أنا نكدية !!!
لم يتمكن من منع ضحكته المتأججة واجابها في رقة من بين ضحكاتها
نهضت من جانبه واتجهت للحمام بينما هو فضړب كف على كف ضاحكا ثم استقام وبدأ في تبديل ملابسه !! ......
دخلت ملاذ المطبخ لتشرب وإذا بها تجد ميار تقف وتقوم بتحضير كوب قهوة فظنت أنها تحضره لنفسها .. تجاهلتها وفتحت الثلاجة لتخرج زجاجة المياه وتسكب في الكوب لتشربه كله حتى سمعته تسأل بلؤم
التفتت لها بجسدها كاملا وحدجتها قائلة بقرف
_ آه موجود خير
اكلمت ميار بنفس نبرتها المستفزة قاصدة إثارة غيرتها
_ أصل أنا شوفته جاي من بدري من الشغل ومطلعش من Büro المكتب وقاعد بيشتغل فقولت أعمله فنجان قهوة
اشتلعت نيران الغيرة وتأججت حتى كادت أن تصل إلى السقف فاقتربت منها وهي تحاول تمالك أعصابها المتغاظة وهتفت جازة على أسنانها بقوة
_ زين مش بيشرب القهوة ولو شربها مبيشربهاش غير من إيدي فأنا من رأي ياتكبيها ياتشربيها لأنه مش هيشربه
_ بس أنا واثقة إنها هتعجبه !
قالتها بثقة تامة ودلال أنوثي مستفز ففقدت ملاذ السيطرة على نفسها الملتهبة پعنف هاتفة في تحذير مخيف
_ بقولك إيه يابت إنتي تبعدي عن زين بالذوق احسلك بدل ما والله العظيم اخليكي ټندمي على اليوم اللي شوفتيني فيه فاهمة ولا لا
تطلعت إليها ميار بنظرات شيطانية غير مكترثة بتحذيرها المباشر لها ثم دفعتها بعيدا عنها وامسكت بكوب القهوة الساخن وسكبته على يدها لتصرخ بأعلى صوت اوتيت به فيجتمع كل مافي المنزل على أثر صړاخها وأولهم الجدة التي ركضت إليها فزعة وهي تهتف بهلع
_ مالك ياميار ياحبيبتي حصل إيه
ابتسمت ميار لجدتها بمكر ففهمت فورا حيلتها ونظرت الجدة إلى ملاذ المتسمرة بأرضها تحدق بهؤلاء الشياطين في ذهول حتى تجمعوا الجميع وآخرهم زين وبمجرد دخوله صاحت الجدة بملاذ في ڠضب موجهة الكلام لزين في الأساس
_تعالي شوف
متابعة القراءة